علي السحور بقلم فاطمه الالفي

مستوحاة من أحداث حقيقية 
رواية چريمة علي السحور
بقلمي فاطمة الألفي
المقدمة
أسس بنيان ضخم وظن بأن الرياح مهما كانت عاتية لم تصيبه ولكن هدم بمهب الريح 
لانه لم يكن أسس من علي صلابة الدين أنهدم مع أول ريح عصفت به 
وتحطمت أحلامه في ليلة وضحاها وعلم بأنه كان يعيش حلما مريرا واستيقظ علي سرابوالعبرة بالأساس 
هي الانثي التي خلقت من ضلع أدم ليكون كنفها ويشتد عودها بصلابته
يغدقها بحنانه يكون وسادتها التي تذهب إليها أخر كل ليلة يمسح لها دمعها ويخبرها بأنه سيظل في ظهرها يطمئنها بأنه لن يخذلها ولن يتخلي عنها يوما يتحمل حزنها ويخفف عنها متاعب الحياة يشاركها كل أوقاتها 

الحزن الفرح يكون لها ضحكتها المرسومة دائما علي وجهها خلقت له وخلق لها 
هو عوض الله الجميل بعد سنين العجاف 
چريمة علي السحور
الفصل الأول 
بقلم فاطمه الالفي 
اليوم الثاني عشر من شهر رمضان المبارك كان عائد من عمله بعد منتصف الليل 
واثناء عودتة الي فيلته الخاصة داخل الكومبوند لمح طيف شاب يحوم حول سور الفيلا صفا سيارته وترجلا منها لكي يرأ ماذا يفعل ذلك الشاب في هذا الوقت أمام فيلته ولكن عندما راءه الشاب ركض مبتعدا ولم يلحق به عادل ولم يرأ ملامحه بسبب ظلمة الليل تجاهله وعاد أدراجه إلي سيارته ثانيه فتحها وأخرج منها الأغراض التي ابتاعها من أجل زوجته وأطفاله الصغار 
حمل الأغراض بين يديه ودلف لداخل الفيلا ثم هتف مناديا لزوجته
سهر 
شعرت سهر بالتوتر وتصنعت بأنها تعد وجبة السحور بالمطبخ هتفت بصوت مضطرب قائلة
أنا هنا يا حبيبي بحضر السحور 
أسرع عادل في خطواته الي حيث وجهتها ثم وضع الأغراض التي بيده اعلي الطاولة الموضوعة داخل المطبخ ثم اقترب من زوجته طبع ه رقيقه اعلي وجنتها وهمس بجانب أذنها قائلا
واحشاني يا قلبي
ابتعدت عنه بضيق ولكن أبت اظهار ذلك تحججت بانشغالها بإعداد الطعام 
ظل عادل جانبها يريد مساعدتها
تحبي أساعدك يا حبيبتي
هزت راسها نافيه وقالت
لا يا حبيبي أطلع أنت أوضتك غير هدومك وانا اوردي خلصت 
أومأ برأسه ولكن هتف متسألا عن أطفاله
أمال فين البنات 
تأفأفت بضيق وأجابته علي مضض
نامو يا عادل 
ضيق حاجبيه وقال مندهشا من طريقتها
وانتي مضايقه ليه كده هو أنا ماينفعش اسأل عن بناتي واطمن عليهم ولا ايه
حاولت رسم ابتسامتها الصفراء واقتربت منه بدلال تداعب ه باناملها 
سوري يا حبيبي أصل البنات جننوني طول النهار وتعبوني جدا علي ما ناموا
هز رأسه بتفهم
ربنا يعينك يا حبيبتي
غادر المطبخ وصعد الطابق الثاني أن يتوجه لغرفته ذهب الي غرفة أطفاله بهدوء سار علي أطراف أصابعه لكي لا يقلق منامهم ثم اقترب من حبيبة طبع ه حانيه اعلي راسها ودثرها بالغطاء ثم اقترب من صغيرته غزل أيضا وها برقه ثم دثرها بالغطاء وغادر الغرفة ثانيا اغلقها برفق وتوجه الي حيث غرفته 
دلف المرحاض أولا لينعش ه بالماء ليزيل عنه تعب ثم ابدل ثيابه وهبط الدرج أنتظر زوجته بغرفة الطعام ريثما تأتي به 
بعد أن تناولوا طعام السحور جلس أمام التلفاز وأشار إليها لكي تجلس جانبه أراح رأسه علي كتفها وتنهد بارتياح
لم تتحمل سهر قربه انتفضت من جانبه واقفه 
نظر لها بغرابة 
تصنعت الإرهاق
أنا تعبانه جدآ وعاوزة أنام ح على خير ياحبيبي
لم تنظر رده فرت من أمامه هاربه ظل عادل يحدق بالفراغ وهو يتسأل عن سبب تغير زوجته المفاجئ
