روايه بن سليمان
ف تفكيرها لا يتركها بحالها وهي تكاد تجن منه
لذا.. نظرت ل ساعة الهاتف وجدت أنها وصلت ل الرابعة عصرا أي ما زال علي المغرب الكثير ولم يحن وقت عودتها ل المنزل بعد.. حسنا ستذهب معهم ل التسكع قليلا ثم ستعود لن يحدث شيئا..
نظرت لها واؤمات بموافقة.. وهي تبتسم بأشراق طري عليها فجأة لفكرة خروجها خارج سجن الافكار الذي لا يتركها في حالها منذ ما حدث لحتي الأن..
_يووه ياعليا مش قولتلك آجلي كل حاجة لوقت تاني وسيبني لوحدي شوية
جاءه صوت رجولي..
_بس انا مش عليا ياسليمان.. انا حسان صاحبك
فتح سليمان عيناه واعتدل في جلسته سريعا ينظر لحسان الذي راح يقترب منه بنظرات متسألة عن سبب مجيئه جلس حسان علي المقعد المقابل لمقعد سليمان نظر له مطولا قبل ان يقول ببسمة حانية
قال بصوت حاول ان يجعله صارم.. بارد
_عايز اية ياحسان.. باشا
حسان بسخرية.. مريرة ف الماثل امامه كان في يوما ما اخا له لا يتردد في ان يناديه ب ياض او يلقنه ب سب ما والأن يعامله بكل رسمية! يالسخرية القدر
قدم حسان مجلد ورقي له وهو يقول موضحا سبب زيارته
_عايز أرجع اللي بينا ياسليمان دا دليل علي
خېانة ولاد عمك ل المرة التاسعة التمن مرات الأولين كنت ببعت الورق في ظرف من غير اسم بعد ما يسرقوه ويجيبوه ليا او يودوه ل غيري وانا أتصرف وأجيبه
لكن المرة دي مختلفة.. المرة دي قولت لازم أدافع عن حقي في حياتك ياسليمان انا اللي أستاهل تسيبهم علشاني مش هما
انا اللي أصيل ياسليمان وفاكر العشرة والعيش والملح اللي بينا مش هما..انا اللي كل ما يحاولوا يوقعوك كنت بساعدك تقوم من غير ما تعرف وانت علشانهم سبتني علشان غلطة واحدة بس.. رغم أنك سمحتهم علي ألف غلطة عملوها في حقك
_انا أتجوزت أمبارح ياحسان أتجوزت اللي خلتني قبل ما أفكر في اي حاجة ضدهم أفتكرها هي الاول
خاېف لتروح مني ياحسان لو راحت لا هسامح نفسي ولا هسامحهم طول عمري لو فكروا يأذوها يمكن وقتها فعلا أنسي الډم وأخلص عليهم ولو فيها نهايتي
انا حبيتها كل الحب اللي كنت كاتمة في قلبي كل مشاعري دلوقتي وجهتها ليها وبس كل الخۏف والقلق اللي ماحسيتش بيه قبل كدا دلوقتي خاېفه عليها هي انا خاېف ليأذوها ياحسان
قال اخر عبارة وقد أدمعت عيناه بقوة لا يعلم حسان ماذا يفعل ايفرح لان صديقه وجد الحب الحقيقي أم يحزن علي حاله!
_متقلقش ربنا هيعوضك عن كل حزنك.. بيها ان شاء الله وهيحفظها ليك
سليمان بتمني
_بتمني ياحسان.. بتمني
حسان ببعض المرح
_مين هي دي بقي اللي قدرت علي الراهب سليمان باشا ووقعته في حبها ل الدرجة دي
أبتسم سليمان وشرد بعيدا فيها كأنه انتقل الي عالم أخر لا يوجد به إلا صورتها ببسمتها الجميلة ونطق بصوت هائم
_بيسان..
توسعت عينا حسان بزهول وعدم تصديق لقد تمني لسليمان ان يقع بعشق فتاة لا مثيل لها ولقد فعل ف بيسان تلك يكن لها في قلبه مساحة ليست بصغيرة
فمنذ ان تعرف عليها وعلي محل عطرها المميز بعطره المميز الذي بات لا يضع ألا من سواه وهي أصبحت واحدة من المهمين في حياته..
ربت علي كتف صديقه وقد خرج من شروده و
_المهم.. صافي يالبن!
