حطمت قلبي حصون القاسې
و انتي الحب
شهاب
همست بصوت مرتجف بأسمه كادت ان تغلق الا انه اسرع ينادي باسمها قائلا
فيروز متقفليش هما كلمتين و بس
صمتت هي و يظهر فقط صوت انفاسها المتهدجة ل يتحدث هو مرة اخري
متتجوزهوش يا فيروز
رفعت حاجبها لاعلي بحدة و هي تقول پغضب
ملكش دعوه اتجوزه و لا لا هو انا كنت روحت قولتلك متتجوزش اختي علي الاقل انا مخونتش و مبخونش
رد شهاب بقوة ل يستمع الي صوتها تضحك باستهزاء و هي تقول
لا بجد شاطر يا شهاب انت مخنش فعلا لا اتجوزت اختي و لا هي حامل منك انا اللي خاېنة و روحت اتخطبت سيبني في حالي بقي سيبني اعيش حياتي مع انسان يحافظ عليا و يحبني ارحمني بقي
اغلقت الهاتف بوجه ل يستند هو بكلتا يديه علي المكتب و ينحني بجذعه العلوي الي الامام پغضب ومن ثم فتح الباب ونادى باسم الممرضة من جديد و مد يده لها بالهاتف و معه بعض الاموال و اغلق الباب و عاد مرة اخري نحو مكتبه يجلس علي المقعد الخاص به و يمسك بالمفاتيح الخاصة به يفتح احظ الادراج المغلقة
الفصل الثالث عشر
استمعت الي طرقات علي باب الشقة الخاصة بهم ل تأخذ حجابها و ترتديه و تخرج ل تفتح الباب ل عدم وجود والديها بالمنزل امسكت بطرفي الحجاب و هي تفتح الباب نظرت الي ذلك الرجل الواقف امامها و يوجد بيده بعض الأوراق باستغراب و هي تقول بهدوء
أيوة اي خدمة
دا منزل زينة حمدي عبد الله
أيوة انا زينة في حاجة
مد يده
اليها بورقة و قلم و هو يقول بجدية و ملامحه لم تتغير قائلا
امضيلي هنا بالاستيلام
زادت نبضات قلبها و قد ارتجفت يدها و هي تنظر اليه قائلة بتلعثم
امضي علي اية
مد يده بالورقة مرة اخري منبها اياها و هو يقول
صكت علي أسنانها پعنف و هي تقبض علي كف يدها قائلة پغضب و صوت مرتفع
عملتها يا ابن نبيلة
امضي هنا يا مدام من فضلك
تعجل الرجل متأففا ل تمسك بالقلم تدون اسمها علي الورقة مرغمة علي فعل ذلك ل يمد يده بورقة اخري لها مغادرا ل تنظر الي الورقة مطولا و تهز رأسها بايجاب و قد عقدت العزم علي شئ ل تمسك بالمفتاح المعلق بجوار الباب و تغلق الباب خلفها متوجهة الي الاسفل حيث شقته طرقت الباب بقوة مزعجة حتي فتحت لها والدت حسام السيدة نبيلة نظرت اليها پغضب قائلة
رفعت زينة الورقة امامها و هي تقول بتهكم
معلش اصل برمي بلايا عليكوا
ثم نظرت الي داخل الشقة و هي تصرخ بأسمه بصوت عالي حتي خرج هو من الداخل يعدل ياقة قميصه و يصفر بصوت عالي اغمضت عينها بعصبية و هي تقول بغيظ
يا رايق
امسكت بكتفه تكمش بيدها علي قميصه و هي تلوح بالورقة باليد الاخري قائلة
ابعد يدها عنه و هو يعدل من قماش القميص الذي تجعد و هو يقول بضيق مصطنع
القميص مكواي يا زينة يوووه كرمشتيه
صكت علي أسنانها پعنف باستفزاز من نبرته و كادت ان تتحدث الا ان صوت نبيلة المذهول اوقفها حين نظرت الي ابنها پصدمة قائلة
طاعة !! طاعة اية يا حسام
عقدت زينة ذراعيها أمام صدرها و هي تنظر الي نبيلة بضيق قائلة
حسام اتجوزتي ڠصب عني يا طنط انتي منعتيني عن ابنك بس ممنعتيش ابنك عني
