روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
هي من هناك .. عقبالك انت كمان ياختي لما النصيب يحكم .
خبئت ابتسامة فجر وهي تفهم مقصدها فتناولت الهاتف من يدها بهدوء وهي ترتد عائدة لغرفتها فقالت بمهادنة.
اه طبعا امال ايه ان شاء الله ياماما ان شاء الله.
همت لتنسحب ولكن والدتها اوقفتها من قبل ان تتحرك
استني عندك يافجر.. لابسة كدة ومتنأتكة رايحة على فين
رايحة مشوار للإدارة التعليمية.. عشان عندي شوية ورق عايزة اخلصه هناك.
والمشوار دا ماينفعش يتأجل عشان البطحة اللي في دماغك دي دي حتى ظاهرة على الوش مش مدارية .
تلجلجت قائلة
ياااست الكل.. ما انا هالبس كاب اداريها بيه.. اصل بصراحة المشوار مهم وماينفغش يتأجل أكتر من كدة.. عن اذنك بقى اخد شنطتي من الأوضة عشان اللحق احصل .
حينما دلفت لغرفتها ذهبت سريعا على الشرفة.. نظرت أمامها نحو المحل .. فاطمأنت لعدم وجود سيارته في موضعها بالخارج.. تنفست ببعض الإرتياح وهي تتناول حقيبتها بحركة رشيقة وتضعها على كتف. ذراعها.. ثم تناولت الكاب تضعه على رأسها كي تغطي به جبهتها المصاپة.. لتخرج بخطوات مسرعة من الغرفة والمنزل والبناية ايضا.. تود الحاق بموعدها.. لقد مر يومان منذ حديثها معه في الهاتف.. حينما أصر عليها لحضور اجتماعها مع عصام.. وهي ابدا لم تقتنع رغم الحاحه.. حينما رأته في بداية اليوم يخرج بسيارته.. استغلت الفرصة رغم تعبها .. لتتصل بعصام وتحدد معه موعدا في الحال.. تتحداه بإصرار
دلفت لداخل السيارة الأجرة التي أوقفتها سريعا وعيناها مازلت معلقة ناحية المحل .. تتوجس من مجيئه فجأة فيفسد لقاءها الثاني ايضا.
اطلع على طول ياسطى.
قالتها لسائق السيارة الذي رد عليها بسؤال وهو يدير المحرك.
.............................
حينما ترجلت من سيارة الأجرة التي توقفت امام العنوان الذي وصفه لها هذا
المدعو عصام.. وقفت لعدة لحظات تنظر لواجهته بانبهار وتردد في الدخول لهذا المكان ذو اليافطة الاجنبية والذي يتوسط منطقة من ارقى مناطق العاصمة.. ويبدوا من الوهلة الأولى أنه أنشئ مخصوص لعلية القوم.. تقدمت بخطواتها حتى دلفت لداخله فوجدته اتخذ طاولة قريبة جدا من الباب حتى يسهل لها رؤيته.. وقف لها كالمرة السابقة بملابسه الباهظة والتي تمثلت في ارتدائه لسروال من الجينز وعليه كنزة صوفيه سوداء زادته بهاءا.. كان واقف بثقة في المكان الذي يشبهه عكس السابق.. عيناها ذهبت على باقي رواد المحل من فتيات ورجال فشعرت ببعض الحرج من ماترتديه وهذا الكاب الرياضي الذي غطى على جبهتها المصاپة فلفتت اليها الأبصار بغرابتها .
اخيرا وصلتي.. دا انا قولت انك غيرتي رأيك ولا تكوني لاغيتي الموعد.
ردت بحرج
بصراحة انا بعد مادخلت البتاع ده فكرت فعلا الغي وارجع من مطرح ماجيت احسن .
ليه بتقولي كدة
قالت بحرص وهي تتجنب النظر حولها
القى نظرة بطرف عيناه على بعض الطاولات فقال بابتسامة جانبية
مكنتش اعرف ان بيهمك قوي اراء الناس اللي
عقولها فاضية دي بس على فكرة بقى .. بغض النظر عن الماركات الغالية اللي لابسينها.. انتي احلى واشيك واحدة دخلت المحل .
ارتبكت واحمرت وجنتاها من غزله الصريح فقالت بجدية
ارجوك حضرتك انا جاية هنا على موضوع محدد وافتكر ان انت كمان عارف الموضوع ده .
اسبل عيناه وارتسم الحزن على ملامحه قبل ان يرد عليها
عندك حق طبعا في اللي بتقوليه.. انا فعلا سبب اصراري على لقاءي بيكي هو....
قطع جملته يمسح بأطراف اصابعه على جبهته الباردة بحرج قبل ان يستطرد سائلا
هي فاتن ماټت ازاي بالظبط
ضيقت عيناها وهو تنظر اليه بتفحص ..فسألته
وانت يهمك قوي تعرف هي ماټت ازاي ليه يعني
قال بتصميم
من غير اسئلة ارجوكي.. قولي وريحينى.
انتابها الشك من هيئته الحزينة فقالت بريبة
انا مستعدة اقولك ماټت ازاي بس انا عايزة اعرف دلوقتي منك ..هي فاتن كانت بالنسبالك إيه هل هي كانت حبيبة صاحبك حسب كلامك ولا في حاجة تانية انا معرفهاش
صمت قليلا يفكر في الإجابة قبل ان يحسم قراره
بصراحة في.. بس انا بقى مش قادر اتكلم معاكي وانا مش عارف حدود معرفتك بيها واصلة لفين عشان اقدر اتكلم معاكي بسهولة .
جحظت عيناها وتحفزت كل خلايا جسدها وهي تقترب برأسها منه تهمس من تحت اسنانها
عايز تعرف حدود معرفتي بيها إيه يكفي اقولك ان انا الوحيدة بعد اهلها اللي كنت على علم بحملها قبل مايسافر بيها والدها على الصعيد...
كانت حامل كمان!
قالها بمقاطعة بوجه مصډوم انسحبت منه الډماء .. اثار شكها اكثر فقالت
في إيه هو مين اللي كان حبيبها فيكم انت ولا علاء
اغمض عيناه وهو يضغط بأطراف اصابعه على أعلى انفه فقال همسا
حبيبها كان علاء .. انا كنت مجرد واحد صاحبه وبس .
طرقت بقبضتها على الطاولة بعصبية
طب ماتفهمني بقى اللي حصل عشان ارسى