الخميس 19 ديسمبر 2024

لن يبقي لنا الا الوادع

انت في الصفحة 15 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


على للمأذون فأنا كلمته وزمانه على وصول واطمن بنتي هتبريك وهتتنازل عن أي حق ليها عندك حتى شبكتك هسلمهالك هي وكل حاجة جبتها الله الغني عن أي حاجة تيجي من طرفك ولو على حق بنتي برقبتك فربنا قادر وعادل وبكرة يجبر خاطرها ويطيب كسرها وينسيها حتى اسمك 
جلست أمامه تحدق بعينه بثبات وقوة ولم يرف لها جفن تعلم أنه سيمضي بعيدا عنها ويرحل ولكنه سيخلف بقلبها چرحا غائرا تعلم أنه لن يندمل أبدا وبلحظة مر شريط حياتها برفقته أمامها وأحست بيد باردة تنزع وجوده من داخل كل ذكرى جمعتهما معا ذات يوم فجأة ساد المكان هدوءا مريبا فرفعت عينيها فأبصرت الشيخ يغلق دفتره ويغادر مستغفرا بينما تجمد أمجد بمكانه بوجوم وقبل أن تشيح وجهها بعيدا تلاقت أعينهما وبثوان وجدته يجثو أمامها ويتطلع بملامحها بحزن ولم تدر كيف السبيل لتمنع دموعها من الانهمار أمامه فتلك هي نهاية قصتهما ولحظة وداعهم الأخيرة ومن مكانه تابعهم شهدي فتسلل بعدما أدرك أن لا خوف على ابنته من الآن فصاعدا ظل الصمت يغلفهم لدقائق قطعها أمجد بقوله 

أنا لو لفيت الدنيا مستحيل هلاقي قلب زي قلبك للأسف بغبائي خسرتك ومعرفتش أحافظ عليك منار أنا عمري ما كذبت عليك لما قلت لك إني بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس جوايا أنا عارف إنك مش مصدقاني وفاكره أني بمثل عليك بس صدقيني الراجل اللي قاعد تحت رجلك هو أمجد حبيبك اللي مكنش يتخيل إن هيجي عليه اليوم وتضيعي منه 
تحشرج صوت أمجد وهو يخبرها كم أحبها فكتمت منار أنفاسها لرؤيتها دموعه تسيل فوق وجنتيه وودت الهرب ولكنه التقط يدها قائلا
أنا ضعفت وشيطاني عماني وخلاني مش شايف إلا نفسي وافتكرت إن طالما بتحبيني أبقى ضمنتك ومش هنكر أني فعلا حسيت بالغيرة منك بس فنفس الوقت كنت خاېف عليك خۏفت أحسن يكون في حد شبهي ويضايقك علشان كده اتصرفت وبدأت أضيع منك أي فرصة تجيلك 
ترك أمجد يدها ووقف أمامها واستطرد قائلا
أنا همشي زي ما أنت عايزة وهختفي بس مش خوف منك ومن تهديدك أنك تفضحيني لا أنا همشي لأني مش قادر أشوف نفسي صغير في عينك أكتر من كده 
غادر فأسرع والدها وضمھا بقوة لټنهار منار بين ذراعيه تنتحب حبها المسلوب وجرحها الغائر فمد شهدي يده ورفع وجهها نحوه وأردف
عارف أني مينفعش أتكلم وأنت بالحالة دي لكن حقك عليا يجبرني أقولك إن اللي اتبنى بينكم على الغلط كان لازم يتهد وأحمدي ربنا إن قصتك أنت وأمجد انتهت قبل ما خسارتكم تكون أكبر 
كل شيء فأوله صعب ومن رحمة ربنا أنه أنعم علينا بالنسيان وواحدة واحدة الأيام هتداوي چرحك وهتلاقي وجعك قل صحيح بس هيسيب أثر فأتمنى أن الأثر دا يخليك تاخدي بالك بعد كده علشان متقعيش بنفس الغلط وتعيدي نفس المأساة والمعاناة 
لم يستطع أمجد العودة إلى منزله وقاد سيارته حتى صفها بأبعد نقطة فوق قمة المقطم وأسند رأسه بانهزام فوق مقود سيارته يفكر بخسارته الفادحة لمنار والتي لن تعوض أي فتاة أخرى حتى ليان فهو شكلها طويلا على يده وزرع خصاله بداخلها وأطلعها على طباعه حتى بدت في نهاية الأمر بالصورة التي تمناها دائما والآن ضاعت من يده ولا فرصة أمامه ليستعيدها مجددا فمن المؤكد أن والدها سيحيطها بدرع حمايته ليمنعه عنها زفر أمجد ورفع رأسه وتطلع حوله