جنتي علي الارض
و قالت أقصد معنديش ثم أضافت بمرح بس دلوقتي بقى عندي أخ و أمير كمان .
ابتسم إياد لدعابتها ابتسامه لم تلامس قلبه فرغم تكراره طوال اليوم أنه بمثابة أخاها الا أن تلك الكلمه لم ترقه عندما خرجت من شفتيها .
حضر النادل و قام بوضع العشاء على المائده أمامها .
قال إياد بعد انصراف النادل على فكره الأكل هنا كله دايت أصل صاحب المطعم دكتور تغذيه .
سأل إياد و ايه اللي منعها
أجابته جنه باقتضاب جدي أصر إنها تتجوز قبل ما تكمل الكليه و بعد ما بابا توفى بقت مسئوله عني و مقدرتش توفق بين الشغل و المذاكره.
أحس إياد بحب جنه الشديد لوالدتها و لكن يبقى اللغز لماذا هربت من البيت هل كان في الصوره زوج أم صعب المراس جعلها تفضل الهرب على المكوث مع والدتها الطريق الوحيد للتأكد هو بسؤالها .
أجابته جنه و قد ملأت الدموع عينيها ماما توفت من زمان .
شاهد إياد جنه و هي تحاول جاهده السيطره عل دموعها و عدم البكاء و لعڼ نفسه لأنه أثار حزنها و قال أنا آسف إذا كنت
دايقتك .
اكتفت جنه بهز رأسها بالنفي و أخذت تعبث بالطعام أمامها .
نظرت جنه إليه بصمت لثوان أحس فيها بترددها ثم قالت مع قرايبنا .
أتبعت جوابها بسؤال و إنت درست ايه أنا عارفه إنك مهندس بس لغاية دلوقتي معرفش تخصصك ايه
سألت بصوت مليء بالمرح المزيف لم يعرف إياد هل أرادت أن تكسر الحزن الذي ساد قبل قليل أم تلك طريقتها في التهرب من الإجابه على المزيد من الأسئله .
قالت جنه بمرح يعني حضرتك مش بس أمير لا كمان فنان .
ضحك إياد و قال هو احنا مش اتفقنا بلاش حضرتك و بعدين بالراحه عليا أمير و فنان كده هاتغر بس فعلا العماره محتاجه موهبه و الموهبه دي ورثتها من والدي و أنا صغير كان دايما يلعب معايا بالليغو و كنا كل يوم نبني بيت شكل و لما كبرت شويه بقينا نروح الأرض بتاعتنا و نبني بيوت بالخشب و آخر مشروع عملناه سمناه بيت الشجره بس للاسف والدي توفى قبل ما نكمله .
قام إياد بفرقعة أصابعه أمام وجهها ليخرجها من شرودها قائلا ايه يا دوده رحتي فين
رمقته جنه بنظره حانقه و قالت ايه دوده دي !!!!!!
عضت جنه على شفتها السفلى و سألته انت قريتها كلها
أجاب إياد و قد ازدادت ابتسامته لو تقصدي الخاطره أيوه قريتها و الحقيقه أبهرني أسلوبك.
شعرت جنه بالاحمرار يغزو وجهها بسبب ما كتبته في تلك الخاطره.
قام إياد بالتنحنح ثم أكمل خاطرتي بعنوان أنا و عشقي الأول ..القراءه .
صمت مفكرا ثم قال كنت بتقولي إن القراءه ليست مجرد هوايه بل هي حياه ...و ايه كمان يا إياد .. اها افتكرت من أحب الكتب عندك الروايات الرومانسيه و خاصة لما البطل بيكون ...
قاطعته جنه و قد أخفت وجهها بيدها خلاص ..كفايه .
دخل إياد في نوبه من الضحك فطريقتها الطفوليه في إخفاء حرجها أغبطته أراد الاسترسال في أحراجها حتى يرى المزيد من الطفله بداخلها و لكنه أشفق عليها و قال من بين ضحكاته آسف أنا كنت عايز اساعدك أصل طريقة كتابتك للسي في محتاجه شوية تعديلات بس الخاطره تاخد 1010.
