روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
رأته في عيناه نحوها
اصل كنت عطشانة فسألت الممرضة ودلتنى .. بس انت نازل على السلم ليه مادام في انساسير
قال بحزم محبب
عطشانة تبقى تقولي واحنا الرجالة نتصرف بدال ماتخليني...تخلينا نقلق عليكي ..دا انا ماقدرتش استنى الاسانسير ونزلت جري اشوفك .
تهللت اساريرها فرحا من جملة قيلت لها مرتين هذه الليلة ولكن من حسين وقعها على سمعها كانت وكأنها أجمل كلمات العشق .
اوقفته بيدها قائلة
لا انا عايزة اطلع على السلم مش بالأسانسير .
حرك رأسه موافقا بابتسامة رائعة يقول
ماشي ياشروق .. مع ان النزول كان عليه فرهدة
بس موافق برضوا .. هاتي اللي في إيدك دا بقى .
................................
بعد انتهاء الليلة العصيبة والاطمئنان على الطفل المصاپ .. كان لابد من العودة ليلا إلى المنزل بعد اصرار مسؤلي المشفي الخاصة بذهاب الجميع حتى أهل المړيض .. تطوع حسين بأن اقل أسرة الأستاذ شاكر زوجته وابنتيه.. اما الحاج أدهم فقد عاد مع ابنه علاء وصديقه سعد .
متشكرين اوي ياحج على اللي عملته معانا النهاردة
بتشكرني على ايه بالظبط
يعني ياوالدي على كل حاجة الصراحة.. من أول مجيتك الإفتتاح الليلة لوقفتك مع الجيران ..دا دي لوحدها كبيرة قوي عندي ..خصوصا إنهم ناس غريبة عنك ومتعرفهاش .
قال أدهم بحزم
وعرفت إنهم ناس محترمين قوي .
نقل عيناه عن الطريق لينظر فجأة لأبيه قائلا بجدية
هو انت فعلا سألت عنهم
قال بثقة
طبعا سألت عنهم أمال يعني اسيب ناس تدخل لوالدتك وانا مش عارف أصلهم ايه ولا فصلهم
والدتي !! قولتلي بقا.
عند هذه النقطة غير دفة الحديث فجأة وهو يسأل صديقه الغارق فى افكاره وهو ناظر لخارج الطريق من النافذة
سرحان في ايه ياسعد انت كمان
اجفل من شرود قائلا
هااا .. إنت بتكلمني ياعلاء
قال الحاج أدهم ساخرا
هه ياسعد دا انت مش معانا خالص ..إيه اللي واخد يابن مدبولي
عندما توقفت السيارة امام المنزل الذي احتل بمساحته قطعة كبيرة من الحارة.. وجدها فى شرفتها تنظر اليهم بترقب قبل ان تتركها وتنزل سريعا إليهم .. ترجل أدهم من السيارة وهو يدعوا ابنه للدخول
مش هاتنزل تشرب الشاي حتى
قال بجمود
معلش يا والدي خليها مرة تانية.. الدنيا ليلت .
وافرض حتى الدنيا ليلت مش بيتك ده وبيت ابوك تعالى ادخل انت وصاحبك.
خرج صوت سعد من الكرسي الخلفي
خليها مرة تانية ياعم أدهم وانا هاجيبه بنفسي ونقعد معاك .
قبل ان يرد أدهم جاء صوتها المتلهف
حمد الله على السلامة ياحج .
سك علاء على فكه غيظا من وقفتها على باب المنزل بزبنتها المتكلفة وعبائتها البيتيه الخفيفة غير مقدرة لمكانة ابيه الرجل الوقور ..فقال بغيظ
عن إذنك ياولدي يادوبك اوصل سعد على بيته دا زمانه والدته قلقانة عليه .
ماشي ياعلاء ..تصبح على خير .
قالها أدهم وهو يصفق باب السيارة پعنف.. ليذهب الى زوجته التى استقبلته بقلق مبالغ فيه
كده برضوا ياأدهم تسيبنى كده على اعصابي وانا هاموت من القلق عليك.. هو إنت إيه اللى أخرك الوقت دا كله
اغلق باب المنزل خلفه قائلا بسأم
بعدين يا نيرمين..هاقولك بعدين ..بس سيبني بس اريح شوية الاول .
مصمصت بشفتيها حانقة وهى ناظرة فى اثره بعد ان تركها وسط البهو الكبير .
وبداخل السيارة تكلم سعد اخيرا بانتباه الى صديقه
احسن حاجة عملتها ياعلاء .. عشان انا عايزك فى موضوع ضروري.
موضوع ايه اللي ضروري ياسعد احنا دخلنا فى نص الليل وانا على أخري.
قال برجاء
معلش والنبي ياعلاء اتحامل على نفسك نص ساعة بس واسمعني .
تأثر علاء برجاء صديقه فقال
ماشي ياسعد ..تحب نقعد فين بقى
أجاب سريعا بلهفة
عند القهوة اللى ورانا بيتنا ..دي بتبقى فاتحة للصبح .
بعد نصف ساعة وبعد ان سرد سعد ما يطلبه وانتظر رد صديقه الذي بهت وجهه لبعض الوقت قبل ان يقول اخيرا
انت متأكد من طلبك دا ياسعد
و انا يعني لو مش متأكد هاطلب منك ياعلاء
كان يحاول جاهدا انتقاء كلماته
ياسعد افهمني ..البت صغيرة اوى عليك .. دا غير كمان ظروف اخوها.
قال سريعا
ان كان على ظروف اخوها فالواض اكيد بكرة يتحسن .. وان كان على سنها فدي مش مشكلة لو انت اتدخلت بشطارتك معاهم ..انا عرفت انهم بيعزوك من معاملتهم ليك.. وحسب ماعرفت انهم عيلة على قدهم ومتوسطة الحال.. وانا زي ما انت عارف ظروفى مشيت كويس دلوقتى وبقيت اكسب كويس من ورشتي .
ياحبيبي انا عارف كلامك ده .. انا بس مش عارف افاتحهم ازاي والله
قال برجاء مع اصرار شديد ارتسم على وجهه
بقولك إيه ياعلاء