السبت 30 نوفمبر 2024

مزرعه الدموع

انت في الصفحة 19 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


شوية اركزى فى بيتك يا اما تروحى تعدى عند امى
قالت ياسمين وهى تشعر بالضيق 
انا مش هرتاح عند طنط قصدى ماما مش هبقى واخده ارحتى هناك عشان باباك
خلاص يبقى تعدى فى بيتك واختك وابوكى عايزين ييجى يزوروكى اهل وسهلا لكن انتى تروحى هناك وانا مسافر لأ
نظر اليها ثم قال 
سعمتى
شعرت بالڠضب لكنها كبحت جماح نفسها وقالت 

سمعت
يلا سلام
مع السلامة
أغلقت الباب وأغمضت عينيها وتنهدت بحسرة 
مر الشهر عليها ببطء شديد كانت ريهام تأتيها يوميا بعدما تنهى كليتها تجلس معها ساعة أو اثنتين ثم تنصرف لتتركها وحيده حزينة حبيسه تلك الجدران التى مازالت تراها غريبه عنها ولا تستطيع أن تألفها وتعتادها لا يسليها الا زيارات سماح و ريهام والتحدث معهما على الهاتف فى يوم وصول مصطفى من السفر اتصل ليخبرها بأنه سيصل فى المساء فرحت كثيرا لعودته فعلى الأقل ستجد من يونس وحدتها أرادت أن تبدأ حياتها كزوجة وأن تستمر فى محاولة كسب قلب زوجها كانت تشعر بالكثير من الحماس والتفائل فهى تعلم جيدا أن الزوجة الذكية تستطيع تحويل بيتها الى جنه وتستطيع أن تحصل على كل ما
تريد اذا استخدمت ذكائها ووجته بطريقة صحيحه كانت والدتها تنصحها دائما بكيفية العناية بنفسها وبيتها و كيف تكون زوجة ناجحة مطيعة لزوجها وفائزة برضا ربها فى هذا اليوم استيقظت مبكرا وأعدت ما يحبه مصطفى من طعام ررتبت البيت ونظمته فتحت دولابها لتختار فسان أحمر من الستان الرقيق وضعته على الفراش وهى تنظر اليه فى سرور كانت قد انهت الكثير من الأعمال عندما رن جرس هاتفها فى منتصف النهار وجدت رقما غريبا فردت قائله 
السلام عليكم
أتاها صوت أنثوى قائلا 
وعليكم السلام
أيوة مين حضرتك
انا واحدة متعرفيهاش
شعرت ياسمين بالدهشة و قالت 
طيب اسمك ايه ياللى معرفكيش 
اتاها الصوت الأنثوى بعد لحظة صمت 
اسمي نهلة
كان كرم بشاهد احدى المباريات فى منزله عندما رد جرس هاتفه فرد قائلا 
ألو
ألو أيوة يا كرم ازيك
مين معايا 
ايه مش عارف صوتى 
لا مش واخد بالى
أنا نانسي
اعتدل كرم فى جلسته قالا 
آه نانسي ازيك 
تمام ازيك انت
بخير الحمد لله خير عمر كويس
معرفش أنا مش بكلمك بخصوص عمر
أمال خير فى ايه 
بصراحة يا كرم أنا عايزة أتكمل معاك شوية بس مينفعش فى التليفون لازم أشوفك
صمت كرم قليلا ثم قال 
أنا فى البيت دلوقتى ومش هعرف أنزل تحبي تيجي نتكلم براحتنا 
اوك اديني العنوان
أعطاها كرم العنوان ثم قال 
أدامك أد ايه 
مش هتأخر ساعة بالكتير
خلاص مستنيكي 
سلام 
سلام
بعد مرور ساعة ونصف طرقت نانسي الباب ففتح كرم ابتسمت له وقالت 
اوعى أكون اضايقت من زيارتى
بادلها كرم الابتسامه قالئ 
لا طبعا ده انت نورتيني اتفضلى
دخلت نانسي وهى تنظر لما حولها قائله 
بيتك يجنن يا كرم
من ذوقك يا نانسي تشربي ايه
نظرت الى عينيه وابتسمت قائله 
اختارلى انت
أحضر كرم كوبا من العصير وعاد ليجدها واقفة فى منتصف الردهة تنظر الى احدى اللوحات قدم لها العصير قائلا
اتفضلى
أخذت الكوب ووضعته على منضده صغير ثم قالت 
كرم أنا فى حاجه عايزة أقولهالك ومش عارفه أبدأ منين
خير يا نانسي قلقتيني
لا مش حاجه مقلقة
أمال ايه
اقتربت منه وارتسمت ملامح الحزن على وجهها قائله 
خاېفة تفهمنى غلط
لا قولى وأنا مش هفهمك غلط
كرم أنا حسه انى مشاعرى اتغيرت ناحيه عمر حسه انى أصلا عمرى ما حبيته وعمرى ما عرفت أحبه لأنه مش الإنسان اللى اتمنيته طول عمرى أنا اتمنيت واحد تانى خالص من يوم ما شوفته وأنا عرفت ان هو ده الانسان اللى بتمنى ارتبط بيه 
