جبران المغازي بقلم لادو غنيم
حصل ولاده طبيعى الرحم هينفجر بسبب الشقوهيتسبب بټسمم الأموالجنين. عشان كدا في الحالات اللى زي المدام بنضطر نولدهم قيصري قبل المعاد الطبيعى
عشان نضمن عدم إڼفجار الرحم دا غير إن بيبقى معانا أساتذه كبار فى غرفة العمليات عشان لو حصل أي حاجة نقدر نسيطر على الوضع
حاول الطبيب أن يطمئنه قليلا لكن خوفه عليها لم يكف عن الصړيخ بقلبهوقال له
أغلق الجوال ونظر لهاوجدها تغفوا بنعاس فذهب وتوضأ ثم عادوبدأ بصلاة قيام الليل بجوارها على الأرضليدعوا الله لها بالنجاهوالحمايه
ومرت سبعة أياموخلالهم لم يحدث الكثير من الأشياء فكل شئ عادي و هادئ مثل الماضيوجاء يوم سفر فريحه بعد أنودعت الجميع ذهبت إلى الخارج حيث حديقة القصرووقفت أمامعامريالذي ينتظرها بجوار سيارتها
تحدثت بعين دامعه تخفي الم فراقهافتنهد بشعورا قبض قلبه لم يراوضه من قبل
صدقينى هفتقدك جداأنا عاوزك تخلى بالك من نفسكولو إحتاجتى أي حاجه في أي وقت قوليليوأوعدك إنك هتلاقينى دائما جانبك
مد يده ليصافحهافحتضنت يده بنبض جعلها تتشبث بيدهوبعينيها سطورا مسطره بألحان الحب
هتوحشنى أوي يا عامري
تبسم بحزنا غمم ملامحه
سحب يده برفق من بين أصابعها الدافئهوبتعد خطوه للوراءفحركت رأسها ببسمه يائسهوركبت السياره برفقت السائقوذهبت من القصراما هوفتنفس بحزن لم يعرف من أين أتاهوستدار للخلففوجد أخيه يقفويناظره بتساؤل
مالك شكلك زعلان كدا ليه!!
مش عارف مكنتش متخيل إنها لما تمشي هزعل كدا
حرك رأسه ببسمة الهدوء
عشان إحنا كبشر ما بنحسش بالحاجه الحلوه غير لما بتروح من إيدنا
قصدي إنك بتحبها يا عامري
أنكر بقوله الهادئ
لاء محبتهاش أنا حبيبت فكرة حبها لياحبيت تمسكها بيا حبيبت محاولتها عشان تقرب منيحبيت جنون حبهاحبيت طيبتهاومسامحتها ليا بعد كل كلمه قاسيه بقولهالهاقلبي لسه محبهاش بس إتعلق بتفاصيلها
ربت أخيه على ذراعه قائلا
هتحبها مدام حبيت كل التفاصيل دي مبقاش فاضل علي عشقك ليها غير تكهياللا روح وراها مضيعهاش من إيدك!
