سلسه الاقدار بقلم نورهان العشري
رحت و عملت نفسي معرفش حاجه خالص. عايزة اشوه صورتها قدام أهل حازم يا عدي . حاضر! روحت لسليم و قولتله ان هي السبب في إدمان حازم و أنها حقېرة و شمال و ضيعت مستقبل اخوه. عايزة اڤضحها يا عدي . حاضر! خليت واحده تروح تصورها في المستشفي عشان تفضحها في جروب الجامعه. مفيش حاجه طلبتيها مني مقولتش عليها حاضر . بس جه الوقت بقي الي اخد حق كل حاجه عملتهالك يا ساندي . انا ليا حق فيكي. و جه الوقت عشان آخده
عقابها لما فعلته بنفسها
هاتي ايدك يا حاجه أمينه
و توجهت للداخل و أثناء مرور جنه بمروان الذي كان يقف واضعا يده بجيوب بنطاله و قد بدا علي وجهه الإمتعاض الذي تحول إلي حنق حين سمع جنة تقول
كانت تتحدث بوداعه و لطف جعلوا أمينه
تقول بلهفه
وماله يا حبيبتي. هات لجنة كل الي هي عيزاه يا مروان .
رفع إحدي حاجبيه حين رآي ابتسامه خبث تزين محياها و قال من بين أسنانه
وماله مانا العبد الصومالي بتاعكوا.
جنة ببراءة
بتقول حاجه يا مروان.
مروان بتهكم
ابتسمت جنة و توجهت للداخل مع امينه بينما قام مروان بالإلتفات إلي ريتال و امساكها من مقدمه فستانها و هو يقول بحنق
بت يا ريتال شايفه الشبر و نص الي اسمها جنة دي عايزك تطلعي عنيها النهاردة تكفري سيئاتها سامعه ولا لا
ريتال پصدمة
ايه يا عمو الكلام النوتي الي أنت بتقوله دا
نوتي ايه الله يرحم ابوكي . بت انتي هرزعك بالقلم علي عينك . بقولك عايزك توريها النجوم في عز الضهر . استجدعي مرة واحدة مع عمك .
زفرت ريتال بعدم تصديق وقالت ببراءة
انت ليه شرير كده يا عمو مروان. دي جنة دي جميلة خالص و طيبه وكمان اتفقنا أنها هتحكيلي حواديت كل يوم بالليل .
مروان بإستنكار
يعني عشان كام حدوتة تبعيني و بالنسبة للشيكولاته الي بدفع فيها ډم قلبي دي و لا بتأثر فيكي خالص . ماشي يا ريتال خليكي فكراها.
ايوا ما جدو الي بيديلك فلوسها أصلا وهو قالي كدا و بعدين مانتا بتاكل نصها و قرب يطلعلك كرش
لم يتثني له الرد حين تفاجئ بضحكات جنة التي كانت علي مقربة منهم بعد أن أوصلت أمينه إلي غرفتها و توجهت للاسفل للحديث مع مروان و الاطمئنان علي حلا فسمعت جملة ريتال الأخيرة و اقتربت تناظره بنظرات شامته فڼصب عوده يناظرها بلامبالاه فقالت ساخرة
بتحرج نفسك مع طفلة صغيرة ليه. عايزة افهم
و تفهمي ليه خليكي في نفسك . واحد و بنت أخوه بتحشري نفسك ليه
هكذا أجابها هازئا فقالت بتهكم
عشان ريتال صاحبتي و ادخل في كل حاجه تخصها صح يا ريتال.
ريتال بلهفه
صح يا جنة
امتدت يد مروان تعبث بشعر ريتال و هو يقول بحنق
أصيله زي الي
خلفوكي يا ريتال.
ثم وجه أنظاره إلي جنة و هو يقول بنفاذ صبر
انجزي قولي عايزة ايه اجبهولك ماهو انا الشوفير بتاع جنابك .
جنة بتكبر
انت تطول أصلا
مروان بسخرية
اطول ايه انتي اساسا مش باينه من الأرض! خلي حد غيرك يتكلم عن الطول يا شاطرة
اغتاظت جنة من سخريته منها و قد عادت لها روحها القديمه في المزاح حين قالت بسخرية
مش احسن ما ابقي طويله و بكرش ..
