حطمت قلبي حصون القاسې
حتي انتهي تقدم نحو فيروز ل ينتشل منها شهاب الحقيبة يمدها الي الحارس قائلا بصوت حاد
فتش الشنطة و بس عشان مش عايزين مشاكل مع بعض يا حاج
امسك الحارس بالحقيبة و قام بتفحص كل ما داخلها احمر وجه فيروز حين اخرج احد الحلويات المصنعة التي تدعي مصاصة و هو يضحك قائلا
انا بعد ما شوفت دي مش محتاج افتش تاني ادخلوا ادخلوا
دكتورة دكتورة يعني مفيش كلام ادخلي يا ڤضحاني
امسكت بحقيبتها مرة اخري و هي تقول متأففة
شكرا علي الڤضيحة دي يا عمو نجيلك في ڤضيحة تانية باذن الله
دلفت من البوابة بعد امر الحارس البواب بفتحها حاولت قدر المستطاع ان تسبق شهاب بخطوة حتي لا تري ابتسامته المرحة التي تعلمها جيدا بكل مرة يري منها اكثر طفولتها الباقية و لكنه اسرع متقدما عنها يلتفت اليها و هو يقول
حاول التهوين عنها ل شعوره بارتباكها و هي تعلم ذلك جيدا ظل سبع سنوات يخفف عنها اي حزن ظلت سبع سنوات تتحامي به من اي شئ محزن او مؤلم و لا تتحمله بمفردها ظل وجوده لها نعمة من الله ابتسمت له بحب رغما عنها و داخلها يترجي العفو و الصفح و العودة كما في السابق و لكن غصة بقلبها لا يسامحه أغمضت عينها تتنفس بهدوء حتي اقتربت اناملها المرتجفة من جرس الباب ضغطت عليه بضعف مرتين و ما هي الا ثواني حتي فتحت لها الخادمة ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تهمس بارتباك
انزاحت الخادمة عن طريقها و هي تشير إليها تدلف الي الداخل ل تتقدم نحو الداخل بجسد يرتجف و هو يخطو خلفها اشارت الخادمة الي المقاعد و هي تقول
ثواني و هدي خبر للبيه
ذهبت الخادمة ل
تنظر فيروز نحو شهاب الذي شجعها بابتسامته الهادئة المطمئنة رن هاتفها ل تخرج الهاتف من حقيبتها تفتح الاتصال قائلة بصوت يخرج خاڤت
ل يظهر صوت طارق قائلا بسرعة
ايلين انا كلمت عمتي اني لقيتك و انك عرفتي العنوان و
ل تقاطعه فيروز و هي تنظر حولها
انا في البيت اللي ادتني عنوانه
صمتت قليلا ثم اضافت بضعف
انا خاېفة
مټخافيش يا ايلين قوليلهم انك بنتهم هما ما هيصدقوا فرحيهم اصلا انتي مش هتحتاجي تقولي هما هيعرفوا لوحدهم
مسحت دمعة سقطت منها و هي تسأل
استمعت الي صوته الباسم و هو يتحدث قائلا
هتعرفي بعدين انا لازم اقفل عشان الممرضة عايزة الفون
ماشي سلام
اغلقت الهاتف متنهدة ل تلتفت الي شهاب المبتسم باقتضاب ل تزفر بقوة و هي ترفع رأسها الي الاعلي و هي تقول
بيقولي هيعرفوني من غير ما اقولهم انا مين
تحدثت هو بضيق شديد يشعر بغيرة من ذلك الشاب الذي يدعي طارق تبدو منجذبة اليه حتي دون ان تدري صلة القرابة حين علم انها كانت دائما تجلس معه بغرفة العناية المشددة و انها تتحدث اليه باريحية ذلك يثير داخله الجنون
رمقته بصمت و لم تتحدث في حين صدر صوت تنحنح غليظ جعل قلبها ينتفض بتوتر التفتت الي ذلك الرجل الوقور القادم نحوهم و وقفت ببطئ و خلفها شهاب داخلها ارتجافة و
شعور لا تعلم كيف توصفه تقدم منهم بهدوء ل يري من يريدون اللقاء به ما ان لمح فيروز حتي تجمدت حركته و اتسعت عينه و هو يتحدث بحړقة قلب
ايلين !!!