_حليب ياقشطة ياسيدي
_بيسان هانم.. سليمان باشا بيقول لحضرتك اتأخرتي ياحبيبتي
نظرت لساعتها ثم انتفضت بفزع عن مقعدها فات الوقت بدون شعور منها نظرت لزاهر الذي كان يبدو علي ملامحه التوتر مما أكد لها أن سليمان غاضب
وهو تؤمي بنعم بارتعاش و
_قايمة حالا
ليان وقد لاحظت توترها
_في حاجة يابيسان ومين دا تعرفيه
بيسان
_لا مفيش ياليان بس لازم أمشي علشان اتأخرت
وأسرعت بالمغادرة دون أن تتحدث تابعت ليان رحيلها بتعجب بينما قالت شيري وعينيها معلقة علي زاهر السائر خلف بيسان
_الراجل دا انا حاسة أن وشه مألوف عليا اوي ياتري مين وقالها أية خلاها أتفزعت كدا
ليان بحيرة وهي تهز كتفيها بجهل
_معرفش..
شيري بأصرار وقد تمكن منها الفضول كالعادة_الفصل الخامس عشر .
.. ! أعتراف ! ..
إلي ما لا نهاية إلي حتي الفناء وحتي إختفاء البشر.. سأظل أحبك..
فتحت باب المنزل ودخلت فتفاجئت بسليمان جالس علي أول مقعد يقابل وجهها كان يريح رأسه علي مقدمة المقعد يغمض عينيه بأرهاق ظاهر جليا عليه
من مظهره هذا شعرت وكأنه غافي في نوم عميق فأقتربت منه قليلا وبقيت علي مقربة خطوتين منه نظرت لملامحه بشرود متأملة أياه
سليمان رجل وسيم لا يستطيع احدا ان ينكر هذا ملامحه جذاب.. منحوتة عند التدقق في تفاصيله ستغرق فيها بلا شك ما يزيد من وسامته ربما شخصيته التي تفرد نفسها دوما..
شخصية مسيطرة حكيمة قوية رجل ثابت الخطوات مدرك ل ألاعيب من حوله يعرف كيف يتصرف ومتي لا تشغله التفاهات ولا يحب ان يخسر امام احد..حتي هي أصر ان يكسبها مهما كان الثمن..
فاقت علي صوته الذي خرج فجأة ومازال كما هو مغمض العينين
_اتأخرتي..
بوسط بحره الذي غرق فيه هذا خرج صوته المتحشرج
_خرجتي من غير ما تقوليلي كمان..
توترت وهي ترد بينما تحاول ان تنزع نفسها من بين يديه
بيسان بعيون دامعة من الضغط الذي هي فيه
_كنت مضايقة وعايزة أتكلم مع حد وانا متأخرتش اوي هما بس ساعتين
قاطعها بحدة
_انا قولت ستة تكوني في البيت
قالت پتألم
_مش هتتكرر
رد
_أتمني
خفف يده أخيرا التي كانت تخنق خصرها فتنهدت هي براحة إلي حد ما أشار لها ل تنهض ف فعلت سريعا نهض هو أيضا ووقف في مواجهتها
_انا مضطر امشي دلوقتي اقفلي ابواب الفيلا كويس وبكرة بعد صلاة الجمعة هاجي اخدك ونخرج نتمشي شوية
هتفت بضيق
_انا مش عايزة اقعد هنا انا عايزة ارجع بيتي ياسليمان
كان يسمع حديثها هذا الغير مفهوم وهو يغادر فتبسم بمرح عليها..
كم يود ان يبقي أبد الدهر معها لكن لا يستطيع ان
يفعل ذلك علي الأقل الأن..
تعامله الغاضب هذا سيحاول ان يشفع عنه بخروجه الغد سيحاول ان يعوضها ويريها أنه سليمان القديم المحب لها
وأنه لم يتغير كما تشعر هي وأنه لم يستخدم نفوذه إلا ليضمن ان تكون بين يديه ليس أكثر
سيحاول ان يفهمها أيضا أنه أضطر ليخفيها عن الجميع ليحميها.. فقط ليحميها
علم جميع سكان القصر بأمر المخزن والشركة التي كان يملكها واجد رمقته سوزان حينها بنظرة خيبة امل كبيرة إلا أنها لم تتحدث عابد الذي كان يعلم بكل مخطوطاته وجد أن ما يفعلاه شئ ليس بالجيد
بالحقيقة هو يشعر بأن كل ما يحدث وحدثة ليس بجيد..
هو الأن في مرحلة المواجهة مع نفسه حيث يقوم بمراجعة أفعاله وياليت يخرج من تلك المرحلة بنتيجة مرضية..