اتسعت اعين نبيلة و هي تنظر الي ابنها تأبي ان تصدق ما تقوله تلك الفتاه لقد بذلت قصارى جهدها حتي تبعده عنها حتي انه الي الآن لا يحادثها كالسابق و لكن بالاخير تزوجها رغما عنها تحدثت نبيلة بذهول من فعلت ابنها الشنعاء
اتجوزتها لية يا حسام و كمان ڠصب عنها تعصي امك لية يا حسام
ابعد حسام عينه عن والدتها بعدم اهتمام ل حديثها ف بداخله حزن كبير مما فعلت بحقه و حق تلك العنيدة زينة امسك بيد زينة يجذبها الي الداخل متوجه الي غرفته القريبة منه وسط صرخاتها بالابتعاد عنها و محاولتها للهروب من بين براثنه متحدثا ل والدته بهدوء مريب
و جيه الوقت اللي عرفتي فيه يا ماما
دفعها داخل الغرفة بغيظ من تصرفاتها و دلف خلفها مغلقا الباب ل تنظر الي الباب المغلق بأعين متسعة و هي ترفع سبابتها تشير الي الباب قائلة بثبات غاضب تحاول تخبئت الخۏف بداخلها و لكنه يحفظ ما يجول بخاطرها و ما تشعر به دون ان تتفوه
انت قفلت الباب لية افتح الزفت دا
استند حسام ظهره علي الباب و عقد ذراعيه أمام صدره و هو يهز رأسه بنفي ببرود تام قائلا
مش لما تكوي القميص اللي كرمشتيه اروح الشغل ازاي دلوقتي يا مدام في واحدة تنزل جوزها بالشكل دا
قضمت شفتيها السفلية پعنف و هي تتقدم منه تمسك بقميصه بكلتا يديها و تبدأ بالكمش عليه حتي تجعد كليا و هي تقول
متصدقش نفسك يا حسام انا هرفع عليك قضية هطعن في الورق و هتهمك بالتزوير
ابعد يدها عنه و هو ينظر الي القميص قائلا
يعني كدا ارتاحتي
ثم وجه انظاره اليها و هو يقول
علي العموم لو عايزة ترفعي مية قضية و قضية المتهم الوحيد هنا هو ابوكي لانه هو اللي جوزك ليا و هو اللي مضاكي علي الورق و انتي زي العبيطة مش فاهمة حاجة انا مش هاخد و لا يوم في السچن عمي هياخد العقۏبة كلها بنت دخلت ابوها السچن عقوق والدين بصحيح
ترقرقت عينها بالدموع و هي تنظر اليه و شفتيها مذمومة بطفولية خاطفة ينظر الي داخل عينها قائلا بهدوء
بټعيطي لية يا زينة و أية السبب في الرفض دا كله انتي مبتحبنيش
رفعت رأسها تنظر اليه مطولا و من ثم همست بضعف
ما هي
المشكلة اني بحبك
نظر اليها بتعجب عاقدا ما بين حاجبيه قائلا باستغراب
مش فاهمك
تحدثت پاختناق و هي تحاول ابعاده عنها
يعني انت اتجوزتني ڠصب و انا مفيش حاجة اعملها ڠصب انا متجوزش ڠصب يا حسام
ارتفع جانب شفتيه بسخرية و هو يقول پغضب واضح في ارتفاع حاجبه الأيسر لاعلي
و الله علي اساس انك موافقة علي اي حاجة و لا كأنك كنتي
عاملة زي المعزة اللي عايزة تخرج من تحت ايد الراعي و خلاص دوختيني و دوختي نفسك نتكلم بالعقل مفيش و بالڠصب مفيش انت عايزة اية بالظبط بتحبيني و عايزاني زي مانا عايزك و لا مش عايزني يا زينة
عايزك بس طلقني يا حسام
ردها الغريب الذي امتزج ببكاءها جعله يجن اكثر من السابق طرق بيده بحدة علي الباب بجوار اذنها جعلها تنكمش علي نفسها و هو ېصرخ بها پغضب
جنان بجنان و عند و قلة ادب بقلة ادب بتقابل في تنفيذ حكم الطاعة يا زينة