صمتت قليلا ثم اقترابت منه قائله 
أنا بحبك انت يا كرم
ظهرت علامات الدهضة على وجه كرم ثم قال 
نانسي انتى مدركة للى بتقوليه
ايوة يا كرم أنا مقدرتش أخبي مشاعرى أكتر من كده أنا مبحبش عمر وبحبك انت وحسه ان انت كمان معجب بيا نظراتك بتقول كده
صمتت قليلا ثم قال 
منكرش اللى قولتيه بس عمر هنعمل معاه ايه
قالت بسرعه 
مش لازم يعرف بعلاقتنا دلوقتى أنا هخترع اى حجه وافسخ خطوبتى وبكره عمر ينساني وساعتها نرتبط احنا الاتنين
نظرت له قاله بنعومه 
قولت ايه يا كرم عايزنى ولا لأ  
الفصل السابع عشر
Part 17
كانت قد انهت الكثير من الأعمال عندما رن جرس هاتفها فى منتصف النهار وجدت رقما غريبا فردت قائله 
السلام عليكم
أتاها صوت أنثوى قائلا 
وعليكم السلام
أيوة مين حضرتك
انا واحدة متعرفيهاش
شعرت ياسمين بالدهشة و قالت 
طيب اسمك ايه ياللى معرفكيش
اتاها الصوت الأنثوى بعد لحظة صمت 
اسمي نهلة
ثم ساد الصمت مرة أخرى فقطعته ياسمين قائله 
حضرتك تعرفينى وجبتى رقمى منين 
لأ معرفكيش معرفة شخصية أما جبت رقمك منين فأنا جبته من موبايل جوزك
قالت ياسمين بدهشة 
مصطفى 
ايوة مصطفى
قالت ياسمين بنفاذ صبر 
لو حضرتك ما قولتيش عايزة ايه أنا هقفل
قالت ياسمين ببرود وقد شعرت بالخۏف يدب فى أوصالها 
لا طبعا مش هصدقك مع السلام ومتتصليش بيا تانى
انهت ياسمين المكالمة وهى تفكر من
هذه الفتاه وما مصلحتها فى الإيقاع بينها وبين زوجها وما هى إلا لحظات حتى رن الهاتف مرة أخرى لكن هذه المرة صوت نغمة الرسائل وجدت رسالة من نفس الرقم فتحتها وهى تشعر بالتوتر وقرأتها 
كنت متوقعة انك مش هتصدقيني ده ايميل وباسوورد بتاع أكاونت جوزك على الفيس بوك ادخلى واقرأى رسايل بينه وبين nona star 
ازدادت خفقات قلبها وحاولت تجاهل الرسالة وطرد هذه المحادثة من رأسها أكملت عملها بنصف عقل ماذا لو كانت الفتاة صادقة لماذا لا تلقى نظرة لتتأكد مما قالت بالتأكيد هذه دعابة سخيفة أو شخص حقود أراد الوقيعه بينها وبين زوجها لا يمكن أن يكون مصطفى بهذه الصورة البشعة لا يمكن أن تكون هذه هى أخلاق زوجها لن تسمح للشك بأن يدخل قلبها حاولت اقناع نفسها بكل ذلك لكن الفضول كان قد تملك منها فتركت المطبخ مسرعة وتوجهت الى الحاسوب القابع فى أحد أركان غرفة المعيشة فتحت المتصفح وأدخلت الايميل والباسوورد وأغمضت عينيها
وهى تقول لنفسها دى أكيد واحدة كدابة أكيد كدابة فتحت عينيها لتصطدم بصورة زوجها مصغرة ضغطت على اسمه لتجدها فعلا صورته ارتجف قليها بشدة تطلعت الى بياناته نعم هى بيانات زوجها أسرعت بالدخول الى الرسائل والبحث عن الإسم الموجود فى الرسالة بأصابع مرتجفة جحظت عيناها من هول ما رأت وضعت كفها على فمها وكأنها تكتم صړخة كادت أن تخرج من أعماق قلبها المطعون جالت بعينيها فى الحوار الذى أقل ما يوصف به هو البذاءه كانت تنظر الى الحوار ثم تلقى بنظرها الى التاريخ أدركت أن هذه الفتاة ليست مجرد ماضى فى حياة زوجها بل موجودة فى حاضره أيضا فتاريخ آخر محادثة بينهما قبل يومين فقط يتواعدان باللقاء فى مكانهما المعتاد 
!! لم تشعر إلا بالدموع وهى تنساب ساخنة على وجنتيها فى صمت شعرت بالغثيان فأغلقت الشاشة بسرعة فلم تعتاد مثل هذه البذاءات دخلت الحمام مسرعة لتريح معدتها التى تقلبت عليها بشدة نظرت الى وجهها فى مرآة الحمام فترة طويلة مصډومة مطعونة مچروحة غسلت وجهها وأسرعت الى غرفة النوم ارتدت ملابسها وأخذت حقيبتها وهاتفها وأسرعت بمغادرة البيت 
فلاش باك قبل ساعتين من الآن
