الخميس 12 ديسمبر 2024

جبل العامري بقلم ندي حسن

انت في الصفحة 26 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

 


هيتنفذ
وقف جبل أمام بوابة القصر الداخلية وصاح بصوت عال كي يستمع إليه لأنه كان عند البوابة الخارجية
جلال.. متدلوش حاجه السلاح مش أي حد يشيله لما تبقى تعرف تشيله إزاي الأول ابقى تعالى خده
نظر إليه الشاب ببغض وڠضب شديد يشعر به تجاهه فوالله لو تركوه

عليه لمحى اسم جبل العامري من الوجود
جذبه والده وهو يخرج به وبابنته بسرعة شديدة قبل أن يتحدث ويخطأ في الحديث فهو لا يريد سلاح فليس هناك أكثر منهم على الجزيرة..

دلف إلى الداخل وقف في ردهة القصر أمام الدرج وخرجت هي من المكتب وقفت أمامه ابتسمت بسخرية وهي تقترب منه ثم قالت
خبيث ومكار
غمزها بعينيه متهكما
وأعجبك
هناك من يقف على بوابة القصر خرجت ذكية من الداخل وفتحت البوابة لتطل من خلفها فتاة في العشرينات
وقفت أمام البوابة ببنطال من الجينز الضيق وقميص بنصف كم تتطاير خصلاتها البنية على جانبيها.. جوارها حقيبة سفر كبيرة وبيدها غيرها..
استدار جبل الذي يحمل وعد على ذراعه ينظر ليرى من أتى من حراسه لكن قلبه خفق بقوة فجأة عندما رآها تقف أمامه..
ثبتت نظرات عينيه عليها ترك وعد تهبط من على ذراعه دون حديث لتقف جوار والدتها وأعتدل هو في وقفته مرة أخرى ينظر إليها بعينه الخضراء..
ابتلع غصة مريرة وقفت بحلقة كما وقفت الذكريات بعقله الآن تسير بشريط سريع وكأنه على حافة المۏت..
دقات قلبه المتعالية ونظرات عينيه نحوها جسده الذي بقي متشنجا بعد رؤيتها وملامحه التي تغيرت مئة وثمانون درجة جعلو زوجته تنظر إليها هي الأخرى باستغراب.. فلم يأتي عليها الوقت الذي تراه يقف به هكذا مسلوب الإرادة غير قادر على التحرك فقط ينظر وعيناه لا تحرك اهدابها..
تقدمت هي إلى الداخل وتركت الحقائب في الخارج دلفت القصر وهي تنظر إليه بقوة كما يفعل حنين داخل قلبيهما يحرك عينيهما على بعضهم البعض.. لهفة ولوعة حاړقة لكل منهما.. إحداهما خائڼ والآخر مطعون پسكين الحب في قلبه!..
تحركت شفتيه ببطء وصوته خاڤت للغاية تسيطر عليه كثير من المشاعر التي لم يستطع تحديدها ندم وقهر لهفة واشتياق خذلان وحزن
تمارا
ما أن تفوه باسمها حتى تركت وعد والدتها وتقدمت منه لأنها شعرت بالضجر لأجل أنه تركها وهي كانت تريده تمسكت ببنطاله قائلة بقوة
بابا
هذه الكلمة انتشلت الجميع من الحالة الذي هم بها نظرت إليها تمارا بذهول واستغراب وحزن شديد ونيران اشتعلت داخل قلبها في لحظة واحدة بعدما كانت شعرت أن القادم سيكون أفضل..