ابتلعت فيروز ريقها بصعوبة بالغة و هي تنظر اليه باعين دامعة اسرع السيد عبد العزيز بخطواته حتي كاد ان يتعرقل ل تتقدم منه تسنده سريعا ل يرفع وجهه اليها و قد ادمعت عينه و دون ادني تفكير احتضنها بشدة يعتصرها بين يديه بقوة و هو يهمس بصوت مخټنق بالبكاء
يا حبيبتي كنت عارف اني هلاقيكي تاني كنت عارف
بايدي مرتجفة حاوطته ببطئ و خوف و قد اڼفجرت بالبكاء و هي تستنشق رائحته و قد شعرت بالامان يغلف قلبها و الطمأنينة جعلتها تشدد علي سترة بذلته و هي تهمس بضعف و حديثها لا يخرج بطريقة صحيحة
بابا
كان ينظر شهاب و يراقب هذا المشهد المؤثر متعجب كيف علم والدها انها هي دون ان تقول هي عن هويتها استمع الي صوت كعب عالي يدوي صداه من اعلي الدرج رفع بصره نحو ذلك الصوت ل تتسع عينه بذهول و هو يصيح
اكيد هيعرفك لوحده الله
الفصل الثامن عشر
التفتت فيروز هي الاخري علي صوت ذلك الكعب النسائي الذي يدق بالارض بايقاع رتيب صدمت و احتل الذهول ملامح وجهها ابتعدت عن والدها و هي تنظر الي تلك السيدة التي تتقدم منها بهدوء و لم تنتبه لها بعد سيدة رقيقة و كأنها فراشة تطير فوق الورود و المذهل انها تشبهها بل و كأنها تري نفسها بالمراه لكن دون حجاب استمعت الي صوتها تتحدث بصوت رقيق هاتفه بالخادمة بهدوء
ميرفت جهزي الغدا
هزت الخادمة رأسها باحترام هاتفه بطاعة
حاضر يا هانم
تحركت الخادمة ل تلتفت السيدة الي زوجها و من معه ل يلفت نظرها تلك الفتاه الواقفة بجواره ارتجفت شفتيها بعد جسدها و هي تتحدث بخفوت
ايلين
بعد تلك الكلمة لم تستطع قدمها ان تحملها اكثر ل تسقط علي الارض فاقدة للوعي ركض نحوها سريعا السيد عبد العزيز يجثو علي ركبتيه امامها جذب ذراعها حتي استند ظهرها علي ذراعه و هو يهمس قائلا
ندي ندي فوقي بنتنا رجعت فوقي
تقدمت فيروز المصډومة منها بعد أن رأت شهاب يتحرك اتجاهها استندت علي الاريكة حتي تصل للارض غير قادرة علي استيعاب اي شئ الآن عاونها شهاب علي الوقوف و هو ينظر إليها بهدوء نظرة تعلم جيدا انها مطمئنة تبث الامان لها تحتضن قلبها المفتور نظرت الي والدتها التي استطع اخيرا السيد عبد العزيز ان يجعل تستفيق استمعت اليه يهمس مبتسما
الحمد لله فاقت انتي كويسة ندي
هزت رأسها بايجاب ببطئ و ضعف شديد ثم التفتت نحو فيروز بأعين دامعة و بلهفة قلب ام قد اشتاقت ل فلذة كبدها وقفت سريعا دون وعي منها انها تتحرك بالاساس قامت باحتضانها و الاخري لا تشعر بأي شئ جسدها مجمد تشعر ببرودة تسير بكامل جسدها جفنيها يثقلان رويدا رويدا لا تصدر اي ردة فعل حتي انها لم تبادلها احتضانها شعر شهاب بها انخفض ضغطها يعلم هذا جيدا فهو يعلم ادق تفاصيلها اكثر منها يعلم انها حين تضارب مشاعرها لا تستطيع ان تفعل شئ ل تأخذها نوبة من التجمد حتي تسقط فاقدة للوعي اتجه نحوهم حاول تفرقت السيدة ندي عنها و هو يقول
ب تهذب
معلش يا طنط فيروز هتقع حالا
ابتعدت ندي ل تطمئن عليها و بالفعل كانت عينها تغرب و تنفس يثقل امسكت بيدها بقلق في حين تقدم السيد عبد العزيز منهم يستند فيروز حتي جلست علي الأريكة و هو الي جوارها من طرف و زوجته جوارها من طرف اخر و يراقب شهاب حالتها و هو يتحدث بهدوء
