عن العشق والهوى بقلم نونا المصري
غمفمت الحمد لله اننا عشنا وشفنا اليوم دا اخيرا
فوضع معاذ جبينه على جبينها واغمض عيناه الدامعة قائلا بحبك يا سلوى بحبك اكتر من اي حاجة في الدنيا دي وربنا يقدرني علشان اسعدك انتي وابننا اللي جاي
تسارع في الاحداث
عادت الهام الى المنزل في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء وكانت متعبة لذا فتحت باب المنزل وقالت بنبرة مرهقة ماما انا رجعت وعايزه اكل بسرعة لاني ھموت من الجوع
سألتها الهام بصوت منخفض مين دول
الام لو عايزه تعرفيهم يبقى خشي هما في الصالة سلمي عليهم واقعدي معاهم انتي وبباكي لغاية ما جيب الضيافة
تنهدت الهام وقالت بعدم اكتراث انا تعبانه اوي يا ماما وعايزه اكل
فضړبتها امها على كتفها بخفة وزجرتها من بين اسنانها يا عبيطة افهمي بباكي قاعد معاهم لوحده وفي ست كمان علشان كدا اقعدي معاهم لغاية ما جيب الواجب
قالت ذلك ثم توجت نحو غرفة المعيشة فابتسمت والدتها وقالت اخرتها خير ان شاء
الله
وعندما دخلت الهام الى الصالة ارادت ان ترمي السلام ولكن لسانها شل عندما رأت خالد وعمته سحر جالسين مع والدها الذي نظر اليها وابتسم قائلا اهي العروسة جت
فنظر خالد اليها ثم نهض وابتسم ابتسامة تحمل الكثير من المعاني اهمها الحب والاشتياق وسألها بصوت هادئ ازيك يا الهام
ولكن الهام لم تستطيع الرد حيث كانت تحدق ب خالد بغير تصديق فوكزتها امها التي عادت من المطبخ وهي تحمل الفاكهة وغمغت بهمس اتقلي يا بت قدام الراجل
ثم
ابتسمت وقالت للمرة السابعة اهلا وسهلا
اما العم امين فقال الهام مش عايزه تسلمي على الجماعة يا بنتي
فعادت الهام الى طبيعتها ولكن عيناها امتلأت بالدموع وقد لاحظ خالد ذلك ولكنها تداركت الامر وابتسمت ثم توجهت نحوهم قائلة ايه المفاجأة الحلوه دي
ابتسم خالد وقال دلوقتي بقيت كويس
اربكها بكلامه لذا سحبت يدها بسرعة ثم توجهت نحو سحر التي عانقتها وقالت وحشتيني يا لولو بقى كدا يا شقية ترجعي مصر من غير ما تودعيني
في تلك اللحظة انسابت دمعة من عين الهام مسحتها بسرعة واردفت انا اسفه يا طنت بس السفرية جت فجأة وكان لازم ارجع
جلس الجميع مجددا وقال العم امين لابنته الهام التي جلست بجانبه بصي يا بنتي انتي بقيتي كبيرة دلوقتي وانا بحترم كل قراراتك
بس لانك بنتي الوحيدة انا بخاف عليكي ونفسي اشوفك عروسه وتزيني بيت جوزك والراجل المحترم دا قطع مسافة طويلة علشان يجي هنا ويطلب ايدك مني قوليلي انتي موافقه تتجوزيه على سنة الله ورسوله الكريم
ذرفت دموعها بعد ان كانت حبيسه واحنت رأسها دون ان تقول اي شيء فعاد والدها وسألها مجددا قولتي ايه يا الهام انتي موافقة انك تتجوزي الاستاذ خالد يا بنتي
احمرت وجنتيها خجلا وقالت بصوت خاڤت اللي تشوفه يا بابا
فابتسمت امها وقالت اهو السكوت علامة الرضا يا جماعة
واضافت سحر بابتسامة عريضة مادام كدا خلونا نقرا الفاتحة على نية التوفيق
فقال العم امين على بركة الله
ثم قرأوا الفاتحة وعندما انتهوا نهض خالد وصافح امين الذي قال الف مبروك يابني
خالد ربنا يخليك يا عمي
اما الهام فقد حاصرتها امها وعمة خالد بالعناق والتهنئة بينما كانت هي تنظر اليه بسعادة كبيرة ولكن خجلها لم يسمح لها بأن تتحدث بأي شيء الى حين قال خالد لوالدها تسمحلي اقعد مع الهام على البلكونة يا عمي
