ليل وحورية
الطليق خارج الحظيره ولكنه مربوط من قدمه الخلفيه
اقتربت حتي وقفت امامه وما ان رفعت يديها حتي تملس علي راسه حتي صهل عاليا ووقف علي قدميه وكاد ان يركلها في صدرها
لولا الصوت الهادر من خلفها بصوت جهوري أدهم!!!
و اليد الذي جذبتها من زراعها في اللحظه الحاسمه واخفتها داخل صدره
اخذت ترتجف داخل احضانه حتي استكانت وغمرتها دفء احضانه وصوت نبضات قلبه الهادره تحت اذنها ..
انها هي حوريه السطح !!!!
همس بتيه وعينيه تجوب علي كل انش في وجهها الجميل حوريه !!!
اجابته بهمس مماثل ليلي .. اسمي ليلي
وهنا تعانقت النظرات وتألفت القلوب وعلي اصوات نبضات القلوب سطرت اول سطر من قصه عشق الفارس والحورية !!!!!
في هويد الليل ولقيتك ..
ما اعرف چيتني ولا چيتك .
ما اعرف غير اني لقيت روحي
ونچيت من همي ونجيتك..
الفصل الثاني
بعد مرور ثلاثة شهور
وصلت ليلي الي تلك البقعه الخضراء الساحره ذات اشجار النخل العاليه والبعيدة نسبيا عن قلب القرية وعن الاعين المتلصصة فهذا اصبح مكانها السري هي وفارس يلتقون به بعيدا عن الاعين حتي لا يصيبها لسانهم الحاد اذا عرفوا بعلاقاتهم !!!
اتسعت ابتسامتها ورفرف قلبها بسعاده عندما اقترب منها يطالعها بنظرة عينه التي تنطق عشقا
وحشتيني هتف بها فارس بمشاعر صادقه وهو يقف علي بعد بضع خطوات منها وعينيه تقبل كل أنش بها .
اخذ فارس نفس عميقا يهديء به من فوران مشاعره وحجمها بدلا من ان يتهور وبجذبها اليه ويسحق عظامها في عناق قوي مشتاق حتي يسكنها بين ضلوعه للابد!!!
قوليلي عامله ايه في دراستك بتذاكري كويس
صمتت ليلي قليلا وهي تتذكر تعرض جودت لها اكثر من مره ومضايقته لها ترددت كثيرا ان تخبره فهي تعرف بمدي العلاقه بينه وبين جواد وجودت الي جانب انها تتصدي لكل محاولاته للحديث معها والتودد اليها فهو لم يتعدي حدوده معها ابدا مجرد تلميحات سخيفه باعجابه بها لا اكثر !!!!
حوريه .. سرحتي في ايه
ابدا مفيش وبعدين انت مش هتبطل تقولي حوريه انا اسمي ليلي علي فكره!!
قالتها بغنج غير مقصود وهي تعض علي شفتبها خجلا وتوترا من نظراته وتزيح خصلاتها الناعمه خلف اذنها بأيدي مرتجفة.
هتف فارس بنبرة عاشقة عارف انك ليلي بس ليلي ده لكل الناس لكن بالنسبة لي انا هتفضلي الحورية الجميلة اللي طلعت لي وسط سكون الليل وخطفتني مني خطفت قلبي وروحي وخالتني عاشق للحورية.. حوريتي انتي !!!
ذابت ليلي في موج عينيه الساحر ونبره صوته الرخيمة وملامح وجهه البهيه انها تعشقه بل تهيم به عشقا منذ ان رأته
هتفت بخجل تغير الحوار فهي لن ټموت خجلا كلمها يحادثها بتلك الطريقة هو انت نازل القاهرة امتي!!
فاق من تلك الغيمة الوردية علي سؤالها الذي اعاده للواقع رفع يده ينظر في ساعه يده ثم هتف يخبرها بتقرير يعني ساعه وهنتخرك علشان نلحق نوصل براحتنا انتي عارفه انهارده خطوبه جواد ودانيلا اخيرا بعد ما قدر هو والحج ليل يقنعوا والدتها اللي كانت رافضة جوازهم
بس استسلمت في الاخر لما لقيتهم متمسكين ببعض وشافت الحب الكبير اللي بينهم
بس الحمد الله وافقت وربنا يتم الموضوع علي خير علشان نفسي جواد يفرح بقي
انت بتحب جواد اوي كانت اجابه اكثر منها سؤال.
