أسيرة
اللون وجرافت زرقاء ووضع عطره الساحر والتقط هاتفه ومفاتيحه متجها الي النادي فهو يعلم أنها تكون هناك في ذلك الوقت
دخل الي النادي بخطي واثقة مغترة يبحث عنها من أسفل نظراته الشمسية السوداء
الي أن وجدها جالسة علي احدي الطاولات تتناول افطارها
ذهب وجلس علي طاولة قريبة منها دون ان يعيرها انتباها
نظرت حولها سريعا فوجدته يجلس على احدي الطاولات بغرور شديد واضعا قدما فوق اخري ينظر في ساعته ببرود
شاهندا بصوت عالي حتي تلفت انتباهه
نظر لها جاسر بطرف عينيه من تحت نظراته ثم ابتسم بسخرية واشاح بوجهه بعيدا
هنا أخذ منها الڠضب مبلغه كانت علي وشك أن تنقض عليه وتخلع عيونه من مكانها عندما أتي النادل واحضر لشاهندا العصير واحضر لجاسر فنجان من القهوة
ظل يرتشف منه ببطئ وهو يدور بعينيه في ارجاء المكان دون ان يعيرها انتباها ثم قام ورحل بمنتهي الهدوء
وصل الي شركته وسريعا صعد الي مكتبه فوجد علي يلحق به
علي اخيرا جيت يلا ورانا شغل
جاسر يلا يا استاذ علي
علي استعنا علي الشقي بالله
قضوا عدة ساعات بمراجعة الاوراق و الصفقات الجديدة
جاسر كدة ما فضلش غير ملف حسابات المناقصات عايزك يا علي تديه لاشطر موظف حسابات عندنا يخلصوا ويرجعوا ويجيبوا معاه بكرة
جاسر تمام يلا بينا
علي علي فين
جاسر هروح اديله الملف بنفسي عشان اكدله أن الملف اهم منه هو شخصيا
علي طب أنا رايح أصلي العصر بردوا مش هتيجي معايا
ازدرق جاسر ريقه بتوتر لاء عندي شغل كتير وبطل تجادلني في الموضوع دا اتفضل يلا
تنهد علي بحزن ربنا يهديك يا جاسر
جاسر بصوت اجش من فيكوا حسين عبد الوهاب
ازدرق حسين ريقه پخوف وأردف بصوت متردد أنا يا افندم
اتجه ناحيته بخطوات ثابتة ووضع علي مكتبه ملف ورقي الملف دا في حسابات أهم صفقة في الشركة لازم تخلصوا وترجعوا النهاردة مش عايزة فيه غلطة واحدة الغلطة فيه قصادها
هز حسين رأسه إيجابا سريعا پخوف فاهم يا افندم فاهم
رمقه جاسر بتحذير ثم خرج من حيث أتي عائدا الي مكتبه مرة اخري لمراجعة باقي الاوراق اتبعه علي بعدما انتهي من صلاته
انتهي دوام العمل فعاد حسين سريعا الي المنزل تناول القليل من الطعام وظل منكب علي ذلك الملف يراجعه مرارا وتكرارا
حتي اشفقت عليه زوجته
مجيدة بحنان حسين قوم يا اخويا ريحلك ساعتين من ساعة ما جيت وانت مكفي علي البتاع دا
حسين بتعب خلاص يا مجيدة قربت اخلص بس لازم الملف يخلص قبل بكرة
مجيدة صحيح يا حسين انا لقيت الملف دا وانا بنضف النهاردة
كان ملف ورقي رمادي اللون نفس شكل الملف الذي يراجعه حسين
حسين دا ملف قديم فيه ورق بتاع رؤي وعاصم شهادات ميلادهم كنت عامله عشان التموين حطيه علي جنب عشان ما يتلغبطش مع الملف
الي معايا
مجيدة طيب يا حسين
وضعت مجيدة الملف علي مكتب حسين بجانب بعض الكتب القديمة وذهبت لتعد له كوب من الشاي
بعد عدة ساعات انتهي حسين من مراجعة الملف للمرة العاشرة حتي يضمن عدم وجود اخطاء به ثم وضعه علي المكتب واتجه الي فراشه ونام سريعا من التعب
أما جاسر فقد قرر تنفيد خطوته التالية وهو أن يختفي لبضع ايام ويراقب ردة فعلها ويستطيع التصرف من خلالها
مجيدة حسين حسين قوم يا حسين الساعة بقت ثمانية
قام حسين بفزع يا نهار أبيض 8 هي رؤي ما صحتنيش ليه