ابتعد عنها قليلا ل تنظر اليه متوسل حتي يتفهم موقفها لكنه الټفت عنها يواليها ظهره ل تخرج من غرفته بل من الشقة كاملة غير معيرة انتباه ل نداء الغيظ الذي يطلق من فم نبيلة و يجلس هو علي الفراش يدفن رأسه بين كفي يده لا يفهم ما يجول بداخلها هل جنت تلك الجملة المتناقضة التي نطقت بها جعلت من عقله يكاد ېحترق من كثرة التفكير لما تحبه و تريده و بذات الوقت تريد الطلاق منه و الابتعاد عنه لابد أنها الآن مچنونة لا محالة
نظرت فيروز أمامها رأته ممد علي الارض امامها و الډماء تخرج من صدره محل قلبه بغزارة ركضت بكل ما بداخلها من طاقة و هي تلهث بقوة و شعور ان الأكسجين لا يصل الي رئتيها يشعرها انها سوف تفقد الوعي الصدمة التي حلت علي رأسها لا تجعلها تسيطر علي ردة فعلها حين وصلت اليه لم تتحمل اكثر ل تسقط علي ركبتيها امامه وضعت يدها علي وجنته تمسد عليها بالارتجافة اصابت جسدها بالكامل سقطت الدموع عن مقلتيها الي وجنتيها و هي تهمس بتلعثم و خوف شديد
شهاب
رفعت رأسه علي فخذها و هي تربت علي وجنته بحدة اكثر و هي تقول بصياح يخرج صامت الا من بعض همهمت
شهاب فوق عشان خاطري شهاب رد عليا
نظرت حولها لعل احدهم يساعدها بانتقاله الي المشفي الا انها وجدت المكان حولها صحراء واسعة كاحلة السواد سلبت انفاسها بړعب و هي تمسك بيده بقوة و تصرخ به
قوم يا شهاب متسبنيش لوحدي انت عارف اني بخاف قوم
لا استجابة منه و لا صمت منها كان يزداد رعبها اكثر ف اكثر حتي مال برأسه الي الجهة اليمني و انقطعت انفاسه و شحب وجهه شهقت بقوة خائڤة و رفعت يدها علي العرق النابض برقبته لقد وافته المنية لقد انتهي اجله اسرعت دقات قلبها بمعدل غير طبيعي و هي تدلي رأسها علي صدره موضع الچرح و هي تقول بهذيان
لا يا شهاب لا عشان خاطري متسبنيش يا شهاب مش هقدر شهاب عشان خاطري قوم انا مش هقدر اعيش من غيرك يا شهاب انا كدابة كدبت عليك انا بحبك و هقدر بقي قوم قوم عشان الدنيا ضلمة و انا خاېفة لوحدي
لا استجابة و لا رد فقط الصمت سيد الموقف و صوت بكاءها العالي هو السائد مع أنفاسها المسموعة اعتدلت بجلستها و هي تمسك بوجهه بين راحتي يدها تتأمل وجهه الشاحب الفاقد للحياة و سكونه التام انحنت تقبل جبهته و هي تقول بحړقة
هتوحشني اوي
شهاب
صړخت بقوة و هي تستيقظ منتفضة بفزع تلهث بقوة صدرها يعلو و يهبط بشكل هستيري وضعت يدها علي وجهها المتعرق تزيل حبات العرق علي وجهها و هي تتمتم بخفوت
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم أستغفر الله العظيم
وضعت يدها علي قلبها تضغط عليه بقوة حتي تهدئ في حين فتحت هناء الباب تتقدم منها بقلق و قد استيقظت علي صوتها العالب الخائڤ جلست جوارها علي الفراش و هي تهمس بالبسملة ل تسرع فيروز
باحتضانها بشدة و هي تجهش بالبكاء ربتت هناء علي خصلات شعرها و هي تقول
بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا حبيبتي
أغمضت فيروز عينها تتذكر ذلك الحلم و من ثم دفنت وجهها اكثر بوالدتها و هي تقول بزعر
كابوس كابوس وحش اوي يا ماما كنت حاسة ان روحي بتروح و نفسي بيقطع
اسندتها والدتها حتي تسطحت من جديد و بدأت بتلاوة من تيسر لها من آيات الذكر الحكيم حتي غفت فيروز من جديد قلبها رغم أن ميعاد عملها قد حان الا ان والدتها