الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه امراه العقاپ

انت في الصفحة 87 من 207 صفحات

موقع أيام نيوز

مهرة قومي عايزة اقولك حاجة مهمة 
تأففت لتوقعها الحاجة المهمة التي ترغب بمشاركتها معها اعتدلت جالسة وهي تتطلع لجدتها بابتسامة مغلوبة وتهتف 
نعم يازوزا 
فوزية بعفوية وبتساءل حقيقي 
أنا سمعت الإعادة بتاعت المسلسل اللي بتسمعيه والحلقة خلصت على إن الولا ابو شعر اصفر ده اضرب پالنار هو ھيموت ولا لا 
مسحت مهرة على وجهها وهي تتأفف بقوة أشد وهدرت بنفاذ صبر 
ياتيتا ارحميني ابوس إيدك دي عاشر مرة تسأليني السؤال ده بعدين قولتلك اسمه اردا مش الولا الأصفر 
لوحت فوزية بيدها في قرف ثم قالت وهي تحاول نطق الاسم 
اسمه إيه ارداف !! 
مهرة پصدمة 
ارداف !! اه اسمه ارداف ياتيتا 
ما تخلصي قولي ھيموت ولا لا يابت 
أمسكت بهاتفها عن طريق الخطأ وقالت بعدم حيلة 
والله مش عارفة استني أما اكلملك ارداف واسأله ھتموت ولا لا الحلقة الجاية ! أكيد معرفش
يعني ما انا بتفرج معاكي زي زيك
لمحت فوزية صور آدم على الهاتف فقالت فورا بدهشة 
مين ده !!
أدركت مهرة الخطأ الفادح الذي ارتكبته دون قصد وابتسمت ببلاهة متمتمة وهي تخفي الهاتف عن أعين جدتها 
ده الولا الأصفر ارداف بس صبغ شعره وخلاه اسود 
جذبت فوزية الهاتف من يدها عنوة وهي تدقق النظر في صورة آدم وتهتف باستهزاء 
لا مش هو ده احلى من ارداف اللي عامل زي صفار البيض ده 
قهقهت بصوت عالي وهتفت مهرة من بين ضحكها 
إيه ده يازوزا إنتي بتعاكسيه قدامي !
تجاهلتها فوزية ولم تجب عليها فقط ظلت تتطلع في صورة آدم تحاول تذكر أين ومتى رأته حتى قفز الموقف وصورته في ذهنها فقالت مسرعة 
مش ده الشاب اللي قابلانه عند الصيدلية وكان هيخبطني بالعربية ! 
هزت مهرة رأسها بالنفي حتى لا تفتح على نفسها ابوابا من الأسئلة اللامتناهية وقالت نافية 
لا مش هو يازوزا التاني كان بني آدم غتت ده واحد تاني 
فوزية بثقة تامة 
لا هو أنا متأكدة الحمدلله لسا بعقلي وصحتي وفكراه كويس اسمه إيه كمان 
قربت الهاتف من وجهها أكثر لتستطيع قراءة اسمه وتمتمت تقرأ اسمه بصعوبة بسبب ضعف النظر 
آ ډم الشافعي 
ثم نظرت إلى مهرة وقالت بنظرة ثاقبة 
وإنتي عرفتي اسمه منين عشان تبحثي عنه ! 
لوت مهرة فمها مغلوبة على أمرها وقالت 
المعرض اللي اخدتني سهيلة معاها ليه طلع هو صاحب المعرض وعرفت اسمه من هناك 
المعرض اللي وقعت سلسلتك فيه ! 
أيوة هو يا زوزا على حظي النحس السلسلة متلاقيش غير هناك وتقع مني ! 
رتبت فوزية على ذراعها بحنو متمتمة 
ولا يهمك يابنتي متعرفيش الخير فين أنا هقوم انام وانتي كملي نومك 
اماءت لها بالموافقة وتابعتها وهي تنهض وتتجه نحو الباب فور انصرافها أخذت مهرة نفسا عميقا واخرجته زفيرا قوي ثم أغلقت الهاتف ووضعت رأسها على المخدة من جديد ثم مدت يدها واطفأت ضوء الغرفة وبعد دقائق قليلة غاصت في ثبات عميق 
ارتفع رنين الباب فظنت انتصار أن جلنار قد عادت ضيقت عيناها باستغراب وهتفت وهي تسير نحو الباب 
حاضر حاضر هو إنتي لحقتي تروحي تشوفيه ! 
وصلت إلى الباب ثم أمسكت بالمقبض وإدارته وجذبت الباب إليها فتصلبت بأرضها كالصنم حين رأت نشأت أمامها 
كانت هنا في الداخل وحين سمعت صوت رنين الباب ركضت وهي تهتف بحماس 
ماما 
لكنها وقفت تحدق في جدها بدهشة لم تراه منذ أكثر من شهرين وقاربت على ثلاثة أشهر فانطلقت منها صيحة عالية بفرحة 
جدو ! 
انتبه نشأت على أثر صوتها الرقيق فعلت الابتسامة المشرقة وجهه وهو يتقدم خطوة للداخل وينحنى للأمام بجزعة فاردا ذراعيه لها يحثها على الركض والانضمام لحضنه ففعلت الصغيرة فورا والقت بجسدها الصغير بين ذراعين جدها الذي امطرها بوابل من قبلاته وهو يتمتم بشوق حقيقي 
وحشتيني أووي ياحبيبة جدو 
هنا بصوتها الطفولي الساحر 
وإنت
كمان إنت كنت فين ياجدو 
أبعدها عنه قليلا وحدقها بنظرة دافئة متمتما بأسف 
سامحيني
ياحبيبتي 
زمت هنا شفتيها بحزن وتمتمت 
تعرف بابي تعبان وماما راحت تشوفه وقالتلي إنها بكرا هتاخدني عشان اروح اشوفه كمان 
نشأت ببعض الحزن المماثل لها 
عارف ياحبيبتي مټخافيش بابا هيبقى كويس إن شاء الله 
اعتدل في وقفته وتطلع لانتصار متمتما بنبرة عادية 
عاملة إيه يا انتصار 
انتصار بمضض 
بخير الحمدلله يانشأت بيه جلنار راحت تشوف عدنان يعني مش موجودة 
عارف يا انتصار أنا جاي اتكلم معاكي إنتي 
ظهرت معالم الحيرة على وجهها وضيقت عيناها باستغراب ثم افسحت له الطريق ليدخل وأغلقت الباب خلفه تحركت أمامه نحو الصالون وجلست على أحد المقاعد الواسعة وجلس هو على الأريكة المقابلة لها وفوق قدميه جلست هنا بين ذراعين جدها الذي أخفض نظره لها وقال بحب وهو يطبع قبلة فوق وجنتها 
تعرفي تجبيلي ماية ياهنون 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة واسعة ثم نزلت من فوق قدميه تركض نحو المطبخ
86  87  88 

انت في الصفحة 87 من 207 صفحات