حطمت قلبي حصون القاسې
و لازال يمسك بحجابها و هو يقول بحدة
بتعملي اية قدام باب شقتي واقفة كدا لية
تلعثمت و هو يكبح ضحكته علي مظهرها قصر قامتها بين يديه و كأنه امسك بفأر صغير من ذيله ل تتحدث هي بتوتر قائلة
و انا هقف ادام بيتك لية انا كنت نازلة اجيب حاجات من السوبر ماركت
جعلها تلتفت اليه و هو لازال يمسك بها ك اللصوص قائلا
حاولت امساك يده و ابعاده عنها و هي تقول پغضب
ابعد عني يا حسام اوعي ايدك دي
ابعد يده عنها ل يقف عاقدا ذراعيه أمام صدره ينظر إليها بتمعن ل ترمقه پغضب و ما كادت ان تتحرك ل يشير اليها بيده و هو يقول بحدة
استني عندك
وقفت تتأفف بضيق و من ثم التفتت و هي تقول
تقدم عنها يقف امامها يسد عنها
الطريق و هو يقول
عايزة اية و انا هنزل اجيبه
هزت رأسها بنفي و هي تقول
لا او سمحت عديني مش عامل فيها عم المقموص ابعد بقي
رفع حاجبه و هو يقول بحدة
و لسة لحد دلوقتي بس مش هتنزل و انا واقف فانجزي
بدأن تملي عليه بعض من الاشياء التي تريد شراءها أخرجت بعض من الاموال و مدت يدها اليه ل ينظر الي يدها و الي الاموال التي تمدها له و نظر اليها بأبتسامة صفراء ل يتحدث بضيق حاول إخفائه
نظرت اليه و هي تهز كتفها بعدم فهم ل ېصرخ به قائلا
بطلي غباء يا زينة و غوري من وشي
نزل درجتين ل تردد اسمه بنداء ليلتفت اليها بتساؤل ل تقول بهدوء
هو يعني احنا كدا اتصالحنا
مال برأسه نحو اليمين و هو يقول بنفي
لا طبعا و اطلعي بقي
دبت بقدمها علي الارض و هي تتأفف صاعدة الي الاعلي و هي تتمتم بكلمات غير مفهومة ل يبتسم هو و هو يكمل نزوله الدرج
انتبهت بكامل حواسها الي حديث والدها و اتسعت عينها بقوة و هي تقول بعدم تصديق
احلف
روز
قالها والدها بتحذير ل تتنحنح و من ثم تقترب من والدها تقبل وجنته بفرحة و هي تقول
حبيبي يا بابتي ربنا يخليك ليا يارب
اشمعنا انا بقي يا سي بابا
مساعدتنيش اشتغل
نظر اليها والدها و هو يقول بهدوء مشيرا الي شهاب
و الله لو جوزك موافق علي شغلك اي مدرسة تتمناكي قدمي في اي مدرسة قريبة من البيت و لا انت اية رأيك يا شهاب
نظر إليها شهاب بنظرة علمتها جيدا نظرة ساخرة مستفزة و هو يقول بثبات
معنديش مانع طبعا يا عمي
ل يميل قليلا نحوها بشكل غير ملحوظ و يهمس بخفوت شديد مسموع لها فقط قائلا
اهو ارتاح من خلقتك
ل تبتسم هي باتساع و هو يقول بدلال
عشان كدا هفضل جنبك يا روحي
اغمض عينه بعصبية و هو يشيح بوجه الي الجهة الاخري استمعوا الي صوت جرس الباب ل يقف والدها عن المقعد يشير الي الباب قائلا
دا اكيد الدليفري وصل
اضطر ان يقيم معها بذات الغرفة امام العائلة لا يصح ان يكون بغرفة و هي بغرفة اخري ل يترك و يجلس علي مقعد من البلاستيك بالشرفة ينظر إلي الخارج و يستمتع بالهواء المنعش حتي يبرد قلبه الثائر بنيران تشتعل بروحه اغمض عينه و هو يتنفس بهدوء في حين تقدمت هي منه وضعت يدها برقة و تنحني ل تهمس جوار اذنه مبتسمة