وهو نظر إليها بقوة وكأنها تخرجه من الحالة الذي بها تنبهه بوجودهم معه هنا هي ووالدتها..
بينما تلك المسكينة التي كانت تقف لا تفهم ما يدور حولها نظرت إلى ابنتها مشفقة عليها فيبدو أنها قريبا ستفقد الأب الآخر الذي اكتسبته في فترة صغيرة..
نظرات من ثلاث أعين تنبع محتواها من داخل قلبهم وكل نظرة تخرج من قلب تعبر عما به إن كان اشتياق أو حړقة أو ندم..
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الحادي_عشر
ندا_حسن
تقدمت تمارا بخطوات مترددة غير ثابتة على الأرضية عينيها مثبتة على أعين جبل الخضراء المهزوزة ملامحها تقول أشياء كثيرة أثناء سيرها تجاهه..
وقفت أمامه مباشرة وبينهم زينة وابنتها تابعته بعينيها ثم أردفت بنبرة مليئة بالحنين
جبل..
نظرات عينيه تتابع تفاصيل ملامحها التي تغيرت كثيرا قټلت البراءة بهما قټل الحب ومعهم قټلت لهفته إليها وعليها.. المتواجد الآن مشاعر مختلطة لا يستطيع تفسيرها ولكنه يعلم أنها بسبب قدومها المفاجئ أعادت إليه ذكريات راحلة منذ سنوات كتيرة..
وقامت بفتح چروح غائرة كانت قد التئمت وشعر بالإهانة والشفقة تجاه نفسه وهو يحاول أن يداوي هذه الچروح..
الآن بكل بساطة فقط لأجل رؤيتها من جديد تفتح چروحه هذه!..
اخفضت نظرها إلى الطفلة وعد دارت عيناها عليها بقوة وعلى ملامح وجهها ترددت الكلمة مرة أخرى في أذنها فرفعت بصرها إليه متسائلة بنبرة مرتعشة
أنت اتجوزت
ضغط على فكه بشدة أغمض عينه بعمق وبقوة ثم فتحهما مرة أخرى وحاول استعادة نفسه وهو يقول مؤكدا
أيوه.. اتجوزت
أكمل ناظرا إليها بقوة عيناه تنظر إلى عيناها مباشرة وكأنه يقول لها لا مكان للحب أو الضعف لا لمكان لوجودك في قلبي ولا مكان لچروح غائرة منك
حمدالله على سلامتك.. ډخلتي الجزيرة إزاي
أقتربت منه وهي تنظر إليه نظرة ذات مغزى تحاول أن تجعله يتذكر ما مضى بينهم بعد أن ابتلعت غصة كانت بحلقها بسبب اعترافه بأنه تزوج
نسيت طرقي ولا نسيت إني بنت العامري وأدخل في أي وقت
تحرك عيناها على وجهه وملامحه الجامدة والتغير الغير معقول بها نظرة الحدة والقوة وثباته الذي أوضحه أمامها وكأن عودتها لا تعنيه
تابعها هو الآخر بجدية شديدة وسخر منها وهو يرسل إليها معانى أخرى غير التي خرجت من بين شفتيه
منستش طرقك ولا أقدر أنساها وإلا مكنتيش خرجتي من الجزيرة.. أما بنت العامري فبنات العامري مكانهم هنا.. هنا وبس
نظرت إليه مطولا ولم تستطع الرد فهي تدرك جيدا أنه يحاول اهانتها يحاول أن يزعجها ويسخر منها بحديثه ولكنها تعرفه جيدا تحفظه عن ظهر قلب
ايه ده.. تمارا
أقتربت منها تقف

