حطمت قلبي حصون القاسې
امام الشقة ترن جرس الباب فتحت لها والدتها مرحبة بها بحفاوة و هي تقول
تعالي يا حبيبة ماما ادخلي
دخلت ياسمين الي الداخل بدلال قائلة
عاملة اية يا مامتي
كويسة يا حبيبتي اقعدي
ابتسمت والدتها مشيرة نحو المقعد ل تجلس ياسمين باريحية و هي تقول
نادي ل بابا بقي و فيروز عشان عندي ليكوا خبر حلو اوي
ابتهج وجه والدتها و هي تنادي علي والدها و فيروز خرج اكرم من الغرفة و استقبل ابنته بترحاب في حين خرجت فيروز بتكاسل ل تجلس
جوار والدها و هي تنظر الي ياسمين التي تتفحصها بمكر قائلة
صباح الخير يا عروسة لسة نايمة
هزت فيروز رأسها بنفي و هي تقول بهدوء عكس ما داخلها من تأفف
لا يا ياسمين صاحية من زمان شغلة بالك لية يعني صاحية و لا نايمة
ربتت هناء علي ساق ياسمين و هي تقول بتفاؤل
اية الخبر الحلو اللي عندك يا حبيبتي
ابتسمت بكيد و هي تنظر بداخل اعين فيروز قائلة بدلال
بهت وجهه تلك المسكينة الجالسة أمامها تري الدلال و الغنج التي تتحدث بهم تشك انها هي ذاتها ياسمين شقيقتها العزيزة التي كانت تعشقها ازدردت لعابها بصعوبة و هي تستمع الي التهنئة من والديها
و الفرحة العارمة التي طغت عليها لكنها بعالم اخر عالم كان من نسج خيوط خيالها و احلامها الوردية سقطت الخيوط بل تمزقت و اصبح كل ما هو وردي اطلي باللون الرمادي نظرت اليها ياسمين من اعلي الي أسفل و هي تقول
ابتسمت فيروز رغما عنها و تحدثت بهدوء تتمتم بتمني
مبروك يا حبيبتي ربنا يقومك بالسلامه و يجعله ذرية صالحة
ابتسمت ياسمين بسماجة و هي تقول
يارب يا حبيبتي عقبال ما نشيل عيالك انتي و احمد
ابتسمت فيروز ترجع خصلة متمردة مالت علي عينها و هي تقول
تسلمي يا حبيبتي صحيح فكرتيني ادخل أكلمه بعد اذنكوا
و انا هبارك لشهاب
ضحكت ياسمين قائلة
دا فرحان جدا يا بابا قعد يفكر في اسم للبيبي معايا طول الليل مش مصدق نفسه
انسحبت الي غرفتها بهدوء و اغلقت الباب خلفها وقفت امام المراه تنظر الي نفسها ل تبتسم بسخرية و هي تقول بخفوت الي نفسها
حبيب العمر هيبقاله ولد من غيرك ميستهلش و لا ضفر منك يا فيروز دا اكتر واحد اذاكي في الدنيا اياكي تخوني احمد حتي لو بتفكيرك احمد ميستهلش منك تفكري في واحد زي دا يا فيروز ميستهلش
كدا يا علي تعمل كدا و تخسرني اخويا و تخسر يا حبيبي
تأفف بضيق و هو يقول بحدة
ماما بلاش بقي كلام في ام الموضوع دا انتي شايفة بقالي اد اية في القسم طالع عيني
احتضنته والدته بحنان و هي تقول
تنهدت و هي تقول
علي الله بس اخويا يرضي يكلمني تاني
اعتدل علي مبتعدا عن والدته و قد ظهرت ابتسامة بجانب شفتيه و هو يهمس قائلا
و اللي لبستني الليلة و مسألتش عني انا هوريها
ربتت والدته علي كتفه و هي تتسائل قائلة
بتقول اية يا علي
ابتسم اليها و هو يغمز بعينه قائلا
متشغليش بالك انتي يا ماما
الفصل التاسع