إنت شايف كدا
جبران بتفاهم
مش مهم أنا شايف ايه المهم إنت شايف إيه
بصراحه كدا شايف إنى هفتقدها أويوهشتاق لحبها لياوچنونهاوعفويتها
لوح له برأسه ليلحقها بقول
طب ياللا وراها لو سافرت مش هترجعلك تانىالفرصه مش هتجيلك مرتين يا عامري إمسك فإللى بيحبك و صدقنى بحبها ليك هتخليك مش بس تحبها لاء دا إنت هتبقي عاشق لروحها
وبعد ساعتين بالمطاركانت تقف فريحه بممر الدخول للطائرهوعينيها لم تكف عن البكاء وهى تتذكر تلك الأوقات اللى جمعتهم سوياحتى سمعته يحادثها بصوتا تغزوه الجديه
فى ناس هنا مش بتوفي بكلامها مش قولتى مش هتسافريوتسبينى
إرتجف القلب بنبضه هزت كيانهافلم تكن تصدق أذنيهاوإستدارت بلهفه تبحث عن صوته حتىوقعت عينيها عليهيقف خلف سور حديدي صغيرفتسعت عينيها بذهولا لون فمها بالفرحوجعلها تركض إليه مثل الطفله الصغيره التىوجدت رفيقها
ثموقفت أمامه تسأله پصدمه
إنت جيت ورايا ليه أوعى يكون اللى في بالىوالله يجرالي حاجه
بلل شفاه بمراوغه
بصي من الأول عشان نبقي علي نورلازم نبقي متفقين إنى لسه محبتكيش الحب اللي بتتمنيهبس أوعدك إنى هحاولوعلى فكره كنت هتوحشينى أوي لو سافرتى
شهقت پبكاء مسموع فنظر البعض لهمفتحمحم بتفاهم
مالك طيب بتعيطى ليهبقولكمش عاوزك تسافريوتسبينى لوحديو
نظرت له بتساؤلوهى تذداد في البكاء
وهى دي شويه دا أنا عشت عمري كله بحلم بكلمه منك
تنهد ببسمه هادئه ثم قال
طب خلاص متعيطيشوعلى فكره أنا ناوي أتقدملكوأخطبك دا يعنى لو إنت موافقه
إنت لسه بتسأل أنا معنديش مانع إننا نتجوز
دلوقتي أصلا
حرك رأسه برسميه يحتويها التبسم
إنت مش هتتغيري أبدالاء مفيش جواز دلوقتي
احنا هنتخطب عشان نادي فرصه لعلاقتنهلو حصل نصيبوعلاقتنه نجحت هنتجوزك إنما لو لاقدر الله
علاقتنه فشلته ننهي الخطوبهوكل حد مننا يروح لحاله
هتفت بإصرار
هتنجح
طبعا إن
شاء الله يعنىوحتى لو ما نجحتش هنجاحها بالعافيه
قال بجدية
إحنا هنتخطبو هسافر معاكى فرنساهمسك فرع الشركة بتاعنا هناكوإنتإنضمى لشانيلإشتغلى معاهموانجحى عشان لا قدر الله علاقتنه لو فشلت مبقاش ضيعت كل الفرص منك
أفهم من كلامك إننا بعد ما نتخطب هتسافر معايا فرنسا تشتغل هناكوأنا كمان أحقق حلمىوانضم لتيمشانيل
أيوة بالظبط كدا!!
لم تكن تصدق أن أحلامها قد تحققت مما جعلها تقترب منه لتعانقه لكنه رفض مبتعدا للوراء
هتعملى ايه
هحضنك
هتف بنفى
لاء طبعا تحضنينى لما تبقي مراتى إنما قبل كدا حرام ياريت بقي نتعلم أصول الدين شويه
ضيقت عينيها بمراوغه
أموت أنا في أخلاقك بس يعنى الحضن مفهوش حاجه قرب بقي
أقرب إيه يابت ما تظبطى قولتلك مفيش أحضان قبل ما أكتب عليكىوالفرح يتم
خلاص ماشي زي ما تحب
هتف بتمنى
وياريت بقي لو تلبسي الحجابولبسك يبقي محتشم زي رؤيهمراتجبران لإنى محبش جسم مراتى يبقى باب لكل العيون .أنا مش بأمرك أنا بطلب منك والقرار ليكى
طبعا موافقه أوعدك إنى هلبسهوهنتظم كمان
على الصلاه
فرك لحيته بمشاكسه
شكلك هتخلينى أحبك بسرعه
اتسعت عينيها بقناديل الغرام تبوح
والله ما هتندم إنك إدتنى الفرصه دي وعلى رأي المثل خد اللي بيحبك. عشان بحبه هيصونكويخليك دايب فيه
ناظرها ببسمة رضا
ماشي ياله خلينا نرجع القصر
شبثت يدها بيده فقاله بجديه
معا إن بردوا التلامس دا حرام قبل الجواز بس مش هسيب إيدك المره دي
غزة السعاده عينيها بقلب يزوف شموع الفرح نبضات قلبها مثل الموج العالى تسحبها للأفق برنيم العاشقين
إيدي مش هتسيب إيدك لآخر العمر يا عامري
قالت ما بقلبهاوما تتمناه فستقبلها ببسمة أمل أنارت دربهاثم ذهب سويا إلى القصر
مرت الأياموالأشهروخلالهم تمت خطبة عامري و فريحه وبعد ذلك سافروا لفرنسا ليبدؤا بعملهمهو بفرع شركتهموهى لتحقق حلمها بالعمل مع شانيل أما بمصربحياة جبرانورؤيه فقد ظل بجوارها على مدار تسعة أشهر لم يذهب فيهم إلى الشركه فكانه يتابع أعماله من داخل حجرته بالقصر. فلم يكن يود أن يترك زوجتهفكانه يهتم بطعامهاوشرابهاومساعدتها في دخول الحمام وأخذ الدواءكان يرعاها بكيانه خوفا عليها من أن يصيبها مكروهأما هى فلم تكن تفعل شئ سوا النوموقرائة القرآن يوميا بجوار صغيرتهن راح وإطعامهاوالإهتمام بها فقد بدأت بتعلم السيرفكانت أتمت العاموالتسع أشهر وقد تعلقت كثيرابرؤيهوأصبحت تنعتها بكلمةمامابصوتها الصغير المتقطع بحروفا مازالت تتعلمها
أما هلال فكانت تذهب إلى عملها بالشركه كل يوموعندما تعود تدخل إلى رؤيه لتطمئن عليهاوترعاها قليلا أما عمران فكانت حياته بين القصروالشركه يتابع كل شئ بدلا عن جبران وحينما يعود يرعى هلال ويساعدها فى تجهيزات غرفةطفلهماأما باقي العائلة فكانوا جميعا يتكاتفواويهتمون بمراعاة رؤيه وهلال
و جاء اليوم الموعد لولادة هلال ورؤيهفقد أخبرهم الطبيب بأن معاد ولادتهم سيكون في نفس اليومبسبب تقارب موعد حملهماوذهبوا إلى المشفىأماجبرانفأخذ رؤيه فى موعد قبل الذهاب إلى المشفىوحينما وصلوا إلى المكان الموعود نزلا من السياره أبصرت عينيها على تلك اللوحه المعلقه على بوابة زهريه مكتوبا عليها
حضانة الرؤيه كان الإسم مدون بالعربيهوالإنجليزيهلم تكن تصدق ما تقرأه بعينيها الدامعتين بسعاده فقترب منها يحتوي يدها بيدهودخل بها من البوابه لتتفاجئ بجمالوبساطة تلك الحضانه فرغم إتساعهاوفخامتها إلا أن الوانها الراقيه بألوان تزهر العيونومحتوايتها والعابهاجعلتها غايه في البساطهوالجمال
كانت تسبح بعينيها بها تناظر كل مترا بهاحتى شعرت به ياتى من خلفها يحتضنهاويحتوي بطنها المنتفخه بيداهيتمتم بجوار أذنيها بكلمات كالعسلوسط حياه مره
أنا اللى صممتهاوإختارت كل حاجه فيها عشان تبقي شبه بساطة جمالكوفخامة حبك اللى مالى قلبي
إحتوت يداه بتشبث على بطنهاتبوح بسعاده تغمرها
دي أجمل هديه في حياتىأنا مش مصدقه عينىأنا فكرتك نسيت الموضوع أصلا
وهو أنا
أقدر أنسي طلب روح روحي
أنا بحبك أوي يا جبران وفرحانه أوي عشان رايحه اجبلك حته منكأنا متحمس أوي عشان أعرف النوع ايهإنت عاوزولدولابنوته
شدد من إحتضانه بهاوكإنه الحضن الأخير. فقد كانه يعلم أنها على مقربه من المۏت فقد أخبره الطبيب أن الشق قد تضاعف كثيرا بطريقه لم يشاهدها من قبلمما جعل نجاتها املا ضعيفاإرتوي قلبه من الألموحزن الفراق لروح سكنت الروحتألمت عينيه بمياه تود أن تغزوها لتغمروجنتيهلكنه لم يفقد الأملوقبلوجنتها بعدما قال لها
أنا مش عاوز غيرك إنت من الدنياإوعدينى إنك تتمسكى بحياتنا