وتذكر نظرتها حين علمت بحمل زوجته كم ود بتلك اللحظة أن ينفصل بها عن العالم ويضع كفيه على كتفيها ويهزها بقوة لتمردها على أمره واقتحامها مكتبه دون إذن ولكنه خشى أن تساله ليان وتصر على معرفة صفتها بحياته حينها كان سيخسر على الرغم من تأكده أن زواجه بليان لم يك إلا رغبة مؤقتة فاز بها وبالنفوذ الذي طالما رأى أنه حقه وناله بصفقته مع والدها وأن ما جمعه بها هو الواجب الزوجي وليس الحب إلا أنه لا يقدر على ضياعها منه أو خسارتها أبدا 
فجأة تبدلت مشاعره وغامت عينه وتفجر غضبه وحنقه عليها فضړب مقود سيارته بقوة وصړخ پغضب
هرجعك وهدفعك تمن رفضك ليا غالي يا منار علشان مش أمجد المشير اللي تتكلمي معاه ببجاحة وصوت عالي وتطلبي منه الطلاق وأنت المفروض تبوسي إيدك وش وضهر أنه اختارك وحبك ودخلك حياته والله ونسيت أصلك يا بنت شهدي ووقفتي قصادي تتهدديني لا وعايزة تحط راسك براسي وتتساوى معايا فالنجاح وماله يا منار مش اطلقتي وخرجتيني برا حياتك ڠصب عني يبقى استحملي مني أي حاجة بقى 
عاد أمجد إلى منزله غاضبا بعد شروق الشمس يطبق عليه سخطه من كل صوب وحين ولج غرفته رأى ليان تجلس فوق فراشه بعيون دامعة فزفر بضيق واتجه صوب خزانة ثيابه والتقط منها بنطالا وأسرع إلى المرحاض بوجه مكفهر وبعد قليل غادر وقد تبدلت ملامحه كليا فبدا وكأن هناك من تلب
المفروض آجي من بدري ونحتفل سوا بالبيبي اللي ربنا أكرمنا بيه بس ڠصب عني يا ليان أنا 
تعمد أمجد بتر حديثه والابتعاد عنها ونكس رأسه وولاها ظهره فتطلعت ليان نحوه پخوف وحين رأت اهتزاز جسده هرولت ووقفت أمامه وأحاطت وجهه بكفيها وسالته بقلق
مالك يا أمجد إيه اللي حصل ووصلك للحالة دي حبيبي أرجوك بلاش تخوفني
عليك أنا أول مرة أشوفك زعلان للدرجة دي
مد أمجد يده وأدناها منه وضمھا بامتلاك قائلا
بعد ما مشيتي واحد صاحبي من منطقة سكني القديمة اتصل وبلغني إن في واحد زميلنا اتوفى بصراحة أنا كنت فاكره عامل مقلب فيا لكن لما اتأكدت من الخبر مكنتش مصدق فأخدت بعضي ومشيت ومردتش أتكلم معاك علشان مكسرش فرحتك بعد العزا قعدت شوية مع والده ووالدته وبسبب الحالة اللي شوفتهم عليها مقدرتش أرجع على البيت وفضلت الف فالشارع لحد ما حسيت إن نفسيتي هديت من الخنقة اللي كنت فيها أنا عارف إن ملكيش ذنب أكسر فرحتك بابننا بس صاحبي دا كان له معزة كبيرة عندي ولحد اللحظة مش متخيل أني خسرته 
ربتت ليان وجنته ومسحت بأصابعها فوق شعره وأردفت
ادعي له يا أمجد وأعمل له صدقة جارية باسمه دي أفضل حاجة تعملها لصاحبك علشان يعرف أنه
ساب وراه الصاحب الصالح 
التقط أمجد يدها وقبلها وأومأ لها قائلا
أنا مش عارف من غيرك يا ليان كان حصل إيه حقيقي أنت ونعم الزوجة الصالحة اللي ربنا أكرمني بيها المهم أنا عارف إن دمي تقيل شوية بس صدقيني هحاول أعوضك عن القلق والخۏف اللي اتسببت لك فيهم بس قصاد كده عايزك فأي زيارة للدكتورة تخديني معاك علشان أشوف ابني وأسمع دقات قلبه واطمن عليك من الدكتورة وإن شاء الله لما الدكتورة تأكد لي أن ما فيش أي ضرر عليك من السفر هاخدك ونسافر أي مكان أنسيك فيه أي حاجة عملتها بقصد أو دون قصد وزعلتك مني 
عانقته بسعادة وقبلت وجنته واستكانت لبعض الوقت بين ذراعيه ولكنها ابتعدت عنه فجأة ونظرت إليه وسالته بغيرة
إلا البنت اللي اسمها منار ورفضت تشتغل فالمؤسسة ملحظتش أن تصرفها كان غريب يعني واحدة جاية علشان مقابلة شغل المفروض أنها تكون ملتزمة أكتر من كده ولا أنت إيه رأيك
