الإثنين 25 نوفمبر 2024

فاذا هوي القلب منال سالم

انت في الصفحة 17 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

هانطمن الأول إن مافيش قلق!
صاحت فيه بعصبية
وإن مانفعش هانعمل ايه ساعتها
رد عليها بجفاء
ساعتها يبقى يحلها الحلال لكن إنتي لو مش عاوزة براحتك ده راجعلك!
تجمدت تعابير وجهه نوعا ما وبدت نبرته غامضة تحمل الټهديد وهو يضيف محذرا
بس يا ريت ساعتها تفكري كويس في ردة فعل أبو يحيى حبيب القلب الأولاني دياب ماهيصدق يشم خبر زي ده وهايحرمك من ابنك وماسورة الخير اللي مغرقاكي هتتقطع!
توترت أعصابها من مجرد التفكير في عواقب معرفة طليقها السابق بمسألة زواجها العرفي والغير معلن وهتفت مستنكرة
كله إلا هو! أنا مش عاوزاه يعرف حاجة!
تابع مازن قائلا بخبث وهو يوميء بحاجبه الأيمن
وعشان كده لازم نفكر في اللي قدامنا دلوقتي 
دنا منها أكثر وأحاط وجهها بكفيه ثم حدق مباشرة في عينيها ساءلا إياها بهدوء مريب
ها يا ولاء متفقين
ردت عليه بنبرة متوترة وجسدها يرتجف نوعا ما
طيب!
التوى ثغره بابتسامة عابثة وهو يرخي يديه عنها ثم أحتضنها بذراعيه وضمھا إلى صدره زادت ابتسامته زهوا وغرورا بسبب تمكنه من السيطرة عليها والتحكم بتفكيرها وفق أهوائه دون أي مجهود يذكر 
أرادت ولاء أن تشعر بالأمان وبوجود من يحتويها أثناء نوبات ڠضبها وزوجها الثاني بارع في هذا يعرف مفاتيحها جيدا وبسهولة يستطيع أن يمتص إنفعالاتها المتشنجة لتسكن سريعا في أحضانه 
همس هو لها في أذنها مرددا بنبرة كالسحر
اطمني! طول ما أنا جمبك ماتشليش هم كل حاجة هتتحل!
لا حاجة بها الآن للعصبية فمسألة حملها المفاجيء لن تحل بالصړاخ والڠضب ووجوده معها سيساعدها في التخلص من ذلك العبء لذلك استجابت لصوته واستكانت في أحضانه 
أنهت بسمة عملها وسارت في طريقها عائدة إلى منزلها وهي تجفف بمنشفة ورقية ذلك العرق المتجمع على جانبي وجهها وكالعادة كان الجزار المغتاظ منها يتربص بها ويتصيد لها الفرص لإزعاجها وربما إذلالها تلك المرة أطلق عليها خرافه الهوجاء
لتزعجها في سيرها صړخت مڤزوعة حينما رأت قطيع الغنم يتحرك صوبها ركضا هرولت كالخرقاء مبتعدة عنها وصائحة بحدة
والله لأوريك يا جزار البهايم مش هاسيبك تمرمطني في الراحة والجاية!
لم تتمكن من الوصول إلى مدخل بنايتها بسبب وضعه أيضا لبقرات سمان وعدة عجول 
شهقت مصډومة حينما رأتهم أمامها وعجزت عن التحرك من مكانها عبس وجهها بشدة ونظرت إليهم بتقزز فقد كانوا متسخين للغاية ناهيك عن الرائحة الكريهة و الفوضى والروث المنتشر حولهم 
التفتت برأسها نحو محله لتنظر لها بشرر متطاير من مقلتيها 
تعالت ضحكاته الساخرة منها مرددا بإستهزاء وهو يصفق بكفي يده
اوعى تترفس يا حلو! هأو! اللي يقع عندنا مالوش إلا السلخ!
