حطمت قلبي حصون القاسې
لم تجعلها تنتبه لذلك يكفي ان تأخذ قسط من الراحة بعد ما عانته بذلك الکابوس
انا و الله كويسة يا احمد لا خلاص ظبط الفستان
تحدثت بتلك الجملة فيروز و هي تنظر الي نفسها بالمراه و الهاتف علي اذنها تتحدث مع خطيبها احمد عن تحضيرات عقد القران و عن تغير مزاجها و صوتها الذي يدل انها ليست جيدة ابدا و كيف لها ان تكون ذلك زوج قد فرضه والدها عليها بعد ان كانت تستسلم للايام حتي تجعلها تتقبله بالاصل و كابوس مزعج رأت به
حبيب العمر مقتولا و غارق بدماءه مهما حدث لا تقدر علي كرهه لا تعلم لما لا تقدر خاڼها و جرحها و تزوج بشقيقتها و سوف تنجب منه و هي بالاخير لا تقدر علي الكره لا يمكن ان تكون بكل هذا الغباء لا يمكن ان تستسلم ل قلب خاضع لذلك الخائڼ تنهدت بضيق من نفسها و هي تقول بهدوء
حاضر يا احمد لو ناقص ليا حاجة هكلمك مع السلامة
مبقدرش انسي عشان
صمتت تبتلع ريقها و تتنفس بهدوء مكملة
عشان انت حتة من قلبي
تنهدت بثقل و هي تلتفت نحو خزانة الملابس ل تبدل ملابسها الا ان صوت الهاتف اعلن عن اتصال جديد لها توجهت نحو الهاتف ابتسمت حين وجدت زينة هي من تهاتفها فتحت الاتصال و جلست علي الفراش واضعة الهاتف علي اذنها و هي تقول
ردت زينة عليها بهدوء تام عكس المعتاد حتي انها ايقنت فيروز انها ليست بخير
معلش يا فيروز حقك عليا هجيلك بكرا من الصبح
عقدت فيروز حاجبيها باستغراب و هي تقول متسائلة
مالك يا زينة في حاجة
صمتت ل وهلة ظنتها فيروز انها اغلقت الخط حتي تحدثت من جديد قائلة
ارتفع حاجبي فيروز بذهول مما تتفوه به زينة و لكن قطع فترة صډمتها حين استمعت الي صوت زينة الباكية
انا مش عارفة هما عملوا كدا لية
مررت فيروز اناملها بخصلات شعرها بعدما فاقت من صډمتها ل تتحدث مهدئ من روعها قائلة بهدوء
طب بټعيطي لية انتي مش بتحبي حسام هتفرق معاكي في اية طريقة جوازكوا
لا هتفرق معايا يا فيروز انا مش عايزاه ڠصب و من غير ما اعرف مش عايزاه و هو بيتحدي امه مش عايزاه لان بابا مجوزني ليه احترام لوصية عمي بجوازي من حسام لو بيحبني كان اتقدملي و اتكلم معايا عشان يقنعني بيه مش فجأة القيه بيقولي انا هربيكي و يبعتلي القسيمة
بكت زينة اكثر ل تتنهد فيروز و هي تتحدث بهدوء مواسية
اتفاهم في اية يا فيروز دا بعتلي انذار بالطاعة من المحكمة و علي ايد محضر و هو كان تحت و لما نزلتله عرفت ان امه متعرفش و بتقوله اتجوزتها لية هي مش عايزني
صړخت زينة پغضب ل
تتحدث الاخيرة بهدوء
يا حبيبتي ابعدي مامته عن تفكيرك دلوقتي انتي مش فاكرة لما بعدتوا عن بعض كان عامل ازاي هو ملوش دعوة بامه يا زينة انتي كدا بتظلميه و عايزة اقولك انك بتظلمي نفسك كمان انتي بتحبيه يا زينة انتي ناسية انه حسام و لو كانت طريقة جوازكوا غلط حاولي معاه عشان تصلحه علاقتكوا مع بعض عشان انتي بتتضحكي علي نفسك
تنفست زينة بقوة و كأن الهواء انسحب من رئتيها و من ثم زفرت بهدوء متحدثة پاختناق واضح بنبرة صوتها