مش عارف بصراحة أساسا أنا بعد ما سالتها عن كام حاجة حسيت أنها مش مظبوطة حركتها مريبة ونظراتها مريحتنيش ففكرت أني لو رفضت أنها تشتغل ممكن تستغل الرفض وتطلع تتكلم عن المؤسسة علشان كده قدمت لها عرض تافهة رفضته وبصراحة أنا استغربت أنها كانت لسه موجودة فالمكتب ولولا أنها مشيت كنت هتطردها 
عموما بعد كده لما تيجي واحدة تقدم على شغل أرفض أو خلي أي حد تاني يعمل الانترفيو مكانك علشان أنا بغير عليك ومش حابة أنك تتعامل مع أي واحدة 
قبض على إصبعها وقبله قائلا
وأنا تحت أمرك يا حبيبتي ولو تحبي أنا ممكن امشي أي موظفة فالمؤسسة وأجيب مكانهم رجاله علشان مراتي حبيبتي تبقى مطمنة 
لا يا حبيبي أنا بهزر معاك أنا صحيح بغير عليك لكن ثقتي فيك ملهاش حدود 
لم تدر منار إن كانت ستتجاوز محنتها أم لا ولكن ما تدركه أنها تشعر بالالم يزداد يوما بعد يوم وكيف لا وهي تراه الآن بكثرة وكأنه يتعمد أن تتقاطع سبلهما معا تمنت لو يبتعد ويعطي قلبها الفرصة ليبرأ جرحه ولكن هيهات فالأمر بات وكأنه يطاردها من مكان لمكان تارة تراه بجامعتها وتارة بعملها حتى أيقنت أن وجوده بات لعڼة تلازمها ولا تترك لها الفرصة لتنساه 
عادت منار منهكة القوى تبحث عن ملاذ لها فولجت غرفتها واندست
بين ثنايا غطاء فراشها وأخفت به وجهها وأطلقت لدموعها العنان فاليوم رأته كما اعتادت ولكنه كان بصحبة زوجته يعاملها بحنان لم تره منه من قبل ويدللها ويلمسها وكأنها من بلور يخشى عليها من الكسر ازدادت دموع حسرتها فهو لم يترفق بقلبها ومزقه دون رحمة ولم
يأبه به 
وأمام فراشها وقفت رنا تحدق بجسدها المهتز بحزن واستدارت عنها واتجهت صوب شقيقتها وزفرت بضيق قائلة
هو احنا هنفضل ساكتين وسيبين منار فالحالة اللي هي فيها دي أنا مش عارفة هي هتفضل ټعيط وتتعذب لحد أمته دي بقت بتيجي كل يوم من الكلية وتدخل سريرها تستخبى تحت الغطا وټعيط 
ربتت هالة كتفها برفق وأردفت
الموضوع مش سهل عليها يا رنا وأختك محتاجة لوقت علشان تنسى وللأسف احنا ما فيش فأيدنا أي حاجة نعملها غير أننا ندعي لها إن ربنا يهون عليها ويخفف عنها ۏجعها 
عقدت رنا ما بين حاجبيها وأردفت بحدة
يعني هي تتالم وتتوجع هنا وأمجد عايش حياته ولا على باله عارفة أنا ساعات بفكر أروح أقول لمراته على اللي عمله فمنار علشان يدوق الۏجع زيها لما تسيبه 
تجهم وجه هالة وقبضت على كتفي شقيقتها بحزم وأردفت
إياك يا رنا تفكري في حاجة زي كده وأوعي تستسلمي للشيطان وتفتكري إنك لما تكشفيه ويطلق مراته أنك بكده رديت حق منار لا يا رنا أنت كده هتبقي وجعتي مراته وبدل ما أختك بس اللي پتتعذب هتبقى مراته كمان وبعدين متنسيش إن منار قالت إنها حامل يعني كلام زي دا ممكن يأثر فيها ووقتها هيبقى ذنبها وذنب البيبي فرقبتك 
احمر وجه رنا خجلا وخفضت رأسها قائلة
أستغفر الله العظيم أنا مش عارفة أزاي فكرت كده ربنا يسامحني بس أنا مكنش فدماغي أي حاجة من دي وكنت فاكرة إن هو بس اللي هيتوجع 
هزت هالة رأسها بالنفي وأردفت
لا يا رنا لو على أمجد فهو مش هيتوجع مهما عملنا علشان هو مرتب نفسه لكل حاجة وإلا مكنش قدر يخدع منار ويخدعنا كلنا طول الوقت دا ولو على مراته فهي ملهاش ذنب وحرام نأذيها عموما أنا
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 18 صفحات