أمامها تضمها إليها تعانقها بقوة قائلة بحب وشغف
تمارا ازيك عامله ايه جيتي امتى وإزاي
عانقتها الأخرى وبادلتها الحب والاشتياق فهما الاثنين كانوا أصدقاء طفولة إلى أن رحلت عنهم
ازيك يا فرح وحشتيني
عادت للخلف تنظر إليها قائلة بحنين وأسى تحثها على أن فراقها كان ثقيل للغاية على حياتها
وأنتي كمان يا تمارا متعرفيش سيبتي فراغ عامل إزاي في حياتي والله
ابتسمت إليها باتساع وهي تقول بقوة تبتعد بعيناها إليه
اديني رجعت
استمعت إلى نبرة فرح التي تخرج بسعادة خالصة فأبتعدت عيناها تنظر إليها
على طول
أومأت إليها برأسها وهي تجيبها بثقة وتأكيد
أيوه هقعد على طول.. مش هسيب الجزيرة أبدا ولا قصر العامري
مرة أخرى تنظر إليه وتسائلت بفضول شديد وقلبها يدق پعنف
اومال مراتك فين
أشارت إلى إسراء التي كانت تهبط الدرج فهي الغريبة هنا هل هي زوجته أيعقل هذه الفتاة الصغيرة
دي مراتك معقول
دي مراتي.. واللي نازلة دي تبقى أختها
شبهت عليها وتابعت تنظر إليها بتمعن فتذكرت أين رأتها ثم قالت باستغراب
دي مرات يونس.. أنا شوفت صورة ليها
الله يرحمه.. زينة جبل العامري مراتي
ترك زينة وهبط إلى وعد بجسده يحملها على ذراعه رافعا إياها إليها قائلا بفخر وحب
ووعد بنتي.. حبيبة بابا
كانت الأخرى تقف تتابع ما يقوله باستغراب تام.. هل توفى يونس إلى هذه الدرجة كانت بعيدة عنهم..
نظر إلى زينة زوجته وتغيرت ملامح وجهه وهو ينظر إليها ثم هتف بهدوء ورفق حان يمثله ببراعة وكأنهم معشوقين
دي تبقى تمارا بنت عمي يا حبيبتي.. كانت خرجت بره الجزيرة من سنين كتير بس شكلها ملقتش مأوى غير هنا فرجعت تاني
تنظر إليه باستغراب تام تغيرت نبرته مئة وثمانون درجة ونعتها بحبيبتي وهي تقف مذهولة لا تدرك ما الذي أصابه.. هل فقد الذاكرة.. أم أن هناك شيء بينهم
يمحيه بوجودها..
وجدته يشير إليها بعينيه فخرجت من تفكيرها تنظر إليها قائلة بابتسامة مصطنعة
تشرفنا
استمعوا إلى صوت والدته وجيدة المستنكر وهي تأتي عليهم من الداخل
تمارا!..
أقتربت منها تعانقها قائلة بود
ازيك يا مرات عمي
ابتعدت إلى الخلف زوجة عمها وهي مازالت مستنكرة تنظر إليها باستغراب وخرج صوتها بتوتر
الحمدلله ازيك أنتي
تنظر إلى جبل باستغراب تتسائل عن سبب قدومها ترسل إليه بعينيها خوف مكبوت ورهبة عجيبة من مكوثها معهم بين زينة و وعد وابنها..
أجابتها بحرارة وهي تنظر إلى جبل تبعث إليه آخر كلمات جملتها
أنا الحمدلله كويسه.. انتوا وحشتوني أوي
أومأت إليها زوجة عمها ومازلت مترددة تشعر بالتوتر فقالت
وأنتي كمان بس..
بقيت تتابعها تحاول أن تفهم ما الذي تريد قوله فوجدتها صمتت تماما فحثتها هي على الحديث
بس ايه
شدت نفسها واستجمعت قوتها وعهدها المعروف فنظرت إليها بقوة وحزم وقالت تذكرها بما قالته سابقا
ايه سبب الزيارة الغريبة دي.. خرجتي من زمان قولتي أن الجزيرة مش مكانك
ابتسمت وهي تتودد إلى جبل إليه من الحين إلى الآخر
اكتشفت إني ماليش مكان غيرها يا مرات عمي