مش ناوي تحن عليا و تكون جنبي يا شهاب
انتفض واقفا بحدة حتي سقطت يدها عن كتفه و اجبرها علي الابتعاد عنه ل يصك علي اسنانه پغضب يمسك بذراعها بقوة و هو يصيح بها بعصبية مفرطة يدفعها الي داخل الغرفة قائلا
اياكي تقربي مني تاني لتاني مرة بقولها اياكي تقربي مني سامعة
القي نظره علي هيئتها و علي ما ترتديه و رغم انه لا يستر منها الا القليل الا انها اصابته بالغثيان ل ينظر
اليها باشمئزاز قائلا
مقرفة
اغلق باب الشرفة بقوة بوجهها و القي بنفسه علي المقعد مرة اخري يتنفس بقوة قبض علي كف يده و بدأ يطرق علي سور الغرفة بقوة و من ثم اخرج الهاتف من جيب بنطاله و جاء باحدي الارقام ضاغطا عليه و واضع الهاتف علي اذنه و حين جاءه الرد تحدث قائلا
العملية اللي اجلتها ادي ميعاد للمريض اني هعملها بكرا بليل
استمع الي صوت الممرض الخاصة بعيادته و من ثم رد متحدثا
ايوة كويس الساعة ٨ سلام
اغلق الهاتف و وضع الهاتف بجيبه مرة اخري و من ثم اغمض عينه يرجع ظهره الي الخلف و تقفز الي ذاكرته حدث هام
فلاش باك
عاد من العيادة بعد ان اعد بعض الاشياء ل تجهيزاتها النهائية و لم يعد الي منزل عائلته قادته قدمه اليها ل تراها بعد هذا اليوم الشاق ل يرتاح قليلا فتح الشرفة يطلق الصفير الخاص به حتي فتحت هي الستار العازل و اطلت عليه بابتسامة بشوشة و هي تقول
حمد الله علي السلامة
اعاد خصلات شعره المبعثرة الي الخلف و هو يقول
الله يسلمك تعبان جدا و عايزة أنام
نظرت اليه متفهمة فيبدو عليه الارهاق بالفعل ل تسأل بجدية و اهتمام
اكلت طيب
هزت راسه بنفي و هو يستند علي الحائط ل تتنهد هي بضيق و ترفع هاتفها و هي تقول
خلاص انا كنت هطلب اكل من برا هطلبلك معايا ادخل بس خد شاور و غير علي ما الاكل يوصل
ابتسم هازا رأسه بايجاب يقول
ماشي
لوحت له بيدها و هي تدلف الي الداخل بعد ان اغلقت الستار العازل بينهم اغلقت باب الشرفة و ازاحت حجابها عنها و القته علي الفراش و توجهت الي الخارج نحو الردهة وجدت ياسمين تجلس علي الاريكة ل تجلس بجوارها و هي تتنهد واضعة هاتفها علي الطاولة ل تنظر اليها ياسمين بتساؤل قائلة
كنتي بتكلمي شهاب
هزت فيروز رأسها و هي تهمهم و هي تقول بهدوء
ايوة لسة جاي من العيادة طلبتله اكل معانا
صمتت ياسمين ل دقيقة و من ثم قالت
بجد اكيد بقي بعتيه علي شقته عشان بابا ميعرفش
هزت فيروز رأسها و هي تقول
اكيد اومال هقول لبابا أية يا ياسمين دا لو عرف ربنا يستر
ابتسمت ياسمين باصفرار و ربتت علي كتفها و هي تقف اخذه هاتفها معها و هي تقول
ماشي انا داخلة اقعد في اوضتي لما الاكل يجي نادي عليا عشان هنزل اروح ل هايدي صاحبتي النهاردة
