روح
المشاغبة عاد اليها بريقها ليشاكسها برده
ما انا بجول دراعاتي التنين مملوخين يا نادية ومش جادر ارفعهم.
قارعته بالرد لتضحض حجته
بس انا داخلة عليك دلوك وكنت بتسرح شعرك يعني بترفعها يدك اها.
برر سريعا لها
دي كانت يد واحدة واهى كمان وجعتني.... هتلبسيني الجلبية ولا انده بسيوني من برا
يا مري لاه استني.
اعترضت بحرج لتطيعه مزعنة وتعدل الجلباب على وضع الارتداء سريعا ثم ترفع بذراعيها وتشب على اقدامها في محاولة يائسة لتنفيذ مطلبه دنى هو مقربا رأسه لتتمكن من إداخلها داخل محيط الجلباب ثم تنزل بالقماش على باقي الجسد وقبل ان تفعلها جيدا شهقت بفزع وهي تجد نفسها مرفوعة عن الأرض بعدما غافلها وحملها حتى خرج صوتها بدهشة اختلطت بفزعها
جلجلت ضحكة مناكفة منه ليفاجأها بقوله
وافرضي انه واجعني دا هيخليني اضعف عن شيل مرتي واهو بدل ما رجلك تشب لفوج عشان تحصلني رفعتك انا عشان اسهل الأمر عليكي.
ماذا يقصد بالاخيرة
وقد اجبرها الان على النظر اليه من علو وانحصرت الرؤية امامها عليه تبتلع في ريقها وتطالبه بضعف
عاندها برفض حاسم
وانا جولتلك ان احب ما عندي هو شغل العيال.
تذمرت بحرج شديد تباعد من خصلات الشعر الناعم للخلف وكحل العينن عن قرب يزيده هياما بها.
اما عنها فبرغم ادعائها التململ والضيق إلا انها لم تقوى على منع نفسها من التطلع اليه ليس بنعومة الراحل ولا برقته في صب كلمات الغزل على اسماعها ليل نهار دول كلل او ملل لكنه يملك وسامة رجولية تميزها الخشونة والقوة يعرف دائما كيف يسرق اهتمامها بأفعاله
وبعدين هفضل انا معلجة كدة اليوم كله مش ناوي تنزلني
حبيبي يا غازي وحشتني ووحشتني البلد الجميلة قد ايه مشتاقلك يا غالي .
تقدم نحوه باستغراب قارب
الريبة حتى اذا وصل اليه عقب بتساؤل ساخر مضيقا عينيه
اشرق وجه الأخير ليجيب بمرواغة متصنعا العتاب
قطع بشهقة عاليه خرجت منه معبرا عن ارتياعه بعدما باغته غازي بالقبض على تلباب قميصه يخاطبه بتحذير
بلاش اللف والدوران معايا يا يوسف انا فاهمك وعارف زين انت بتطلع من هنا وتروح على فين في البلد انا مش نايم على وداني واخد بالك منها دي
واخد بالي والله بس انا عملت ايه بالظبط عشان ازعلك يا كبير
واصل غازي هزهزته محذر له بشړ
انا محدش يجدر يزعلني وانت بالذات يا يوسف عشان عارف ڠضبي زين هتتقي شړي بأنك تعجل وترسى من جنانك ده تعمل ايه يا يوسف
اعقل وارسى بس انا برضوا مش فاهم انت قصدك ايه بالظبط وانت تحت أمرك يا حبيبي هو انا اقدر اكسرلك كلمة.
يا يوسف بلاش اللوع معايا رجلك اللي استحلت الروحة على شرق البلد مالك انت باخت بسيوني
برقت عيني الأخير يهتف بمظلومية
يا نهارك اسود يا غازي عيب عليك الكلام ده يا جدع يعني هيكون مالي ومالها بس شالله يارب اطفحها لو كنت بكذب.
يوووسف
نعم يا نور عيني.
كبت غازي ضحكاته بصعوبة ليتركه فجأة بيأس منه ثم تحولت لهجته للجدية والنصح
بلاش تزعلني يا يوسف انا مش عايز اخسر راجلي الامين بسببك بسيوني دا مش أي حد عندي يعني اللي يمسه يمسني.
تغضنت ملامح الاخر بتفهم ليرد بصوت خلى من العبث
وانا عمري ما هائذيك ولا ازعلك انت عارف اخلاقي كويس بدليل انك بتكلمني وبتحاول تتفاهم معايا .
اومأ غازي ببعض الرضا ليسأله بفضول
حلو جوي الكلام بس برضك انا عايز اعرف السبب اللي يخليك تروح كل شوية هناك .
