روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
ما تصلحه تاني..
حينما خرج من منزل والدته التي تركها بالداخل تثرثر متذمرة .. سار بخطواته البطيئة وهو يتنفس هواء الشارع بارتياح بعيدا عن محيطه الضيق معها ..حتى وصل إلى ورشته القريبة من المنزل .. ورشة السعد لصناعة غرف النوم واثاث المنزل البسيط .. وقف لعدة دقائق يتأمل اليافطة التي اعتلت الواجهة من الخارج.. عاقد الحاجبين .. لقد كان الثمن امتلاكه لها غاليا وهو بغبائه وتسرعه جعله فادحا !
تحركت مقلتيها بغير هوادة تتنقل في النظر ما بينهم دون تصديق ولا استيعاب حرف واحد مما ذكره علاء الذي يتحدث بثقة والاخر متكتف الذراغين أمامهم في جلسته بوجه جامد مغلف بالغموض.. ولكنه لا ينكر!... صاحت فجأة وقد فقدت السيطرة لدرجة أجفلت من حولهم .. انتوا بتشقطوني لبعضكم زي الكورة.. ماتفهموني بالظبط ايه معنى كلامكم ده
ارجوكي ياانسة فجر وطي صوتك شوية.. الناس بتبص علينا.
قالت بصوت خفيض من بين اسنانها
طبعا أكيد.. يهمك قوي رأي الناس اللي من عينتك .. لا تشوه صورتك اللي بتلمع قدامهم .. طب وهي ماخفتش عليها ليه ولا هي كانت لعبة ما بينكم ولا رهان ولا إيه بس انا دماغي هاتنفجر من دايرة الالغاز دي ..قالت الاخيرة بمغزى وقد انتقلت نظرتها مرة أخرى لعلاء الذي رد باستياء
على اللي فيها.. تحبي افسرلك اكتر ماشي ياست البنات .. انا كنت مجرد واحد مغفل بيحب البت جارته وواقع على بوزو فيها وكنت ناوي اتجوزها بحلال ربنا .. بس ابويا كان واقف في الموضوع.. قوم إيه بقى فجأة كدة اشوف بعيني خېانة المحروسة ليا مع ابن البهوات اللي كنت فاتحله بيتي وأكل من عيشي وملحي..
قالها مقاطعا بحدة .. اثار انتباه الاثنان فاستطرد متابعا
ايوة ماخونتكش وفاتن اشرف واحدة شوفتها في حياتي كمان .
اهتزت رأس علاء بابتسامة ساخرة .. أما فجر فقالت بتعب
امال أيه بس هو انتوا مش راضين تريحوني ليه وتقولوا الحقيقة ما هي خلاص راحت عند اللي خالقها ومافيش مسئولية على حد فيكم .
التفتت الى علاء محذرة فرفع كفيه باستسلام يمط شفتيه
تمام خالص ياعم .. انا هافضل قافل بوقي للنهاية واحكي انت وألف ياباشا على كيفك !
تجاهل عصام تهكمه وفضل التحدث مباشرة
قطعت صمتها تسأله متفاجئة
نعم!! وانت عرفت حكاية ابن عمها زينهم منين بقى
علت زاوية فمه المغلق بشبه ابتسامة قائلا
ماهو دا بقى هو اصل الموضوع !
ظهر الاهتمام جليا على وجه الاثنان .. فتابع هو
عشان اريحكم من الأسئلة.. انا هاحكي اللي حصل بالتفصيل .
توقف بسيارته المكشوفة أمام المحل المشهور والذي توسط الشارع الكبير ضمن مجموعة من المحلات في هذه المنطقة المعروفة .. فترجل منها بخيلاء وكأنه يمتلك المكان.. حينما دلف لداخله استقبله العمال بالترحاب الشديد وذلك لتبسطه في الحديث معهم .. حتى خرج إليه الرجل المهيب .. صاحب المكان .. رحب هو الاخر بابتسامة عريضة
أهلا يادكتور.. نورت المحل يابطل .. دا إيه الزيارة المفاجأة دي
تبسم الاخر بإشراق وهو يرد التحية بالمصافحة
دا نورك ياعمي أكيد.. انا جيت النهاردة
مخصوص عشانك انت .
اشار له ليجلس امامه وجلس هو خلف المكتب فسأله بدهشة
جاي عشاني انا.. يارب يكون خير .
اكيد طبعا خير ياعمي.. انا عايز اطمنك على علاء عشان كنت عنده امبارح فى زيارة وشوفته بنفسي .
رد متلهفا
صحيح يابني ..يعني هو كويس في الجيش كدة ومرتاح ولا يكونش تعبان ابوس إيدك يابني طمني.. دا مقاطعني عشان الموضوع إياه ومابيرضاش يتصل ولا يبل ريقي منه بكلمة.. ولا اكني عدوه.
معلش ياعمي .. هو واخد على خاطره منك وانا بصراحة رغم اني متفهم موقفك .. لكن برضوا متعاطف معاه .. اصله بيحب البنت أوي ومتعلق بيها.
انت كمان هاتعوم على عومه ياعصام.. دا بدل ما تعقله.
الله ياعم ادهم .. هو انت هاتزعل مني انا ولا ايه دا يدوبك بس واسطة خير مابينكم.
طب ياخويا ياواسطة الخير.. طمني على احوال صاحبك بقى .
ظلت جلستهم الودية في الحديث عن علاء واحواله في الجيش لعدة لحظات .. قبل ان يغادر عصام وقد طمأن الرجل على احوال ابنه العنيد .. دلف لسيارته وادار المحرك وهو يقود بالبطئ حتى تمكن بالخروج بها إلى الشارع