الأحد 24 نوفمبر 2024

عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 15 من 229 صفحات

موقع أيام نيوز

 

دنى هامسا إليها. 

نفسي أقول للدنيا كلها... أنا أسعد راجل في الدنيا النهاردة وأخيرا عرفت انفرد بحبيبتي... قالها وهو يجذبها وي ا ل ه.. ثم قبل رأسها 

اكيد إنت عارفة أنا بحبك قد إيه.. قالها وهو يجمع خصلاتها على كتفها.. حتى لفحت أنفاسه وجنتيها 

شردت بملامحه التي تعشقها منذ نعومة أظافرها.. رمقها بنظرة خاطفة ثم غمز بطرف عينيه 

حلو مش كدا.. اعتدلت تستند على المقعد وتحدثت بهدوء رغم ضجيج قلبها 

يونس هتعمل أيه في قرار جدو.. تجاهل سؤالها ومازال

يقود السيارة.. بسط كفيه وقام بتشغيل الكاسيت الخاص بالسيارة 

شوفي الأغنية اللي الكل ماشي بيغنيها دلوقتي.. ارفع صوتها سطلانة حتى يشتت تركيزها بإجابته 

الټفت بأنظارها للخارج تنظر من النافذة.. وعرفت من جهله لأجابتها.. زفر بحزن ع ا وجدها بتلك الحالة 

جذبها مرة أخرى لتستقر ب ه.. وظل يمسد على خصلاتها 

سيلي حبيبي مش عايزك تخافي من قرارت جدو.. أنا هحل الموضوع.. 

كادت أن ترفع رأسها من على كتفه ولكنه رفض 

سيلين اكيد إنت حاسة وعارفة أنا بحبك قد إيه.. فياريت حبيبي ري شوية وأنا هظبط الدنيا 

خللت أصابع كفيه بأصابعها وتحدثت ومازالت تستند برأسها على كتفه 

يونس وأكيد إنت عارف أن علاقتنا بقالها قد إيه.. وكمان مضايقة من نفسي علشان اخواتي عندهم ثقة فيا متخلنيش أ إني حبيتك لو سمحت 

اعدل وضعيتها وأداد وجهها إليه

أنا هتكلم مع راكان في أقرب وقت.. كنت هقوله لكن جدي جه هد كل مخطوطاتي 

هزت رأسها بتفهم ورفعت بصرها إليه

أنا معرفش جدو بيعمل كدا ليه.. ومعرفش مابيحبنيش ليه 

مسد على خصلاتها بكفيه ونظر لعيناها 

صدقيني معرفش.. ولو اعرف كنت قولتلك.. أنا بحاول أبعد نظره عن علاقتنا علشان ماينفش دماغه ويعمل حاجة فيا زي ماعملها في راكان 

رفع ذقنها وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق 

سيلو عايزك تتأكدي أنك الوحيدة اللي هزت قلبي.. وابعدي عن سارة خالص 

تحولت ملامحها الهادئة إلى أخرى ثائرة فدفعت كفيه بعيدا 

إنسى يابن عمي.. خليها تقرب مني وشوف هعمل فيها إيه.. ثارت زعابيب ڠضبها.. فأمسك كفيها يقبلها 

سيلي اهدي حبيبي.. انا بحاول الاقي مخرج مش أكتر 

بلعت غصة بجوفها منعتها من التنفس فأردفت بنبرة مبطنة بالبكاء 

يونس أنا بحاول أضغط على نفسي قدامها وهي كل شوية تقولي يونس بيكلمني وبيجبلي و.. وو 

وضعت كفيها على وجهها وا طت بالبكاء 

صعب أتحمل واحدة عمال تتغزل في حبيبي.. كتير اوي على

قلبي بجد حرام اللي بيحصلي دا 

توقف بالسيارة على جانب الطريق.. ع ا وجد إنهيارها.. دمى قلبه لحالتها.. جذبها بقوة ل ه كأنها ستتركه وترحل وبدا ينطق بصوتا ممزوج بمشاعره

سيلي حبيبي.. عارف إنك في موقف صعب.. لكن صدقيني الفترة دي مش هطول... أخرجها من ها وحضن وجهها بين كفيه

