بسمه بقلم امل نصر
قابلت والدتك في السوبر ماركت وحكت لها والدتك بطولات عن اخوكي الباشمهندس عزيز .
حسنا لقد انجلت الرؤية الان بشكل واضح كان يجب عليها أن نعلم من البداية فكلمات الشعر الكاذبة هذه لن تصدر سوى من منار الان فقط تأكدت انها ليست وحدها السيئة .
...يتبع
الفصل الثالث
توك ما واصلة يا عين امك اتأخرتي ليه يا بت
القت منار بكلماتها فور أن وقعت عينيها عليها بعد عودتها من الخارج وكان رد ليلى بتبرير معتاد
بالطبع لن تذكر لها اسم صديقتها في هذا اللقاء الكارثي حمدت ربها أنها لن تزيد التحقيق عليها بل تحركت بعملية للداخل تأمرها
طب اغسلي إيدك وتعالي اقعدي اتغدي
معانا بالمرة.
أومأت برأسها تتلقى عرضها بكل ترحاب مع هذه الروائح الغنية للطعام الشهي التي كانت تصل لأنفها لتذكر معدتها بالجوع حتى وقعت عينيها على شقيقها الذي احتل مقعده على المائدة في انتظار باقي الأصناف فخرج صوتها إليه
اهلا يا غلطة
تفوه بها ليغيظها كالعادة بخصلة تجعله يستمتع بانفعالها الفوري وامتقاع وجهها حتى صړخت بطفوليه تزيده مرح
شايفة يا ماما برضوا بيقولي يا غلطة رغم تحذيري ليه بالألف مرة مصر انه ېحرق دمي.
ردت منار تنهرها وهي تضع باقي الأطباق على الطاولة
في إيه يا بت اخوكي وبيهزر معاكي .
هتفت ليزيد تسليته مرددا خلفها بمشاكسة ضاحكا
ايوة يا عين اخوكي خصوصا لما تبقى الغلاسة على واحدة قصيرة ومنمنة زيك كدة .
قهر هذا ما تسميه بالقهر والذي تشعر به دائما حينما يتنمر عليها أفراد اسرتها بسبب خطأ ارتكبته والدتها حينما انجبتها بالسهو او الخطأ بعد الاكتفاء بإنجاب اخوتها الثلاثة بفارق عشر سنين من أخرهم لتظل لعبتهم من وقت ولاتها وهذا اللقب الذي اطلق الغلطة هو اسم الدلال الخاص بها بينهم .
كيف كانت كانت ستخبرها بما ظلت تحفظه طوال ليلتها الفائدة
لقد اخفقت في أول خطوات خطتها مع بسمة تلك الشرسة والتي لا تتنازل حتى تنال ما تريده ولن تحل عنها او تتركها بشأنها مدامت ملكت ورقة للضغط عليها وهي إعجابها السري بممدوح.
ماذا بيدها الان كيف لها ان تسير الأمور للوضع الذي تريده وقد تعسر من البداية وهذا الكذب المفضوح من والدتها جعل الفتاة وأهلها متيمين بشقيقها الذي عرف من النساء عدد شعيرات رأسه.
انتي بتحوطيلوا الأكل قدامه يا ماما ليه هو عيل صغير
ڼهرتها منار بتوبيخ صريح
وانت مالك يا مقصوفة الرقبة ما احطلوا ولا أكله بإيدي حتى وانت مالك
استشاطت غيظا لهذا التدليل المبالغ فيه فخرجت كلماتها غير قادرة على كبح حنقها
تأكليه بإيدك! ليه بقى مش دا ابنك الشاطر اللي بيساعدك في شغل البيت وحنين عليا انا اخته الصغيرة ولا اكنه والدي حتى اللي مربيني .
توقف عزيز عن الطعام ليتدخل سائلا
مين اللي قال الكلام دا يا بت
والدتك هي اللي قالت الكلام دا لوالدة رانيا يعني غش صريح .
غش! هو انا لما اتكلم عن اخوكي كلام حلو قدام نسايبه يبقى اسمه غش امال عايزني اقول عليه ايه اقول عليه كلام وحش عشان افشكل الجوازة من أولها دا حتى ما يشهد للعروسة غير اهلها.
قالتها منار ليهتف عزيز من خلفها بتهليل صاخب زاد من سخط الأخرى
الله عليكي يا ست الكل دايما كدة مظبطاني ومروقاني.
دحلو ده النظام دا يا أمي أستمري يا غالية.
يا حبيب امك انت.
