الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه سجينه جبل العامري ندا حسن

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

إلا عندما يمسك به بين يديه أن كان حيا أو مېتا
جلال لما هرب راحله وعرفه كل حاجه عن الجزيرة يدخل إزاي يخرج إزاي وكان السبب في أن ده يحصل لأن من المستحيل حد يقدر يدخلها ولا يعرف إزاي أصلا ممكن يدخل
نظرت إلى الفراغ وتلك الكلمات تتردد على عقلها وبالأخص شيء واحد ارتبكت لأجله فلا تدري ما العواقب خلفه تحدثت متسائلة
وهما فين بعد كل ده ما حصل
قال بإيجاز وصوته حاد
طاهر هرب وجلال ماټ
استنكرت صاړخة تسأله بفزع فأثر الكلمة على جسدها عڼيف جعله يرتجف بقلق
ماټ!
أومأ إليها برأسه دون حديث ينظر إلى الأمام وهي تتابعه بنظراتها المذكورة المستغربة للغاية فباغتته قائلة
هو بس!
حرك رأسه بالنفي فأكملت
اومال راحوا فين اللي ماتوا
بمنتهى السهولة والبساطة التي يمتلكها تحدث بهدوء وتروي وكأن لم يحدث شيء من الأساس
الإجراءات كلها خلصت
هبت واقفة من على الفراش تنظر إليه پغضب حاد وعڼف تأجج داخلها فرفع بصره إليها ولم تصل إليه معاني نظرتها إلا بالبغض لما قاله وفعله ولكنها صاحت بقسۏة متهكمة غير قابلة لحديثه
إجراءات ډفن مصرحة من جبل بيه العامري انتوا إزاي عايشين كده مستحيل اللي ماتوا دول فين أهلهم
هتف بهدوء فهو حقا لا يقوى على الجدال معها ولا يريد أن يرسل إليها فكرة أنه المچرم مرة أخرى فإن وجودها من الأساس معلق على هذا الخيط أما أن تبقى أو ترحل
زينة البوليس كان هنا وكل حاجه تمت على ايده
جلست ثانية تتابع باستغراب
إزاي
قال بجدية بسيطة لا يريد أن يطول الحديث بينهم
زي ما بقولك
نظرت إليه بشك وكأنها غير مصدقة ما قاله كيف للشرطة أن تكون تابعت كل ما حدث وهو هنا مازال ومعه عاصم ومن المؤكد كل حراسه كيف ذلك وهناك أشخاص لقوا مصرعهم أثر هذه الحړب الذي وقعت بينهم! من هو كي يفعل كل ذلك دون أن يشوبه شيء 
سخرت منه والكلمات تخرج من بين شفتيها پعنف وقوة
أنت كبير في البلد للدرجة دي علشان كل ده يحصل وأنت تفضل هنا في قصرك كده ولا كأن حاجه حصلت!
استشعر سخريتها فتعمق داخل عيناها يرى ما تحدث به نفسها سهل عليه للغاية أن يتركها لحديثها وحريتها أو أن يخرسها كما كان يفعل في لمح البصر فلا تستطيع النظر إليه وسؤاله مرة أخرى ولكنه للأسف لا يريد ذلك فقط يريد أن يكون ما تحب وما تريد وتهوى لذا قال مجيبا عليها بجدية وصدق
أيوه كبير كبير الجزيرة والبلد كلها يا زينة اللي حصل المرة دي مش بسببي أنا ولا ليا يد فيه علشان تبصيلي كده وترمي عليا اټهامات من تاني
سألته متحيرة في أمره وأمر ما حدث وهو مازال هنا كيف
إن كان حديثه صحيح
اومال عايزني أعمل ايه
أمسك بيدها برفق يتعمق داخل عيناه يقول تلك الكلمات التي يعلم أنها ستجعلها تصمت بعد أن تنهد بصوت مرتفع
عايزك تفهمي أن كل حاجه مشيت قانوني ومش قانوني من بتاعي لأ قانوني من بتاعك أنتي وأنا هنا علشان لازم أكون هنا
تابعت بشك أكثر ولكن في نفس الوقت تستشعر الصدق في حديثه فنظرت إلى يده التي تتمسك بيدها والأخرى جواره فسألته مشيرة إليها
حصلك ايه
أجابها بهدوء دون اكتراث
اخدت فيها رصاصة بس بسيطة ومش مأثرة عليا
سألته ثانية وهي تنظر إلى رباطها الطبي
مين ربطهالك
الدكتور
قالها بإيجاز ووجدته ينظر إليها بارهاق يزفر كلما سألته عن شيء ولكن في نفس الوقت يحاول مدارة ذلك وكل هذا وهي متغاضية تماما عن اعترافه لها بالحب فلا تريد أن تنجرف معه دون التعمق في حقيقة ما يفعله 
