الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه امراه العقاپ

انت في الصفحة 86 من 207 صفحات

موقع أيام نيوز

إزعاج ودخلت ثم اغلقته خلفها ببطء أشد من السابق استدارت بجسدها له ورأته نائم في الفراش والأجهزة الطبية حول الفراش من الجهتين وبيده إبرة متصلة بانبوبة صغيرة تصل إلى زجاجة المحلول المعلقة بجانب فراشه تلألأت الدموع في عيناها في لحظة لكنها شدت على محابسهم بسرعة واقتربت بخطواتها الهادئة منه وقفت بجانب فراشه بالضبط واستغرقت لحظات قصيرة وهي تمعن النظر في وجهه الشاحب فلم تتمكن من حجز دموعها أكثر فانهمرت على وجنتيها بغزارة مدت يدها الناعمة وامسكت بيده الكبيرة احتضنت كفه بقوة تستشعر لمسة يده التي ترغب بالشعور بها لأول مرة وعيناها لا تتوقف عن زرف الدموع 
توقفت عن البكاء وتجمدت ملامحها حين شعرت به يضغط بوهن على كفها الممسك بيده وباللحظة التالية يفتح عيناه ببطء في تعب وتخرج همسة خاڤتة منه 
جلنار 
تهللت اساريرها وعلت الابتسامة الواسعة شفتيها فور سماعها لصوته ورؤية عيناه طالعته بنظرة دافئة دون أن تجيب فمال هو برأسه بعض الشيء وتطلع لوجهها وعيناها الغارقة بالدموع فلاحت شبح ابتسامته الواهنة على شفتيه وهمس بصوت بالكاد يسمع وهو يزيد من ضغط يده على كفها 
متعيطيش أنا كويس 
ردت عليه أخيرا بصوت ناعم كلمسة يدها تماما بعينان معاتبة ودامعة 
كنت عايز تفارقني واحنا متفقناش على فراق زي كدا 
ازدادت ابتسامته اتساعا وحرك إبهامه بضعف على كفه الصغير يملس عليه متمتما بصوت بدأ يظهر عليه التعب الحقيقي 
مټخافيش طول ما فيا النفس يبقى مفيش فراق 
وضعت كفها الآخر فوق يده وملست على ظهره بلطف متمتمة باهتمام وقلق 
طيب متتكلمش كتير عشان متتعبش وشد حيلك أنت بس وقوم بالسلامة يلا عشان هنا واحشتها اوي وكل دقيقة بتسألني عليك وعايزة تشوفك 
خرجت همسة خاڤتة بابتسامة جانبية بها بعض اللؤم 
هنا بس ! 
ابتسمت وهي تشيح بوجهها الجانب الآخر في عدم حيلة منه ثم قالت بوداعة 
أنا هطلع عشان مينفعش أفضل وقت طويل وإنت ارتاح
سحبت يدها من بين يده ببعض الصعوبة كأنه لا يرغب بتركها ثم ألقت نظرة مطولة عليه تبادلا فيها النظرات قبل أن تستدير وتنصرف مسرعة 
خرجت وبدأت تنزع عنها الملابس الطبية فاقترب منها آدم وتمتم يسألها 
كلمك 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة وهتفت 
أيوة الحمدلله هو كويس بس طبيعي بيتعب من الكلام الكتير زي ما قال الدكتور فمخلتهوش يتكلم كتير وطلعت علطول
تنهد آدم تنهيدة حارة براحة ثم ابتسم وطالعها بنظرة ذات معنى 
الحمدلله وإنتي بقى 
فهمت ما يرمي إليه فبادلته الابتسامة وقالت بخفوت وهي شبه ضاحكة تعطيه الإجابة المقصود سؤاله من أجلها 
بقيت كويسة المهم إنت مش هتدخل تشوفه 
لا لا أنا تمام وهو حالته مستقرة وكويس الحمدلله يعني ممكن بكرا الصبح يطلع من العناية وهشوفه
ثم استكمل كلامه في شيء من المشاكسة اللئيمة وهو يضحك 
بعدين أنا اخدت ثواب فيكي إنتي وماما حالتكم تصعب على الكافر بس ماشاء الله اللي يشوفك وإنتي طالعة من عنده ميشوفكيش وإنتي داخلة 
رفعت جلنار حاجبها مبتسمة باستنكار وقالت بضحكة مكتومة 
لم الدور يا آدم ! 
قهقه بصوت مرتفع قليلا ثم هتف ببعض الجدية 
طيب خلينا في الأهم تعالي نقعد شوية عايز اتكلم معاكي قبل ما توصل ماما وفريدة
توقعت الأمر الذي يرغب في تبادل أطراف الحديث معها عنه فتنهدت مغلوبة على أمرها وسارت خلفه دون اعتراض 
ملازمة فراشها منذ ساعات وتعبث في هاتفها تتصفح موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام ضغطت على منطقة البحث فارتفعت لوحة المفاتيح أمامها سكتت للحظة تهمس لنفسها بصوت مسموع 
هو كان اسمه إيه آه آدم الشافعي 
كتبت اسمه باللغة الانجليزية فظهرت لها نتائج لأشخاص لا تعرفهم بحثت بينهم قليلا حتى عثرت على ملفه الشخصي حيث كان يضع صورته ضغطت على الملف وفتح استغرق لحظات حتى يتم تحميل جميع الصور وبدأت هي تشاهد الصور واحدة تلو الأخرى وفي مقدمة الصور كانت صوره من داخل افتتاح ذلك
المعرض صورا كثيرة له مع أصدقاء له وعائلته وصوره بمفرده وبعضا من الصور كانت مع فتيات من الطبقة المخملية أيضا لكن الذي لفت نظرها أكثر شيء بين كل هذه الصور هي صوره الكثيرة التي تظهر فيها طفلة
صغيرة معه صور جميلة يظهر بها مدى حبه لتلك الطفلة وهو يلتقطون معا صورا طريفة ودافئة 
توقفت عن التقليب بين صوره للحظة وهي تحدق في اللأشيء أمامها بشرود امتزج بالدهشة وهي تهز رأسها بالنفي وعدم الاستيعاب 
لا لا أكيد مش بنته ! 
ارتفع صوت جدتها وهي تصيح منادية عليها من الخارج فالقت بالهاتف بجوارها على الفراش والقت هي الأخرى بجسدها ووضعت رأسها على الوسادة وتدثرت بالغطاء متصنعة النوم ! فتحت فوزية الباب ودخلت ثم قالت وهي تتجه نحوها 
بت يا مهرة إنتي نمتي 
جلست بجوارها على حافة الفراش وهزتها برفق في كتفها متمتمة 
85  86  87 

انت في الصفحة 86 من 207 صفحات