هي سهر مالها متغيره معايا من فترة هو أنا زعلتها في حاجة يمكن مضايقة أن مشغول عنها بسبب شغليبس هي فه ظروفي وده وضع مؤقت عشان ضغط رمضان والعيد انا لازم اصالحها واعوضها غيابي وعملها مفاجاة في العيد أن شاء الله 
أغلق التلفاز وقرر أن يذهب خلفها لكي يتحدث معها ويحاول أرضأها فهو لم يتحمل أغضابها
كانت سهر مستلقية بال وتمسك بهاتفها تهمس بصوت خاڤت قائلة
لا خفش عادل ماأخدش بالة منك بس خلي بالك بعد كده 
صمتت قليلا تستمع له ثم ضحكت برقه
اوكيه بكرة علي نفس الميعاد
دلف عادل الغرفة فجأة سقط الهاتف من يدها دون أن تغلقه أقترب عادل منها ثم جلس علي حافة ال وقال بصوت حاني
حبيبتي أنا ف إن مقصر معاكي بسبب ضغط الشغل بس أوعدك في العيد هاخد أجازه كبيره وهنقضيها سوا في أي مكان تختاريه أنتي والبنات
تنهدت بارتياح لانه لم يستمع لحديثها بالهاتف قالت دون تردد
ولا يهمك يا حبيبي 
يعني مش زعلانه 
هزت راسها نافيه وقالت بدلال
مااقدرش أزعل منك يا روحي
عانقها بحب وهمس بصوته الحاني
أوعدك هخلص قسط الفيلا وهجبلك العربية إللي نفسك فيها 
غمرتها الفرحة وشددت في عناقه هو تصرخ بسعادة
حبيبي يا عدول أنا بحبك أوي
وأنا بمۏت فيكي يا قلب عدول
أستمع الشخص الآخر لكل ما دار بينهم ثم اغلق الهاتف بضيق وهو يتوعد لها 
في الصباح أيقظت طفلتيها حبيبةوغزل وتركت زوجها نائم فمازال الوقت باكرا علي ذهابة إلي عمله ابدلت ثياب الصغيرتين وقررت اصطحابهم معها الي المول التجاري القريب من الكومبوند 
أثناء سيرها وهي تمسك بكف الصغيرتين التقت بصديقتها رحمة وقفت تصافحها 
صباح الخير يا رحومة علي فين كده علي الصبح 
ت رحمة الصغريتن وقالت لسهر
عندي شغل في فيلا رقم ٢١ تقريبا عزومة وانا هحضر الأكل بنفسي
تمام يا جميل وأنا هخلص إللي ورايا وهستناكي تفطري معايا انهارده انتي فه عادل بيفطر في شغله
هزت رأسها معترضة 
مش هينفع يا سهر أنتي فه محمد والولاد مااقدرش اسيبهم يفطرو لوحدهم كمان ماصدقت لاقيت فرصة شغل حلوة اساعد بيها جوزي والبركة فيكي بعد ربنا يا قلبي حرمش منك يارب 
قوليش كده إحنا أخوات وربنا يعلم أنا بحبك اكتر من أخواتي نفسهم كان عندي كلام كتير ونفسي نقعد زي زمان نتكلم 
تتعوض يا حبيبتي انا هخلص إللي ورايا وهعدي عليكي ما اروح
تمام هستناكي يا جميل 
تركتها واكملت طريقها في الذهاب الي المول التجاري وقررت أن تنتقي العاب لاولاد صديقتها كما انتقت لبناتها ألعاب وبعض الحلوي
تفاجئت بوجوده يقف يتطلع إليها بنظرات غاضبة زفرت بضيق ونظرت حولها بقلق تخشي أن يراها أحد ويخبر زوجها ونظرت للصغيرتين ثم هبطت لمستواهم قائلة
ايه رايكم اسيبكم في دريم كيدز تلعبو علي مااخلص شوبنج
صړخت حبيبة بفرحة موافقين طبعا يا مامي
خلي بالك من اختك يا حبيبة وأنا مش هتأخر عليكم يا حبيبتي 
اصطحبتهم الي المكان المخصص للأطفال لكي يمرحون به ثم ابتعدت عنهم لتلتقي به بعيدا عن أعين الناس 
وقفت أمامه تهتف بضيق
ممكن اعرف ايه اللي جابك هنا 
جاي عشان اشوفك واحشتيني
عمرو أنت كده هتخلي الناس تشوفنا أنا مش عاوزه جنان
طيب انا عاوزك دلوقتي 
نعم أنت اټجننت ولا إيه عادل نايم في الفيلا والبنات معايا ماينفعش
بقولك واحشاني وجوزك امبارح ضړب الليلة يبق تعوضيني دلوقتي
بالليل يا عمرو 
ضحك بسخرية ثم قال
هيفرق معاكي دلوقتي من بالليل هههه 
زفرت بضيق وقالت بجدية
بقولك إية أنا ماحدش يفرض عليه حاجة مش عاوزها قولت بالليل واتفضل امشي دلوقتي مش عاوزه فضايح