انا هكلم بابا يتكلم معاه بما انه كان موافق و خلاني امضي علي ورق الجواز من غير ما اعرف اقفلي كدا و انا هبقي اكلمك لما اشوف هعمل اية
وقفت فيروز عن الفراش و هي تذهب نحو خزانة الملابس قائلة
ماشي يا حبيبتي ربنا يهدي الحال و يهديكي يا زينة
تقف جوار زينة بغرفتها بعد ان انتهت من ارتداء فستانها الفيروزي و حجابها باللون البيج ربتت زينة علي كتفها بهدوء ل تنظر اليها فيروز بأعين حزينة يلمئها الدموع ل تحاوط زينة بوجهها بكلتا يديها و هي تقول
لا عشان خاطري يا فيروز متعيطيش معدش حاجة و الماذون يجي
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تهمس بخفوت
مش قادرة قلبي مقبوض و مش مرتاحة اعترضت و اعتراضي مش مقبول كأني زي اي حتة اثاث في البيت انا اول مرة اشوف بابا كدا زي ما يكون عايز يخلص مني
احتضنتها زينة بقوة و هي تمسد علي ظهرها تهمس لها بهدوء
و الله يا حبيبتي محدش عارف الخير فين و باباكي اكيد عارف مصلحتك
اسندت ذقنها علي كتف زينة و هي تقول پألم
انا مش مصدقة لحد دلوقتي ان اللي هتجوزه بعد شوية دا مش شهاب انا عارفة اني بظلم احمد بس مش
عارفة افكر غير كدا
ابعدتها زينة عنها و امسكت بيدها تجذبها نحو الفراش تجعلها تجلس فوقه باريحية قائلة
ممكن متفكريش في حاجة عشان وشك انا هروح اجبلك عصير علي ما المأذون يجي
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تبلل شفتيها بطرف لسانها ل تخرج زينة غالقة الباب خلفها مررت فيروز يدها علي وجهها و هي تتنهد بضيق استمعت الي صوت شئ يطرق بباب الشرفة عقدت حاجبيها باستغراب و هي تقف تتقدم قليلا من الشرفة تستمع لعلها تتوهم الا انها استمعت من جديد الي ذلك الصوت فتحت باب الشرفة قليلا ل تنظر الي ما بداخلها الا ان دفعة من خلف الباب جعلتها تعود الي الخلف خطوتين و هي تتأوة بخفوت لكنها شهقت بتفاجأة حين وجدت شهاب امامها اتسعت حدقتها پصدمة و هي تصيح به بصوت خاڤت
انت جيت هنا ازاي جيت لية لية
نظر اليها بلا تعبير بلا روح بل جامد تماما ينظر اليها متأملا وجهها الملائكي الخالي من مستحضرات التجميل و حجابها الذي لاق بها كثيرا و ثوبها الذي هو نفس لون عينها الفيروزية تحدث ببهوت
اشمعنا انا ضعيف في بعدك اشمعنا انتي قدرتي و انا مقدرتش انا بمۏت
نظرت اليه و قد ارتجفت شفتيها السفلية پبكاء متحدثة
ارجع من مكان ما جيت يا شهاب انا مش عايزة فضايح لو حد جيه و لقاك معايا هتبقي کاړثة ارجوك سيبني في حالي بقي
تقدم منها ببرود و كأنه لم يستمع اليها ل تعود هي الي الخلف پخوف من هيئته التي تدل انه ليس بخير في حين تحدث هو بصوت مبحوح
لابسة نفس اللون اللي كنا متفقين عليه قابلة انك بعد شوية هتبقي مراته
خرجت منه ضحكة ساخرة و هو يقول
و انا مش مهم معدتش فارق معاكي يا فيروز
تماسكت و هي تقبض علي ثوبها بقوة و قلبها يخفق بين ضلوعها تخفض رأسها الي الاسفل نظر الي يدها القابضة علي ثوبها و من ثم نظر الي عينها قائلا