ارتبك الاخر وصمت للحظات بتفكير حتى صدر منه الرد
زينهم يا غازي انا اتعلقت بزينهم أوي من بعد نطحته ليا وانا قلبي اتشعلق بيه ولو سافرت بلاقي نفسي على الفور بشتاقله.
بازبهلال شديد وعدم استيعاب سأله غازي
زينهم مين اللي نطحك يا جزين وبتشتاجله كمان!
تسمرت محلها بغيظ يفتك بها تطالع هذه الأجنبية التي احتلت منزلهم وهي تضحك وتلعب مع الأطفال في الحديقة وكأنها واحدة منهم بعدما اجبرتهم على تقبلها بينهم بهذه الورقة التي تمسكها على شقيقها الابله ليرضخ اباها ووالدتها مجبرين خشية الڤضيحة التي قد تتسبب بها لهم ان اعلنت الخبر وانتشر اسم عائلته الشهيرة على افواه البشر ليخلقوا قصة وهمية في الاعلان عن زواجه بها امام افراد العائلة والبلدة.
واجفة بتراجبيها ليه ليكون عايزة تتعركي معاها تاني احنا مش ناجصين نصايب.
قالتها رئيسة وهي تدلف الغرفة خلفها تحمل بيدها بعض الشراشف المطوية بعد تنظيفها وتجفيفها وكان الرد من فتنة بزفرة حاړقة
ما كله من ولدك بوز الاخص يعني مش مكفيه المشي على كيفه السنين دي كلها عشان يجيبلنا بلوة في الاخر يبلينا بيها هو احنا كنا ناجصين.
ايوة والله كنا ناجصين.
تمتمت بها رئيسة مبتئسة لما يحدث مع ابناءها دونا عن باقي افراد العائلة نتيجة للتربية
الخطأ من زوجها هو السبب الأول والرئيسي قي الإعوجاج الذي زرعه في نفوس ابناءه بعجرفته ودلاله الدائم لهما وكأنهم مميزين عن باقي البشر بما حباهم الله من مال وجمال وسلطة متوارثة.
مالك ياما سرحتي في ايه
سألتها فتنة تفيقها من شرودها لتعتدل مستقيمة بعد ان اغلقت أحد الأدراج التي وضعت بها عدد الشراشف.
فردت بضيق
سرحت مطرح ما سرحت انتي مالك على أساس انك هتحسي ولا تفهمي اصلا
غمغمت بالاخيرة تعطيها ظهرها لم تكترث فتنة وهتفت توقفها
طب انا طالعة النهاردة خلي بالك من البنات
استدارت لها بڠضبها
ليه تاني كمان يا برنسيسة هو انتي مبتشبعيش طلوع
رددت خلفها بانفعال
ما انا بجالي يومين مطلعنش ياما والجو في البيت هنا بجى يخنق وانا واحدة دمي حر مبتحملش البت اللي تحت دي ممكن تجيبلي شلل وولدك الأهطل مش عارف يسد معاها ولا يحكمها اكتم في نفسي لحد ما اموت يعني ثم كمان انا خدت موافجة ابويا هو رضي عشان حاسس بحالي.
عقبت رئيسة تجر اقدامها لمغادرة الغرفة بقنوط ويأس يكتسحها
لا يا ختي متكتميش في نفسك ولا تزعلي روحك مدام ابوكي مجدر وحاسس بحالك اكتم واتفلق يكش اۏلع حتى.
امام البناية التي تحتوي على عدد هائل من العيادات المتخصصة توقفت بسيارته ليميل برأسه للأمام متمعنا النظر باليافطات العديدة قائلا
العمارة فيها مية دكتور فينها عيادة فاطمة دي انا مش جادر احدد في اي جيهة
تبسمت بياس تجيبه وهي تلملم اشيائها
الدكتورة في الدور الخامس ويافطتها صغيرة يا عارف لو ركزت كويس ممكن تجيبها.
فينها دي..... اها خدت بالي بس دي على جنب مش في الوش زي البجية
ضحكت تشاكسه وهي تعدل جلستها للترجل وتذهب
معلش العتب ع اليافطة المشجلبة مش نظرك يا غالي...... اه.
صدر التأوه كرد طبيعي بعدما اوقفها قابضا على رسغها يقول بتهدبد
شامم ريحة تريجة..... كديها انتي دي
كبتت بصعوبة ابتسامتها لتعترض بقولها
في ايه يا عارف الناس في الشارع هتاخد بالها مش وجت تهديداتك التافهة دي خالص على فكرة.
