علي السحور بقلم فاطمه الالفي
أت يحيي يستوقفه بتسأل
أنت ساكن هنا
هز رأسه بإيماء خفيفة وقال بتوتر
أيوة يا باشا تحت أمرك
نظر يحيي لتاكسي بت وقال
والتاكسي دا بتاعك
ايوة يا باشا والرخصة سليمة وكل حاجة تمام
تعرف واحد أسمه عمرو مكاوي
هز رأسه نافيا وقال
لامؤخذة يا باشا ماحدش هنا في المنطقة بالاسم ده
رفع يحيي الصورة الخاصة بعمرو ووضعها أمام الشاب وهتف بتسأل
دقق الشاب النظر بالصورة وهتف بدهشة
أنا أعرفه يا باشا ولسه مواصله الكومبوند إللي ساكن فيه هو وبنته من حوالي ساعة حتى نسي المحمول بتاعه في العربية ولم رجعت عشان اديهوله الأمن منعني وقال مش موجود حد هنا
أخرج الشاب الهاتف من جيب بنطاله واسترسل حديثة
ركض مصطفى عندما أستمع لحديث الشاب ولحق به معتز خوفا من تهوره واستقل سيارة أجرة تقلهم إلي حيث الكومبوند وترك يحيي مع الشاب
سحب يحيي منه الهاتف وأمر إحدى الضابط بالتحفظ على الشاب وأسرع هو يلحق بهم يخشى عواقب وخيمة قد تحدث أذا لم يلحق بهما
نهض مسرعا وأمسك بها ېصرخ بوجهها
أنتي فاكرة أنك ممكن تخرجي من تحت رحمتي لا تبقي غلطانه أنتي هنا لحد ما أخد حقي من ابوكي أنا مابسبش حقي يا شاطرة واياكي أسمع نفس لو حصل مني حاجة ھك واډفنك مكانك وماحدش هيحس بيكي يبق أفضلك تسمعي كلامي من سكات وتنفيذية مفهوم ولا مش مفهوم
بحث عن حبل ليقيد حركتها ثم قيدها بالمقعد لكي لا تتحرك ولا ي لها صوت ووضع لاصقه على فمها ثم اغلق الغرفة وهبط الدرج يبحث عن هاتفه
راح فين بس أوف
دلف غرفة مكتبه وفتح الدرج ووجد هاتفه الآخر فصل شحنه وضعه بالشاحن ثم جلس خلف المكتب وشرد بذهنه يخطط بما هو سيقدم عليه
لكم مصطفى رجل الأمن عندما منعه من الدخول وأوقعه أرضا وأسرع هو ومعتز يدلفون داخل الحديقة ثم وقف مصطفى وهو يطرق الباب بقوة
أبتسم عمرو بسخرية بعد أن تأكد من خزينته الممتلئة ثم وقف خلف الشرفة يتطلع للخارج
وجد مصطفى وبجانبه معتز ازدادت إبتسامته الساخرة ووجده الوقت المناسب ليبعث بكلاهما
صعد الدرج وتوجه الي الغرفة جذب ملك من رثغها لتسير جانبه وهي مازالت مقيدة ثم هبط بها الدرج وذهب لفتح الباب وهي أمامه يتحامى بها
ملك حبيبتي أنتي بخير يا بابا
أي حد فيكم هيعمل أي حركة هيكون السبب في أنهاء حياتها
ابتلع مصطفى ريقه بتوتر وقال
ممكن تسيب البنت هي مالهاش ذنب في حاجة وأنا قدامك أهو لو عاوز تخلص عليه انا مش همنعك
أرفعوا ايديكم لفوق والمسډس اللي معاك أحدفه لعندي
فعل مصطفى ما إمرة به والقي بالمسډس أسفل قدمي عمرو انحني عمرو بجذعه والتقطته ثم دسه بجيبه الخلفي وعاد يتطلع إليهم قائلا بثبات
رحمة تخصني وزي ما قدرت تهربها مطلوب منك ترجعها تاني لعندي وتاخد بنتك وتمشي في سلام
نظر له مصطفى برجاء
أرجوك قربش أنا عاوز بنتي بخير
أشفق معتز على حالته وهز رأسه بخفه وظل واقفا مكانه يحاول السيطرة على غضبه وراودته فكرة يريد فعلها لكي يبعد تلك الصغيرة عن ذلك الحړب القائم
هتف معتز بمكر
لو رحمة جت هتسيب البنت تروح مع باباها
هتف عمرو بجدية
بالظبط هي مش لازماني في حاجه حسابي معاك أنت ورحمه
تنهد بضيق ثم أخرج هاتفه واراد أن يضيع بعض الوقت ريثما يأتي يحيي وعندما أستمع لصوت سيارته قرر أن يهاجم عمرو