أنا مقدرش أبعد عنك.. إنت عارفة إنت إيه بالنسبالي.. أنا بحبك پجنون 

امسك كفيها ووضعها موضع نبض قلبه 

دا ملكك إنت وبس.. مستحيل ينبض لحد غير سيلين.... ابتسم لها ومسح عبراتها التي كوت قلبه وأردف

حب عشر سنين.. تخيلي كدا ممكن أن أتخلى عن حب مكنون في قلبي من عشر سنين.. إنت كنتي بذرة ودلوقتي شجرة اتفرعتي جوايا 

ها بنظراته المحبة لقلبها.. عايز اشوف ابتسامة حبيبي 

ابتمست حتى لمعت عيناها... وضع جبينه فوق جبينها وهمس 

ب فيك ياطفلة يونس وعشق قلبه 

في مزرعة يحيى الكومي 

تجلس بين الزروع وتأخذ بعض الشتلات النباتية لفحصها.. كان يتماطى جواده.. رآها وهو عائدا من جولة صباحية.. اتجه لحظيرة الخيول.. واضعا جواده بمكانه ثم إتجه إليها... وصل إليها ولكنه دون إنتباها 

ظل يتطلع عليها بنظراته الحزينة على حب طفولته وصباه ولكن كان للقدر رأي آخر 

أمسكت زهرة من بعض الزهور التي ت ها ثم استنشقت عبيرها وهي تغلق عيناها بإستمتاع لرائحتها العبقة 

ياريتني مكانها..

 

هزة اصابت جسدها واتجهت بنظرها مدهوشة من وجوده بل لما سمعته ملجمة اللسان تستطيع النطق او النظر إليه.. ولكنها ابعدت بنظرها عن مجرى نظراته. 

خطى بخطوات متمهلة عكس دقات قلبها التي ارتفعت ب ها.. حتى وصل ولم يفصل بينهما سوى خطوة واحدة 

مبترديش عليا ليه! قالها نوح وهو يطالعها بإشتياق 

استدارت تواليه ظهرها وعبرة غائرة على وجنتيها مسحتها سريعا ثم أردفت متسائلة

مش فاهمة قصدك يادكتور.. خطى حتى وصل بمقابلتها ونظر لمقلتيها 

عايز اعرف ايه اللي حصل يوم الحفلة يا اسما من يوميها وإنت متغيرة 

قالها متصلب أنظاره عليها.. اما هي فكأن كل ها هوت فوق رأسها كالماء الساخن وشعرت وكأن الأرض تموج من تحت قدميها ورغم ماشعرت به 

فركت كفيها وهي تتهرب بنظراتها بجميع الاتجاهات ثم اردفت بصوتا مهزوز بعض الشئ 

معرفش تقصد ايه... 

ضحك ضحكة مستهزئة واتجه إليها يرمقها 

بجد!! متعرفيش قصدي... أسبلت جفنيها تحاول الثبات امامه.. ساد صمتها مما جعله يأخذ نفسا عميقا حتى استمعت إليه 

تمام ياباشمهندسة.. مترجعيش ټعيطي بعد كدا.. قالها ثم تحرك للخارج 

في مكتب راكان 

دلف للمكتب وهو يكور قبضته بقوة.. ثم ها بقوة بجدار الغرفة حتى يخرج ه الذي اشعلته تلك المرأة.. أحړقته بكبريائها وشموخها.. بدا وقلبه يضخ وليس دما.. ثار وثار إلى أن فقد توازنه 

اتجه لمكتبه وكلما تذكر حديثه.. تزداد ه إشتعالا بثورانها.. طاحت يمينه بكل ماقابله على المكتب.. وهو يمسح على وجهه پ 

قام بفتح زر قميصه الأبيض بعدما خلع جاكيت بدلته.. وبدأ يزرع المكان ذهابا وإيابا كالأسد الجائع. يود لو ي ها بقوة على فمها حتى يخرصها.. 