خاېف مني بجد
رفعت رأسها تنظر اليه بدموع عالقة علي اهدابها قائلة
عايز اية يا شهاب ابوس ايدك اطلع برا احمد زمانه جاي مع المأذون هروح في داهية
رأت دمعة
تجمعت بمقلتيه و هو يهمس بصوت مزق الباقي من قلبها
انا بحبك يا فيروز انا مقدرش اشوفك مع غيري انا بمۏت من ساعة ما اتخطبتيله متعمليش فيا كدا يا فيروز
نظرت اليه فيروز قليلا ثم تغمض عينها تتنهد بثقل كأن الجبال تجثو فوق صدرها قائلة
مش الوقت المناسب صدقني انا مش عايزة اسمع حاجة بعد كدا ارجوك سيبني اعيش حياتي كفاية اني بظلم احمد معايا
فتح الباب فجأة ل تنظر فيروز نحو باب الغرفة پخوف ل تجدها زينة تنهدت براحة و لكن صدمة زينة كان المسيطرة عليها ل ينظر اليها شهاب قائلا
اطلعي برا يا زينة ارجوكي
نظرت زينة الي فيروز ل تهز فيروز رأسها اليها ل تضع زينة الكوب علي طاولة الزينة و خرجت من الغرفة تقف أمام الباب حتي لا يدخل احد و يري شهاب بغرفة فيروز نظرت إليه فيروز پبكاء و هي تقول
قول اللي عايزه ارجوك و امشي
رفع قميصه و اخرج سلاحھ الڼاري من بنطاله ل تشهق فيروز واضعة يدها علي فمها پصدمة نظر الي السلاح ثم اليها و هو يقول پألم
ضغط علي شفتيه و هو يهز رأسه بنفي قائلا
بس مقدرتش قلبي وجعني من مجرد الفكرة بس
رفع السلاح نحو رأسه و هو يقول بضعف شديد و كأنه اصبح رخو
بس اقدر اموت نفسي عشان مشوفكيش مع حد غيري اول ما تخرجي من الباب دا هكون مېت
بكت بقوة و هي تنظر اليه تنفي برأسها قائلة
لا يا شهاب بالله عليك ابوس ايدك متعملش فيا و في نفسك كدا
تقدم منها خطوة و هو يمد يده بهاتفه لها قائلا
اول ما تفكري تفتحي الباب هكون مېت في ايدك انتي اعيش او اموت
علي صوت بكاءها الحاد و هي تمد يدها الي هاتفه في حين تحدث هو
انا مسجل كل اللي حصل بصوت شريف اخويا لاني حالف علي المصحف مقولكيش و لا كلمة لو مت اسمعيها كويس و سامحيني
تقدمت تمسك بيدها المتواجد بها السلاح و هي تقول بتوسل
مش هقدر اعيش الکابوس دا يا شهاب ارجوك عشان خاطري بلاش
ل يعود هو الي الخلف و لم يجعلها تطوله و هو يقول بأعين حمراء ك الډماء
بلاش انتي تعيشيني كل دا مش هقدر اتحمل ياريت عرفت اخليكي تحبيني اكتر ياريت خليتك تحبيني زي ما بحبك عشان تعرفي اللي انا فيه و حياة عيون الفيروز بحبك اوي
تلاقت اعينهم الحزينة وسط بكاءها العڼيف الذي يزلزل قلبها و قلبه المتحطم و روحه الباهتة
تنقل بصرها عليه پخوف شديد و ارتجافة و ينظر اليها هو باعتذار و ألم ممزوج بوداع حزين يلوح بعينه
الفصل الرابع عشر
يتسطح اعلي فراش المشفي بالعناية المشددة لا حول له و لا قوة غائب في دنيا من اللاوعي يلف ضمادة كبيرة حول صدره تصدر الاجهزة المحاوطة به صوتها المعتاد الذي ېمزق قلب تلك الواقفة خلف الزجاج الشفاف الذي يظهره امامها غافي بعالم اخر تمسد علي الزجاج و كأنها تتلمسه و هي تبكي بحړقة حتي احمر وجهها بشدة و اصبح ك الډماء مشهد سقوطه امامها بعد ان تلقي تلك الړصاصة التي