تفوهت بها ردا عليه قبل أن تلتف لابنتها التي تجعدت عضلات وجهها بامتعاض صريح لهذا العرض المبالغ فيه لحنان الأم لابنها الغالي المدلل حتى أجفلتها بسؤالها
وعلى كدة رانيا صاحبتك ردت بموافقتها
هاا
إيه اللى هااا انا بسألك صاحبتك وافقت على خطوبة اخوكي ولا لسة
ارتدت رأسها للخلف قليلا بارتباك وقد استدركت الان لهذا الخطأ الذي أوقعت نفسها به بعد ان زلف لسانها الأحمق لتعلم والدتها بأنها التقت بسمة والتي اخبرتها بكل براءة برغبتها الشديد في الارتباط بعزيز الفارس المغوار أي ضياع كل ما تخطط له.
كل دا تفكير يا ست ليلى هي الإجابة صعبة أوي كدة
هتف عزيز بالعبارة لتنتفض تجلي رأسها من كل الأفكار بها لتجيبه بما يقارب الإقناع
مش حكاية تفكير بس هي البنت لخبطتني شوية مرة تقولي على كلام ماما ومرة تانية تقولي انها لسة بتفكر
صاحت بها والدتها بنفاذ صبر مرددة
يعني قالتلك ايه بالظبط وافقت ولا موافقتش
لسة يا ماما .. قالتلي لسة بفكر.
قالتها لتراقب بعد ذلك رد فعل المرأة التي التوى ثغرها بزاوية ثم عادت لطعامها تنظر في الفراغ بشرود وعزيز الذي لم يكترث لأي شيء وبدا ان الأمر عادي بالنسبة له
في وقت لاحق مساءا
وقد تجهزت ليلى للخروج نحو منزل بسمة كي تخبرها بنتيجة اللقاء الفاشل مع رانيا ولتواجه منها عاصفتها الساخطة وتفعل ما تفعل ماذا بيدها والفتاة على وشك
حسم امرها مع عزيز من جانبها حاولت لتنفيذ الخطة ولكن للأسف لا يوجد حظ حسب ما ترى
رايحة فين يا ليلى
خرج السؤال من والدتها التي اقټحمت الغرفة فجأة فتفاجأت بها بهيئة مختلفة عن هيئتها العادية في المنزل وجاء رد ليلى وهي ترفع الحقيبة لأعلى كتفها
راحة لواحدة صحبتي يا ماما يعني هكون رايحة فين
تحركت لتتخطاها ولكن الأخرى أوقافتها قائلة
لا يا حبيبتي بلاها من المشوار دلوقتي أجليه وتعالي كدة معايا بلبسك الحلو ده.
احتجت توقفها عن سحبها
أجي فين يا ماما بقولك رايحة لصاحبتي هو في ايه بالظبط
جذبتها من كفها تأمرها بتحذير
وطي صوتك يا بت بلاش اسلوب الشوارع ده ابن خالتك قاعد بره عايزاه يقول عليكي ايه
امممم
زامت بها بتفهم ليعتلي ملامحها سخرية اختلطت بغيظها قائلة
يعني انتي يا ست الكل عايزاني اسيب مشواري مع صاحبتي لاجل ما استقبل الغالي ابن اختك سامح طب انا اسلم عليه واخرج لزوموا ايه بقى يوقف حالي هو جايلي انا مخصوص ولا جايلك دا ايه التحابيك دي
قالتها وهمت أن تتحرك ولكن الأخرى جذبتها من طرف الكنزة اللي ترتديها في الأعلى لتردف لها هذه المرة بټهديد ووعيد
أقسم بالله يا ليلي لو ما قلعتي شنطتك دلوقتي وخرجتي استقبلي ابن خالتك معانا انا واخوكي لا اكون منعاكي من أي خروجة بعد الكلية تقولي بقى صاحبتك تقولي اختك حتى برضوا مفيش خروج واخلصي ياللا اتبطي بدل ما انفذ اللي في دماغي
على الرغم من روح التمرد التي تسكنها في الخروج عن سيطرة منار التي تمقتها إلا انها دائما ما ترضح في النهاية لرغبتها وذلك لعلمها جيدا بصدق ټهديدها
أذعنت مضطرة لتلقي بحقيبتها قبل أن تخاطبها
أديني اتنيلت وقعدت بس ممكن بقى تسيبيني اتصل بصاحبتي اعتذر لها باي حجة ان شالله حتى اقولها طبت علينا مصېبة في البيت..... اه.
تأوهت بالاخيرة وقد باغتتها بضړبة من قبضتها على ساعدها لتزجرها بقولها
مصېبة لما تاخدك يا بعيدة الملافظ سعد.