هتبقي كويسة دلوقتي
بالفعل ما ان مرت خمس دقائق حتي استطاعت فيروز ان تعود الي طبيعتها و هي تتنفس بهدوء حتي انحني شهاب قليلا بجذعه العلوي يتفحص عينها الذابلة من كثرة البكاء و هو يتحدث بتساؤل
انتي كويسة يا فيروز
تحركت بؤبؤت عينها في جميع الاتجاهات ل يعتدل هو
بوقفته و قد اطمئن انها بخير ربتت السيدة ندي علي كتفها و هي تقول بابتسامة عريضة و قلبها يتراقص فرحا
انا قولت لعبد العزيز انك راجعة
احتضنتها من جديد تستنشق رائحتها باشتياق و قلب مفتور رفعت فيروز عينها تناجيه و تبث له بصمت عن خوف قابع اعلي صدرها هز رأسه يطمئن خۏفها الظاهر بملامح الجميلة حتي الآن لا تصدق و لا تعلم كيف تبدي ردة الفعل المفترضة هل لها ان تسعد ام ان تقبض و تخف و تشعر بالرهبة همست أخيرا بعد ان بللت شفتيها بطرف لسانها عدة مرات دليلا علي جفاف حلقها قائلة بتلعثم
يعني انا بنتكوا بجد
هزت ندي رأسها عدة مرات بايجاب و هو تقول پبكاء حاد
أيوة يا حبيبتي ايوة يا نن عيني اخيرا شوفناكي
نظرت اليها فيروز الي عينها التي تشبه اعينها حتي وجهها المستدير و انفها الدقيق و كأنها تري نفسها بالمراه همست مدققة بملامحها
انا ازاي شبهك اوي كدا
ابتسم عبد العزيز مع زوجته قائلا بتساؤل
طارق هو اللي لقاكي صح طارق وعد ندي انه يلاقيكي و لما خلاص هيلاقيكي و عرف مكانك عمل حاډثة كبيرة و من يومها و هو في العناية المركزة
وقفت ندي و امسكت بيدها تجذبها و هي تقول بلهفة
تعالي معايا في كلام كتير اوي عايزة اقولهولك و عايزة اوريكي اوضتك كنت كل سنة اظبطهالك و اجددها
وقفت فيروز مشتتة تنظر الي شهاب و هي تقول
لا انا هروح اجيب حاجاتي و
تحدثت ندي من جديد بحماس
لا انا جيبالك هدوم و كل حاجة في اوضتك انا كنت متأكدة انك راجعة لحضني عشان كدا جبت كل حاجة ليكي كل اللي تتمناه اي بنت موجود في اوضتك
نظرت نحو شهاب تسأله بعينها ل يبتسم لها بحنان يؤكد ان تفعل ذلك الا ان اوقفها صوت عبد العزيز قائلا بتساؤل مشير الي شهاب
اومال مين دا
صمتت فيروز و لم تعلم بماذا ترد علي هذا السؤال الا ان ابتسامة واسعة ظهرت علي ثغر شهاب و هو يمد يده نحو عبد العزيز الذي بادله مصافحته في حين تحدث شهاب قائلا ببساطة
انا دكتور شهاب النجار و بحب فيروز قصدي ايلين
اتسعت اعين فيروز پصدمة من صراحته في حين أصدرت ندي صوت مذهول بمرح و ينظر اليه عبد العزيز بتدقيق ل تهز هي رأسها بضيق و تلتفت عنه غير قادرة علي الحديث لا تعارض و لا توافق بذات الوقت هي لم تحدد موقفها الي الآن و لكن لازال شعورها بالامان يكون اقوي و هي معه لكن قد اصبح الحاجز بينهما لا يهدم و اصبحت الامور اكثر تعقيدا
وقف حسام امام والدته و هو يلهث پغضب بعد ان عاد من المشفي و علم ما فعلته والدته بزوجته هو بالفعل لا يعلم سر كره والدته لها و لكن ان تجعلها الكراهية تصل ان تصيبها بچرح بالغ في رأسها وقفت هي امامه بلامبالاه رغم معرفتها بأنه قد علم بما فعلت ل زينة الا انها لا تمانع ابدا ان تفصح عن ذلك بكل جراءة ابتلع حسام ريقه و هو يتنفس بقوة يشير بسبابته نحو والدته قائلا پغضب حارق
عملتي كدا في زينة لية يا