فنظرت هي الى والدها الذي قال ومالو يابني اتفضلوا
نظر خالد اليها ثم ابتسم ومد لها يده حتى تمسك بها قائلا يلا يا عروسة
نظرت الهام الى امها وكأنها تستأذنها للذهاب مع زوج المستقبل فأومأت لها بابتسامة جعلتها تستجمع شجاعتها ووضعت يدها في يده بلطف وخجل ثم خرجت برفقته الى الشرفة وما ان وطأت أقدامهم أرض الشرفه حتى سحبها وعانقها بقوة وكأن حياته معلقة على ذلك ثم همس لها قائلا وحشتيني
ذرفت الدموع مجددا وغمغت بصوت مخڼوق وانت كمان
ثم ابعدها عنه قليلا ونظر إلى وجهها الباكي وقال بجدية بحبك
فابتسمت بينما استمرت بذرف الدموع ولم تقل شيئا بينما سألها بابتسامة تقبلي تتجوزيني يا الهام
أومأت له برأسها بالموافقة وكأن لسانها قد شلت حركته تماما فابتسم بإشراقة وعانقها مجددا ولكن سرعان ما ابعدته عنها قائلة بهمس ميصحش تعمل كدا اهلي والجيران هيشوفنا
فابتسم خالد وسألها مكسوفه يا لولو
ابتسمت بخجل واحنت رأسها قائلة والمفروض اني متكسفش
قبل خالد يدها واردف لأ اتكسفي لانك تبقى زي القمر وانتي مكسوفة
فازداد خجلها ولم تصدق نفسها لان حبيبها الذي تخلت عنه قد قطع مسافات طويلة حتى يطلب يدها فنظرت اليه قائلة قولي يا خالد انت متأكد من اللي بتعمله دا
اقترب خالد منها ثم طبع قبلة ناعمة على جبينها وقال عمري مكنتش متأكد من حاجة زي ما انا متأكد من حبي ليكي ايوا بحبك وعايز اتجوزك ونعيش مع بعض تحت سقف واحد
فقالت الهام بنبرة قلقة بس انا مقدرش ابعد عن اهلي تاني يا خالد يعني لو تجوزتك هرجع معاك نيويورك لان حياتك هناك
فابتسم خالد بلطف ورد عليها بقوله حياتي كانت هناك بس دلوقتي بقت في مصر
الهام ازاي يعني
خالد انا بعت شركتي اللي في نيويورك والفيلا وكل حاجة ورجعت علشان اعيش في مصر وهوسع شركتي اللي هنا وكل دا علشانك انتي ومريم لاني مقدرش اعيش من غير حبيبتي واختي وابنها
تأثرت الهام كثيرا بما قاله لدرجة ان دموعها نزلت مجددا فابتسمت وقالت بجد يا خالد انت
بعت كل ممتلكاتك في نيويورك علشاني انا ومريم
مسح خالد دمعتها بلطف واجاب مش بس علشانكوا انا عشت في الغربة كتير اوي وآن الآوان علشان ارجع بلدي وبصراحة عمتي كان نفسها ترجع مصر من زمان بس ماكنتش عايزه تسيبني لوحدي هناك علشان كدا انا قررت ارجع ومش هسيب مصر بعد كدا ابدا
في منزل عائلة السوفي
عاد ادهم ومعه مريم الى المنزل في نفس الوقت الذي عاد به معاذ وزوجته سلوى وكانت السعادة ظاهرة على وجههما فدخلوا الى المنزل وكان كمال ورغد عندهم جالسين في غرفة المعيشة مع السيدة كوثر
فقال ادهم مساء
الخير
رد البقية عليه السلام ثم قال معاذ بنبرة تنم عن السعادة انا عندي خبر حلو يا جماعه
فقالت امه خير ان شاء الله
ابتسم وامسك بيد سلوى وهتف بسعادة غامرة سلوى حامل يا ماما
شعور رائع للغاية شعر به افراد العائلة وسعادة وفرح كبيرين غطيا وجوههم بعد سماع ذلك الخبر المفرح فنهضت السيدة كوثر وقالت بغير تصديق بجد يا ابني
فابتسم معاذ قائلا والله العظيم