ضيق مروان ما بين عينيه و نظر إلي عيناها التي يرتسم بها التحدي فمن يراها يظن أنها طفله بعمر ريتال لم يمس قلبها ۏجع و لم يطال جسدها أذي فتابع شجارهم المزعوم قائلا
اااااه تقريبا دا حقد عشان أنا و كدا . اممم فهمت. معلش يا جنة ماهو مش سهل عالإنسان يتولد اوزعه . انا عاذرك .
جنة بحنق
مش هرد عليك . عشان أنا اكبر من كدا . المهم طمني علي حلا . حاډثه ايه الي عملتها دي .
برقت عين مروان و هو ينظر إلي ريتال قائلا بتوتر
ريتا يا روحي. ما تطلعي انتي فوق احسن ما تبردي
اطاعته ريتال علي الفور فتوجه بانظاره الحانقه الي
جنة و هو يقول پغضب
دا تحديدا الي مكنتش عايزك تقوليه قدام ريتال . ليه عشان فتانه و خمس دقائق و هتلاقي البيت كله عرف .
ارتبكت كثيرا و قالت بتلعثم
والله ما كنت اقصد . بس أنا كنت عايزة اطمن عليها .
متقلقيش هي كويسه و احتمال كبير بكرة نجبها انا و سليم و نيجي عالبيت .
جنة بارتياح
طب الحمد لله. ربنا يشفيها و يطمنكوا عليها يارب .
كاد أن يتحدث فالتقمت عيناه تلك التي تناظرهم پغضب كبير بينما تتوجه إليهم فقال مسرعا
عايزك دلوقتي تدخلي علي جوا و تخلي بالك من مرات عمي و اوعي ريتال تقولها حاجه . و أنا هبقى اكلمك سلام
قال جملته الأخيرة بنبرة اعلي حيث تصل إلي مسامع التي اقتربت منهم فلم يعطها الفرصه للحديث بل استقل سيارته و انطلق بها متجاهلا نداءاتها المتكررة و حانت منه نظرة جانبيه في المرآة التي أظهرت صورتها الغاضبه بشدة و قد اشعره ڠضبها هذا بالسعادة و قد كان هذا اول شئ يسعده من تلك الفتاة التي سممت حياته لسنوات .
علي نحو آخر كان سليم يهرول في المشفي حاملا تلك التي فقدت كل صلة تربطها في الحياة و كأن روحها أرادت الإستسلام و الصعود الي بارئها. فلم تكن تحرك ساكنا و قد أثار ذلك القلق بداخله فبالرغم ما عرفه عن كل خطاياها و لكن شهامته أبت عليه أن يترك أمرأة في محنه
و ألا يقسم لوكانت في وعيها لاعطاها نصيبها من العقاپ الذي تستحقه .
كانت الډماء تغلي في عروقه حين تذكر تلك المؤامرات التي نصبتها هي و ذلك المعتوه عدي حتي يوقعوا تلك البريئه في شراكهم و هو بكل غباء ساعدهم
عودة الي وقت سابق
خرج سليم يتبعه عدي و توجهوا إلي الحديقه الخلفيه و حين توقف سليم بادر عدي قائلا
انا مش مصدق يا سليم بيه الي بيحصل دا
سليم بعدم فهم
هو ايه الي بيحصل
عدي بانفعال
البنت الي اسمها جنة دي ! معقول هتعيش هنا.
سليم بإختصار
مانتا سمعت كلام سالم و عرفت السبب !
حاول بث سمومه في عقل سليم حين قال بتخابث
و ياتري اتأكدت من الكلام دا و أن الطفل دا إبن حازم
قاطعه سليم پعنف حين قال بصرامه
عدي! مش عايز لخبطه في الكلام ! كل كلمه هتقولها هتتحاسب عليها و دي ارمله حازم ايا كانت ظروف جوازهم فهي حاليا حامل في ابنه الي هو ابننا فخلي بالك من كلامك !
