حطمت قلبي حصون القاسې
عينها امسك بيدها يربت عليها برفق و رفعها ل يقبل باطنها و هو يهمس بلين
اهدي يا روز اهدي
هزت رأسها بنفي و هي تجهش بالبكاء ساحبة كف يدها عن يده تضعها علي وجهها و تبدأ باصدار شهقات عالية من داخل صدرها پألم يجتاحها لكنها تحدثت من بين تلك الشهقات قائلة
هو كداب انا بنتهم انا بنت اكرم و هناء مش بنت حد تاني انا فيروز اكرم علام
واحد يجي يقولي انتي مش بنتهم و اصدقه كدا عادي انا
بنت اكرم علام صح انا بنته
توسلت بأعين دامعة و هي تقول برجاء
قولي اني بنته يا شهاب عشان خاطري
صمته دام و لم تطمئن لذلك ابدا نظرت اليه برجاء و قد احتد صوت بكاءها العالي بانين مؤلم احني رأسه الي الاسفل و لم ينظر الي عينها الباكية التي تعزف الحان حزينة علي اوتاره شهقت بحدة و قد تملكت منها نوبة من البكاء الحاد لم تستطع الا أن تلقت بجسدها علي الارض تبكي ل يتنهد هو بأسي يبدو ان القادم اقسي بكثير من زي قبل جلس جوارها علي ركبتيه وضع يده علي كتفها و هو يهمس بهدوء
قطعت جملته حين القت بيده عن كتفها بقوة و نظرت اليه بلوم و هي تصرخ به پاختناق متسألة
كنت عارف
ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر اليها قليلا بصمت ل تهز رأسها بنفي و هي تتحدث بدموع قائلة
لا يا شهاب لا عشان خاطري أنت مكنتش عارف لا
همس الاخير باعتذار و هو يجذب خصلات شعره الي الخلف من شدة غيظه و ضيقه قائلا
وقفت فيروز بصعوبة و قد تجاهلت يده الممدودة لها نظرت اليه بذات النظرة التي كانت ترمقه بها عند زواجه من ياسمين و التي تؤلمه حتي الآن كادت ان تخرج من الغرفة دون ان تلقي كلمة واحدة الا انه لحق بها يقف امام الباب يمنع خروجها و هو يقول
رفعت عينها اليه بجمود و هي تقول بلامبالاه
انتوا خلتوني معنديش ثقة في اي حد خالص
لم يسمح لها حين حاولت الخروج عينه تتوسل قلبها ان لا تفعل به ذلك و هو يقول
فيروز انا مليش دعوة بكل دا انا ليا دعوة بيكي انتي عشان خاطري كفاية اللي احنا عدينا بيه
لا تعبير بنبرتها و كأنها تتحدث مع اي شئ اخر غيره شخصا غريب و هذا ما أثار ضيقه و غضبه قائلا بحدة
مش هتخرجي من هنا غير لما تفهمي ان انا مليش ذنب و لما خبيت عليكي كان الايام اللي كنت فيها في المستشفى و انتي بعد ما عرفتي اني فوقت لا جيتي و لا كلمتيني و كنتي بتكلمي شريف تطمني منه بس اقولك امتي و انا أساسا ورا ضهرك
و هي تحاول أزاحت جسده عن الباب و هو ثابت لا يتحرك فرد يده يحجزها عن الباب قائلة بحزم
مش هتخرجي من هنا غير لما نتكلم
ابتعدت خطوة الي الخلف و هي تنظر اليه بعتاب ليرفز هو پاختناق و هو يمرر يده علي وجهه بحدة عدلت من حجابها سريعا حين شعرت به ينزاح عن شعرها وضعت يدها بجيب ثياب العمل ل تخرج هاتفها حين رن مقاطعا نظراتهم المتبادلة ل تجد الممرضة المساعدة لها بالمشفي فتحت الاتصال و هي تمسح دموعها بكف يدها مجيبة عليها قائلة
الو يا ميرنا
انتظرت قليلا تستمع الي ما تقوله ل تتحدث هي قائلة