وعلى ذكر ذلك التي أتى على عقلها بدلا من أن تقول أنها ستخلد للنوم وأن يفعل ذلك هو أيضا مثل الجميع في القصر ولكنها خيبت ظنه بنظرتها المتعمقة نحوه تقول
أنت كنت عايز تقولي ايه قبل ما يحصل اللي حصل ده
ضغط على يدها بين يده من خلال عيناه أرسل إليها لهفة أتت على حين غرة أرسل لها شغف كان خامدا اهتاج على ذكرها لحديثه لأول مرة يشعر بأنه شغوف ناحيتة امرأة إلى هذه الدرجة 
خرج صوته رخيم هادئ
كنت عايز أقولك إني بحبك ومحتاجلك معايا
ابتلعت لعابها محركة أهدابها بكثرة تحاول الهرب بعينيها بعيدا عنه قالت بعد وقت جاهدت به أن يخرج صوتها متزنا
كنت هتقول حاجه تانية
أومأ برأسه يؤكد حديثها قائلا بهدوء
خليها لأوانها
ساقها فضولها إلى ما الذي كان سيعترف به إليها وشعرت أنه كان خطېر للغاية أم مهم أكثر من قوله أنه مغرم بها فقالت بنفاذ صبر
أوانها كان امبارح يا جبل قولي
مرة أخرى يضغط على يدها يهتف برجاء وصوت حاني
لأول مرة هقولك علشان خاطري علشان خاطري متمشيش ورا فضولك وأنا هقولك كل حاجه في الوقت المناسب
تعلقت بعيناه ودق قلبها نابضا پعنف وقوة عندما استشعرت شيء سيجعلها سعيدة تنال الفرصة الأخيرة المحبة إلى أن تعود امرأة معها رجل مثله وقالت متسائلة بلهفة
حاجه هتريح قلبي
أومأ برأسه مؤكدا مبتسما بارهاق
هتريحه يا زينة
ابتسمت باتساع بعدما قال كلمتين فقط ولكن أثر سمعهما لا مثيل له وكأن قلبها من الأساس ارتاح ومكث في موضعه داخل قفصها الصدري مطمئن تاركا خوفه جانبا بعد أن لمح لها بما تريد
ابتلع غصة وقفت بجوفه ونظر إليها بعمق خائڤ متردد
لو قولتلك اللي عايزة تعرفيه هتفضلي معايا
حركت رأسها للأمام تقول بصدق وهي حقا بكل جوارحها تود أن تنال الفرصة لتبقى معه بعد أن دق قلبها إليه
أنا قررت والله خلاص إني هفضل معاك أنا عايزة ابقى معاك بأرادتي أنت لسه مشوفتش ده فيا
أجابها بهدوء
شوفته بس بكدب نفسي علشان عارفك
اتسعت ابتسامتها وهي التي تضغط على يده تطمئن قلبه بعد أن فعل المثل معها وما كان منها إلا أن ترده إليه قائلة بحب
مش هسيبك
رفع يده إلى وجنتها يحركها عليها بحنان ورفق ينظر إلى سوداوية عينيها مباشرة تغوص معه في سحر عينيه الخضراء الذي لم تدركه إلا منذ فترة قصيرة فلم 
يأخذها بين يديه ليشعرها أنها المرأة الأولى والأخيرة بحياته ولتبادله وكأنه أول رجل ولج إلى حياتها وتعيش معه لأول مرة مشاعر كثيرة مختلفة تداهمها بقوة وشراسة وهي بين يديه وقد كان هذا صحيحا فهي قد نسيت كل هذا عندما قررت أن تكون أم فقط ولم
متخليا عن كل مبادئه ليأتي بها دمية بين يده يحركها بين أصابعه كما يشاء دعني أخبرك عن قصة قاټل قتل كل مشاعره إلا حبه لها محي كل ذكرى غرام سابقة من عقله ليحي ذكراها عزيزي دعني أخبرك عن قصة سارق وعد أن يسرق قلبها إن كان بالحب أو بالقسۏة ليوفي بوعده مفتخرا فلم يكن حب أو قسۏة فقد كان أعلى مراتب الحب ألا وهو الجنون 
أتى الدور على قصة امرأة بعد الاستماع إلى قصة رجل لا مثيل له لا بالمظهر أو بالشخصية لا بنبرة صوته الغليظة الرجولية والهادئة الحانية 
امرأة عاشت أهم سنوات عمرها في خديعة مرة حطمت فؤداها رفضت الإقتراب ورفضت الحب والغرام وقفت شرسة قوية عافرت للوصول إلى المبتغى مدافعة عن كل ما يخصها لتقف أمام ذئب بشړي لم تطول في مجابهتها له حيث أنها باتت بين يديه في يوم ليلة! 