ابتلع ريقه بصعوبه و حاول حبك مؤامرته حين قال بحزن مفتعل
اعذرني يا سليم بيه . بس حازم كان صاحبي و يعز عليه اشوف الانسانة الي ضيعته عايشه وبتتمرغ في خيره و كمان شايله اسمه
سليم بخشونه
تقصد ايه
لم تفصح ملامحه سليم عن شئ و لكن عدي لمس الاهتمام في نبرته لذا واصل خطته الدنيئه و قام بإخراج هاتفه و عبث به قبل أن يظهر بعض الصور الفوتوغرافية لجنه و هي تقف مع إحدي الشباب و فيديو آخر و هي تعطيه إحدي العلب المغلفة و التي تبدو كهديه و علي وجهها ابتسامه عذبه و بعد ما انتهي مقطع الفيديو تحدث عدي بحزن
دا وليد الجلاد اكتر واحد كان بيكره حازم و كان في بينهم مشاكل دايما. الهانم كانت مزقوقه عليه و هي الي خلته يدمن و كانت معاه يوم الحاډثه والله واعلم عملت ايه خلا دي تبقي نهايته ..
عودة الي الوقت الحالي
كان يقف أمام غرفة الطوارئ ينتظر خروج الطبيب حتي يعلمه اي عقاپ قد نالته تلك الأفعي التي لولا تلك الحالة التي هي بها لكان ارداها قتيلة في الحال و خاصتا حين تذكر حديث عدي قبل ساعة من الآن
قام سليم بركله في رأسه ركله قويه أطاحت به و أنقض
عليه و أخذ يكيل له اللكمات و هو يسبه بشتي أنواع السباب الذي يعرفه بينما عدي كان مستسلما و لم يقاومه بل علي العكس أخذت عبراته تنهمر بقوة علي خديه و حين زمجر سليم صارخا
قوم خليك راجل و اقف قصادي .و لا مبتعرفش
غير تتشطر علي بنات الناس ..
خرج الكلام متقطعا من بين شفتيه المتورمتين
ج. جنة. مظ مظلومة. كل. الي. قولتوهولك. كان. لع لعبة مني. انا. و و سا ساندي
لكمه قويه نالها الحائط خلفه و قد كانت إحدي محاولاته للتخفيف من حدة غضبه الذي إن اطلق له العنان سيقوم بإحراقهم جميعا.
اخيرا خرج الطبيب من الغرفة و اتجه إلي حيث سقف سليم الذي تساءل پغضب
حصلها حاجه
الطبيب
سليم بالمبالاة
اعمل الي انت شايفه صح
الطبيب
و انا هخلي المستشفي تتواصل مع حد من أهلها
سليم بإختصار
انا
هبلغهم
و بالفعل غادر سليم المشفي و هو يمسك هاتفه محاولا الوصول إلي إحدي والديها و بعد عدة محاولات أتاه صوت والدتها فباغتها سليم قائلا بفظاظة
انت بتقول ايه يا مچنون انت .
تجاهل صړاخها و قال بصرامة
الي سمعتيه .
مين معايا
سليم بإختصار
سليم الوزان!
للمرة الثانيه تتقابل مع تلك المرآة الصاخبة بكل شي ملامحها و جمالها و وقاحتها فقد كانت تتحدث برقه تميل الي الغنج و نظراتها قويه نافذة لا تعرف الخجل و قد اغضبها ذلك إضافة إلي رقته في التعامل معها و التي قلما تراه يتعامل بها مع أي شخص آخر و ما يزيد من وقود ڠضبها هي أنها مجبرة علي الصمت و إرتداء قناع اللامبالاة امامه و تحمل نيران قويه ..
مانتي عرفاني ماليش في جو الحفلات دي .
اقتربت منه و قالت برقه
بس مع الوقت الناس بتتغير و قناعتها بتختلف و لا انت مش مؤمن بتطوير الذات
ابتسم سالم قائلا بنبرة ذات مغزي
بس مبادئهم بتفضل زي ما هي.
تجاهلت مغزي حديثه و قالت بفخر و هي تنظر حولها
طب مش هتقولي ايه رأيك في الديكور و تنظيم الحفله . اوعي تقولي مركزتش زي كل مرة
حانت منه إلتفاتة سريعه علي المكان حوله قبل أن يقول بإختصار
كويس
مروة بدلال
سالم .