مجيدة مش عارفة يمكن راحت عليها نومه
قام حسين سريعا وارتدي ملابسه واخذ الملف الرمادي من علي مكتبه وأسرع الي عمله
ذهبت مجيدة الي غرفة رؤي فوجدتها لا تزال نائمة جلست بجانبها توقظها رؤي بت يا رؤي رؤي يخربيت نومك التقيل قومي يا رؤي
قامت رؤي تصرخ بفزع باااابااااا
مجيدة بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا رؤي
رؤي بانهاك كابوس كابوس يا ماما هو بابا فين
مجيدة راح شغله يا بنتي
رؤي ليه هي الساعة كام
مجيدة الساعة 8
اتسعت عينيها بدهشة 8 اول مرة ما اصحاش علي الفجر استغفر الله العظيم يا رب
مجيدة معلش يا حبيبتي قومي صلي الصبح وتعالي معلش هاتيلي حاجات من السوق
هزت رأسها إيجابا حاضر يا ماما
خرجت مجيدة من الغرفة فجلست رؤي شاردة في ذلك الکابوس المفزع هزت رأسها نفيا عندما تذكرته وقامت ناحية المرحاض وتوضاءت وأدت صلاة الصبح ثم ارتدت ملحفتها السوداء واخذت النقود من والدتها وذهبت الي السوق لتشتري بعض الطلبات
في شركة جاسر
وصل حسين بعد عناء مع المواصلات دخل سريعا الي مكتبه ليراجع الملف للمرة الاخيرة قبل أن يسلمه لجاسر فتح الملف لتجحظ عينيه بفزع
حسين بفزع يا ادي المصېبة يا ادي المصېبة انا اخدت الملف التاني هعمل ايه دلوقتي يا ربي هعمل ايه
التقط هاتفه سريعا واتصل بزوجته
حسين سريعا بقولك يا مجيدة
مجيدة مقاطعة بقلق خير يا حسين
حسين بصي علي المكتب في ملف رمادي عليه
مجيدة لحظة يا حسين آه أهو يا حسين مش دا الملف الي كنت بتراجعه امبارح
حسين آه هو
مجيدة پصدمة يا نهار أبيض أنت نسيته
حسين هو عاصم عندك
مجيدة لاء عاصم لسه نازل عنده محاضرات لحد بليل
حسين طب اقفلي يا مجيدة علي ما اشوف هتصرف ازاي
مجيدة بقولك يا حسين ابعتهولك مع رؤي
حسين غاضبا لاء رؤي لاء سلام دلوقتي أنا هتصرف
في هذه الاثناء دلفت رؤي وسمعت الجزء الاخير من المكالمة
رؤي خير يا ماما في ايه
قصت مجيدة عليها ما حدث
رؤي أنا هروح ادي الملف لبابا
مجيدة بس يا بنتي .......
رؤي مقاطعة باصرار من غير بس يا ماما ما يرضكيش واحد زي الي اسمه جاسر دا يهين بابا هاتي يا ماما الملف
اخذت رؤي الملف من والدتها ونزلت متوجهه الي شركة جاسر بعد عناء كبير مع المواصلات
رؤي في نفسها الله يكون في عونك يا بابا دا المشوار صعب أوي
دلفت الي الشركة تنظر حولهت بانبهار من فخامة المكان وروعته سألت علي مكتب الحسابات فدلها الساعي عليه
كان حسين يجلس شاردا يفكر في المصېبة التي حلت عليه الي ان وجد رؤي تقف امامه وفي يدها الملف
حسين پصدمة رؤي انتي ايه الي جابك هنا
رؤي جيت ادي لحضرتك الملف
في الخارج نزل جاسر من سيارته وبينما هو يدخل الشركة استوقفه احد رجال الأمن
الشاب جاسر باشا
جاسر بضيق عايز ايه يا زفت علي الصبح
الشاب احم في بنت جت من شوية
ضيق جاسر عينيه باستفهام بنت مين وجاية ليه
الشاب ما اعرفش يا باشا أول مرة اشوفها بس الي اعرفه انها سألت علي مكتب الحسابات ودخلت هناك من شوية بس شكلها غلبانة كدة وطبعا لولا أن حضرتك منعتنا من اننا نرفض دخول اي بنت الشركة ما كناش دخلناها يا باشا
هز رأسه إيجابا وعلي شفتيه ابتسامة
خبيثة ترك الحارس واتجه الي مكتب الحسابات وعينيه تلمع بشړ
في داخل المكتب