طب و الأكل يا مان
الټفت إياد و جنه في نفس الوقت ليريا من هو صاحب ذلك السؤال.
ثم قال إياد مش محتاجه سؤال 1010 يا دوك.
أجابه كريم شكرا يا هندسه .
سأل إياد هو انت مش كنت هتسافر انهارده .
أجابه كريم مكنتش فالمود ثم نظر إلى جنه وقال ازيك يا جنه و قبل أن تجيبه أضاف اسمحيلي اقلك جنه من غير ألقاب أصلي حاسس إني أعرفك من زمان و كمان مبحبش جو الرسميات اللي بتعملوه هنا .
نظرت جنه مطولا إلى صديق إياد كريم حسن ثابت تفرست فيه للحظات تدرس
ملامحه و لكن للأسف لم تجد في وجهه شيئا مألوفا و قالت أكيد يا دكتور.
أحضر كريم كرسيا و جلس على المائده و قال ممكن اقعد معاكو شويه
أجابه إياد ما انت قعدت خلاص .
قالت جنه وقد وجدتها فرصه لمعرفة المزيد عنه و التأكد من شكوكها اه طبعا اتفضل .
ثم سألت هو حضرتك صاحب المطعم
أجابها كريم أيوه هو إياد مقلكيش و إن شاءالله هفتتح مطعم تاني و ده هيكون للأكلات الشعبيه بس بطريقه صحيه و مختلفه يعني هندخل شوية تكات أمريكاني للأكلات المصريه .
دفع هيثم ثمن الفاتوره و هم بمرافقة ماهيتاب و المغادره ليفاجأ بها تشهق و تعود للجلوس مره أخرى .
سأل هيثم بقلق ايه مالك في ايه
قالت ماهيتاب بتوسل معلش خلينا قاعدين كمان شويه .
قال هيثم بفروغ صبر بس كده هنتأخر عالبارتي .
أعادت ماهيتاب توسلها عشان خاطري خلينا كمان شويه .
لاحظ هيثم نظرات ماهيتاب المصوبه خلفه الټفت ثم سألها هو في حد هنا مش عايزاه يشوفنا و لا ايه الحكايه
أجابته ماهيتاب بضيق أيوه ابن عمي و خاېفه يشوفني و يعملي مشاكل مع ماما أصله يا سيدي معجب و عايز يتجوزني بس أنا مش بطيقه و لو شافني هيشغل الاسطوانه لماما بنتك محتاجه حد مسئول عنها والكلام الخنيق ده .
استدار هيثم مره أخرى لينظر خلفه و قال هو فين انهي طربيزه
أجابته ماهيتاب اهي اللي ع
اليمين جنب جروب البنات اللي هناك.
أشاح هيثم بنظره حيث أشارت ماهيتاب ليفاجأ بوجه تلك الفتاه فتاه راس السنه .
سأل هيثم بلهفه و البنت اللي قاعده دي أخته
نظرت ماهيتاب مره أخرى و قالت لا مش أخته .
سأل هيثم امال مين و لا يمكن تبع اللي قاعد معاه ده .
أجابت ماهيتاب تقصد كريم ملوش أخوات بس يمكن تبعه و لا يمكن الاتنين بيتسلوا عليها أصل كمان لبسها مش مستوى كريم خالص.
استمر هيثم في النظر لتلك المائده بالفعل هندامها متواضع جدا عكس شريكيها في المائده يرتديان بذلات من أرقى الماركات العالميه و ليست قريبه لأحد منهما اذن فقد صدق حدسه ليلة راس السنه و حدث نفسه فعلا واحده من إياهم و لما شافتني مسطول خاڤت مدفعش تمن الليله و أنا فكرت إني ظلمتلك ده انتي مقضياها جوز فالليله.