بصقت عليه بإشمئزاز مرددة بصوت عالي 
اتفوو على أمثالك!!!
ثم استدارت عائدة من حيث أتت وهي تنتوي ألا تمر الأمر مرور الكرام حتى وإن تطلبها الاستعانة برجال الشرطة لتصعد إلى منزلها 
أوقف دياب سيارته على مقربة من وكالته ولاحظ حالة من الهرج سائدة في المنطقة وتجمعات بشړية متفرقة على الجانبين وكأنها تتابع شيء ما لم يكترث للأمر في البداية وبحث عن ولاعته وعلبة سجائره ثم دسهما في جيبه مع هاتفه المحمول 
ترجل من سيارته متأملا المكان بنظرة عامة فاحصة ووقف مستندا إلى جوار بابها لعدة لحظات قبل أن يقرر غلقه والتحرك 
اتجه نحو مدخل وكالته متسائلا بفضول وهو يشير بكفه للخلف
هو في ايه برا
أجابه أحد العاملين بالمكان بنبرة عادية
ده الجزار جايب كام عجل على كام خروف وسايبهم في الطل جمب محله الظاهر عنده موسم دبح!
تجهم وجه دياب نوعا ما وبدا غير مقتنعا بإجابته العجيبة مرددا بتأفف
موسم دبح! غريبة يعني! 
جلس هو خلف مكتب والده ومسح طرف أنفه بإصبعه متابعا بصوت آمر
روح اطلبلي قهوة سادة عاوز أظبط دماغي!
رد عليه العامل بحماس وهو مسرع في خطواته
أوامرك يا ريسنا!
جلس دياب بإسترخاء على المقعد مستندا بوجهه على مرفقه شاردا فيما لديه من أعمال مؤجلة خاصة تلك المتعلقة بالدكان 
استعانت نيرمين بأحد معارفها لكي يؤجر لها شاحنة نقل مغلقة تنقل ما تبقى من كومة أثاثها الملقى أمام المخفر إلى منزل أمها وكذلك بعض الرجال لحمله بكت هي بتحسر على حطام أشيائها الثمينة واحتقنت عيناها المتورمتين أكثر
كتمت غيظها ونيرانها المستعرة في صدرها فلا داعي للعويل أو الصړاخ على ما لا يمكن أن يعود يوما إلى ما كان عليه نظرت لها والدتها بإشفاق ممزوج بالأسف فابنتها لم تكن تستحق هذا لكن هذه مشيئة المولى 
أرادت أن تهون عليها قليلا فاحتضنتها من كتفيها لتضمها إلى صدرها الحنون مواسية إياها بنبرة مخزية
معلش يا بنتي ربنا هايعوض عليكي!
هتفت نيرمين من بين أسنانها بصوت مكتوم يحمل المرارة والشعور بالظلم
ڼار في قلبي يا ماما!
ربتت عواطف على كتفيها بحنو كبير فإزداد إحساس نيرمين بالقهر والعجز هتفت فجأة بنبرة عدائية محاولة التنفيس عما بداخلها من ڠضب مشتعل
هولع فيه هاموته على اللي عمله فيا وفي بنتي!
توجست عواطف خيفة من تهور ابنتها وهي في تلك الحالة العصبية فتوسلتها قائلة برجاء
اجمدي عشان بنتك ده كلب وراح مايستهلش دمعة منك ولا إنك تضيعي نفسك عشانه!
ردت عليها ابنتها بنبرة محتدة
أنا مش زعلانة عليه أنا زعلانة على حالي وندمانة إني ضيعت عمري مع واحد زيه مالوش أمان!
شددت أمها من قبضتيها عليها قائلة بهدوء حذر
اصبري يا بنتي اصبري ربنا مع المظلوم!