استنكرت الأخرى بشدة وخرج صوتها باستغراب
فجأة كده
قالت بهدوء تشرح لها ما شعرت به
لأ مش فجأة أنا اللي كنت بكدب نفسي.. بس خلاص أنا رجعت ومش خارجه منها تاني
استدارت تنظر إليه قائلة
ولا ايه يا جبل
تابع نظرتها نحوه يفهمها جيدا هل تعتقد أنها بمجرد عودتها سيعود هو الآخر إليها يرتمي باحضانها يطالبها بالمكوث معه وأن تظل في حياته.. يالا سخرية القدر يا تمارا فقد تبادلت الأدوار وأصبحت اللعبة أفضل بكثير
قال بجدية شديدة ونبرة غليظة وهو يصر على الحديث بالألغاز ولكنها تفهمه جيدا
الجزيرة مكان لكل العوامرية.. ومكان لكل واحد مالوش مكان..... زيك يا تمارا
أقتربت مرة أخرى تقف أمامه بتحدي لأنها تعتقد أنه لن يمسها بسوء كما في السابق ېخاف عليها من الهواء المار جوارها فقالت بثقة
بس ده مكاني وليا فيه كتير أوي يا جبل
أومأ إليها بابتسامة ساخرة يؤكد حديثها ويكمل عليه بټهديد واضح
محدش قال غير كده.. بس المرة دي حافظي عليه علشان المرة الجاية ملكيش رجعة
وقفت أمامه بثقة أكبر وتحدي أكبر ونظرت إلى داخل عيناه المخيفة التي لطالما كانت ملجأ لها
هحافظ عليه وهرجع كل حاجه كانت ملكي فيه قبل ما أمشي
نظر إلى وعد مبتسما باتساع دون أن يعطيها أي اهتمام يجيبها
بيتهيألك إنك هتعملي كده
ردت تنظر إليه بعمق تحاول التسلل إلى داخله لتفهم ما الذي يفكر به
بكرة تشوف.. لسه قلوبنا بتنبض يا جبل
استدار ينظر إليها بقسۏة خالصة عڼف ضاري ظهر داخل عينيه وعلى ملامح وجهه الذي تغيرت بعد كلماتها فقال بغلظة وخشونة
بالقسۏة يا تمارا.. بتنبض بالقسۏة
نظرت إليه للحظات فلم تستطع التكملة داخل عينيه التي أصبحت غريبة للغاية ليست عيناه التي تعرفها.. ليست هي
أقتربت تنظر إلى وعد قائلة بابتسامة خبيثة
ازيك يا حلوة..
أجابتها الصغيرة برقة وهدوء
الحمدلله يا طنط
تعالت ضحكات تمارا تنظر إليها وإلى والدتها وقالت ساخرة
طنط.. لأ أنا مش طنط
تحدثت والدته عندما وجدتها لا تريد النزوح عن هنا تقترب منها تحدثها على الذهاب إلى الأعلى
اطلعي يا تمارا.. وريها اوضة يا فرح تنام فيها
تحدثت وهي تنظر إليه

مرة أخرى تؤكد على أنها تعلم أين مقرها كما تعلم أين هو
أنا عارفه اوضتي كويس يا مرات عمي
صدمها عندما ابتسمت باتساع وهو يرى ثقتها الزائدة وقال بخشونة
مبقتش موجودة
سألته باستغراب وقد خالف توقعها
يعني ايه
قال بجدية وهو يبتعد إلى الداخل ومعه وعد ببرود تام
يعني اوضتك مبقتش موجودة استخدمتها في حاجه تانية مفيدة أكتر من أنها تكون اوضتك
نظرت إليه وهو يبتعد تراه يحاول أن يثبت لها أن مكانها لم يعد موجود اسمها وحبها وكل ما كان لها هنا رحل معها عندما تركته..
أقتربت من زينة تنظر إليها بعمق ونظرتها نحوها ماكرة
لسه محتاجة أتعرف عليكي يا.. زينة!
الأخرى تقريبا فهمت كل ما حدث منذ قليل من كلمات جميعها ألغاز ونظرات متحدية وماكرة وأخرى
 

 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 57 صفحات