السبت 23 نوفمبر 2024

قصة كاملة بقلم Lehcan Tetouani مكتملة ( ٣ فصول ) ...( حكاية نرجس )

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز


الجزء الثاني

 

أدخلت نرجس إلى مجلس القضاء الأعلى فخاطبها قاضي القضاة فأخبره قائد الحرس بأنها لا تتكلم سوى القرآن ،

فاستعرض القاضي أمامها الأدلة وأدانها ، فاستمرت نرجس بهدوئها المعهود وذكرها المنشود.

وهنا دخل والي المدينة إلى المجلس فاستدعى قاضي القضاة وطلب رأيه في القضية فاخبره القاضي بحال نرجس ،

وأنها ترفض الكلام إلا بالقرآن وأنها لا تعترف ولا تنفي التهمة عن نفسها ،

وإن القضاة الأن في حيرة من الأمر فكيف يبتون في قضية كهذه.

طلب الوالي من القاضي أن يحكم ضد نرجس بسرعة لأن سكان المدينة يكادوا أن ينتفضوا ويقتحموا المكان للاقتصاص من نرجس بسبب تلك الچريمة النكراء.

فامتثل القاضي للأمر واصدر حكمه بقطع رأس نرجس غدا ظهرا في الساحة المركزية وسط المدينة ،

فهلل السكان فرحا بذلك الحكم فيما اودعت نرجس زنزانة ضيقة وكبلت بالسلاسل بانتظار تنفيذ الحكم.

لكن حالها لم يتبدل عن حالها قبل القاء القبض عليها فتوضأت وصلت المكتوبة ،
وواصلت عادتها بقراءة الذكر الحكيم حتى حل المساء فاستسلمت لسلطان النوم.

أما عزيز فعندما عاد إلى منزله استقبلته زوجته فرحة وعانقته وقدمت له طعام الغداء وفيه ما لذ وطاب.

فحاول عزيز أن يطاوع زوجته لكن صدره كان منقبضا وعبثا حاول أن يروح عن نفسه ، إلا أن تفكيره بقي منصبا على أمه.

وما فعله بها فلم تغب عن باله ولا للحظة حتى حل الليل ،

فأوى عزيز للنوم عسى أن ينسى ، لكن خيال والدته لم يفارق جفونه ، حتى نام دامع العينين.

وفي عالم الطيف شاهد عزيز نفسه وسط عالم تستعر سمائه باللهب وأرضه كالفحمة السوداء وهو يقاد من قبل شخصين عملاقين ،

يسحلان به على تلك الارض القاسېة حتى بلغا به حافة هاوية عظيمة ،

وأرادا القاؤه فيها وهو لا حول له ولا قوة ، يبكي كالطفل المغلوب على أمره.

وهنا تأتي أمه وتخلصه من أيديهما وتبعده قليلا لكنهما يعاودان امساكه وارجاعه إلى الحافة وهو ېصرخ على أمه ،

ويتوسل بها أن تنقذه مما هو فيه.
فتعاود انقاذه لكنهما يستعيدانه وهكذا عدة مرات حتى تخلصه تماما وتصل به إلى بر الأمان ، ثم تودعه مبتسمة.

على أثر ذلك استيقظ عزيز وهو يصيح : أمي أمي يا الهي ماذا صنعت بك؟

استيقظت زوجته مړعوپة وقالت : ما بك يا هذا ما خطبك؟

أمي ليست غاضبة مني على ما صنعته بها لقد رأيت ذلك ، إنها ما زالت تنتظرني سأذهب إليها.

هل أنت مچنون تذهب إلى أين ، اسمع يا عزيز ، إذا ذهبت إليها فوالله لن تجدني هنا عندما تعود أفهمت؟

لن أختار غير أمي بعد الأن ولو قدموا لي الدنيا بأسرها ، وأنت بأمكانك العودة إلى أهلك لأنك طالق.

قال عزيز ذلك ثم انطلق مسرعا إلى المكان الذي ترك والدته فيه لا يلوي خطاه شيء تاركا طليقته تناديه باكية وقد خاب مسعاها.

عند انتصاف ظهيرة هذا اليوم تم سوق نرجس وهي مکبلة بالأغلال إلى الساحة المركزية ،

حيث نصبت لها منصة خشبية مرتفعة عن الأرض.

وقفت عليها نرجس حتى تراها الجموع الغفيرة التي حضرت لرؤية عملية القصاص ،
بالإضافة إلى حضور الوالي وقاضي القضاة وقائد الحرس الذين جلسوا في المنصة الشرفية.
جاء الجلاد وكان ضخما يرتدي السواد ويحمل بيمناه سيفا بتارا وبرفقته رجل قصير.

أخذ ذلك القصير يتكلم بصوت عالي ليسمع الجميع ،

حيث أعلن عن قرار القاضي بمعاقبة نرجس بالتهم المنسوبة إليها واصدار الحكم بقطع رأس المتهمة ،

وإن الوقت قد حان الأن لتنفيذ القرار فورا.

أجلست نرجس على ركبتيها وشد معصميها خلف ظهرها ووضعت سلة تحت رأسها حتى يسقط فيها بعد قطعه.

رفع السياف حسامه ونرجس ماتزال محتفظة بهدوئها وهي تلهج بذكر الله ،

ثم رفعت بصرها إلى السماء وقالت : اللهم لك الحمد على كل حال رضاً بقضائك.

ثم أغلقت عينيها وقالت : أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.

الجمهور الغاضب الذي تابع حالة نرجس تلك تبدل حاله هو أيضا من التعصب الأعمى إلى الهدوء والإعجاب بثباتها ،

ورسوخها على مبدئها حتى اشتهرت بينهم باسم المرأة التي حديثها القرآن.

أشار الرجل القصير للسياف بأن ينفذ فبلغت القلوب حناجر القوم لأنهم على وشك رؤية مشهد مروع.

يتبع ..

 

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات