علي السحور بقلم فاطمه الالفي
لم اتجوزت اشتغلت واتمرمط في البيوت بدل ما كان يستتني زي ما بيقوله لا قلي انزلي اشتغلي وساعديني وهو كان سواق تاكسي اوقات كتير يكون هو في البيت وانا بتنقل من بيت لبيت وقولت وماله اساعدة وأيدي في ايده وربنا رزقنا بابني أنسي وبعد سنتين جبت أحمد ولسه بشتغل خذلني وكسرني لم باعني بالرخيص رخيص أوي هي دي جزاتي أن وقفت جنبه وساعدته واستحملت معاه اللي ماحدش يستحمله ياريت كان ني وبس لا ده كمان باعني وقبض التمن أزاي كنت مخدوعه فيه ازاي هانت عليه أم ولاده مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي عمرو وفي كل ظالم
عندما تاتيك الطعڼة من الغريب لم تكن موجعة بقدر ۏجعها من الطعڼة التي اتاتك من القريب
يتبع
الفصل الثامن
چريمة علي السحور
بقلمفاطمه الالفي
بعد مرور أربعة أيام
اليوم تم إخلاء سبيل عمرو من سرايا النيابة بكفالة مالية قدرها خمسون ألف جنيها
وتم تحويل أوراق چريمة سهر الي محكمة جنايات القاهرة للبث فيها وتم تحديد موعد المحاكمة بعد أسبوعان من اليوم
غادر عمرو مكتب وكيل النيابه بابتسامة عريضة ورمق رحمة بنظرات مبهمة ثم اقترب منها عندما وجد معتز منشغل بالحديث مع المحامي الخاص بشقيقة
قولتلك بلاش أسمي بس انتي وقفتي قصادي واتحملي بقا اللي هيجرالك
ابتعدت عنه بفزع ولكن نظر لها وأرسل إليها غمزة وقحة بعينية اليسرى وقال هامسا
مستعد أثبتلك أن ف كل تفاصيلك وكمان علامة مميزة في ك
ارتجف ها پخوف ونزلت عليها كله كالسياط الذي يجلدها بها ولم يكتفي بذلك فاصابها في مقټل عندما قال متوعدا
لو حابة تعرفي ولادك فين
شعر معتز بوجوده بجانب رحمه اقترب منها كالفهد المفترس قبض علي ساعديه يبعده عنها
أنت بتعمل ايه مش خلاص خدت إخلاء
سبيل اتفضل من هنا
نفض ذراعه من بين قبضة معتز ونظر له ببرود ثم عاد يتطلع لرحمة وقال بصوت حاد تلك المرة
هم بأن يغادر وأعطاهم ظهره وسار بخطوات مبتعدة ولكن ابتسم بانتصار عندما هتفت رحمة مناديه مه
استاذ عمرو أرجوك قولي مكان ولادي فين
تسمر مكانه ودار وجهه ينظر لها وأشار بسبابته لكي تقترب منه
أسرعت إليه بلهفه تحت نظرات معتز الغاضبة
وقفت امامه بتوسل
أنا هعمل اي حاجة تقولي عليها
بس ولادي يرجعولي
وضع يده داخل بنطاله وقال بصوت خاڤت لا يسمعه غيرهم
هنتظرك عندي في الفيلا الساعة 12بالدقيقة
جحظت عيناها پصدمة وهمست پخوف قائلة
يعني اية
لاحت ابتسامته الصفراء وقال
مابقدمش حاجة بدون مقابل هنقضي مع بعض وقت لطيف مقابل تعرفي ولادك فين وكمان هجبهملك لحد عندك بصراحة انتي عجباني أوي شخصيتك وشكلك وكلك علي بعضك وحاسك فوق في السما ونفسي أطولك
أقترب منها معتز وهتف بصوت حاد
أنتي ازاي تديلو فرصة يتكلم معاكي وكمان كان عاوز يقولك ايه انتي مصدقة آن واحد زي ده ممكن يعرفك طريق ولادك حتي لو هو ف مكانهم
انسابت دموعها وقالت
متعلقة باي قشة ممكن توصلني ليهم
لم يريد أن يزيد من حزنها وهمها علي اولادها قال معتذرا
أنا اسف من انفعالي نمشي من هنا وبعدين نتكلم
ساروا مغادين مبني النيابة ثم استقل سيارته وهي جانبه وودع المحامي وأخبره بأنه سوف يلتقي به بمنزل والد زوجته لينهي أجراءت الطلاق ليلا
نظرت له بتسأل
هو مافيش أمل للرجوع
هي اللي اختارت يا رحمة تنهي علاقتنا بايديها مش عاوزة تقف جنبي في ظروفي انا بحمد ربنا أن مافيش بينا اطفال