استمر كريم بالتحدث عن نفسه و مشاريعه كما ألفه إياد و لكن المختلف اليوم هو شعور إياد بالضيق و للمره الأولى استثقل إياد أن يكون كريم نجم المكان فكريم اجتماعي بطبيعته كثير الكلام و العلاقات و أينما حل ينصت الجميع لأحاديثه المشوقه فلديه كاريزما محببه إلى القلب و لطالما سعد إياد بالتغير الذي حل على صديقه فمن طفل منطو إلى الرجل اللبق الاجتماعي أما الآن تمنى لو أن باستطاعته أن يطفىء هذا البريق الذي يحيط بصديقه فمنذ جلوسه معهم لم تزح جنه بنظرها عنه و كأنما نسيت أنه موجود و كأنما أصبحت أسيره لكل كلمه ينطقها صديقه .
سألت جنه و ايه سبب اختيارك للطريقه الأمريكاني
أجابها كريم أصلي بقالي سنين عايش فامريكا و أنا صغير كنت بنزل هنا فالاجازات بس بعد ما خلصت دراسه وقتي متوزع نص هنا و نص فامريكا بس خلاص أخيرا قررت استقر في مكان واحد.
قالت جنه باهتمام و أهلك عايشين فامريكا
قال كريم والدي مقيم دائم فامريكا .
سألت جنه بلهفه ووالدتك
وصل ضيق إياد إلى ذروته و بدون مقدمات نهض من مقعده و قال قبل أن يجيب كريم على سؤال جنه احنا لازم نمشي ..كده هتتأخري.
شاهد إياد جنه تنتفض من مكانها هي الأخرى ثم أمسكت بحقيبتها و قالت حاضر بس استنى ادفع الحساب الأول.
تدخل كريم قائلا بمرح حساب ايه اللي تدفعيه الأكل هنا مجاني لإياد و كل من مع إياد .
قالت جنه بحرج بس إياد ...
قاطعها كريم بس ايه هو في ايه يا إياد ... انت عامل فيها مقلب ما إنت عارف إني موصي الموظفين مياخدوش فلوس منك .
قال إياد بضيق حاجه كده ويلا احنا اتأخرنا عن اذنك.
قال هيثم اهم قاموا يلا بينا.
قالت ماهيتاب بعصبيه يا سلام على ذكائك استنى أما يخرجوا.
أراد هيثم الخروج و اللحاق بهم لمعرفة عنوان تلك الفتاه و لكن من المحتمل جدا أن تقضي الليله برفقه ابن عم ماهيتاب .
قال هيثم بعد أن غادروا المطعم يلا بقى هنتأخر.
كان هيثم يحث الخطى للحاق بهم ليفاجأ عند خروجه من البوابه بشهقه أخرى من ماهيتاب يا نهار اسود.
قال هيثم بنفاذ صبر ايه في ايه تاني
قالت ماهيتاب بحنق بص قدامك مش شايف الراجل اللي بيصور ده .
رد هيثم بعصبيه و احنا مالنا بيه .
قالت ماهيتاب پغضب يعني ايه مالنا بيه ده شكله خاد صوره لينا وبكره الاقيها نازله فكل مكان .
تأفف هيثم و قال طب ماتنزل هيحصلك ايه يعني .
قالت ماهيتاب انت اټجننت بدل ما تروح تكسر الكاميرا دي على دماغه .
شاهد هيثم ماهيتاب تتقدم باتجاه ذلك الرجل و ركب سيارته غير عائبا بها فعليه أن يلحق بتلك الفتاه.
أطفأ الكاميرا و استعد معتز لينطلق خلف سيارة إياد الحداد فلليله الثانيه على التوالي يسهر برفقة تلك الفتاه فتح باب سيارته لينهال عليه وابل من الشتائم استدار ليرى من صاحبة ذلك اللسان السليط و قال حضرتك تقصديني أنا
أجابته امال مين خيالك
أمعن معتز النظر إليها نعم تلك ماهيتاب خطيبة إياد الحداد السابقه فالشهر الماضي قام بجمع المعلومات عنه و مما توصل إليه أن فسخ الخطبه جاء غير موافقا لهواها .
سددت ضربه إليه بحقيبتها و قالت أنت ازاي تجرؤ و تاخد صوره لينا .
أجابها معتز بخبث أنا كنت بصور ابن عمك و حبيبته .
سألت ماهيتاب باهتمام حبيبته و انت تعرف ازاي شكل علاقتهم