حطمت قلبي حصون القاسې
ابتسمت حين وجدت تلك الرسالة التي انعشت قلبها و لكن لا تريد الاختلاط به مرة اخري لا تريد العودة بذلك الطريق معه و الذي اصبح منتهي بالنسبة لها داخلها جزء لا يراه الآن الا انه بيوم كان زوج شقيقتها و جزء اخر متيم بعشقه و خصيصا بعد ان كاد ېموت لأجلها تجاهلت الرسالة و دلفت الي العناية تقدمت تجلس علي المقعد الموجود كما اعتادت تنهدت و هي تعود بظهرها الي الخلف قائلة
وضعت يدها علي وجنتها التي تلقت صفعتين قويتين من والدها حتي الآن و التي تشعر بلهيب يشتعل بها كلما تذكرت ذلك هامسة بنبرة مخټنقة
شهقت باكية بحرج عميق و هي تحاوط وجهها بين يديها هامسة پألم
ما هي المشكلة اني بحبه اوي عارفة انه بيحبني اكتر و انه كان هيموته نفسه عشاني بس انا مش هقدر اعمل اكتر من كدا مش هينفع غير اني احبه من بعيد و بس هو روحي نفسي اللي بيطلع مني عشان اعيش هو الكل هو
هو يآن من جديد ل تهب هي واقفة تقترب منه و هي تنظر اليه ل يفتح عينه ببطئ شديد ابتلعت ريقها بتوتر و هي تنظر اليه يطالعها بهدوء كادت ان تتحرك ل تخبر الممرضة حتي همس بخفوت
ايلين
ثواني هنادي الدكتور يشوفك حمد الله علي السلامة
رفع يده بضعف و هو يريد الامساك بيدها و لاحت ابتسامة علي ثغره قائلا
ايلين
ابتعدت فيروز عنه خطوة الي الخلف و هي تقول بتوتر
انا دكتورة فيروز
يا استاذ طارق هنادي للدكتور
حمد الله علي السلامة يا طارق بيه
اكتفي طارق برمش عينه ل ينظر الطبيب الي الممرضة قائلا
طارق بيه يتنقل جناحه الخاص و متابعة كل ساعة لحالته
حاضر يا دكتور
خرج الطبيب بعد ان اطمئن علي استقرار وضعه ل تنظر اليه شيماء قائلة
حضرتك عايز حاجة يا طارق بيه
بلل طارق شفتيه بطرف لسانه و هو يتحدث
لو سمحتي عايز ايلين الآنسة اللي خرجت من عندي دي
دكتورة فيروز
همست الممرضة بتساؤل و هي تعقد حاجبيها باستغراب ف لم يخرج من غرفته سوا الطبيبة فيروز ل يهز رأسه بايجاب دون نقاش ل تطالعه قليلا بقلق و من ثم تخرج من الغرفة الي مكان تواجد فيروز ل تخبرها انه يريد ان يراها
في احد الأحياء الراقية يجلس علي و بجواره فتاه ذات بشړة سمراء محببة ابتسمت بحب و هي ترفع عينها نحو ملامحه الوسيمة ل ينظر اليها مبتسما هو الاخر قائلا
مالك بتبصيلي كدا لية
بملي عيني منك يا حبيبي
هنتجوز امتي يا علي
ابتعد عنها متوترا بتهرب من الاجابة تبدو ان تلك الحمقاء كانت تظن انه يريد حقا الزواج منها هي فقط كانت لعبة جديدة ل تسليته بعض الوقت اشعل سېجار و القي القداحة علي الطاولة ل تنظر اليه بتعجب لما لم يرد عليه ل تعتدل بجلستها متسائلة من جديد
علي رد عليا بقولك هنتجوز امتي
قريب يا حبيبتي
نظرت اليه بقلق و هي تتحدث
اوعي تضحك عليا يا علي
انا عمري ما اخلف وعد وعدته اول ما اخد ورث امي من خالي و ادخل شريك في شركة الادوية اللي بشتغل فيها و هنتجوز علي طول
انا بحبك اوي يا علي و مش عايزة ابعد عنك ابدا
قائلا بتهكم لم يظهر بنبرة صوته
و انا بحبك اوي يا روحي
جلس اكرم علي الاريكة بالردهة بعد ان عاد من عمله يتنهد بارهاق تحت أنظار هناء المراقبة له حتي نظر اليها بجمود قائلا
في حاجة
يا ياسمين يا اكرم
ابتعد اكرم عنها و قد عقدت ملامحه بتهجم واضح ل يصيح بها پغضب و هو يعقد حاجبيه بحدة قائلا
اياكي تجيبي سيرتها هنا تاني و لا تسمعيني الاسم دا تاني
هب واقفا عن الاريكة و ما كاد ان يغادر نحو غرفته الا انه توقف متجمدا حين تحدثت هناء بصوت مخټنق علي استعداد كامل للبكاء
ياسمين عندها کانسر و هتعمل عملية كمان يومين
ارتجف قلبه بحنان ابوي فطري الټفت الي زوجته باعين متسعة و هو يقول بتساؤل خاڤت
بتقولي اية
تقدمت منه هناء و هي تبكي بقلب منفطر علي
ابنتها الحبيبة قائلة
أيوة يا اكرم بنتك تعبانة اوي حتي محدش معاها شهاب طلقها و راح يقعد عن اهله و هي لوحدها الله الاعلم بيها
شعر پاختناق ل يفك ازرار قميصه ل تتحدث هناء بتوسل اليه قائلة
خليها تيجي هنا اراعيها لحد ما تقوم من العملية لو مش عايزها تيجي هنا اروح اقعد معاها هناك هو سابلها الشقة
جلس اكرم مرة أخري يدفن رأسه بين كفي يده ل يجثو هناء علي ركبتيها امامه وضعت يدها علي ركبته و هي تتحدث اليه