بلعت ليلى باقي الكلمات لتدلك على ساعدها الذي تألم نتيجة الضړبة فتابعت منار بحزمها
انا خارجة دلوقتي اقعد معاه خمس دقايق والاقيكي خارجة بوش مبتسم تتكلمي بأدب تنسي الدبش اللي بيكب منك انتي خلاص كبرتي معدتيش الهبلة الصغيرة يعني كل فعل منك محسوب سامعاني
اومأت لها بهز رأسها بطاعة كاملة حتى اذا اطمئنت الأخرى لتخرج تحركت ليلى على الفور تمسك الهاتف كي تتصل ببسمة كي تعتذر منها.
الوو... ازيك يا بسمة.
الوو .. ازيك انت يا انسة ليلى
وصلها صوت رجولي غير غريب عن أسماعها اجفلت لتبعد الهاتف عن اذنها تبصر شاشته ربما تكون أخطأت لكن لا هذا هو نفسه الرقم والأسم عادت بتردد سائلة
مممين معايا على ...الفون
ماتخافيش يا انسة انا مش حد غريب انا ابقى اخوها.
كتمت على فمها لتكبت شهقة كادت أن تخرج منها وتفضحها ابتلعت ريقها بتوتر مهيب تقسم أنها علمت من اول وهلة بسماعها لنبرة صوته الرجولية الرائعة وهذه الذبذبات التي تخللتها فجعلت شعور بالدغدغة ينقر داخل عقلها فرحا وسعادة انه صاحب الطلة البهية والإبتسامة الرائعة ممدووووح! .. يا إلهي هكذا من كلمتين عبر الهاتف أصبحت ترا امامها فراشات طائرة وبالونات ملونة ما اجمله من شعور ولكن مهلا لماذا هو يجيب على هاتف شقيقته
استدركت سريعا تستفيق من نشوتها البلهاء لتعود إليه بعملية سائلة
أهلا حضرتك يااا استاذ ممدوح.
شعرت بابتسامته وهو يرد على قولها
اهلا بيكي يا ليلى معلش لو فاجأتك بردي على مكالمة صاحبتك بس هي بصراحة نسيت الفون على كنبة الصالون وهي دلوقتي في أوضتها
قطبت تذوي ما بين حاجبيها باندهاش لهذه الحجة الغير مقنعة على الإطلاق مما اثار الشكوك بداخلها ولكنها تغاضت لتقول
ططب حضرتك ممكن توصلني بيها.
عيوني حاضر.
قالها ليتابع معها
انا هوصلها الفون عشان تتكلموا براحتكم بس انتي ايه عاملة كويسة بقى
رفرفت بأهدابها قليلا باستغراب يتزايد مع كل كلمة يتفوه بها هذه اول مرة يتحدث معها كل المرات السابقة كانت لقاءات عادية بتحية عابرة يلقيها حينما كانت تزورهم او يراها صدفة مع صديقتها قلبها يخبرها أن بسمة لها يد في هذا الحديث اللين.
الوو .. يا ليلى ازيك
الوو .. يا بسمة.. انتي ازاي تسمحي لاخوكي يرد على فونك ويكلم صاحبتك كمان
هتفت بها منفعلة بعدم تقبل رغم الفرحة التي تغلغلت داخلها ولكن طبعها المتحفظ دائما ما يغلبها فجاء رد الأخرى ببساطة أدهشتها
عادي يا لولا انا كنت في الأوضة وانتي لما رنيتي قولتلوا يرد عليكي لما قرا اسمك على الشاشة.
صاحت بها بتشكيك
يا سلام! كدة بسهولة.... قلبي حاسس ان الحركة دي مقصودة
طبعا مقصودة ياحبيبتي عشان تعرفي بس ان صاحبتك شغالة بجد في خطتنا ياللا بقى طمنيني انتي كمان عملتي ايه مع
البت دي سبع ولا ضبع
ها قد عادت لأرض الواقع واختفت الفرشات وطارت بلونات المرح هي تخبر بجديتها في التنفيذ وتسألها عن دورها هي الأخرى والذي خابت فيه هكذا من البداية.
ها يا روح قلبي سكتي ليه اتكلمي بقى وهاتي اللي عندك
ردت بتردد وصل صداه الى الأخرى
يعني عايزاني اقولك ايه
فتور نبرتها في الرد كان دافعا قويا ليستفز بسمة حتى تصيح بها
نعم يا ست ليلى انتي عايزة تعملي
نفسك ناسية ولا دي بداية لحاجة مطمنش