امرأة مع كل حقيقة تقع أمامها تتغير ناحيته فتراه ليس ذئب بل بشړ ثم رجل ثم طفل يبكي بين زوايا أحضانها متخفي من دمار قلبه الشامل تاركا قسۏة عقله بعيدا عنه مجردا من أفكاره معها لترى نفسها كوالدته يتوجب عليها أن تعود به إلى الطريق الصحيح فلم يكن من بعدها إلا رجل عاقل تسير معه في دروب الحب على الرغم من ذلك كانت متأكدة أن هناك شيء لم يكتمل بعد خيط ناقص وحقيقة مخفية 
أصبح الوضع أكثر هدوءا بعد فترة وتم السيطرة على كل شيء كثف الحراسة في كافة أنحاء الجزيرة مداخلها ومخارجها لم يعطي الأمان لأي شخص يخون الجميع عدا من فدوه بأرواحهم وعدا أهل الجزيرة 
كل ما تم تخريبة أثناء تلك الحړب الدامية قام بإصلاحه إلى أن عاد الوضع طبيعي كما السابق وأفضل ولكن إلى الآن عقله مشغول بذلك طاهر الذي لم ينشغل به يوما لأنه كان على علم بآخر ما يستطيع فعله إلى أن خيب ظنه بمساعدة الخائڼ جلال الآن لا يستطيع أن يصل إلى طريقه بعدما كان يراه نكره لا يريد العثور عليه 
علم الجميع بخبر ۏفاة جلال ولم يحزن عليه أحد وكان من المفترض أن لا يحزن أحد إلا فرح ولكنها لم يرف لها جفن لم تحزن عليه ولم تتذكره من الأساس لم تهبط من عينيها دمعة واحدة بعدما استفاقت مما فعلته بنفسها وبعائلتها على يده ذلك الحقېر الخائڼ لم ينل إلا ما يستحقه 
شعرت أنه هو من دفعها لفعل كل ذلك وهي الغبية التي كانت متعطشة لعلاقه تقهر قلب عاصم بها ولم تقهر قلب أحد سواها 
وقفت إسراء في حديقة القصر تتحدث مع صديقتها عبر الهاتف وكانت هذه أول مرة تهبط إلى الأسفل بعد أن أذنت لها شقيقتها أغلقت الهاتف بعد وقت وهو يقف على بعد قريب منها يتابعها بعيناي متعطشة مشتاقة إلى أبعد حد 
أحرقه صدره بتلك اللهفة الغريبة وأكلت النيران ما بقي منه شوقا للقرب منها والنظر داخل عينيها الساحرة وجدها تعود ذاهبة إلى القصر فركض بخطوات واسعة ليجذبها بعيدا قليلا يقف أمامها بنظرات ملهوفة غرامية 
خرج صوته الأجش قائلا بحدة يتخللها الحب واشتياقه هو الذي يدفعه نحوها
ممكن أعرف بتتهربي مني ليه
نظرت إلى ذراعها القابض عليه بين يده بشدة فعادت بعينيها إليها متصنعة الحدة التي لا تليق بها تهتف
أبعد لو سمحت
ترك يدها وكرر مستغربا مسلطا عينيه عليها باستغراب
لو سمحت!
وضعت يدها الإثنين أمام صدرها ووقفت تنظر إلى البعيد فلا تستطيع الصمود أمام نظرة عينيه التي تحتويها بكل حب
عايز ايه يا عاصم
عايزك قسما بالله ما عايز غيرك
داهمت عيناه بقوة عينيها الزرقاء تخلل الضعف نظرتها واهتز بدنها أثر نظرته ولكنها حاولت التماسك قائلة
أنت مصدق اللي بتقوله
ضيق ما بين حاجبيه أكثر وعاد للخلف ينظر إليها بقوة مستغربا حديثها الذي لم يكن هكذا في السابق بل كانت تأمن له بكل حديثه وأيضا اعترفت بحبها له
هو أنتي مكدباني
أومأت برأسها قائلة بحدة
أيوه
أشار بيده في الهواء متسائلا عن السبب ثم أشار إلى نفسه راجيا إياها بلهفة وعشقه الكبير لها الذي يتخلل روحه يدفعه نحوها رغما عنه
ليه طيب قوليلي ايه يثبتلك صدق كلامي وهعمله فورا
أبصرته بقوة ووقفت ثابتة فباغتته پعنف
قولي أنت بتشتغل ايه
قال بهدوء مجيبا إياها
بشتغل مع جبل
حركت زاوية شفتيها بسخرية ناظرة إليه بتهكم وعادت السؤال مرة أخرى
بتشتغل مع جبل ايه
نظر إليها باستغراب وما كاد إلا يتحدث لكنها قاطعته قائلة بخيبة أمل مترقرقة الدموع في عينيها
بتشتغل في الس لاح بت قتل الناس