شعرت بوخذة داخل قلبها عندما تذكرت أطفالها اللذين لم تقر عينيها بهم منذ اسبوع وهي لا تعلم عنهما شئ
في المساء بعدما غادر معتز الفيلا برفقة المحامي وتاكدت من نوم الصغيرتين ظلت شارده بمصيرها ومصير صغارها
تبكي پقهر ثم كفكفت دموعها وتوجهت الي المرحاض توضأت وافترشت سجادة الصلاة وظلت منكبة عليها تصلي وتناجي ربها بأن يلهمها الصواب وأن يرد إليها أطفالها فهي لا تريد شيئا من الدنيا إلا هم فهم نور عيناها ونبض قلبها ولم تتحمل غيابهما أكثر من ذلك
ثم غلبها النعاس علي سجادة الصلاة ولا تعلم كم مر عليها من وقت وهي غافلة هكذا الي ان فتحت عيناها بفزع وانتفضت كالمذعوره تبدل ثيابها كانت كالمغيبة مسلوبة الاراده تتحرك كالروبوت
غادر الغرفة وهي تسير على اطراف أصابعها لكي لا يشعر بها أحد ثم غادرت الفيلا بأكملها ووقفت أمام الطريق تحاول ايقاف سيارة أجري لتقلها الي حيث وجهتها
في ذلك الوقت كان معتز عائدا الي فيلته بعدما أنهي كل ما جمعه بزوجته وأصبحت الآن طليقته وأخذت كل مستحقاتها وانفصلا بهدوء
كان يتذكر حياته معها وفجأة لمح طيف رحمة أمامه كان يظن بأنه مجرد طيفها اتي في مخيلته ولكن جحظت عيناه عندما وجدها تستقل داخل سيارة أجري وتن بها
سار خلف السيارة وهو يتسأل داخله إلي أين هي ذاهبة الان في ذلك الوقت المتأخر
شلت الصدمة تفكيره عندما وجد السياره تتجه الي الكومبوند الذي يوجد به فيلا شقيقه وترجلت منها بالفعل أمام الفيلا الخاصة بعمرو القابعة بجانب فيلا عادل من جهة اليسار
ترجلت هي من السيارة وأعطت السائق نقوده وظلت مكانها تتلفت حولها پخوف
أما عنه فصف سيارته وترحل منها مسرعا ليلحق بها وجدها تدلف داخل الحديقة وتسير باتجهاة باب الفيلا وقفت أمام الباب والدموع تنهمر بغزارة
علم معتز حينها بأن عمرو طلب منها ذلك عندما اختلي بها وتحدث معها
صړخ بصوته الرخيم يناديها وعيناه تشتعل بحمرة الڠضب
رحمة
دارت وجهها تنظر له بلهفة وكأنه طوق النجاة الذي سيخلصها من براثن عمرو
جريت عليه وارتمت به وهي تهتف بهسترية
أنا مش كده والله العظيم مش كده بس هو هيقولي مكان ولادي فين
ربت علي ظهرها بحنو وقال بصوت دافئ
وانتي مچنونة وبتصدقي أن ممكن يكون صادق معاكي
ثم أردف قائلا وهو يحاوطها من كتفها مبتعدا عن ذلك المكان
نبعد عن هنا وبعدين نتكلم بهدوء
صفا سيارته أمام نهر النيل ثم ترجل منها وفتح الباب الآخر و
أمسك بكف رحمة لكي تترجل هي الأخرى
نظر لها مبتسما وقال
أية رأيك نتسحر درة مشوي علي النيل
هزت رأسها بالايجاب
ساروا سويا الي ان جلست بالاريكه الخشبيه الموضوعه علي ضفاف النيل وذهب
ليبتاع الذرة ثم عاد إليها واعطاها واحدا وجلس بجوارها يتناوله بهدوء
كانت الساعه الواحده ليلا والطقس شديد البرودة نزع عنه سترته ووضعها برفق اعلي كتفيها ثم نهض واقفا وقالنجيب بقا حلبسة تدفينا في الجو المرعب ده
ابتعد عنها وهو مازالت عيناه تحاوطها پخوف وقلق يشعر اتجاهها بأنها مسئولة منه كأنها طفلته يريد أن يحميها من هؤلاء البشريريد أن يلقن طليقها درسا لن ينساه ثم ينهال ضړبا علي ذاك الحقېر عمرو يريد أن يفقده عيناه التي تطلع بهما إليها وي له لسانه الذي تحدث معها يريد أن يفتك به وتوعد له بأنه لن يتركه هباءا سوف ينال منها وسيجعله يندم أشد الندم
