قصة كاملة بقلم Lehcan Tetouani مكتملة ( ٣ فصول ) ...( حكاية نرجس )
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
الجزء الاخير
وهنا سمع الجميع صړخة عظيمة : توقفوا
وظهر من وسط الحشد رجل يدفع كل من يعترضه حتى بلغ المنصة.
فألقى الحرس القبض عليه وكان ذلك عزيز الذي صړخ نحو أمه والدموع تتهاطل من عينيه.
أمي أنا عزيز يا أمي ردي علي يا أمي.
رفعت نرجس رأسها وقالت عزيز ولدي العزيز لقد جئت أخيرا ، كنت أعرف أنك ستأتي الحمد لله الذي مد في عمري حتى أراك.
وهنا انقلب الحاضرون وتأثر بعظهم فأخذوا ينادون بتحرير نرجس.
فنهض الوالي وأشار بتحرير عزيز فحرره الحرس فهرع إلى أمه ،
ونزع عنها الأغلال ثم انكب عليها يقبل رأسها ويديها ورجليها وهو بين بكاء ونحيب.
فاحتظنته أمه وبكيا معا فوضع عزيز رأسه على الأرض تحت رجل أمه وقال :
سامحيني يا أمي لقد ألقيت بك في الغابة أنا أستحق المۏت على ذلك ، يا لي من عاق.
رفعت نرجس رأس عزيز ووضعته في حجرها وقالت : لم أغضب عليك قط حتى أسامحك فطب نفسا وقر عينا.
شرع عزيز بالبكاء بصوت عالي وهو كالطفل في حجر أمه فتأثر الحاضرون ورقت قلوبهم وسالت دموع النساء.
فتقدم الوالي إلى المنصة وقال مخاطبا نرجس : لقد تكلمت أخيرا.
ردت عليه نرجس : لقد عاهدت الله أن لا أتكلم إلا بكلامه حتى يرجع إلي ولدي فتم ذلك فله الحمد.
ولكنك متهمة پالقتل.
لم أرى أو أقتل ذلك الطفل وأقسم لكم بالله على ذلك.
ولكن الأدلة كلها تشير إليك.
وهنا نهض عزيز وقال : اسمح لي يا مولاي الوالي ، إنها أمي وأنا أعرفها جيدا فهي لم تضربني في حياتي قط ،
فكيف ټقتل طفلا.
إقرأ أيضا: الهروب من المۏت
وإذا كان ولابد من القصاص فاقتلوني أنا بدلا عنها ، فأنا الذي وضعتها في هذا الموقف.
قال الوالي : آسف يا بني إن الأمور لا تجري بهذا الشكل.
وهنا قالت نرجس : اسمح لي أيها الوالي لقد سمعت الحرس يتحدثون وأنا في الزنزانة بأن هناك أكثر من إمرأة مشتبه بها.
قال قائد الحرس : هذا صحيح لقد أمسكنا أربع نساء غيرك كن يتجولن بمفردهن في الغابة في ذلك اليوم ،
وقد حققنا معهن وكلهن أنكرن التهم ولم نجد عليهن دليل.
قالت نرجس : من بعد اذن الوالي أحضر تلكم النسوة واجعلهن في مكان واحد ثم أفعل ما سأقوله لك.
نظر القائد إلى الوالي فقال الوالي : اصنع ما تقوله لك فوالله إن قلبي قد ارتاح لها ولا أظنها إلا تنطق بالحق.
فعل القائد ما أوصته نرجس فوضعت النساء الأربعة في مكان واحد والحرس فوقهن وأمرن أن لا يتكلمن فيما بينهن.
مرت ساعتان وهن على هذا الوضع فبدئن بالتعبير عن شعورهن بالملل ،
وهنا حضر قائد الحرس ومعه السياف فلما شاهدنه أرعبن فقال القائد مغضبا :
لماذا استدعيتموني هل وجدتم دليل؟
قال أحد الحرس : نعم يا سيدي إن الجذع الذي عثرنا خلفه على الچثة التاسعة يعود لشجرة سنديان قوية الرائحة ولابد أن القاټلة قد تشبعت بها.
وهنا قامت احدى الأربعة لا شعوريا بشم ثوبها فلمحها القائد فزعق بها فارتاعت وهلعت فصاح بها :
اذن أنتي قاټلة الضحايا التسعة.
فأجابت مذعورة : أي تسعة يا سيدي لم أقتل سوى طفل واحد فقط.
ضحك القائد وقال : نعم ، إنهه طفل واحد فقط وأنت اعترفت الأن بقټله ،
وقد انطلت عليك الحيلة فلا توجد رائحة ولا تسعة ضحاېا.
إقرأ أيضا: تقول خطبت لرجل ذو خلق عال
وهكذا تم القبض على القاټلة الحقيقية وأودعت الحجز ،
أما نرجس فقد قدم لها الوالي اعتذارا رسميا باسمه وباسم قاضي القضاة.
وتعلموا من قضية نرجس أن لا يتسرعوا في الحكم أبدا وأثنى الوالي على فطنة وذكاء نرجس الذي قادهم إلى القبض على القاټلة ،
وأثنى كذلك على صبرها وتحملها وقوة إيمانها الذي أصبح حديث البلد.
قال الوالي : يؤسفني ما مررتي به.
ردت نرجس : أنا لست آسفة فكله في علم الله وما حصل قد قوى علاقة ابني بي.
أضاف الوالي : وربما إن الله قد ساقك إلى هنا حتى تعثري على القاټلة وتمنعي لا سمح الله سلسلة جرائم قد تحصل.
أردف القاضي : ولا ننسى أن قضيتك ألهمت الكثيرين ووثقت الروابط بين العائلات وكذلك مع الله.
ثم سجدت نرجس شاكرة لله فسجد معها الجميع.
النهاية