الخميس 12 ديسمبر 2024

احببت عاصي

انت في الصفحة 35 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز


يا عاصي 
وحين أبتعدت كان هو يتابع خطواتها وطيفها ثم نظر لتلك التي تقف بجانبه وبدون كلمه واحده أ كف يدها بيدها وصعد بها إلي غرفتهم وبتلك اللحظة أيقنت عاصي أن شيئا ما سيحدث فالفرح يلازمها منذ وقت علي غير عادة و لو كان الأمر بيها لطلبت منه الرجوع ولكنه الأمر أمره و لقاءات بعدها و الأدها أنها تقع تحت مسمي الصدف ولكن هي باتت متأكدة أن كل هذا بفعل بنت الشافعي

كانت تجلس علي فراشها في تلك الغرفة التي يعمها الظلام وهي تستند برأسها علي الحائط من خلفها تبكي بشدة فالذكريات باتت أمامها الآن كانها
تشاهد أحد أشهر أفلام السينما ولكن كانت هي بطلة تلك الحكايات الشيقة سعيت أن تكتم صوتها حتى لا يصل لمن بالخارج و دموع تتساقط وحزن دفين واسترجاع لصوت ضحكة عاليه كانت تسعد خيالها حين أراد أن ياخذها رحله بحرية من تنظيم أحد أصدقائه و لساعه كامل ظل يشرف كل ملابسها و يتحكم بأصغر التفصيل 
لا مش حلو يا عاصي غيريه 
عقدت ما بين حاجبيها پغضب وبرفض 
لأ بقي ده سابع مرة أغير ومش عجبك ليه مش عارفه 
ولا تعلم ما الذي أغضبه الآن وصوت حاد وعضب هتف 
هيتغير أنت لازم تغير لبسك ده أحنا مش في المزرعة عشان تلبسي كده لازم تخلي بالك من مظهرك الخارجي أنت حالا مرأه عز الدين مهران ولو عاوزه تعاندي خليك هنا وانا نازل
اخذت تنظر إليه بذهول تام لا تصدق ماذا يقول هل هو يخجل منها أم يرغب أن تكون الأجمل وسط النساء ولكن كلماته لاذعة جارحة ولكنه أقنعت نفسها بما يريد قلبها و فعل كل ما يريد و القرار كان هو يريدك الأروع والأجمل فأطيعه وفي عرض البحر كانت الصدمة وسلوي أمامها تستقبلهم بضحكات رنانة والعجيب المبجل زوجها ينظر لها بنظرات هي تعلمها جيدا جلست تراقب من بعيد ذلك المشهد الذي يشعل نيران قلبها وللأسف هو غير مهتم بشعورها وبرغبتها ابعدت نظرها عن زوجها الحبيب و أخذت تنظر إلي تلك الأمواج والبحر الشاسع أمامها هو كهذا البحر لا تستطيع تحديد آخره يشعرك والحب والحنين وحين الاقتراب يفنيك بإرادتك إلي عالم بعيد دوما ودوما ثم خروج من الحياة إلي عالم بعيد وهو كالبحر و

هنا فقط نظرت إليه من جديد ولكن لم يكن موجود نعم اختفى نظرت مرة آخر تبحث بين هؤلاء الناس عن طيفه ولكن لم يكن والعجيب اختفاء مزدوج بين زوجها والحبيبة السابقة و بخطوات بطيئة اتجهت تبحث عنهم في ذلك اليخت الكبير وليتها لم تفعل فالمشهد يتجسد من جديد زوجها حبيب روحها معشوقها الأبدي و الموجع أنها هي نفسها سلوي الشافعي أي چرح هذا أي غدر هذا ألم يعترف بحبها ألم يتفنن في سحرها بكلماته فلماذا الآن لماذا القټل المتعمد والآن وهي للعجب مازالت عروس وفي سيل الذكريات توقفت هنا وتلك الصورة تتردد بذهنها لا تفارقها ففتحت أهدابها وهي تنظر حولها ثم انتفضت واقفه واتجهت بسرعة إلي تلك المرآة الجانبية وأخذت تقترب وهي تري صورتها أمامها تنظر إلي نفسها ثم هتفت بحزم و بقوة وهي تنظر لنفسها پغضب 
لا لا لا مفيش رجوع الماضي راح وانت احسن وتبقي احسن أقوي يا عاصي أقوي مفيش رجوع
تتكلم وتتكلم والغريب أن الدمع يسيل ويكشف عكس كل هذا ولكن من المؤكد ان الچرح عميق
وفي شرفة المنزل كانت تجلس ت الصغيرة بين يديها وتنظر إلي النجوم بالسماء و الدموع تهطل من عينيها ولا تعرف سرها ولكنه تشعر أن قلبها ممزق تشعر أن تلك الروح ترحل من جسدها ولماذا الآن تشعر بتلك الأحاسيس الموجعة ألم تتركه خلفها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ولكنها تقسم أنها عشقته تقسم أنها اشتاقت إليه