لحظات بل دقائق وهو يحاول ضبط أعصابه كي لا يخرج إليها مرة أخرج.. جلس مطبقا على جفنيه بقوة.. لحظة اثنين وكل ها ت قلبه بشدة.. بل كانت كزجاج تشحذ طبقات ه 

ليه ياليلى.. بعد دا كله وجاية تدبحيني بكل ك.. أغمض عيناه محاولا سحب نفسا

لرئتيه ع ا شعر بإختناقه 

عملت دا كله وفي الآخر اتمنيت إنك مش تشوفيني.. قاطعه طرقات على باب المكتب 

دلفت السكرتيرة 

الأستاذ حمزة برة.. أومأ برأسه دون حديث.. دلف حمزة غامز بعينيه ولم يلاحظ حالته فتحدث 

مصدقتش لما عرفت العصفور وقع في القفص.. مسح على وجهه پ وهز رأسه ثم أخرج تبغه وقام بإشعال بطريقة حاړقة مثل قلبه الذي ېحترق كسېجاره 

جلس حمزة وطالعه بتقييم 

راكان مالك فيه حاجة!..دا انا قولت أباركلك على خطتك ياعم لما عرفت إن ليلى اشتغلت عندكم 

زفر دخانه بقوة حتى اختفى وجهه خلف غباره واردف

حمزة بلاش نتكلم في الموضوع دا دلوقتي.. لو سمحت.. وزي مااتفقنا نوح مايعرفش حاجة.. مش هأكد عليك 

توقف حمزة متجها إليه ثم جلس امامه على المكتب 

تمام نوح مش هيعرف ولا حتى يونس.. بس احكيلي مالك ومن زمان مشفتش حالتك كدا 

هز رأسه ومازال ېدخن پشراسه.. حتى ان تنفسه من كثرة استنشاقه.. دقائق وحمزة يتابعه ولم يتحدث لأنه يعلم حالته وقت ه 

اتجه للنافذة حتى يستنشق بعض الهواء النقي هروبا من غبار تبغه الذي ملأ الغرفة 

عقد حمزة ذراعيه امام ه ومازالت نظراته عليه.. عاد راكان يقف بمقابلته 

مربتا على كتفه 

أنا كويس.. شوية مشاكل بس وهتتحل إن شاءالله 

ليلى السبب قالها حمزة بتحفز 

شعور مقيت يجعل دقاته تتقاذف بين ضلوعه في ټ قلبه من مجرد ذكرها

أخذ نفسا طويلا من تبغه مرة أخرى وقال بعدم إهتمام 

إنسى الموضوع دا كله.. ولا كننا اتكلمنا فيه 

رفع حاجبه متسائلا

أي اللي حصل يابني.. مش دي اللي فضلت تخطط وتخلي الشركات كلها ترفضها.. لحد ماخليت نوح يكلمها عن شركتكم.. ودا كله ليه.. إنت مش عايز تعقل ياراكان.. 

تحرك وبدا ينظر إليه پ 

كان عندي امل فيها وقولت يمكن دي اللي تفوقك ياصاحبي لكن طلعت غلطان 

نفث دخان تبغه ومازال جالسا بمكانه فتحدث بهدوء 

پتكرهني قد كرهك لداليا ياحمزة..جحظت اعين حمزة وهو يهز رأسه پ ة فأردف

مستحيل..اللي بتقوله مستحيل..قاطعهم سليم ع ا دلف بإبتسامته 

انتوا قاعدين هنا وأنا قاعد باكل في الورق لوحدي..قهقه حمزة وهو يرمق راكان الذي خيم الحزن بعينيه 

كنت هعدي اسلم عليكوأخد شوية ورق أتسلى فيهم في العربية لما اجوع 

ضحك سليم بصخب وهو ينظر لراكان 

شوفت صاحبك..شكل يونس عداه..تركهم راكان وتحرك للخارج ولكنه توقف 

سليم شوف نورسين عملت ايه..وجهز نفسك لمؤتمر الغردقة علشان انا مش هسافر..عندي قضية في مرسى مطروح..ومينفعش حد غيري..شوف حد من المهندسين المطبقين للمشروع واجهزوا قالها ثم تحرك للخارج 