سالم بفظاظة
بما انك مؤمنه بالتطوير فعايزك تشتغلي اكتر علي نفسك عشان بفكر اخليكي تنظميلي حفلة مهمة اوي قريب
برقت عيناها من حديثه الذي اغضبها في البدايه و لكن تغلب الفضول علي الڠضب و قالت بلهفه
حفله ايه
كعادته اختصر حديثه في جمله واحده باردة
لما يجي وقتها
هتعرفي
كانت تعلم بأنها لن تصل معه الي ابعد من ذلك فابتسمت بتذمر و هي تنظر إلي فرح التي كانت من الداخل كبركان ثائر قابل للإڼفجار في اي لحظه علي عكس صفاء ملامحها الخارجيه إلا من بريق خاطف في عيناها كان يوحي بالكثير فتحدثت مروة بلطف زائد
مش هتعرفنا و لا ايه
الټفت يناظرها بنظرات حائرة فلأول مرة يشعر بالتشتت و الحيرة لا يعلم بما يجيب يقف أمام سؤالها و لا يدري ماذا يقول فقبل لحظات وضع كل شئ بين يديها و سلمها زمام الأمور وقبل بقلب غير راض أن يجعلها هي من تقرر مستقبلهما معا و الآن لا يريد إقحامها عنوة في علاقه قد ترفضها مستقبلا . استغرق الأمر ثوان قبل أن يقول بلهجه جامدة
فرح..
خطيبته !
ترتجف من صډمتها لهول ما تفوهت به و لكن أتت كلماته لتحول صډمتها الي زهو و إنتصار
اهي فرح حړقت المفاجأة و قالتلك حفلة ايه .
مروة بعدم تصديق
تقصد حفلة خطوبتك الكلام دا بجد
اغتاظت فرح من حديثها و استفهامها و كأنها لم تصدقها و قد ارتفع الأدرينالين بدمائها و أوشكت علي إعطائها رد لاذع و لكن ضغطه قويه من يده اوقفتها عن الحديث و تحدث قائلا بخشونه
انتي شايفه ايه
تحمحمت مروة بحرج و قالت بذهول لم تستطيع اخفاءه كليا
و دا من امتى يعني محدش قال حاجه . انا علي تواصل دايم مع
قاطع حديثها بصرامه انبعثت مع عيناه اولا و تجلت في نبرته حين قال
لسه محدش يعرف حاجه. بس فرح قالتلك عشان عارفه انك قريبة من العيله
مروة باندهاش
ايه دا هي فرح كمان عارفه صلتي بالعيله
سالم بنبرة ذات مغزي
مفيش حاجه فرح متعرفهاش .
كان هناك حديث صامت يدور بين نظراتهم و قد اغضبها هذا بشدة و قد مارست أقصى درجات ضبط النفس حتي لا ټنفجر بوجهيهما و لكنها اكتفت بإيماءه من رأسها لتلك الفتاة حين هنئتها بكلمه مقتضبه
مبروك !
لم تكلف نفسها عناء الرد بل ترفعت عن الإجابة و اعطتها إيماءة بسيطة و ابتسامة صفراء جعلت الډماء تفور في رأسها و بعد ذلك تحدث سالم قائلا بفظاظة
متهيألي في ناس بتسأل عليكي جوا . روحي شوفيهم
ابتلعت حرجها و قالت بتكلف
اه. حاضر . فرحانه اني شوفتك . عن اذنكوا
لم يتكلف عناء الرد عليها بل اكتفي بهزة بسيطة من رأسه و حين غادرت تحدثت فرح بتوتر
انا صدعت. هطلع اوضتي عشان ارتاح شويه قبل المؤتمر بكرة عن إذنك
الي أيه تهربين
كانا يتوسطا حلبة الرقص يحيط بهما الناس
من كل جانب و قد جعلها هذا تحترق خجلا فأحنت رأسها تتحاشي النظر في عيناه التي كانت تخترقها في أشد لحظاتها ضعفا و لكنه فاجئها حين وضع إصبعه أسفل ذقنها يرفع رأسها لتواجهه قائلا بخشونه
ارفعي راسك !
خرجت الكلمات من بين مهتزة
سالم احنا مفيش حاجه بتربطنا عشان نرقص مع بعض بالشكل دا
سالم بفظاظة
و بالنسبه للي لسه قيلاه من شويه
فرح بتوتر
حتي لو قولت كدا دا بردو ميديكش الحق انك ترقص معايا . الخطوبة مش رابط شرعي.
هربتي ليه
مهربتش!
تحدث ففظاظة و نفاذ صبر
كذابه يا فرح و بلاش تلاوعيني!
زفرت بتعب