صدر تأوها مرة أخرى مرافقا لضحكاتها بعدما زاد بضغطه ليعقب پغضب مصطنع
لسانك طول وشكلك عايزة جرص من جديد مدامتي عارفة ان جوزك تافه يبجى تراعي وتاخدي بالك مش تجلي أدبك....... اتعدلي واحترميني حتى لو كنت تافه دا واجب الزوجة ناحية جوزها فاهمة ولا لأ.
أومأت بمهادنة لا تستطيع توقف عن الضحك المكتوم امام جدية مزيفة يصطنعها
حاضر ماشي هحترم جوزي التافه في أوامر تاني.
لا .
قالها مندمجا في الدور ليأمرها
خلاص انزلي هي ربع ساعة بالكتير هروح اوصل للست سليمة اسلم واطمن وبعدها هاجيلك مش هعوج.
ماشي وسلملي عليها.
قالتها وهي تترجل من السيارة بعدما القى عليها بعض النصائح والتعليمات ثم توقف يطالعها حتى دلفت لداخل المبنى ليتحرك بالسيارة بعد ذلك ذاهبا نحو وجهته غافلا عمن كان يراقبهما منذ قليل داخل المبنى بعدما اوصل زوجته هو الاخر لنفس عيادة الطبيبة الشهيرة ثم انتبه عليهما اثناء مغادرته ليتربص بها من محله حتى ولجت لداخل المصعد ثم تفاجأت به ينضم معها
مساء الخير يا ست الحسن .
عمر .
تمتمت بالأسم ثم همت للخروج ولكنه باغتها بأن ضغط على الالواح طالبا الطابق الاخير واعترض طريقها حتى لا تخرج فهتفت به غاضبة
انت اټجننت يا عمر ولا واعي أصلا للي بتعمله دلوك دا تطير في رجاب.
ردد ببساطة غير ابها
وايه اللي هيخلي الرجاب تتطير هو انا هخطفك مثلا
زفرت پغضب حارق تطالعه بحنق تخفي من خلفه
ارتيابها من فعله وظلت صامتة حتى توقف المصعد على الطابق الأخير الخالي تقريبا من البشر بعدم وجود العيادات الممتلئة بالبشر كباقي الأدوار ليفرد ذراعه امامها قائلا بحركة مسرحية
ممكن لو تسمحي بكام دجيجة من فضلك يا هانم دا لو تتكرمي يعني لاني انا مستعد ابوظ الزراير في الانساسير واجعد معاكي لحد الصبح ومش هيهمني.
صكت اسنانها بغيظ متعاظم غير فاجئها بتهديده لتأخذ القرار على الفور وتخرج من المصعد ثم تتوقف في وسط الرواق متكفتة الذراعين تواجهه بقوة سائلة
اديني جدامك اها عايز ايه يا عمر
التف حولها ليقف امامها متمعنا النظر داخلهم وكأنه يريد الغوص بهما يبحث عن فتاته الصغيرة التي كانت هائمة به.
تركها بالسنين وظلت على العهد محافظة ثم انقلبت كغدر الزمان الذي يفاجئ اصحابه لتصبح هذه الشخصية الواقفة امامه الان
عايزك تجاوبي عن سؤالي واعرف اللي حصل كيف أجبروكي تتخلي عني وتروحي لواد عمك تتجوزيه عملت ايه فتنة خلاكي تتكسري جدامهم وتنخي
طالعته بارتياع وعدم استيعاب لمعرفته بهذا الأمر الخطېر
مين جاب سيرة فتنة مين اللي جالك الكلام ده من الأساس
رد بعدم اكتراث
المهم اني عرفت وعرفت هي عملت ايه عشان تشوه صورتي وصورتك جدامهم هي السبب بت ال......
خلاص يا عمر
هتفت بها تقاطعه بعدم احتمال
مفيش داعي نجلب في اللي راح بعد الحكاية ما فضت وكل واحد راح لحاله مكنش لينا نصيب في بعض انت شوفت حالك واتجوزت وانا ربنا رضاني بجوازى وسعيدة والحمد لله
رضاكي وسعيدة كمان!
تمتم بها پحقد ېحرق فؤاده المعذب بعشقها ليقترب بنظرات ازدادت حدة حتى كانت ترتد للخلف خشية منه.
يعني اتخطيتي ونسيتي امال انا ليه مش عارف اعيش ليه مش عارف ابجى زيك كدة وادوس على جلبي اللي عاش يتنفس هواكي جوليلي عرفتي تعمليها ازاي دي ولا هو مكنش حب من الأساس
ازداد خۏفها منه تريد الهرب وابصارها تتجه كل دقيقة نحو الدرج او ألمصعد تتمنى ظهور اي شخص ما ولكنها ايضا لم تقوى على الصمت