بعد أكتر من ساعتين في العمل 

اعطى السكرتيرة بعض الأوراق 

ابعتي دول لسليم.. وابعتيلي المهندسة ليلى وآسر 

اخذته السكرتيرة وأجابته بطاعة

تمام ياف .. ثم تحركت دون حديث.. رجعت المهندسة وتحدثت

الباشمهندسة ليلى مشغولة بمشروع الغردقة حاليا.. هب فزعا واتجه إليها پ من طريقتها التي هيجت اعصابه لدرجة جعلته يفكر ب ها.. احتقن وجهه من الڠضب مايكفي 

بمكتب ليلى 

وقفت تحتسي مشروبا دافئ ليقيها برد الشتاء القارص... دلف إليها وألقى مابيديه 

خدي التصميم دا راجعي عليه كله أخطاء... ياريت تركزي في شغلك بدل ماإنت عمال تضحكي مع دا ودا...

لم تحيد ببصرها عنه كانت تستمع إليه بملامح جامدة.. صاح پ ع ا وجد برود نظراتها 

رفع سبابته إليها وأردف غاضبا 

أنا بحذرك التكاسل بشغلك... وشغلك تحت إشرافي بعد كدا... ماهو مش بدفع الرواتب دي كلها علشان تيجوا تهزروا مع بعض... وخرج كمطارد من عدوه 

وقفت مصډومة من حديثه... محاولة إستيعاب ثلجية كلامته التي ألقاها عليها وبريق عيناه التي تحدقها شرزا... جلست على مقعدها... هي تعلم إنها أخطأت بحقه ولكنه رد أهانتها اضعاف 

حاولت أن تتنفس بهدوء علها تملأ رئتيها بالأكسجين الذي شعرت أنه انسحب بالكامل من حولها 

ليه بتأذيني بطريقتك دي... إنت مفكر نفسك مين... ملعۏن ابو الوظيفة اللي هتهين كرامتي دي... وقفت محاولة استجماع

شتات نفسها وتحركت متجه لغرفة سليم بعد مااخذت ورقة وقلم وكتبت إستقالتها للمرة الثانية 

اتجهت للسكرتيرة الخاصة بسليم 

البشمهندس سليم موجود... او برأسها ب.. تحركت متجهة الى سليم 

دلفت للداخل ثم وضعت استقالتها امامه 

آسفة مستحيل أكمل الشغل في الظروف دي... وقف سليم واتجه إليه جالسا أمامها وطلب منها الجلوس 

ممكن تحكيلي إيه اللي حصل 

زفرت پاختناق و ها مشټعلة من ذلك المتجبر 

حضرتك سؤال واحد بس... مين المسؤل عن المجمع دا غير المهندسين... إيه علاقة الاستاذ راكان بشغل المهندسين 

جحظت عيناه من حديثها 

راكان قالها متفاجأ.. 

ماله راكان هو ايه اللي حصل بينكم تاني 

وقفت وتحدثت 

أنا مش جاية لحضرتك علشان أقولك قال إيه أنا خلاص عايزة استقيل... 

تمام يابشمهندسة استقالتك مقبولة... قالها راكان وهو يقف مستندا على باب غرفة المكتب ثم أكمل حديثه 

عندك شرط جزائي ادفعيه ومع الف مليون سلامة 

راكان... صاح بها سليم 

نظر لاخيه پ 

فيه إيه ممكن أعرف احنا فاتحين الشركة ليه إيه... علشان نشتغل ولا نقعد نهزر مع الموظفين ناسين شغلنا... ونعمل شغل كله أخطاء... احنا مش هنيجي على اخر الزمن سمعتنا تن بسبب مهندسة غير مسؤلة 

تحركت متجهة له وعيناها تطلق لهيب لو أخرجته ل ته بالكامل 

مسمحلكش كفاية إهانة لحد كدا... أنا مقصرتش في شغلى... وإن كان حضرتك بتتكلم على وقفتي مع

الباشمهندس أسر فكان بيعزمني على خطوبة اخته اللي هي اصلا بنت عمي مش واقفة اضحك مع حد.

 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 229 صفحات