بالمشفي الخاصة بصديق السيد اكرم قد تم تعيين فيروز قبل قليل و تسير الآن الي جوارها زميلة لها تريها المشفي بالكامل و القسم الخاص بها و هم يتحدثان معا علي النظام العام للمشفي حتي ودعتها زميلتها و ذهبت الي العمل حين رن هاتف فيروز اخرجت الهاتف من جيب سترة العمل ابتسمت حين وجدته احمد فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها و استمعت الي صوت الهادئ من الطرف الأخر ل ترد عليه قائلة بهدوء
الحمد لله يا احمد بقيت دكتورة رسمي في المستشفى
استمعت الي صوته مرة اخري و هو يتحدث و حين انتهي ردت هي قائلة
يعني هتتأخر عادي ممكن اروح لوحدي طب خلاص هستناك سلام
انتهت مكالمتهم و وضعت فيروز الهاتف مرة اخري بجيبها و بدأت بالسير من جديد تشاهد تفاصيل المشفي و تصميمها حتي وصلت امام غرفة انتبهت الي نفسها و نظرت حولها ل تجد انها بالعناية المشددة قضبت حاجبيها باستغراب و هي تمد يدها الي باب الغرفة فتحتها ببطئ و اطلت برأسها الي الداخل ل تجد شاب متسطح علي الفراش محاوط بالاجهزة و يبدو انه غافي نظرت اليه مطولا حتي شعرت باحد يضع يده علي كتفها التفتت ل تجدها احدي الممرضات تقف خلفها مبتسمة اغلقت فيروز الغرفة و بادلتها ابتسامتها و هي تقول
ازيك انا فيروز دكتورة في قسم الاسنان
مدت الممرضة يدها نحو فيروز قائلة
اهلا يا دكتور انا شيماء
هزت فيروز رأسها مبتسمة و هي تصافحها اشارت الممرضة الي الغرفة خلف فيروز و هي تقول
هو حضرتك تعرفي المړيض اللي جوا دا
هزت فيروز رأسها بنفي و هي تقول باستغراب من ذاتها
و لا عمري شوفته و لا عارفة اية اللي جابني عنده اصلا هو ماله عنده اية
دا عامل حاډثة
العربية
اتقلبت بيه ٣ مرات و عامل عمليتين و من ساعتها و هو في غيبوبة
ادلت شيماء بالتفاصيل ل تنظر فيروز نحو الغرفة و من ثم نحو شيماء و هي تقول بتنهدة
ربنا يشفي كل مريض يارب
ذهبت فيروز الي قسم الاسنان ل تبدأ عملها بنشاط تزيح عن رأسها تفكيرها ب لما اخذت قدميها الي تلك الغرفة بالتحديد لما العناية المشددة و من بداخلها هي حتي لا تعلم من يكون او اي شئ عنه هزت رأسها بنفي تنفض افكارها المستمرة بصړاخ داخل عقلها و توجهت ل بدأ عملها و التركيز به فقط
خرج شهاب من غرفة العمليات يرفع يديه قليلا الي الاعلي بعد ان اغرقها بالمعقمات الطبية و توجه نحو غرفته خالعا زيه الطبي و يرتدي ملابسه ل يجلس علي المقعد التابع لمكتبه تنهد بتعب و هو يريح ظهره الي الخلف تمتم بالحمد لله عز و جل فقط نجحت العملية رغم ارهاقه تلك الايام و عدم توازنه لاحت ابتسامة طفيفة علي شفتيه و هو يستمع الي صوتها الذي يطن باذنه دون مبرر و بشكل متتابع مبهج ل قلبه المحطم و روحه المهلكة صوتها و صوت ضحكتها و كأنها تهمس باذنه الآن
مش قولتلك انك هتنجح فكر فيا دايما هتنجح يا شهاب
زادت ابتسامته اتساعا و هو يرد عليها بنبرة اكثر سعادة و كأنها بالفعل جواره و كأنها بالفعل تهمس له الآن و كأنها تشجعه و تزيد من حماسه
خليكي دايما جنبي و انا هنجح يا عيون الفيروز