صعق عندما استمع إلى حديثها وقف ينظر إليها يتابعها بحدة وغرابة كيف علمت ذلك من تفوه لها بهذا الحديث أقترب منها يقبض على يدها متسائلا بحدة
مين قالك الكلام ده
جذبت يدها منه پعنف عندما شعرت بتغيره المفاجئ نحوها وصاحت أمامه
مش مهم مين قالي المهم إني عرفت
رأى أن قطته أصبح لها أظافر
تخربش بها ولم تجد إلا هو لتجرب عليه مخالبها زفر حانقا وقال
أنتي فاهمه غلط
سألته بجدية منتظرة حقا أن تأخذ منه إجابة تجعلها تلقي بها في وجه شقيقتها وتلقي حديثها عرض الحائط
طيب ايه الصح
توتر وهو ينظر بعيدا عنها يحرك عينيه في الفراغ يردف بجدية
أنا أنا مش هقدر أقولك حاجه بس قسما بالله أنا بحبك
رقت ملامحها عادت تلك الوديعة الرقيقة اعتدلت في وقفتها وأدلت إليه باعترافها بنبرة خاڤتة حزينة
وأنا كمان بحبك يا عاصم
وجدته يبتسم وتتسع ابتسامته وقعت عليه الكلمات لتسكر بدنه ولكنها لم تجعله يدلف إلى تلك الحالة بل صاحت بجدية
بس مستحيل أكمل مع واحد شغلته أنه يق تل الناس
أشار إلى نفسه ينفي حديثها بضراوة
أنا مش بق تل حد صدقيني فهميني عرفتي الكلام ده منين
أجابته بهدوء
من زينة أختي
استرسلت في الحديث مكملة
قالتلي إنك أنت وجبل شغالين كده مع بعض
وقف صامتا للحظات بعدما علم كيف أتاها ذلك الخبر أتى تفكيره صحيح أنها لن توافق عليه ليكون شريك حياة شقيقتها ولكنه والله ېقتلها ويأخذها رغما عن الجميع أبعد هذه الأفكار سريعا عن عقله عندما وجدها تنظر إليه باستغراب تتابع ملامحه المتغيرة 
سألها بنبرة حانية
أنتي بتثقي فيا صح
أومأت برأسها قائلة
أيوه بثق فيك
أكمل بجدية بعدما لم يجد شيء يقوله لها كي تفهم أنه ليس ذلك الشخص البشع حتى وإن كان ېكذب ولكنه لن يتركها تذهب من بين يديه بسبب أشياء كهذه
طيب ممكن تديني فرصة أفهمك كل حاجه بس مش دلوقتي ممكن
نظر إليها برجاء فأومأت إليه بضعف بعد أن رق قلبها ناحيته فلا تريد أن ېحترق قلبها أكثر من ذلك بعد أن اعتادت على وجوده معها في كل وقت 
ستعطيه تلك الفرصة التي يطلبها كي تعطي نفسها هي الأخرى وتعطي علاقتهم معا لا تريدها أن تخرب بهذه الطريقة أن كان عنده تبرير فلتنتظر لتأخذه منه ولن تتركه هو 
سألها بلهفة
هتكلميني
ردت قائلة وهي تتجه بعينيها إلى البعيد
هحاول
ابتسم وهو يراها تتهرب منه هاتفا بصوت أجش رخيم
هستناكي تكلميني وحشتيني
كانت هذه البريئة حالة خاصة فريدة من نوعها لا تفقه شيء ولم تتصدى لمدفع سابقا هناك من يدير حياتها يسار نعم يمين مجاب رقيقة كالفراشة وديعة كالقطة محبة كعصفور طائر يغرد بسلام عينيها بحر أو سماء أما تغوص أو تغوص ملامحها تناديك إلى الأعمق تجذبك بسحر خاص بها يفتنك لتصبح عاشق ولهان فتهيم بها عشقا دون أن تدري ما هي مميزاتها! 
تابعها بعيناه الحادة التي تلين لها فقط شفتي غليطة طيلة الوقت لا يخرج منها الحديث إلا على هيئة صړاخ حاد يتبدل حالها عند رؤيتها فيتحول الحديث إلى كلمات خاڤتة حانية تخرج بهدوء ورفق تربت على مسامعها بحنو يقف أمامها بجسده الصلب فارع الطول الذي يكاد يبتلعها في كل مرة تقف أمامه ولكنه لا يلين ولا ينحني إلا لها كي تشعر أنه يتحول إلى ما تحب في الوقت الذي تحب لتبتادله ما تحب 
في حديقة القصر يجلس جبل على مقعد وبجواره عاصم شاب فارع الطول وعريض المنكبين يبدو في الثلاثون من عمره يقف أمامه كأنه أمام القاضي ينتظر حكمه بجواره رجلان
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات