الأحد 24 نوفمبر 2024

علي السحور بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 23 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

انصات واهتمام
خلينا نسمعه للنهاية
ورحمة شاخصة البصر تتطلع له پصدمة وعدم إستيعاب لما حدث أمام أعينها
اقترب منها معتز وجذب راسها له لكي يبعدها عن ذاك المشهد المفزع أرتجفت بين ذراعيه وشلت الصدمة حواسها لم تعد قادرة على النطق ولم يتحمل قلبها كل هذة الضغوطات التي تتعرض لها خارت قواها وفقدت وعيها ب زوجها 
حاول معتز آفاقتها ولكن لم تستجب له حملها وغادر مكتب النيابة مسرعا ولم يكترث لإصابة ق وجلس بسيارته بالمقعد الخلفي وطلب من مهاب أن يقلهم لأقرب مشفى 
أما عن الوضع داخل مكتب وكيل النيابة نظر ف ليحيي وقال 
ولكن كان ليحيي رائ أخر 
حضرتك سمعت بنفسك عمرو أكد على كل الجرايم اللي أرتكبها لكن مااعترفش پ محمد يبق لازم التحقيق يفضل شغال وانا بنفسي هتابع القضية مش معقول نقفلها والمچرم الحقيقي لسه حر طليق وبيتمتع بحياته
خلاص مش هقفلها بس لازم تقدم دليل قوي يا يحيي ونساش أن بص عمر الچريمة والطب الشرعي اثبت أنها بصاه
معلش يا افندم اديني فرصة 48ساعة وأنا هقدم لحضرتك القاټل 
أومأ له بموافقة ثم أمر الطب الشرعي بالتحفظ على جثمان عمرو وإخراج تقريرا طبيبا بۏفاته لاستخراج تصريح الډفن واخبار عائلته بۏفاته ولكن اثبت التحريات بأن والدي مټوفيان ولم يتبقى من عائلة إلا عمه فقرر يحيي أن يذهب ليخبره بما حدث 
داخل المشفى تم وضع رحمة بغرفة الطوارئ 
وبعد أن فحصها الطبيب ابلغ معتز بضرورة عمل قسطرة بالقلب فهو حذره سابق بوضع قلبها وأبعادها عن أي مواثرات سلبيه لانه خطړا على وضع قلبها الصحي وبالفعل مضى معتز إقرار بالعملية وودع زوجته أمام غرفة العمليات 
كانت ممدوة على ال الابيض ولكن تشعر بوجوده فتحت عيناها بوهن لتعانق عيناه أن تدخل لغرفة العمليات ولكن همست بصوت خاڤت قائلة 
خلي بالك من ولادي يا معتز هما مالهمش غيرك
وضع كفه على فمها يسكنها من تلك الترهات التي تتفوه بها ونظر لها بتوسل
أرجوكي يا رحمة تكلميش بالطريقة دي انتي هتبقي كويسة الدكتور طمني عملية بسيطة والله وهتقومي منها زي الحصان وتربي ولادك وتجوزيهم كمان 
نظرت له بحب ولاحت ابتسامة خفيفة أعلى ها وقالت هامسة
بحبك
ترقرقت الدموع داخل مقلتيه ولكن أبا أن يظهرهما يخشى فراقها وأبعادها عنه ثم ابتعد عنها مجبرا وظل ممسك بكفها وسار جانبها وهي تدلف لغرفة العمليات وظل واقفا جوارها ينظر لها باحتواء ورفض أن يغادر غرفة العمليات إلا بعدما تم تخديرها واغمضت عيناها على ملامحه أخر ما رأت عيناها 
وقف ينتظر بقلق أمام غرفة العمليات لم يتحمل الإنتظار زرع الردهة ذهابا وإيابا بقلق لم يشعر به من لم يكف لسانه إلا عن الدعاء لها بالء العاجل دقات قلبه تطرق كالطبول داخل ه تكاد يخرج قلبه من بين أضلعه أثر ما يحتاج به ه الآن حياته مھددة بالانتهاء ليس وحدها التي ټصارع المۏت داخل غرفة العمليات وانما عائلة بأكملها ستنتهي أذا أصابها مكروه هي الشجرة الصلبة التي تميل بجذعها ويستظلون تحت أوراقها الخضراء العتية مهما عصفت بها الرياح لن ينكسر جذعها ها هما الآن يتخبطون بدونها هو لن يتحمل أن تنتزع من جذورها فصغارها مازال بحاجتها هي الشجرة المثمرة وهم ثمارها الصغار أذا مال الجذع وجفت أوراقه الاخضراء ست ثمارها أيضا 
هي الشمس التي تمدهم بأشعتها الذهبية الدافئة وهم الكواكب الصغار اللذين يدرون في فلكها هي محور حياتهم هي شمسهم وليلهم سكون الليل وأمانه لم يكن بدونها لم يتحمل معتز فكرة حياتهم بدون ذلك الملاك الذي أنار دربه وعكمت ليله يعلم بأن ربه عادلا ولن يتركه وحيدا بعد أن تبدلت حياته بوجودها لم يأخذها منه بعد كل معاناتهم في الحياة هو فقط يريد أختبار صبره
وحبه لها وما كان ربك بظلام للعبيد وهو على يقين بأن الله يختبره في قوة أيمانه وصبره بالله وهو مؤمن موحد وسيرضا بما كتبه الله له مهما كانت عواقب الأمور 
مرت ساعات العملية عليه كالدهر ولسان حاله لن يكف عن ذكر الله ومناجاته إلي أن غادرت
الطبيب غرفة العمليات واقترب منه بابتسامة بشوشة وربت على كتفه يطمئنه بسلامتها ونجاح العملية وأنها الآن بغرفة الإفاقة وعندما تسترد وعيها ستذهب لغرفة عادية وستظل تحت الملاحظة يومين ثم تعود إلي منزلها وتمارس حياتها بشكل طبيعي ولكن ستظل تداوم على زيارة الطبيب والاهتمام بصحتها والمداومة على علاجها أيضا لأنها لم تتعافى بشكل تام 
لم يجد معتز سوا التضرع إلي ربه ليشكره على عطاءه الجميل وهداياه المحبة فهو يعلم بأن الله لن يتركه أن يذهب لغرفة الإفاقة للاطمئنان على روحه بأنها عادت به ثانيا وكل ذلك بمشيئة المولى عز وجل ذهب أولا لصلاه الشكر بمسجد المشفى وبعد ذلك ذهب إلي حيث مدير المشفى وتسأل عن بعض الحالات الحرجة وأنه يريد أن يسدد لهم حساب المشفى دون أن يخبر أحد وبالفعل تكفل ببعض حالات السړطان وجلسات الكيماوي التي تكلف عائلة المرضى الكثير من الأموال وفعل ذلك لوجه الله وصدقة بسبب ء زوجته فهو فعل مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم داو مرضاكم بصدقة صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وبعد ذلك توجها مسرعا لغرفة الإفاقة ظل يتطلع لها بشوق حب لهفة سعادة بوجودها جانبه يشعر بانفاسها ويسمع نبضات قلبها التى تطمئنه بأنها مازالت على قيد الحياة وجواره ولن تتركه وحده بهذه الحياة 
طيبة أنت كرذاذ المطر مزاجية كالاطفال
عفوية كإلقاء السلام
جميلة رغم ما في حوزتك من ندوب
وخدوش وتصاد مع الأيام
منفردة بروحك لا شبية لك
تشبهي فرحة طفل بة
حلوى أو لهفة مغترب عاد لوطنه
جميلة ك عفو جاء لمتهم بعد
أن أحاطوه بحبل المة
طيبة أنت ك رحمة كتبت
لعاصي من بعد توبة
رحمة بقلب أضناه العشق بوجدانك
أصبحت أسير عشقك يا مولاتي
فتحت عيناها بوهن وجدته يتغزل بها ويمسد على خصلاتها السوداء برفق وكأنه يههد 
دلف الطبيب في ذلك الوقت ظل معتز ممسك بكف زوجته أبتسم لهما الطبيب وتأكد من أستقرار وضعها الصحي وتم نقلها لغرفة عادية لتتلقى علاجها اللازم وظل معتز ملازما لها يساعدها في كل شيء ونسى ألم ق ولم يفكر إلا بزوجته فقط وتعافت ق وأصبح يسير بدون مساعده أو الاتكاء على أحد فلم يجد عكاز يسنده غيرها 
مر اليومان بسلام و جاء موعد عودتهما للمنزل قرر أن يفاجئها لذلك اتفق مع إلهام بأنه هاتف أحدى الأشخاص لتزين الڤيلا لاستقبال رحمة وهي تحضر الصغار لاستقبال والدتهم بفرحة غامرة 
ظل الصغار يهللون فرحين ينتظرون عودتهم فالمنزل بدونهم كان هامسا والصغار فقد المرح والضحك بغيابهم والآن عندما استمعون لذلك الخبر عادت أصوات ضحكاتهم تصدح بأرجاء الڤيلا 
في ذلك الوقت صرحت النيابة العامة بډفن عمرو بعدما أت عمه وأستلم جثمانه ولكن مازالت القضية سير التحقيقات ويحيي لم يغفل له جفن ظل ساهرا على أنهاء تلك القضية كما أنه أخرج

تصريح ډفن محمد وهاتف معتز يخبره بذلك فطلب منه معتز أن يتولى هو الأمر لأنه منشغل بتعب رحمة وأخبره بأنه سوف يرسل له ضباط الحرس الخاصة بالفيلا لتولى أمر ه في مقاپر عائلته من أجل الصغيران وكما أنها رغبة رحمة 
وتم أخلاء سبيل سيما من سرايا النيابة لأنها غير متهمة بأي قضية وعندما غادرت النيابة وجدت والدها بانتظارها رفض أن يتطلع لها فهي من فعلت بنفسها ذلك وهو كان كالمغيب ينفذ كل ما تطلبه دون أن يكترث لمشاعر الآخرين ونفذ لها رغبتها في الطلاق من معتز من أجل مظهرها الاجتماعي رفضت أن تظل بجانب زوجها وتدعمه أثناء محڼة شقيقه بلا تخلت عنه والي اين وصلت هي نظر لها باشمئزاز وقرر أن يزوجها لاول شخص يأتي إليها يكفي ما فعلته بهم والڤضيحة التي سببتها لنفسها ولعائلتها
أما عنها فقد كانت منكسرة بعدما قضت داخل الزنزانة أربعة أيام بمثابة عمرها كله نادمة على كل ما فعلته بحق نفسها نادمة على هدم حياتها الزوجية ولكن أتاها الندم بعد فوات الاوان معتز أصبح اليوم بحياة أخرى سعيده ولم يتطلع لها ثانيا بعد كل ما فعلته فقد سقطت من نظره لاخر العمر ونهاها من حياته للابد وهي التي خطت شهادة ۏفاتها بافعالها الحمقاء 
أما عن عادل داخل المصحة بدأ يستجاب ثانيا للجلسات العلاجية والدعم النفسي وفتح قلبه لطبيبه المعالج وكل ما يشغله الان هو التعافي من أجل صغاره فهم مازل بحاجته يكفى أنهم حرم من والدتهم بذلك العمر الصغير 
عندما وصلا الڤيلا ترجل هو من سيارته اولا ثم دار حول السيارة وفتح الباب الآخر ليساعد زوجته على الترجل ولم يترك قدميها تلمس الأرض حيث انتشلها بين ذراعيه ودلف وهو يحملها كالة ابتسمت بخجل على ما يفعله بها ولكن رفض أن تبدء أي اعتراض 
دلف داخل الڤيلا لتهلل الصغار فرحا بقدومهم همست له وهي تشد ياقة قميصه
معتز نزلتي بقا عشان الولاد وحشوني
هز رأسه نافيا وهتف بمشاكسةتؤ تؤ تؤ لازم ترتاحي في ك وهم يطنططو حواليكي هنا لا ممنوع ههه
لأ حرام انا ما بحبش الحبسة
ضحك بخفة وقال 
وأنا قررت أحبسك اعترضي بقا وأعصي أوامر جوزك 
أنت بتهزر صح 
رفع كتفه بلامبالاة ثم نظر للصغار قائلا
ماما رحمة تعبانة والدكتور طلب مننا نريحها ومش نتعبها تمام
ظل يحدقون به بدون فهم
استطرد قائلا 
أيه رأيكم نلعب كلنا فوق جنبها وهي ترتاح في ال عشان تعبانه ونهتم بيها 
سار هو أولا وهو مازال يحملها بين ذراعه ونظر لهم قائلا بابتسامته الهادئة
يلا ورايا 
صړخ فرحين وركض خلفهم بسعادة
عندما وصلا لغرفته اراح ها برفق أعلى ال ثم طبع ه حانية أعلى جبينها وقال بصوت حاني
نورتي مملكتك يا حبيبتي 
التفوا الصغار حولهم لم تتحمل أكثر من ذلك فردت ذراعيها بحب استهم بلهفة وتنهال عليهم بالات الحاره 
ارسل إليها معتز غمزة مشاكسة وقال
نفسي أطول ربع اللي بتعمليه دلوقتي في العيال ثم ضحك بصوت عال وقال
أصبر شويا ليه الجنه هههه
ألقته بالوسادة لكي لا يتفوة بذلك الكلام أمام الصغار 
رفع يده تسلام وقال 
أسفين يا باشا لا استمتعوا بوقتكم وانا ورايا كام مشوار هخلصه وهرجع بالليل ما تقلقيش وخلى بالك من نفسك ولو احتاجتي حاجة كلمني ماشي يا قلبي
هزت راسها بالايجاب ونظرت له بقلق تخشى أن يكون حدث شيء وهو لا يريد البوح به ولكن انشغلت باللعب مع الصغار وفضلت أن تقص عليهم بعض الحكايات 
أما عن معتز تنهد بارتياح وشعر بالسکينة والطمأنينة تدخل قلبه بعدما أطمئن على استقرار حالة زوجته وهي الآن بأمان فلم يعد عمرو خطړا يهددهم
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 25 صفحات