اجابها فارس بسرعه ودون تفكير طبعا
جواد ده اخويا وصاحبي وكل حاجه ليا في الدنيا معرفش اعمل حاجه من غيره ..
وهو كمان بيحبني زي ما بحبه واكتر احنا من يوم ما وعينا علي الدنيا واحنا مع بعض ما افترقناش ابدا وان شاء الله نفضل في ضهر بعض العمر كله
تشجعت وهتفت تساله طب وجودت
تنهيده عميقه خرجت من جوفه واجابها بعد فتره صمت قليلة انا مش بكرهه ومش بحبه.. عادي .. حاولت كتير اقرب منه بس كان علي طول في حاجز بينا هو شخصيته غيري انا
وجواد
جودت للاسف نفسيته مش صافيه ناحيه اي حد وده بينعكس علي كل تصرفاته مع كل الناس
وحته انه مش مكمل تعليمه دي مأثره عليه ومخلياه بيتعامل مع كل الناس بشكل مش كويس مع ان هو السبب في انه مكملش تعليمه هو اللي لعبي ومش بتاع تعليم ولا مذاكره كل همه الشغل مع الحج ليل والفلوس وبس
شعرت بالخۏف من جودت وقد تأكد حدثها انه شخص سيء فهتفت بنبرة قلقة ربنا يكفينا شره
هتف فارس بنبره لطيفة ولكنها حاسمة في نفس الوقت عملت علي تبديد اي خوف بداخلها مفيش داعي للخوف اللي انا شايفة في عينك ده وحاسة في نبرة صوتك جودت علي قد كده مش مؤذي وحتي لو كان هو مالوش دعوه بينا ده اولا وثانيا وده الاهم عاوزك تكوني متأكده اني مش هسمح لاي حاجه تمسك او تقرب منك طول ما انا موجود
انا هعيش عمري كله علشانك وعلشان احميكي واحافظ عليكي من نفسي قبل اي حاجه تانيه
ويالا بقي علشان ماتتاخريش علي البيت وانا كمان علشان الحق اجهز واروح لجواد
ثم تابع بنبرة عاشقه خالي بالك من نفسك وانا مش هتاخر عليكي باليل هكون رجعت بأمر الله
هتفت تجيبه بنبرة حالمه وانت كمان خالي بالك من نفسك .. تروح وترجع لي بألف سلامه
وقفوا لثواني يتبادلون النظرات بشوق كبير واعينهم تحكي كلام عجز اللسان عن النطق به
ثم تحركت من امامه مغادره تتهادي بخطواتها الرشيقه وعينه تودعها وتقبل كل انش بها حتي ابتعدت لمسافه كافيه فامتطي جواده وسار به علي مهل يتبعها من بعيد حتي لا يشك احد بهم وفي نفس الوقت حتي يكون قريب منها اذا تعرض لها احد حتي وصلت الي بيتها بامان فانطلق هو بجواده قاصدا منزل صديقه .
دلف جودت الي عرفة الجواد الذي خرج للتو من حمام غرفته ويستعد لارتداء ملابسه استعدادا للذهاب الي عروسه في القاهره..
تحدث جواد وهي يخرج بدلته من الدولاب كويس يا جودت انك جهزت انا خلاص بجهز اهو
فارس وصل ولا لسه
اجابه جودت بعدم رضا لا بسلامته لسه موصلش انا مش فاهم لازمته ايه يعني سي فارس يجي معانا ده مشوار عائلي ولا انا وابوك مش كفايه ولازم فارس ابن الجنايني يكون معانا !!
تحدث جواد بعدم رضا وهو يعقد رابطة عنقه امام المرأة انا مش فاهم انت مش بتحب فارس ليه بس مع انه عمره ما عمل لك حاجه وبعدين انت عارف فارس بالنسبه لي ايه فارس مش مجرد صاحبي وبس فارس ده اخويا التاني ..!!