نانسي انتى مدركة للى بتقوليه
ايوة يا كرم أنا مقدرتش أخبي مشاعرى أكتر من كده أنا مبحبش عمر وبحبك انت وحسه ان انت كمان معجب بيا نظراتك بتقول كده
صمتت قليلا ثم قال 
منكرش اللى قولتيه بس عمر هنعمل معاه ايه
قالت بسرعه 
مش لازم يعرف بعلاقتنا دلوقتى أنا هخترع اى حجه وافسخ خطوبتى وبكره عمر ينساني وساعتها نرتبط احنا الاتنين
نظرت له قاله بنعومه 
قولت ايه يا كرم عايزنى ولا لأ  
صمت كرم وصمتت نانسي منتظره جوابه عندها جحظت عيناها بشدة وهى تنظر الى نقطة ما خلف كرم الټفت كرم ليلقى نظره على صديقه ثم ينظر الى نانسي مرة أخرى قائلا بصرامة 
قال ذلك ثم حمل معطفه وفتح باب البيت وخرج ران الصمت طويلا كانت نانسي فى موقف لا تحسد عليه حاولت تشغيل عقلها لتبحث عن مخرج لهذا المأذق تقدم عمر منها ووقف أمامها وترك مسافة بينهما ونظر اليها قائلا 
على فكرة أنا ايدي ان شاء الله هترجع طبيعيه تانى مش هتشل زى ما قولتلك
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلا 
والمزرعة الحمد لله بفضل الله ثم أيمن قدرنا ننقذ جزء كبير جدا من المحصول والطلبيه هتتسلم فى معادها وبالجودة اللى اتفقنا عليها كمان
ازدادت دهشتها فعقد لسانها ولم تستطيع التفوه ببنت شفه فأكمل عمر پشراسه هو يرمقها بنظرات ڼارية 
ده كله كان اختبار ليكي ومش بس فشلتى فى الاختبار انتى فشلتى وبجداره انك تكونى انسانه محترمة أقصى حاجه توقعتها هو انك تسبيني و تفسخى الخطوبة أو تماطلى فى الجواز أو تقبلى وانتى غاصبه على نفسك ومضطره لكن مكنتش متخيل أبدا انك بالقذاره دى بس دى مش غلطتك دى غلطتى أنا لأنى كنت أعمى البصى والبصيرة لما اخترت واحدة زيك انتى كبيرك أوى يا نانسي تتصاحبي أو يتخرج معاكى أو تتحبيلك يومين لكن جواز لأ ملكيش فيه لو أطول أرجع الفترة اللى فاتت وأشيل صورتك واسمك من حياتى كنت عملت كدة بس للأسف مش هقدر ومضطر انى أتحمل انك تكونى ذكريات سيئة فى حياتى انا عرفت بديون والدك وعرفت واتأكدت ان كل اللي جذبك ليا هو انى غني وهنقذك انتى وعيلتك المحترمة من اللى انتوا فيه يعني كنتي مستعدة تتجوزى واحد لا بتحبيه ولا عايزاه بس عشان فلوسه عارفه بنات الليل اللى بيبعوا نفسهم عشان الفلوس انتى فى نظرى زيهم بالظبط متفرقيش حاجه عنهم اوعى تكونى فاكرة انى حبيتك لأ أنا حبيت صورة نضيفه فى خيالى فضلت معايا طول عمرى للبنت اللى أحب أرتبط بيها وحاولت انى أخليكي زيها بس كان لازم أفهم من الأول انى هفشل لأن مستحيل الوردة اللي مرميه على الأرض واللى بيدوس عليها الناس برجليهم أقدر أنضفها وأخليها ترجع تانى وردة جميلة الناس تحب تشتريها  
خلع دبلته وألقى بها على الأرض أمام قدميه ثم قال 
ده مقامك يلا اتفضلى ومش عايز أشوف وشك تانى فى أى مكان ولو حاولتى تتصلى بيا أو تتكلمى معايا هخليكي بجد تندمى على اليوم اللى عرفتيني فيه 
كانت نانسي تشعر بذل ومهانه لم تعتدهما من قبل أطرقت برأسها وتوجهت الى الباب فتحه ثم خرجت مرت على كرم الذى كان ينتظر فى الردهة أمام باب الشقة فنظر اليها نظرة احتقار ثم تركها ودخل الى بيته أقبل على صديقه
وربت على كتفه قائلا 
انت كويس يا عمر
نظر اليه عمر وقال بهدوء 
ايوة كويس ما تقلقش
دى واحدة بنت تيييييييييييت اوعى تزعل عليها
لأ أنا مش زعلان عليها أنا زعلان انى كنت غبي للدرجة دى
هون على نفسك محدش بيتعلم ببلاش المهم انك خلصت منها قبل ما تتجوزوا والفاس تقع فى الراس
حتى لو كنت اتجوزتها واكتشفت حقيقتها كنت هطلقها
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 75 صفحات