لا مش هرجع المستشفى ابعتيه لدكتور نهي يا ميرنا
ادمعت عينها و هي تنظر الي الارض قائلة
انزلي لشيماء في العناية و اديها الفون
ابعدت الهاتف عن اذنها حين قالت انها ستذهب اليها نظرت الي شهاب و هي تقول بهدوء مريب
ممكن تبعد عشان اخرج
هز رأسه بنفي و هو يستند بظهره علي الباب قائلا
لا مش هتخرجي
اغمضت عينها و هي تزفر بقوة ل تتراجع للجلوس علي الاريكة و تضع الهاتف علي اذنها من جديد و دقيقة حتي وجدت شيماء تتحدث من الطرف الاخر قائلة بلهفة
أيوة يا دكتور فيروز انتي كويسة جريت وراكي و انتي خارجة بس ملحقتكيش كنتي بټعيطي جامد
تنهدت فيروز مجيبة و هي تحاول كبح دموعها التي لم تعد تتوقف
انا كويسة يا شيماء
صمتت تتنفس بهدوء و هي تضع يدها علي قلبها الذي يدق پجنون قائلة
ممكن تخلي طارق يكلمني
انتفض شهاب و اسرع يجلس جوارها و هو يصيح بصوت حاد متسائلا
طارق مين
وضعت سبابتها علي شفتيها تنبه ان يصمت الا انه مد يده ل يأخذ الهاتف و هو يقول
اسكت اية بقولك مين
غربت عينها ثم التفتت اليه بحدة تتحدث بجمود و هي تصك علي أسنانها
ملكش دعوة يا شهاب
قاطعت حديثها و هي تقول بهدوء بعد ان استمعت الي صوت طارق المرهق من الطرف الآخر قائلة و قلبها يطرق بقوة يكاد ان يخرج من داخل قفصها الصدري
انا فيروز يا طارق
فيروز
نطقها شهاب بحدة التفتت اليه ل يرمقها غاضبا ضمت اصابعها الي بعضها و تشير اليه بالصبر
ل يطرق علي قدمه بقوة و هو يتنفس بقوة قابضا علي قماش بنطاله ل تتحدث فيروز الي طارق مرة اخري و هي تقول
انا عايزة عنوان عنوان لاهلي اللي بتقول عليهم
صمتت تتنفس تبتلع ريقها بصعوبة حتي اجابها طارق بعد صمت ل دقائق حتي تحدثت مرة اخري قائلة
شكرا شكرا انك عرفتني كل حاجة يا طارق من غيرك كنت هفضل طول عمري مخدوعة
انتشل منها شهاب الهاتف يغلقه و هو ينظر اليها بغيظ شديد ل تأخذ منه الهاتف مجددا و هي ترمقه پغضب ل يشير اليها بسبابته نحو الاريكة حين وقفت عنها و هو يقول بصړاخ حاد غاضب
اقعدي فهميني كل حاجة مين طارق دا و يعرفك منين عشان يقولك حاجة زي دي
جلست بلا مبالاه اعلي المقعد و هي تنظر اليه بضيق قائلة
طارق يبقي ابن خالي المفروض دا لو طلع فعلا كلامه صح كان في المستشفى بعد ما عمل حاډثة كبيرة و دخل العناية المركزة بقاله اكتر من شهرين في غيبوبة دايما رجلي تاخدني اطمن عليه في العناية و اقعد اتكلم معاه
فرك عينه بضيق من كلماتها التي تخرج بسلاسة منها و هي بلامبالاه تحرقه و پغضب وقف يدور حول نفسه حتي امسك بتمثال من الخزف يلقيه علي الارض حتي تهشم و اصبح فتات صړخت صړخة كتمتها بكف يدها نظرت اليه باعين متسائلة و ابتلعت ريقها بتوتر ل ينظر اليها و هو يقول
كنتي بتدخلي عنده لية يا فيروز
وقفت مرة اخري عن الاريكة تنظر اليه تقدمت منه بخطوات هادئة حتي وقفت امامه و هي تقول
و الله معرف لية بعد خطوبتي من احمد فجأة لقيت نفسي قدام العناية المركزة و دخلت عنده و بعديها بقيت اروح عنده و