حسين طب اتفضلي امشي وأنا ليا حساب معاكي انتي ومجيدة لما ارجع
رؤي حاضر يا بابا عن اذنك
حسين سريعا بسرعة
هزت رأسها إيجابا سريعا واتجهت ناحية الباب لتفتحه ولكنها وجدته يفتح بالفعل من الخارج ويظهر رجل طويل القامة لم تنظر رؤي لوجهه بل وضعت عينيها ارضا سريعا ورجعت للخلف بينما شحب وجه حسين عندما وجد جاسر يقف يتفحص رؤي بنظراته
جاسر انتي مين وبتعملي ايه هنا
الفصل الرابع
جاسر انتي مين وبتعملي ايه هنا
ازدرقت ريقها بتوتر لا تعرف لما شعرت بأن الكلام علق داخل جوفها وجدت نفسها تلقائيا تعود للخلف الي أن وقفت خلف ظهر حسين
لتحتمي به من ذلك الرجل المخيف تشعر بأن نظراته الحادة تجردها من ملابسها عطره القوي هذا يشعرها بالاختناق
جاسر غاضبا ما تنطقي انتي مين وبتعملي ايه هنا
حسين سريعا جاسر باشا دي دي دي دي رؤي بنتي
جاسر في نفسه عادية بس أهي حاجة اسلي بيها نفسي اصل الواحد زهق من المومس الي بيشوفهم اتسلي بيها علي ما اوقع بنت صبري
لانت ملامح وجهه ومد يده ليصافحها
جاسر
مبتسما جاسر مهران
رؤي آسفة ما بسلمش
جاسر غاضبا ليه يا اختي حد قالك أن أنا جربان
رؤي لاء أبدا بس الرسول صلى الله عليه وسلم قال ليطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له
جاسر في نفسه اممم عاملة فيها ست الشيخة حلو
جاسر بأدب مصطنع هي حضرتك خريجة ايه
رؤي تجارة
جاسر ومش عايزة تشتغلي
حسين لاء يا باشا مش عايزة
جاسر بغيظ لما أكون بتكلم ما تتحشرش احسنلك
تلك المرة رفعت رؤي نظرها تنظر الي جاسر بغيظ ما اسمحلكش تكلم والدي بالطريقة دي
تعالت ضحكات جاسر الساخرة انتي مين يا بتاعة تاني عشان تسمحيلي و لا ما تسمحليش انتي عارفة أنا مين
رؤي ببرود طاوس مغرور نافش ريشه
نظر لها پصدمة انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي
حسين غاضبا اسكتي يا رؤي أنا آسف يا باشا امسحها فيا
رؤي يا بابا أنا
حسين مقاطعا پغضب اسكتي يا رؤي
اخفضت رأسها ارضا وهزت رأسها إيجابا حاضر يا بابا عن اذنك
اتجهت الي باب الغرفة وخرجت فسمعت جاسر ينادي عليها
جاسر استني يا بتاعة انتي
لم تعره انتباها وأكملت طريقها الي باب الشركة ولكنها فجاءة وجدت مقبض حديدي يقبض علي يده
جاسر غاضبا أنا مش بكلمك
الټفت اليه بأعين حادة غاضبة وبدون سابق إنذار صڤعته علي وجهه أمام جميع موظفي الشركة ثم جذبت يدها پعنف من يده
رؤي غاضبة إياك تفكر تلمسني تاني
تركته وخرجت سريعا من الشركة بينما وضع جاسر يده على خده وقد اسودت عينيه پغضب أعمي
صعد إلى مكتبه يلتف حول نفسه كالليث الحبيس
جاسر غاضبا ماشي يا رؤي انتي الي جبتيه لنفسك استعدي بقي لچحيم جاسر مهران
دلف على فوجده في هذه الحالة
علي مالك يا جاسر في ايه يا ابني انت بتكلم نفسك
جاسر غاضبا بقولك ايه يا شيخ علي حل عن سمايا دلوقتي أنا مش طايق حد
علي طب والاجتماع
جاسر غاضبا يتنيل يتلغي أنا هوريها مين هو جاسر مهران
علي مين دي
جاسر غاضبا واحدة من عينتك عملالي فيها شيخة
علي واحدة مين وشيخة ايه ما تفهمني يا جاسر
فص جاسر لعلي ما حدث
علي ودا الي مضايقك اوي إنها بتحاول تلتزم وتقرب من ربنا وتحافظ على نفسها
جاسر غاضبا أنت محسسني انها ملكة جمال أوربا دي عادية جدا
علي ربنا ما خلقش حد وحش يا جاسر
بس احنا يا بشړ الي حطينا