أ فيك يا شرس ههه خلاص بالليل عندي هستناكي وياريت وانتي بتعملي شوبنج افتكري حبيبك عاوز أشوفك انهارده بلانجيري فيروزي يا قمري
ارسل لها ة في الهواء وغادر المكان 
في الساعة الرابعة عصرا بعدما انتهت رحمة من اعداد مائده الطعام الخاصه بالفيلا التي كانت تعمل بها قررت ان تذهب الي صديقتها سهر أن تعود لمنزلها بشبرا 
طرقت باب الفيلا لتفتح لها سهر الباب 
تعالي يا قلبي اتفضلي كنت هزعل لو ماعدتيش عليه 
وأنا اقدر علي زعلك يا سهوره
بصي شوفي جبت ايه للاولاد
نظرت بدهشه وقالت
بس دول اكيد غالين اوي 
عيب عليكي ولادك زي بناتي بالظبط وحبيت تدخلي عليهم باللعب دي عشان يفرحو 
حرمش منك يا غاليه قوليلي حضرتي فطار ايه ولا تحبي انا اعملك بنفسي 
لا يا قلبي البنات قالوا عاوزين بيتزا وانا مكسله طلبنا دليفري تحبي اطلبلك حاجة
لا لا تعبيش نفسك انا هوصل البيت المغرب وهلحق احضر الفطار بس قوليلي الاول 
عملتي ايه في جارك اللي كان بيضايقك وفي الرايحه والجايه يبصلك
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بكذب لا هو خلاص بقا في حاله
اسمعي لو اتعرض ليكي تاني عرفي جوزك 
اه طبعا 
نهضت رحمة عن مقعدها وقالت
همشي انا بقا عشان الحق اروح للولاد 
طيب يا حبيبتي مع السلامه وخلي بالك من نفسك
بعدما غادرت رحمة المنزل زفرت سهر أنفاسها بهدوء صدح رنين هاتفها التقطته لترا المتصل زوجها تحدث معها لعدة دقائق ثم أغلق الهاتف وهي ألقته پغضب فقد أخبرها بأنه سوف يسافر يومين لعمل مفاجئ بمدينه شرم الشيخ فهو مهندس معماري لديه عمل طارئ هناك 
شعرت بالملل وهاتفة صديقتها رحمة فهي ليس لديها أحد غيرها قالت لها 
رحمة انا مخنوقه اوي ونفسي اطلب منك طلب
علي الجانب الآخر هتفت رحمة قائلة
أومري يا سهر انا انفذلك اي حاجه انتي فه 
نفسي أشرب بانجو
شهقت رحمة پصدمة وهتفت بغير استيعاب
بتقولي ايه بانجو يا سهر بس ده حرام وكمان احنا في رمضان اعقلي يا بنتي كده واستهدي بالله لو مخنوقه قومي صلي ركعتين وربنا هيفك كربك وهمك لكن مش تضري نفسك وصحتك وكمان تعملي حاجة تغضب ربنا 
خلاص خلاص هقفل دلوقتي وانا هتصرف 
أغلقت الهاتف ولم تجد أمامها سوا عمرو صعدت إلى حيث غرفة بناتها وتاكدت من نومهم ثم دلفت لغرفتها وانتقت ثوب أنيق أسود يصل الي بعد ركبتيها وتركت شعرها مموجا وينسدل علي ظهرها وحملت حقيبتها بعد أن دست به شئ 
وتركت الفيلا نظرت حولها يت لكي لا يراها احد ثم غادرت حديقتها وسارت الي الحديقه المقابلة لفيلتها دلفت بخطوات واسعه ثم وقفت أمام الباب تدق جرسه 
لم يصدق عمرو عيناه عندما رآها أمامه سحبها للداخل علي الفور 
أية الجمال ده والله خسارة الجمال ده كله مايتقدرش
جلست بضيق ثم تطلعت له
عندك أيه يتشرب
ضحك بصخب وقال
عندي كل حاجة يا قلبي أشر أنت بس يا قمر 
سكب لها كأس من ال ثم أعطاها إياه واشعل سيجارته التقطتها منه 
زفرت دخانها بضيق وأخرجت الغلالة الفيروزي واشهرتها أمام عيناه
لمعت عيناه بفرحة ثم التقطه من يدها وأمسك بها لكي تنهض معه صعد بها الي حيث غرفته
شعرت رحمة بالقلق بسبب حالة سهر فقررت أن تهاتفها لتطمئن عليها ضغط زر الإتصال وانتظرت إجابتها 
نهضت سهر من ال مسرعة ووقفت أمام المرآة ثم استردت أنفاسها وإجابة علي صديقتها بتوتر
الو أيوة يا قلبي
هتفت رحمة بتسأل انتي كويسه يا سهر انا قلقانه عليكي 
بخير يا قلبي قلقيش
استشعرت القلق بنبرة صوتها فقالت
تحبي أجاي أبيت معاكي هخلي محمد يوصلني عندك دلوقتي 
هتفت معترضة