انتحبت نيرمين بصوت خاڤت لبرهة وظلت تتابع في صمت مفجع جمع بقايا أثاثها كفكفت عبراتها بعد ذلك وهتفت قائلة بصوت مبحوح
معدلهاش لازمة
الوقفة هنا! بينا يا ماما 
وافقتها عواطف الرأي قائلة بنبرة عازمة
ايوه وأنا هاخلي الرجالة يطلعوا العفش على السطح لحد ما أظبطله مكان في البيت عندي!
نظرت لها نيرمين بأعين مظلمة وهتفت بصوت متشنج
ارميه! كسريه! ۏلعي حتى فيه معدتش تفرق معايا!
قاومت عواطف رغبة عارمة بالبكاء مرددة بصوت مخټنق للغاية
لا حول ولا قوة إلا بالله! اصبري واحتسبي!
مسحت على ظهرها برفق وسارت معها بخطوات بطيئة وهما تجرجران أذيال الخيبة والحسړة نحو إحدى سيارات الأجرة لتعودا إلى المنزل 
لاحقا بعد أن وضبت أسيف أشيائها هي ووالدتها بداخل الخزانة في غرفتهما المتواضعة بالفندق تملكها الفضول للخروج والتجول بالمنطقة حولها لكي تستكشفها وخاصة أنها تقع على مسافة قريبة من عنوان عمتها بالإضافة إلى رغبتها في نسيان تلك التجربة المخيفة التي مرت بها باكرا 
وقبل أن تشرع في تنفيذ مخططها اقتربت من أمها الجالسة بالشرفة ساءلة إياها بنبرة مهذبة
ممكن أنزل أتمشى تحت شوية يا ماما أنا مش هتأخر!
رفعت حنان رأسها نحوها ورمقتها بنظرات جدية وهي ترد على طلبها متسائلة بإستنكار مريب
رايحة فين هنا هو احنا نعرف حد لسه!
ارتبكت أسيف قليلا وضغطت على شفتيها وهي تجيبها بحذر
أنا ب بس عاوزة أشوف المكان عامل ازاي!
ردت عليها أمها بجدية مبالغة وقد انعقد ما بين حاجبيها بشدة
تشوفيه ولوحدك في حتة منعرفش فيها حد ولا نعرف عنها حاجة!!!!
ابتلعت ريقها بتوتر أكبر وحاولت أن تبرر رغبتها في الخروج قائلة بتلعثم
أنا أنا كنت 
باغتتها حنان بسؤال مفاجئ
انتي عاوزة تروحي عند عمتك لوحدك
اصطبغ وجهها بحمرة حرجة فلم تتوقع أن تقرأ والدتها أفكارها بسهولة وكأنها كتاب مفتوح ولما لا وهي قد ترعرعت في كنفها تعرف أدنى ردات فعلها عن صغائر الأمور 
بدت أسيف أكثر خجلا عن ذي قبل وتحاشت النظر نحوها فأسبلت عيناها للأسفل 
أدركت حنان أن حدسها كان صادقا من خلال تعابير ابنتها الڤاضحة لأمرها ورغم هذا لم تحاول الانفعال عليها دون
داعي هي متأكدة من صدق نواياها وسجيتها الطيبة هي فقط ترغب في رؤية عمتها التي لم تعرف بوجودها من قبل والتودد إليها لعلها تتقبلها لكن لن يحدث هذا دون ترتيب مسبق كي لا يتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه أو تتعرض ابنتها لموقف مخزي يشعرها بالعاړ والإحتقار يكفيها ما مرت به من معاناة في الماضي ليجعلها تتجنب التعامل مع الجانب المضاد من عائلة الراحل زوجها 
زاد اضطراب أسيف أمامها بعد أن طال صمتها وخشيت أن تنزعج والدتها منها أكثر بسبب خطتها الفاشلة فركت كفيها بتوتر وظلت تفكر بروية باحثة عن وسيلة لبدء الحديث من جديد بعد أن هربت الكلمات من على شفتيها 
راقبتها حنان بنظرات مطولة هادئة مدققة في كل إيماءة بريئة تصدر عنها ثم أخذت نفسا عميقا وزفرته على مهل رسمت على ثغرها ابتسامة لطيفة واستطردت حديثها قائلة
أسيف احنا اتفقنا مش هانروح من غير ما نكون جاهزين لده فبلاش تستعجلي الأمور خلي كل حاجة في وقتها اتفقنا
عضت ابنتها على شفتها السفلى قائلة بصوت خاڤت ومستسلم
حاضر!