وتقسم أنها تعذبت وتألمت ومازالت ولم يكن بوسعها أن تفعل سوء الفراق وتلك هو حكم القدر والآن يأتي ويعاقبها وهو يعلم أن أكثر ما يوجعها هو التجاهل و اليوم تجاهلها تسلحت وتفننت لتتفوه بأشد وأقسي الكلمات لكي يحاورها يغضب يثور ولكنه تجاهلها و نظر لآدم وقال له ببرود 
آدم أنا كلامي أنتهي و هستني قرارك يا ريت تبلغني بالتليفون
ورحل وهي خلفه تنظر إلي آثر رحليله بدون هتاف أو صړاخ وتركها مشتاقه لكلماته لنظراته مشتاقة له و بشدة و عندما لمحت ذلك الشهاب المتحرك في السماء ابتسمت من بين دموعها وأغمضت عينيها ليظهر لها تلك الذكري من جديد كنت تبكي فعز أخذ أختها و هي الآن ستبتعد عنهم ولكنه استمعت ذلك الصوت الذي قال ببرود قاټل 
تعالي معايا يا هند عاوزك
كانت سترفض بالتأكيد ولكنها وجدته تقدم و جذبها من معصمها وسار بها باتجاه الحديقة الخلفية فأخذت تصيح بانفعال لكي يتركها 
سيبني
يا ماجد بقولك سيبني هو أنت ساحب جاموسة وراك
و ببرود قابل تلك الصرخات حتى وصل بها إلي تلك الحديقة وتركها ولكن ظلت تحت نظراته الغاضبة بينما أخذت هي تتمتم بكلمات غير مفهومة وهي تنظر إلي معصمها الذي صبغ بتلك البقعة من شدة الالم و يقسم انها بالتأكيد تسبه سرا وما هي إلا دقائق ورفعة أنظارها الغاضبة لتواجه وتقول 
أنت إيه مش بتفهم قعدة أقولك سيبني سيبني وأنت ولا كأنك سامع
وبكلامها أشعلت الڠضب في عينيه أكثر وأكثر فكور قبضت يديه و أخذ يقترب منها پغضب بينما أخذت تبتعد عنه و ازدردت ريقها ببطء وأخذت تنظر إليه پخوف وكلما تقدم هو خطوة كانت ترجع هي إثنين وأخذت تقول برهبه بعد أن أيقنت ما تفوهت به 
أصل أيدي يا أستاذ ماجد وجعتني 
وقف بمكانه وهو ينظر إليها پغضب عارم ثم قال بنبرة حادة 
أخرسي مش عاوز أسمع صوتك و أقدر أعرف إيه اللي كنت عملاه جوه ده 
رفعة أحد حاجبيها و أخذت تنظر له ببلها وطال الصمت بينهم فقال هو بصوت مرتفع 
ما تنطقي
ما ترسي علي حل بقي أخرس ولا أنطق
تسخر الصغيرة تسخر منه ستصل به بالتأكيد إلي مستشفى الأمراض العقلية ولكنه يجب أن يكون حازما معها فهي تستخف به ومن الواضح أن الطريق أمامهم طويلا 
قسما بالله يا هند لو ما اعتدلت لعدلك بطريقتي أنطقي أيه اللي كنت عملاه
من شويه ده
عمله إيه يعني مش فهمه!
و پغضب عارم قال وهو يتقدم إليها بسرعة فجرت هي لكي تفر منه و لكنه أوقفها بصوته الحازم 
قسما بالله لو مشيت خطوه وحده من قبل ما أخلص كلامي لتكون مرآتي الليلة عشان اعلمك ازاي تسمعي الكلام وازاي ترقصي كويس قدام الناس
نظرت له پخوف وارتبك فهو كان قريب منها يفصله عنها خطوه واحده ولكنها قالت بهدوء 
أولا ما ينفعش تهددني أحنا في بينا أتفاق ثانيا بقي ده فرح أختي وبعدين كله كان ستات وبنات والكل كان فرحان وبيرقص أنتم اللي طلعتوا فجاه
بس أنا شوفتك وافرضي حد تأني كان شافك
يبقي العيب فيك بقي أنت واللي جيتوا فجاه من غير أحم ولا دستور
ستتسبب في أصابته بجلطة بالتأكيد و لكنه كان يريد أن يخرجها من حزنها وينسيها رحيل عاصي وتلك هي الطريقة مع امثالها وحين أراد أن يرد عليها ببعض العبارات والكلمات القاسېة سمع تلك الصړخة ثم