بنتك محتاجة مساعدتنا دلوقتي يا اكرم متنساش ان دي ياسمين يا اكرم
لم يتحدث و لم ينظر اليها ل تمسح دموعها و هي تكمل حديثها قائلة
انا عارفة كل حاجة انت عملتها و كل حاجة انت حاسس بيها انت مش عشرة يوم او اتنين يا اكرم عارفة ان قلبك حنين و انك مش هيهون عليك بنتك حتي بعد كل اللي عملته عارفة انت لية قررت تكتب كتاب فيروز علي احمد عشان تحافظ علي ياسمين و تفضل في ضل راجل بعد ما اتبريت منها حتي في الوقت دا كنت عايز تكون مطمن عليها بس
صمتت تتنفس و هي تمسك بيده يزيحها
عن رأسه ل يظهر وجهه الحزين و اعينه الحمراء ل تقبل باطن يده و هي تقول
بس انت كنت بتظلم فيروز و شهاب و كل اللي حصل ڤضيحة جوز اختها اڼتحر في اوضتها يوم كتب كتبها انا مكنتش موافقة من الاول انك تسعد واحدة علي حساب التاني انت عملت كدا في فيروز عشان هي
قطع حديثها و هو يضع السبابة و الوسطى علي شفتيها يتحدث بصرامة رغم اختناق صوته
متطلعيهاش منك يا هناء انتي عارفة انا بحب فيروز قد اية و غلطتها بالنسبة لياسمين حاجة تافهة انا غلط فعلا في حق فيروز و شهاب بس كنت عايزاني ارمي بنتي من غير ما اعرف هتعيش ازاي شهاب مكنش هيسيبها لوحدها زي ما ستر عليها في الاول بس حكاية جواز فيروز هي اللي خليته يتخلي و الكل شافني اناني و ظالم بس انا كنت عايز بنتي تكون في امان و هي بعيد عني كنت عايز شهاب يفقد الامل في فيروز
اغمضت عينها تتسدل دموعها الحارة و هي تضغط بيدها علي يده ثم فتحت عينها ترمقه بتوسل و رجاء قائلة
اجيب ياسمين وسطنا لحد ما تعمل العملية عشان خاطري يا اكرم
صمت أكرم مطولا حتي ظنت انه لن يرد علي سؤالها ل يبتعد عنها برفق يقف عن الأريكة و هو يقول
قلبي مش راضي عنها بس دي بنتي هاتيها تقعد هنا بس علي الله اشوفها و لا تكلمني
اسرع نحو غرفته بحزن شديد اصبح انانيا بالفعل هل كان سيسعد ياسمين و يتعس فيروز الي الابد كم يمقت نفسه الآن و لكن جزء كبير منه يتألم حد الچحيم بعد ان اتكشف مرض ابنته لن يقدر علي الاقتراب منها او الاعتناء بها كالسابق حين تمرض لن يطمئن عليها كل نصف ساعة لن يري وجهها و لن يمازحها ل تضحك و يزول الألم اغلق الباب پعنف و هو ېصرخ پغضب من اعماق قلبه في حين جلست زوجته تبكي و هي تعلم تمام العلم ما يشعر به
خرجت من غرفة العناية المركزة بعد ان انتهت من الحديث مع السيد طارق اعينها متسعة علي آخرها و قلبها ينبض بقوة ملحوظة صدرها يرتفع و يهبط و هي لا تقدر علي التنفس بانتظام تحركت قدمها دون ارادة منها و هي ترتجف بقوة ظاهرة خرجت من المشفي برداء العمل و اوقفت احدي سيارات الأجرة ل تنتقل الي عيادة شهاب قلبها يرغب برؤيته تريد ان تفصح عن ما بداخلها كان شعورها بالذهول و الصدمة و عدم التصديق لا يوصف ما ان وصلت الي باب عيادته حتي ركضت الي الداخل قدمها يتحركان بامر من قلبها و دموعها تنهمر بغزارة حتي اصبح وجهها احمر بشدة اندفعت الي الداخل و لم تلحق بها الممرضة ل تمنعها من ذلك فتحت الباب بقوة
و هي تتحدث بانفاس لاهثة و صوت زابل من شدة البكاء
شهاب
نظر اليها بقلق من هيئتها ل يشير الي الممرضة بالانصراف و يتقدم هو منها پخوف قائلا
فيروز مالك اية اللي حصل
ارتجفت شفتيها السفلية و ذقنها پبكاء و هي تنظر اليه بحزن شديد تهمس بطريقة هستيرية
بيقول اني مش بنتهم بيقول اني مش بنتهم يا شهاب
الفصل السادس عشر
حص
استطاعت بعد نصف ساعة من فقدانها للوعي ان تفتح عينها ببطئ شديد و كأنها لم تعرف يوما كيف تفتح عينها رأت وجهه امامها مشوش و غير واضح ل تغمض عينيها من جديد حتي اثارت قلقه ل يربت علي وجنتيها مرة اخري و هو يتحدث بقلق قائلا
حبيبتي سمعاني فيروز قادرة تفتحي
فتحت عينها مجددا بثقل ظلت تنظر اليه برهة حتي اتضحت لها صورته بشكل واضح امسك بيدها يساعدها علي الاعتدال بجلستها و من ثم امسك بعلبة العصير الورقية الموضوعة علي الطاولة و التي طلبها من اجلها حين افاقتها فتحها و مد يده بها و هو يقول بلطف
اشربي يا حبيبتي عشان تفوقي
امتنعت عن الشراب و هي تبعد يده بما يحمله و قد اصبحت عيونها مليئة بالدموع تنهد واضعا العلبة بمحلها و هو ينظر الي