هزت فيروز راسها بايجاب مبتسمة ل تتركها ياسمين و تدلف الي غرفتها تجلس علي الفراش و تضغط علي رقم علي ابن عمتها و حين استمعت الي صوته من الطرف الاخر قالت بغل
هنفذ النهاردة يا علي حبيبة قلبك طلبتله اكل من برا انت تيجي بسرعة تلحق الدليفري قبل ما يطلع بالاكل و حط الحبوب اللي قولتلي عليها دي في الاكل
استمعت الي علي الذي بدأ يتحرك خارج منزله قائلا
و احط الحباية ازاي في الاكل
تأففت ياسمين و هي تقول بنفاذ صبر
دق الحباية لحد ما تبقي بودرة و حطها في وسط الاكل
ماشي ماشي اقفلي
اغلقت الهاتف و ابتسمت بخبث تعبث بخصلات شعرها و هي تقول
فات الكتير ما بقي اللي القليل
ضحكت بصوت مرتفع و هي تتوجه الي خزانة الملابس تخرج منها ملابسها تستعد للخروج
وصل علي بسرعة البرق اسفل البناية المقيم بها شهاب انتظر حتي وصل الشخص الذي يصل طلب الطعام الموصي به ل يوقفه علي انه من سيستقبل هذا الطلب دفع له الاموال و اخذ الطعام ل يجلس علي الدرح يفتح علبة الطعام و طحن الحبوب و وضعها بالطعام و اغلقه باحكام و صعد بالمصعد حتي وصل الي الشقة وضع الطعام علي الارض و دق جرس الباب و ركض سريعا حتي فتح شهاب الباب عقد حاجبيه باستغراب و امسك بحقيبة الطعام و نظر حوله و لم يجد احد ل يدلف الي الداخل غالقا الباب خلفه و هو يقول بضيق
يخربيت حركاتك يا
فيروز
وضع الطعام علي الطاولة و جلس علي المقعد و فتح علبة الطعام و شرع في تناول الطعام بهدوء ما ان انتهي حتي اغمض عينه بثقل يريح ظهره علي المقعد و هو يقول هامسا الي نفسه
انا باين تعبت نفسي اوي النهاردة
بعد خمس عشر دقيقة من ارتخاءه شعر بجسده يهتز بالكامل فتح عينه بصعوبة تري الاشياء مشوشة اغمض عينه بشدة و فتحها مرة أخري و لكنه يري بتشوش اكبر حاول الوقوف عن المقعد لكنه ارتمي مرة أخري غير قادر رن جرس الباب ل يستند علي الطاولة و منها علي كل اثاث بالشقة حتي وصل الي الباب و هو يشعر بتخدر و عدم وعي و لكنه لا يغفي فتح باب الشقة لعله شقيقه استند علي الحائط بجوار الباب يفتح عينه بصعوبة ينظر الي من موجود امامه و لكنه لم يري اي ملامح فقط يري حجاب باللون الابيض ملتف حول وجهه اغمض عينه و فتحها عدة مرات و لكن لا يظهر ملامح ايضا الا ان ما همس به
ف انت ي فيروز
دلفت ياسمين الي الداخل و اغلقت الباب خلفها القت الحقيبة من يدها و فكت الحجاب الغير مثبت بالاصل و ل يسقط علي الارض ل ينسدل شعرها خلف ظهرها تقدمت منه تحاوط وجهه بين راحتي يدها و هي تقول بخفوت و كان هذا اخر ما استطاع ان يميزه منها او بالأحرى اخر ما يتذكره
انا بحبك اكتر منها يا حبيبي
امسكت بيده تسحبه معها برفق نحو غرفته حتي اجلسته علي الفراش و ذهبت ل تغلق باب الغرفة و تقدمت منه مرة اخري