زادت ابتسامة والدتها إشراقا لطاعتها لها وهتفت ممتنة
تسلميلي يا بنتي دايما مش مخيبة ظني فيكي!
بادلتها أسيف ابتسامة ودودة ولم تنبس بكلمة أخرى 
مالت على أمها وقبلتها من أعلى جبينها ثم ربتت برفق شديد على كتفها وولجت إلى داخل الغرفة وهي محبطة من عدم إقدامها على مغامرة أخرى في حياتها 
توجهت بسمة إلى مخفر الشرطة لتحرر محضرا ضد صاحب محل الجزارة تتهمه فيه بمحاولة التعدي عليها والتربص بها على الدوام من أجل إلحاق الأڈى بها وبالطبع استعانت
بإحدى معارفها من أولياء الأمور ذات الوظيفة المرموقة لتتوسط في تلك المسألة الحساسة ليتم التعامل معها باهتمام وحصل ما تمنته 
أخذ الضابط الأمر بجدية بالغة وسجل أقوالها في المحضر وأضاف عليه بما راه ملائما ليبدو متكاملا ثم هتف مرددا بصرامة
اطمني يا آنسة حقك محفوظ وهانجيبهولك ده انتي من طرف حبايبنا!
التوت شفتيها بابتسامة راضية وهي تردد
الله يكرمك يا باشا!
تابع قائلا بجدية وهو يشير بيده
اتفضلي حضرتك وفي قوة هتحصلك هتتصرف معاه!
هزت بسمة رأسها بإيماءة خفيفة قائلة بإيجاز
ماشي وشكرا ليك 
ثم انصرفت بعدها من المخفر وهي في قمة سعادتها لقيامها بتلك الخطوة الجريئة وتوقت بتلهف وحماسة كبيرة لنيل غرضها من ذلك الدنيء المتربص دوما بها وها قد حانت اللحظة لتراه ذليلا أمامها بقوة القانون الجبرية!!!!
يتبع الفصل التالي
ح١١ الجزء الأول
ترقبت على أحر من الجمر وصولهم فهي كانت تنتظر تلك اللحظة منذ وقت كبير للإحتفال بإنتصارها الثمين عليه وإذلاله مثلما فعل معها 
ظلت بسمة تطالع الطريق المؤدي لمدخل منطقتها بتلهف كبير وفجأة ظهر على محياها ابتسامة عريضة وزاد لمعان بريق عينيها بشدة حينما دوت صافرة سيارات الشرطة وهي تلج إلى المنطقة الشعبية 
راقبتهم عن كثب ثم سارت على مهل وبحذر لتلحق بهم 
تجمع أغلب المارة على إثر الصوت الصادح ليروا سبب تواجد تلك السيارات هنا فوجود أفراد وضباط الشرطة بالمكان يعد خطبا جللا 
ترجل الضابط من السيارة صائحا بصوت جهوري غليظ وصارم
شوفولي صاحب البهايم السايبة دي ولموها!
هب صاحب محل الجزارة واقفا من على مقعده على الأرضية وراكضا بفزع نحو الضابط ليعرف السبب خاصة حينما رأى بصحبته رجلا يرتدي معطفا طبيا ولجنة من مباحث التموين 
ردد متسائلا بنبرة متوترة
خير يا باشا
أجابه الضابط بصوت قاتم يحمل السخط وهو يشير بيده
انت اللي عامل الزريبة دي
اعترض على جملته قائلا بتوتر رهيب
زريبة
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 77 صفحات