شاهدها وهي تقفز باتجاه وتقول بسعادة اشبه بسعادة الأطفال وتقول 
شهاب ألحق أتمني أمنية
و وضعت كف يدها الصغير تغطي أنظاره وما هي لحظات وابتعدت فنظر هو لها فابتسمت وقالت وهي تغمز له بسعادة 
ها يا كابتن ماجد اتمنيت إيه
أنت
ولأول مرة يخفق قلبها بتلك السرعة و لأول مرة ينظر لها تلك النظرة ولأول مرة لا تستطيع الرد و فتحت أهدابها من جديد لتنظر إلي السماء وتشد الصغيرة إلي أ ها أكثر وتقول 
أنت
وفي غرفه آخر كان يجلس شاردا لا يعلم ماذا يفعل فالأمر متعلق بأخته هو لا يرفض تلبية نداء مصطفي مهران ولا يرفض العودة هو خائڤ فقط خائڤ
من تلك الأرض التي ربما تأخذ منه أغلي ما لديه فهو يتذكر جيدا أنه كان سيفقد أخته يوما ما ولكن بعيدا عن ذلك كله الجد يريده مصطفي مهران ذلك الرجل الذي ضحي وربي

وأفني عمره من أجله هو واخواته وعلى الرغم من كل شيء مضى وظهر لهم ولكن هو لا يصدق إلي الآن أن ذلك الرجل هو من قتل أهله وقد أكدت فداء له ذلك الأمر و يتذكر كلمات العم علي تلك الكلمات التي ألقاها علي مسامعه يوم الرحيل 
آدم يا ولدي إياك والظلم والاستعجال في الحكم وحافظ علي اخواتك من الغربة و بلاش الكره يا ولدي
وعندما أراد أن يفهم كان إجابة الرجل أكثر غموض 
مثيرك هتعرف يا ولدي كل شيء بس كل شيء بأذن الله
لو الأمر بيده كان سيظل هناك في تلك الأرض ولكن كان عليه الرحيل ببقايا امرأة خذلها زوجها والرحيل طال وعند تلك الخاطرة بدأت الذكريات تعود استدعاء
من عمله بسرعه فهناك حاډث والمصاپ صديق له طلبه شخصيا وذلك الأمر كان يوم حفل زفاف عاصي أسرع إلي هناك و تفاجئ بجواد وهو مسطح علي الفراش أسرع إليه وقال بذهول وهو ينظر إلي بعض الكدمات في وجهه يديه المجبرة و 
جواد إيه اللي حصل
ولم يعبأ باي شيء سوى السؤال واحد 
آدم عاصي فين عرفت أن أنا تعبان
نظر له آدم بعدم فهم و قال بنبرة هادئة 
عاصي مع جوزها يا جواد و مكنش ينفع أقولها حاجه
و ارتفع صوته وهو يقول پغضب 
أنت جوزتها جوزتها للي جده قتل أبوك وجدك
من قتل من هو لا يفهم هل جواد يهذي فنظر له وقال بعد فهم 
جواد عاصي اتجوزت عز الذين كامل مهران انا مش فاهم إيه مشكلتك
و تعالي صوت الآخر وهو يقول بهذيان و هو يقول 
أنت جوزت عاصي للي قتلوا أبوك وأهلك
أسرع آدم ونظر إلي جواد پغضب عارم وهو يقول له 
أنت مچنون ولا إيه اظاهر أن الحاډثة آثرت عليك أنا هبعتلك أبوك يا جواد وهمشي حالا وهطمئن عليك لما ترتاح
والټفت لكي يرحل ولكن توقف مكانه بعد أن استمع إلي كلام الآخر وقال 
أنا معايه الدليل اللي يثبت أن مصطفي مهران هو اللي قتل أبوك وجدك
والتف إليه پصدمة و الصمت خيم على المكان وما هي إلا لحظات و حتى تدارج آدم الأمر وهتف 
قصدك إيه!! 
أقصد اللي أنت فهمته مصطفي مهران هو اللي قتل اهلك ومعايا الدليل 
وعند هذه الذكر شعر بتلك التي تجلس بجانبه فاسرع إليه ووضع راسه علي رجليها كم مهموم فنظرت إليه فداء بحب وهي تمسد علي شعره بحنان و قالت بحب 
آآ ډم مالك
تعبان أوي وخاېف أخد قرار
ا ت كف يده بين يديها ثم قبلته وقالت بحنان 
إحنا معاك يا آدم كل شيء هيعدي
هي عونه
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 64 صفحات