كانت تجهل سبب ذلك الحديثفقالت بعفويه
اللي يسمعك يقول إن الدكتور قالك إنى ھموت
بعد الشړ عليك متقوليش كدا تانى إنتي هتعيشي بأمر الله عشان تربي عيالناوتخلى بالك منى مش أنا حبيبك يرضيكي تسيبى جبران لوحدهوتمشي
لم يستطيع كبت دموعه أكثر من ذلكفخرجت تبللوجنتيهوتحرك بياض عينه بخيوط حمراء تشبه الشرارأنين القلب الضائع مثل بحار وسط المحيط تائه ولا يجد مارسيالحزن مثل الخيمه فوق قلبه تظلم لياليه القادمه پخوف الفراق. عانقها بشوقا جعلها تتألم بين يداهلكنها لم تكن تود أن تتركه فبادلته العناق بذات البكاءفقد شعرت بثقل يحتل نبضاتها قبضه ممېته ترهقها
بحبك يا رؤية عينى
و أنا بحبك يا جبران رب العالمين ليا
إوعدينى إنك هتعافري عشانه
أوعدك يا حبيبي
إنت متأكده إن جبران من غيرك هيبقي جسد من غير روحفعشان خاطري بلاش تاخدي روحك منى
روحى هتفضل معاكإنت حبيبيوسنديومأوايهبقى بزمتك فى روح من غير مأوي
أخرجها من عناقه يحتضن وجنتيها بيداه يبصر بعينيها لهفه احتواها العشق
أنا عندي ثقه فالله إنه هيقومك بالسلامهربنا رحيمومش هيقبل بحرمنا منك
مدت يدهاوجففت دموعه ببسمة الأمل
إن شاء الله يا حبيبي المهم إنت خلى بالك من نفسكوإستعد عشان لما أولد هسيبلك البيبي تسهر بيه طول الليل عشان أنام براحتى
قومى إنت بس بالسلامهومتشليش هم حاجه
طب أنا قولتلك قبل كدا إنى بعشق العشق اللي جمعنا
لاء زي مانا بردوا مقولتلكيش إنى أسير الحب اللى مابنا
بحبك يا جبران قلبي
بحبك يا رؤية عينى
عانقته بغراما هز كيانهمايأويهم بنبضات القلوب المتدفقه بتناغم من جوف القلب العاشقلكيان أنثى و صلابة رچلايحتوي حبهما مثل الجوهره الثمينه فى عتمة ليالى القدر
أما بالمشفىفخرجتهلالمن حجرةالعملياتوأصبحت بحجرتها بعدما إستعادةوعيهافوجدتعمرانيجلس بجوارها ممسكا بيدها فقالت
عمران أنا ولدت صح
قبله يدها ببسمة دافئه
أيوة يا حبيبتي حمدل علي سلامتك
الله يسلمك يا حبيبيهو فين او هى فين. ربنا رزقنا باإيهولدولا بنت
نهض بسعاده تغمر كيانهوذهب يحضر لها صغيرتهاوعاد بفتاه جميلهوضعها بجوارها يهتف بغراما
أعرفك ب هلال عمران المغازي بنتنا
نظرت بدموعا إلى تلك الصغيره التى تسكن ذراعهاوخفق قلبها من الفرحيتراقص بحلم قد تحققولمست يدها الصغيره بقولا يسكنه البكاء
هلال قلبي أنا نورتى حياتى يا عمريإنت عارفه أنا ياما حلمت بالحظة اللى اشوفك فيهاوأبقي أم لبنوته جميله زيك
طب تقولي إيه لو قولتلك إن كرم ربنا كبيروكان شايلنا الأفضل دائماولما رزقنا غرقنا بنعمهأقدملكنعمان عمران المغازيابننا إنت جبتى تؤام
ارتجفت برعشة البكاء الذي جعل عينيها تتسع من شدة الرضا بسعاده غرقتها مثل الأرض الجافه التى إرتوت بعد سنوات حرمان
أنا جبت تؤاميعنى أنا أم لولدوبنت
جلس بجوارها بعدما وضع صغيرهم بجوار شقيقته
أيوا إحنا عندنا ولدوبنت
كست الدموع وجههاتدفقه كلمات الرضاوالحمد من جوفها تردد بحمد
الف حمدوشكر ليك يارب الف حمد و شكر ليك يارب قد إيه إنت كريمورحيم بعبادك
ظلت تشكر اللهوعينيها لم تغادر النظر من على صغيريهااما عمران فكان يراهم مثل كنزه الثمين الذي عوضه الله بهم بعد سنوات من الرضا و