الټفت الي الجهة اليسري مبتسما و لكن تلاشت ابتسامته رويدا رويدا و هو يجد الغرفة خالية الا منه كل هذا و كان يتهئ له فقط انها جواره و انها تحدثه انطفأت روحه و عاد الحزن يخيم علي ملامح وجهه الرجولية الصلبة قضب حاجبيه بحدة و عاد الي ذاته و هو يغمض عينه بقوة و يلتفت الي الامام من جديد اخرج هاتفه علي غرفة الدردشة الخاصة بهما راجع كل كلمة بينهما حتي وجد رسالة صوتية منها فتحها و وضع الهاتف علي اذنه حتي يكون صوتها بداخل روحه قبل اذنه استمع الي صوتها الضاحك قائلة
فاكر لما قعدت تعاكس و انا مش عايزة ارد لحد ما زهقت منك كان في ايدي شنطة في الشوز بتاعي الجديد رميتها فيك و جريت
انتهت الرسالة الصوتية و بدأ هو بالقهقهة بصوت عالي و ذات بحة مميزة لديه كرر الرسالة عدة مرات و بكل مرة يضحك بذات الطريقة نظر إلي الهاتف يفتح احد الرسائل الاخري ل يستمع الي صوتها الباكي هذه المرة و هي تتحدث قائلة
مش هعرف انام و انت زعلان مني عشان خاطري يا شهاب متزعلش مني رد عليا و ريحني بقي
استند علي الهاتف بجبهته و هو يغمض عينه پألم هذه هي فتاته الصغيرة حبيبته الرقيقة كانت تبكي لاسباب لا تذكر بينهم فماذا حدث لكي صغيرتي بعد ما فعلته بكي ضغطت جبهته علي رسالة اخري دون ان ينتبه و هذه المرة كان الألم يمزقه الي اشلاء صوتها السعيد الذي يشدو باذنه و فرحتها العارمة الظاهرة بنبرتها قائلة
خلاص وعد مش هنزعل من بعض تاني ابدا روحي كانت بتروح مني لما مردتش عليا اياك بعد كدا متردش عليا يا شهاب اياك افتكرت انك هتبعد عني و دي اكتر حاجة كانت هتوجعني يا شهاب
ابعد الهاتف عنه ينظر إليه مطولا حتي اغلقت شاشته الابتعاد فقط كان سيؤلمها اذا ماذا عن ما حل بها ماذا عن زواجه من شقيقتها ماذا عن علمها بحمل ياسمين ماذا عن خذلانها و ألمها الآن بالفعل هو تألم عند خطبتها بالفعل لم يتحمل و لكن مهما كان من شعر او سيشعر به لن يكون بمثابة واحد في المائة من ما شعرت هي به من شعورها بالصدمة من ما فعله يعلم انها تحتقره الآن و لكن هو لازال يعشقها و لن تكون بحياته انثي من بعدها حين شرد بتفكيره بزواجها كان يريد ان يدفن تحت سابع ارض قبل ان يري ذلك اليوم فماذا عنها و عن ما
عانته صړخ متأوها بقوة و كأنه زئير من ليث جريح ليس بيده حيلة و هو يلقي الهاتف من يده بقوة علي سطح المكتب اعاد ظهره الي الخلف و هو يتنفس بقوة حد اللهاث واضعا يده علي صدره و هو يشعر بالاختناق ل يهب واقفا عن المقعد يدور حول نفسه بالغرفة و هو يجذب خصلات شعره هو لا يتحمل كيف هي تتحمل لاحت الي ذاكرته مشهدها امام احمد و هو يضع بيدها تلك الحلقة الذهبية التي تسمي رابط زواج هز رأسه نافيا يرفض الاستسلام ل تلك الفكرة و هو يهمس مقتنعا
انا مش اناني يا فيروز انا موجوع موجوع اوي و حاسس بوجعك لو
ليا الحق اقولك لو ليا الحق ارجعك لحضني تاني لو ليا حق هاخدك و نمشي نروح دنيا بعيد عن العالم المقرف دا صدقيني مش اناني يا فيروز
ظلت يتمتم پألم بكلمات عديدة مشابهة ل تلك الكلمات و كأنه يحدثها هي و كأنها امام عينه الآن ابتسم ببهوت و هو يهمس
دا انتي عيون الفيروز
في جلسة عائلية بسيطة احتفال باستلام فيروز للعمل وقف الجميع حول الطاولة المستديرة الموضوع عليها الكعك و به شمعة علي شكل رقم واحد انحنت قليلا و نفخت الهواء ل تطفئ الشمعة و يصفق