ولكن عمرو علم بخداع معتز وركض هاربا للطابق الثاني واراد الهروب أن تحلق به الشرطة
صړخ معتز بتأوه ولكن أراد أن يلحق به وقدمته ټ لم يستطيع الوقوف عليها وعندما دلف يحيي تفاجئ بوضع معتز هاتف الإسعاف ليتم نقله إلى المشفى وأمر القوة بالقاء القبض على عمرو حيا كان أو مېتا
الفصل التاسع عشر
چريمة على السحور
بقلم فاطمة الألفي
هتف معتز صارخا بوجه يحيي الذي يجلس أمامه يتفقد موضع ق وما أصابه من چرح
ألحقه يا يحيي بسرعة ما يهرب
انت پت كتير ولازم انقلك المستشفى وعمرو في قوة شرطة هتعرف تجيبه خفش ثم هتف بقلق وهو يحاول أن يساعده على النهوض
قوم معايا مش هنستنى الإسعاف
وقف مصطفى ينظر له ف وهو متشبث بابنته
أنا أسف
ربت يحيي على كتفه وقال
خد بنتك والدتها تطمن عليها وهنقفل التحقيق بعدين
أتى الضابط وهو يلهث أنفاسه ووقف أمام يحيي هاتفا پغضب
ماقدرناش لحقه للاسف هرب
انفعل يحيي وهتف منفعلا
يعني ايه هرب منك يا سيادة الرائد
اشټعل وجه معتز ببركان من الڠضب وصړخ باعلى طبقات صوته
الحيوان ده
أنا اللي هخلص عليه مش معقول تكون روحنا كلنا تحت أيده
أنشغل يحيي بنقل معتز إلى المشفى أما عن مصطفى احتضن ابنته وعاد بها إلى منزله من أجل أن يقر بها عين زوجته
نجح بالفرار من
قوة الشرطه التى كانت تلاحقه واستقل بسيارة كانت تنظره خلف الكومبوند ولم يكن داخلها إلا سيما طليقة معتز التى قررت أن تساعده بعدما علمت من أحدى الأشخاص أنه تم خطڤ رحمة بيوم الزفاف وهذا ما جعلها تشعر بفرحة الانتصار وقررت أن تتحالف معه لكي تزيح رحمة من طريقها
وقاد سيارتها بسرعة چنونيه متوجها إلى مزرعة خاصة بوالدها تبعد عن القاهرة بآلاف الأميال وطوال الطريق وعمرو يرقد بالمقعد الخلفي لكي لا يراه أحد
وصلت لحدود المزرعة بعد قيادة ساعتين متواصلين ترجلت أولا من سيارتها ولحق هو بها إلي أن دلفت لداخل المزرعة ولم يشعر بها أحد
زفر عمرو أنفاسه بهدوء وجلس بتعب ثم نزع قميصه تحت نظرات سيما الصاډمة
أعطاها ظهره وقال
وأنا بهرب من البوليس اتصوب عليه ضړب الڼار وفي شاظية جرحت كتفي ممكن تساعديني
تفهت الموقف واسرعت تبحث عن حقيبة الاسعافات الاولية لكي تعقم چرحة وبالفعل وجدتها بغرفة المكتب الخاصة بوالدها وعادت إلى عمرو وجلست خلف ظهره وبدأت في تعقيم چرحة وأخبرته أنه چرح ضئيل
ووضعت لاصقة تغطي الچرح
قال عمرو بعد أن أنهت ما فعلته
بتساعديني ليه
ضحكت بخفة وقالت
عشان مصلحتنة واحدة أنا طليقة معتز وعرفت إللي حصل منك وكنت جاية اقدم لك عرض عرفت أن الشرطة في المكان قررت اساعدك واخلصك منهم وفعلا اللي خططت ليه حصل لانك حاولت تهرب منهم وأنا كنت مستنيه ورا الكومبوند وقدرنا نهرب منهم فعلا
تأفف بضيق وقال بثبات ها وبعدين
نعمل ديل مع بعض عشان زي ما قولتلك مصلحتنة واحدة أنا اللي يهمني معتز وأنت يهمك رحمة مش كدة ولا ايه رحمة لو بعدت عن طريق معتز يبق كده خلاص معتز رجعلي وانت بقا عندك رحمة عاوز ټخطفها تتجوزها تها اي حاجة بقا خصنيش
موافق بس على شرط
إية هو الشرط ده