هدر جودت بنبره منفعله عاليه لا مش اخوك انا بس اللي اخوك .. وبعدين اوعي تكون فاكر انه بيحبك زي ما هو بيقول لااااااا ده علي طول بيغير منك وبيحاول يقلدك في كل حاجه ومش عاوزك تكون احسن منه .
ده حتي صمم انه يدخل هندسه زيك ونفس القسم بتاعك علشان يحط راسه براسك ويبقي ابن الجنايني زيه زيك!!!
هتف جواد نافيا حديثه الغلوط مدافعا عن صديقه انت بتقول ايه يا جودت اولا فارس مش كده ولا دي شخصيته ولا طباعه
فارس طول عمره صاحبي وعشره عمري واكتر من اخويا واللي بيني وبينه اكبر بكتير من انه يتحط له وصف
وبعدين انت ناسي ان مجموعه في الثانويه كان اكتر من مجموعي وكان ممكن يدخل طب لكن هو رفض ودخل هندسه معايا علشان نبقي مع بعض وفي
نفس القسم كمان
من الاخر كده يا جودت طلع فارس من دماغك لان فارس صاحبي وعمري ما هفترق عنه.
تحدث جودت نبره غير مكترثه مخفيا خلفها حقده وغيرته من فارس يا عم انا غلطان اني جبت سيرته اصلا انا اذا كنت بتكلم وبقولك كده فده علشان انت اخويا وخاېف عليك وشايف الي انت مش شايفه وعموما انت براحتك بس ما تجيش انت ولا ابوك الحج في الاخر تندموا وتقولوا ياربت اللي جري ما كان وسمعنا كلامك يا جودت.
انفتح باب الغرفه فجأة وظهر من خلفه الحج ليل مهران بطلته المهيبة مرتديا حلة سوداء فخمه ومعلقا عباءته السوداء الفاخره علي منكبيه ومسبحته ذات حبات العقيق الاحمر تلمع بين انامله.
هتف والده موجها حديثه الي جودت بعدما استمع الي اخر جزء من حديثهم قبل دلوفه اليهم نندم علي ايه بالظبط يا جودت
اجابه جودت بنفس النبره اللئيمة ابدا يا حج انا كنت بوعي جواد وبقوله يخالي باله من فارس وما يأمنلوش اوي .
هز والده راسه بيأس من تفكير ابنه الكبير مفيش فايده فيك يا جودت هتفضل طول عمرك كده فاكر نفسك تعرف الكوفت وانت مش فاهم حاجه
انا لو شاكك بس بنسبه صفر في الميه ان فارس واد مش كويس هو ولا ابوه انا كنت قطعت رجلهم من البلد كلها مش بس يبقي صاحي اخوك وادخله بيتي
بس هقول ايه رينا يهدي لك نفسك يا ابني
اصل النفس آماره يالسوء ربنا يكفيك شړ نفسك..
احتقن وجه جودت بنيران حقده وغيرته من شقيقه وصاحبه وغيظه من تقريع والده الدائم له ونظرته المقللة لشأنه دائمآ.
ثم وجه نظره صوب ابنه الاقرب الي قلبه شبيه زوجته رحمها الله والتي كان يتمني وجودها معه اليوم ولكن القدر له رأي أخر !!!
هتف بعيون تملؤها العبرات فرحا بابنه وهو يربط علي وجنته بمحبه ما شاء الله عليك يا جواد طالع زي البدر في ليله تمامه ربنا يحفظك ويحميك يا ابني وييسر لك امورك وافرح بيكم واشيل عيالكم انتوا الاتنين قبل ما اموت
قبل فارس باطن كف والده الموضوعه علي وجنته ورمي نفسه في احضانه مقبلا كتفه باعتزاز وتقدير ربنا يبارك لنا في عمرك يا حج وتفرح بينا وبولادنا
ثم نظر الي جودت الواقف مكانه بجمود مش كده ولا ايه يا جودت
اقترب جودت بخطوات ثقيله من والده مقبلا كتفه بفتور ربنا يطول لنا في عمرك ياحج ..
مد والدهم ذراعيه يحيط بها اكتاف اولاده هاتفا بعاطفه ابويه صادقهربنا يبارك لي
فيكم ويهديكم ويصلح
حالكم انتوا الامل اللي انا عايش