اكلمه عندك و عن اللي حصل و عن اللي وجعني منك و من ياسمين علي كل حاجة فجأة فاق و مسك ايدي و قالي اني ايلين
ابتسم بغلظة و هو يقول بحدة
فخور بيكي و الله
تأففت و هي تلتفت تغادر الغرفة ل يلحق بها بعد ان خلع عنه مأزره اوقفها حين كادت ان يشير الي سيارة اجرة عابرة امامها تحدث و هو يشير نحو سيارته قائلا
تعالي هروحك
مش عايزة اروح معاك يا سيدي سيبني في حالي الله يخليك يا شهاب
قالت جملتها بصوت عالي لاول مرة تتحدث معه بتلك النبرة جذبها رغما عنها دون الاكثار بالحديث فتح باب السيارة ل تتنهد و هي تستقل سيارته ل يتوجه هو الي الجهة الاخري من السيارة ل يصلها الي المنزل ما حدث لها كثير و ما يحدث لها اكثر قلبه يتألم لاجلها و هي لا تدري ذلك لا تعلم أنه لا يريد أن يري دمعة واحدة منها بعد ذلك يكفي انه تسبب بهذه الدموع كثيرا
اخذت زينة درجات السلم و هي تركض و الفرحة العارمة هي ما تقودها الي ان تلقاه ل تختار معه اثاث شقتهم الذي بدأ حسام باعادة الدهان بها و تجديد بعض الاشياء بها ما كادت ان تكمل درجات السلم و هي تدندن اغنيتها المفضلة ل تشهق فجأة پخوف شديد حين شعرت بيد تلتقط حجابها و شعرها و تجذبها بقوة و استمعت الي صوت والدت حسام تصرخ بها بغيظ جاذبة خصلات شعرها بعد ان سقط حجابها عن راسها قائلة
تعالي هنا رايحة فين دا انا هموتك بايدي ابعدي عن ابني يا بنت انتي عارفة لو مطلقتيش منه هعمل فيكي اية
صړخت زينة مټألمة ل تدفعها نبيلة تقع علي الارض و تجثو فوقها و تبدأ بضربها بقسۏة و بلا رحمة و كأنها ټنتقم منها بشئ لم تفعله علت صرخات زينة باستنجاد ل تخلع نبيلة نعلة و تبدأ بضربها به حتي ضړبتها اعلي رأسها ل ټنزف الډماء و تسيل علي الارض في حين ركض والدي زينة حين استمعا الي صوت استنجادها بهم ابعد حمدي نبيلة عنها بقوة و انحني الي ابنته ل يطمئن عليها و كذلك والدتها وضعت والدتها يدها علي رأسها ل تظهر الډماء علي يدها ل تشهق بفزع و هي تنظر الي حمدي قائلة
زينة پتنزف يا حمدي
دق قلبه بقلق علي ابنته ل يحملها عن الارض يقف بها و يركض الي الاسفل حيث اقرب مشفي لهم لاسعافها في حين ابتسمت نبيلة بتشفي و تدلف الي شقتها مرة اخري و كأنها لم تفعل شئ
وصل حسام الي المنزل هاتف زينة و لكن لم ترد نظر الي ساعته من المفترض ان تكون قد انتهت من ارتداء ملابسها تأفف من عدم مبالاتها بتحضيرات الزفاف خرج من السيارة و صعد لكي يري ما يؤخرها اوقفه الډماء الموجود علي الدرج قبض قلبه و هو يكمل صعوده الي الاعلي سريعا حتي اوقفه الډماء المتجمعة امام
باب شقته اسرع يخرج المفتاح و يفتح الباب صارخا بأسم والدته فما تخيله ان قد حدث شئ ل والدته و لكن خرجت له والدته تبتسم باشراق و هي تقول
ايوة يا حبيبي انا هنا
تنهد بارتياح و هو يراها امامه ل يتحدث قائلا
اومال أية الډم دا يا ماما
هزت كتفها بلامبالاه و هي تدير رأسها و تغادر نحو غرفتها قائلة
و انا اعرف منين
خرج مرة أخري يصعد نحو شقة عمو بدأ بالطرق