رحمة تأذيش أنا عاوزها سليمة في مقابل هبعد عن البلد خالص ومش هتعرض لمعتز تاني أنا اللي يخصني رحمة وبس وانا زي ما تقولي كده خسړت كل حاجة ومابقاش في عندي حاجة اخسرها لو رحمة مارجعتليش تاني والمرة دي عاوزها برضاها مش ڠصب عنها ولا مجبرة لا عاوزها بكامل إرادتها وهنسيب البلد ونسافر أي مكان في العالم بعيد عن هنا
لاحت ابتسامتها ومدت يدها تصافحه وهي تقول
موافقة وهساعدك في اي حاجة تقول عليها هنفذها فورا
صافحها هو الآخر وهتف بانتصار
يبق متفقين وأنا هقولك المطلوب منك إية بالظبط تنفيذيه بالحرف الواحد مش عاوز أخطاء
داخل المشفى
كان يحيي يقف أمام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب ومعرفة وضع معتز
بعد مرور ساعة غادر الطبيب العمليات ووقف يتحدث مع يحيي
تنهد يحيي بارتياح
الحمد لله اقدر أشوفه يا دكتور
دلوقتي هيتنقل الاوضه وتقدر تشوفه ومحتاجين النيابة عشان نخلي مسئولية المستشفى
ربت يحيي على كتف الطبيب وقال
قلقش يا دكتور انا رئيس مباحث واجراءات التحقيق هتنتهي
بعد لحظات غادر معتز العمليات وظل قرابة الساعة بغرفة الإفاقة وبعد أن أسترد وعية رفض أن يضل بالمشفى وأصر على الخروج
يحيي من فضلك خلص إجراءات خروجي من هنا مش هفضل اكتر من كدة رحمة والولاد في الفيلا لوحدهم ونساش أن عمرو حر طليق ما أضمنش يقدر يعمل ايه كمان محتاج منك خدمة محتاج حراسة مشددة على الفيلا طول ما عمرو هربان مافيش راحة ولاهيغمض ليه عين غير لم ينتهي من حياتنا للابد
معتز أنا مقدر خۏفك على مراتك والولاد بس على الاقل تفضل انهاردة تحت الملاحظة وانا ممكن أجبلك مراتك لحد عندك
هز رأسه نافيا
مش هقدر يا يحيي انا لازم أكون جنبهم مش موجود هنا
هتف يحيي على مضض
مطر انفذلك أوامرك بس توعدني تخلي بالك من نفسك وبلاش أجهاد ولا تهور واي حاجة تحصل تلبغني بيها
في المساء أنهى يحيي إجراءات مغادرة المشفى واتكز معتز على كتف يحيي مغادرين المشفى سويا ساعدة يحيي واراح ة بالمقعد الامامي للسياره واستقل هو خلف المقود وقاد سيارته ببطئ ليقل معتز إلى حيث منزله
لم يغمض لها جفن منذ يومان وألان ينهشها القلق فمنذ أن غادر معتز المنزل صباحا وهي لا تعلم عنه شيء
جلست بغرفة الصغار تسرد لهما بعض القصص والحكايات الكرتونية الشهيرة إلى أن غفلوا في ثبات
دلفت إلهام الغرفة برفق وهي تقول
الولاد نامو
هزت رأسها بالايجاب وعيناها متعلقة بالفراغ شاردة حزينة على ما يحدث معها
اقتربت إلهام منها بهدوء محاولة أن تطمئنها
عمليش في نفسك كده يا حبيبتي الباشمهندس زمانه على وصول هو كده الباشمهندس معتز لم بيغضب وينفعل بيسيب البيت لم يهدى خالص شويا وهتلاقية قدامك وگان مافيش حاجه حصلت
انسابت دموعها ونظرت لها بحزن ثم قالت
أزاي ما فيش حاجة حصلت وانا السبب في كل اللي بيحصل معانا أنا بجد تعبت ومابقتش فة أعمل إيه أنا نفسي ربنا يريحني من الدنيا كلها
استهدي بالله وقوليش كلام زي ده أنتي ناسية ولادك ولا ايه مش دول محتاجين ليكي مش انتي الام والاب دلوقتي انتي عايشة عشانهم ليه تيأسي بالشكل ده وبعدين ربنا بعتلك اللي يقف جنبك ويسندك انتي وولادك ومستعد يهد الدنيا عشانك انتي ليه مش مقدرة قيمة الراجل اللي بيحبك وصاينك ومش متحمل عليكي نسمة الهوا تدايقك
هتفت بحزن ې قلبها
وجودي