عاد إليها بعد لحظات واعطاها كوب حمص الشام الحار وجلس بجانبها يتطلع لمياه النيل بصمت
ت رحمة ذلك الصمت والهدوء الليلي وقالت
أنا مش فة كنت هعمل ايه في نفسي لو حضرتك ماكنتش لحقتني
تطلع لها بهدوء وقال
ربنا ماكنش هيسيبك تاذي نفسك وتقعي في الغلط عشان ربنا بيحبك يا رحمة وف طيبة قلبك وف انك مش كده ومهما حصل لايمكن تكوني كده انتي بريئه ومهما تراكمت عليكي الضغوطات هتفضلي صابرة ومتماسكة ثقي بالله أنه مش هيضيعك ولا هيخذلك ومهما حاولي يلوثو براءتك ربنا هيفضل حاميكي وحافظك من شرهم
نهض واقفايلا بينا عشان تروحي تنامي وترتاحي وبلاش تفكري في اللي حصل
صعدت هي الي غرفة الصغيرتين ودثرت نفسها بال أما هو فظل بالغرفة الملحقة بالفيلا الموجوده بالحديقة فمنذ أن وعدها بأنها ستظل هي بالفيلا وهو اتخذ تلك الغرفه لتقاسمه الليل وهمومه
ابدل ثيابه واراح ه اعلي ال ولكن جفاه النوم وهو شارد بتلك البريئه يريد أن يفي بوعده لها وهو جلب أطفالها من ذلك الخسيس طليقها الذي تأمر مع أخر عليها
صدح رنين هاتفه ليجد المتصل المحامي اجابه بقلق
الو أيوة يا متر خير
بعد أن استمع لحديث الآخر انتفض من ال قائلا والإبتسامة تنير وجهه قائلا
أنت بتتكلم جد
الفصل التاسع
چريمة علي السحور
بقلمفاطمة الالفي
لم يصدق معتز ما سمعه من المحامي نهض علي الفور وابدل ملابسه ثم استقل سيارته وغادر الفيلا متوجها إلي مدينة الإسكندرية كما أخبره المحامي بأن طليق رحمة واولادها الآن هناك بعد أن استأجر شقة بحي العجمي وعلم بذلك عندما تتبع هاتفه المحمول
اصطحب المحامي معه وتوجهوا إلي مدينة الإسكندرية فجرا وعندما وصلوا الي هناك كان وقت شروق شمس الصباح
بالفعل وصلا الي البناية المنشودة وعلموا باي طابق يوجد محمد وأطفاله صعدوا الي الشقة ووقف معتز أمام الباب بهدوء ثم ضغط زر الجرس
هتف المحامي وهو يربت علي كافة
معتز لازم تتصرف معاه بهدوء تمام
هز رأسه بالايجاب
ولكن عندما فتح له محمد الباب لم يتمالك اعصابه لكمة بقوه اعلي وجهه وجعلها يرتد للخلف أثر تلك اللكمة
صړخ محمد منفعلا
أنت مين يا جدع أنت وازاي تمد ايدك عليه
وقف معتز بشموخ وقال تهزاء مبطن تحب أوريك تاني ازاي امد ايدي انا عادي ماعنديش مشكلة
ابتلع ريقه بتوتر وظهر ذلك علي ملامح وجهه التي تبدلت لذلك استغل المحامي ذلك وهتف بصرامة
أنا محامي مدام رحمة وفي قضية مرفوعة ضدك والمحكمة حكمت لها بحضانة ولادها وانت في نظر القانون خاطف الولاد
اتسعت بؤبؤت عيناه پص وهتف بلجلجله دول دول ولادي ازاي هخطف ولادي
أكمل معتز خطتهم وقال
هتمشيها قانوني ولا ودي انا بس ما بحبش الشوشره عشان موجود اطفال بينكم
هتف محمد پخوف اللي تشوفه يا باشا أنا تحت أمرك
حلو اوي كده تعجبني
ثم نظر للمحامي وقال خلاص يا متر نحلها ودي عشان الاولاد وهو دلوقتي هيمضي بعدم التعرض لمدام رحمة والاولاد تاني
هتف بتوتر همضي همضي
أبتسم معتز بانتصار وأرسل غمزة للمحامي الذي أخرج اوارق خاصة بالتنازل عن حضانة الأطفال وهم بحضانة والدتهم مدا الحياة
ومضي محمد الاوراق دون أن ينظر بها وبعد ذلك أعطاهم الصغيرين أنس وأحمد وغادروا الي البناية ثم عادوا الي القاهرة ثانيا ومعهم الاطفال
وقت الظهيرة كانت بالحديقة تلعب مع الصغيرتين حبيبة وغزل وقررت أن تروي الازهار والأشجار بنفسها مسكت رشاش المياه وبدءت في عملها ومن حين لآخر