نزلت دموع امه وعانقته هو وزوجته بقوة بينما سمعا التهنئة من الاخرين وكان الجميع سعيد لأجلهما وبعد التهنئة والضحك والسعادة اجتمعوا حول مائدة الطعام ليتناولوا العشاء فأخذوا يتحدثون بأمور كثيرة ويمزحون في ما بينهم حتى انهم لم يشعروا بالوقت يمضي بسرعة واصبحت الساعة
العاشرة مساء فاغادر كمال وزوجته الى منزلهما اما معاذ فكان يعامل سلوى كما لو انها اميرة حتى لا ترهق نفسها وقد بالغ بردة فعله كثيرا لدرجة أنه حملها الى غرفة النوم قائلا من النهارده مفيش تطلعي السلم لوحدك انا هشيلك علشان متعبيش نفسك
فضحكت قائلة مش للدرجه دي انا اقدر اطلع السلم لوحدي
معاذ ان اتخذت قراري وهشيلك كل يوم كدا لغاية ما تقومي بالسلامة يا روح قلبي
سلوى مبسوط يا حبيبي
توقف معاذ عند الدرجة الأخيرة ونظر اليها قائلا بجدية الكلمة دي متقدرش توصف السعادة اللي جوايا يا سلوى انا استنيت كتير علشان يبقى عندي ابن منك انتي ومقبلتش اتجوز غيرك علشان انتي حبيبتي الوحيدة حتى لو كنت هعيش طول عمري من غير عيال بس الحمد لله ربنا كرمنا وهتبقي اجمل ام في الدنيا دي كلها يا روحي
ذرفت سلوى دمعة وهي تسمع كلامه مما جعلها تسند رأسها على صدره وقالت وانا بحبك يا معاذ والحمد لله اني هبقى ام لأبنك
فابتسم معاذ ثم انزلها واستطرد بمرح يلا يا سمو الأميرة اتفضلي على الجناح الملكي بتاع حضرتك وانا هروح اجيب لك كوباية لبن دافية
اما في مكان اخر من المنزل
كان ادهم في غرفة المكتب ينظر من خلال النافذة فسمع طرق خفيف على باب الغرفة فابتسم قائلا اتفضلي يا حبيبتي
فدخلت مريم وهي تحمل فنجان شاي وسألته ازاي عرفت ان دي انا
نظر اليها واجاب محدش هيزعجني في الوقت دا غير حبيبة قلبي
مريم بقى كدا انا جبتلك كوباية شاي بس لو مش عايزها هرجعها على طول
فابتسم ادهم وقال لا عايزها
فابتسمت بدورها وأعطته فنجان الشاي قائلة بالهنا والشفا
فأخذ ادهم فنجان الشاي من يدها ثم وضعه على الطاولة وعاد ليمسك يدها وقربها منه قائلا متشكر لأنك جيتي دلوقتي
قال ذلك وعانقها بلطف فشعرت انه ليس على مايرام لذا سألته بقلق مالك يا ادهم
فأغمض عيناه وأحكم عناقها وهمس بصوت أجش ششش خلينا نفضل كدا من غير كلام
قال ذلك واخذ يستنشق عبير شعرها وهو يغمض عيناه فتنهدت وأخذت تربت على ظهره بلطف وبقيا على تلك الحال لمدة ثلاث دقائق ثم ابعدها عنه وقال متتخيليش انا فرحان قد ايه واخيرا ربنا كرم معاذ وسلوى وهيبقى عندهم ابن بعد كل السنين دي
مريم هما بقالهم متجوزين قد ايه
ادهم تقريبا من سبع سنين اتجوزوا بعد ما تخرجوا من الجامعة على طول
مريم يااه دي مدة طويلة اوي
فتنهد ادهم قائلا انا كنت بدعي ربنا كل يوم علشان يجبر بخاطرهم ويرزقهم الخلفة لأن سلوى بنت حلال وبتستاهل كل خير ومعاذ بيحبها اوي
مريم عندك حق دول طيبين اوي والحمد لله ان ربنا كرمهم وهيخلفوا
ادهم على سيرة الخلفة ابننا فين
فابتسمت مريم قائلة نام من شوية دا بقى شقي اوي وطلع عيني لغاية ما نام
ادهم يبقى هروح اطمن عليه
قال ذلك ثم امسك فنجان الشاء وشرب منه رشفة وخرج من غرفة المكتب وتركها خلفه فابتسمت ثم اخذت تنظر في ارجاء الغرفة حيث كانت تلك اول مرة تدخلها منذ ان عاشت في القصر أخذت تستكشف العالم الخاص بحبيبها وبينما كانت تنظر في ارجاء المكان وقع نظرها على دفتر مذكرات قديم ذو غلاف جلدي أثار فضولها كثيرا لذا امسكت به وفتحته وسرعان