_صباح الخير علي أحلي تيتا في الدنيا
ضمت وجهه بين كفيها وهي تردف بحب
_صباح الخير علي عيونك ياحبيبي مبسوط يعني.. في حب ولا أية
وعلي سيرة الحب جاءت بيسان أمام عينيه فتحولت نظرات السعادة الي نظرات الهيام الكامل وهو يقول
_فيه عيون حلوة ياتيتا سړقت من عيوني انا النوم من وقت ما ظهرت في حياتي
أبتسمت لهذا الأعتراف الصريح بحب حفيدها لأحداهن ربتت علي صدره خصوصا منطقة قلبه الذي كان يدق پعنف أثر ذكر صاحبه لمالكته أردفت بنبرة خاڤتة
_ربنا يجعل قلب صاحبة العيون من نصيبك ياسليمان
قال بتمني جارف
_يارب.. ياتيتا.. يارب
أعتدل في جلسته وقال قبل أن يرحل
_هسيبك دلوقتي بقي علشان عندي مشوار مهم
بعد ساعات من الحيرة في اختيار الزي المناسب ل الخروجة التي ستخرجها مع من يسمي زوجها اخيرا وقع اختيارها علي بنطال من قماش الجينز رمادي اللون وكنزة صوفية باللون الوردي الباهت تركت شعرها الطويل مفرودا علي طول ظهرها فكان مظهرها بريئا ل الغاية وساحر رغم بساطة الهيئة
نفسها برضي تام ثم ارتدت حذاء رياضي رمادي به نقوش وردية علي السريع وخرجت من غرفتها ومع خروجها كان الباب يفتح ويدخل منه هو
تقابلت عيونهم سويا فحدثت رجفة بدون شعور في قلب الأخري وكأنها تخبرها انتي تهويه فلا تكذبي
_يلا
اقتربت منه وهي تقول
_يلا
كادت تتعداه وتتجه إلي باب المنزل لكن يده التي أمسكت بذراعيها أوقفتها تطلعت له بأستفهام فقال بنبرة متضايقة
_لمي شعرك وأمسحي اللي علي شفايفك دا
قالت بأعتراض ورفض
_بس انا بحب شعري مفرود
ظهر وكأن صبره قد بدأ ينفز فضعظ علي ذراعها الماثل بين يده وهو يقول من بين
أسنانه المطبوقة
_وانا قولت لميه يابيسان ومن أنهاردة مفيش خروج وشعرك مفرود
حسنا.. لقد تحملت كثيرا وهذا عكس طبيعتها الشرسة نفضت يده الماسكة بيدها ورفعت لاصبعها لتضعه في وجهه ك حركة تحذير له
بيسان بنبرة صائحة پغضب
_انا قولت متدخلش في حياتي صح ملكش دعوة بيها خالص ومش معني إني سكت يبقي تسوق فيها بقي
_لا من حقي يابيسان الطلبات بتاعتك التافهة دي متهمنيش لأني مش هنفذها انتي مراتي ولازم تظهري بالشكل اللي يعجبني ويرضيني فاهمة.. يااما..
قالت بتحدي
_يااما اية هتطلقني! ياريت
ضحك پغضب وهو يؤمي بلا..
_توء مش هتطلق انسي كلمة طلاق دي وأحذفيها من قاموسك بس همنعك تخرجي
بيسان
_متقدر
_تحبي أمنعك ونشوف هقدر ولا لا!
نظرت له بدموع أوشكت علي السقوط لطريقته التي يستخدمها تلك ل الضغط عليها هو يحاول أن يثبت لها دوما أنه القوي وأنه سيفعل فيها ما يريد وكما يريد
ولن تستطيع الأعتراض رمقته ل لحظة بۏجع قبل أن تتركه وتتجه ل الداخل
_تحبي نروح فين
قالها بعدما أستقلا السيارة فقالت وهي تبعد عيناها عن مرمي بصره
_عايزة اروح كورنيش النيل.. ممكن
اؤما بنعم ببسمة وبدأ بقيادة السيارة حيث الوجه التي أختارتها حبيبته!
مازال الرجل الحقيقي غيرته هي التي تميزه عن الأخرون من يغار يثبت أنه رجل من لا يغار.. أبتعدي عنه لانه لا يدري ما معني تلك الكلمة الاي تدعي بالرجولة..
بمكتب القصر كان يجلس واجد علي مقعد فيه وبيده ورقة وقلم كان متخبط الافكار محبط الأمال
به من الڠضب ما يكفي ل ان يجعله ېقتل سليمان بدون تردد ل لحظة ل المرة المئة يحاول ان يجد طريقة ل يكسر سليمان نهائيا لكنه لا يجد
لا خسارة بعمله أبدا هو يتحكم به بيد من حديد ضغط علي اسنانه بغل قبل ان يتذكر نص الوصية من جديد..
حيث ان سليمان عليه ان يكون المشرف علي أحوال المنزل والعائلة والمسئول عن ثباتها والتحكم فيها
اذن أذا كان لا يستطيع أن يضربه عن طريق الشركة فليثبت أنه غير جدير بأدارة امور العائلة
سينشب بذلك القصر حرائق لا