شيماء
بكفيها لترسم الثقة بنفسها وعليها تجميد مشاعرها وليفعل ما يفعل اقنعت نفسها بأن
زواجه هذا ما هو إلا لعبة منه ليعاقبها ويجعلها تستسلم له برضاها حركت رأسها بموافقة كأنها ستبدأ معه في تلك النقطة لتظهر ضعفه امامها وتقتل غروره هذا قبل أن تنفذ حكمها النهائي معه
ولج عمار الغرفة عليها ليقطع فكرها ادارت مارية رأسها نحوه لتنظر له بنظرات غير مفهومة جامدة اتسعت ابتسامته الماكرة وهو يتحرك نحوها وقف عمار امامها وحدثها بتسلية
مش هتجي تسلمي على ضرتك يا مراتي
كتمت مارية ضيقها وزيف ابتسامة وقالت لتثير حنقه
ثم سكتت لترى نظراته الغاضبة نحوها فابتسمت بخبث فهذا ما تريد الوصول إليه تماسك عمار امامها وكبت انفعاله مرر انظاره على جسدها الذي ملأته الكدمات وقال ليغضبها
عندك حق حتى جسمك مبقاش يشدني ثم اظهر نظرات الشفقة في عينيه وهو يوزع انظاره على جسدها ليستفزها رمقته مارية بجمود وردت متعمدة السخرية مما تفوه به
ولما أنا كدة عاوز مني ايه ھتموت عليا ليه صمتت لتعض على شفتيها السفلية بإغواء وتابعت بمكر
سايب مراتك ليه وجاي عندي لما أنا مبقتش اعجبك
ولسة هتشوف مني
كتير هتركع وقريب
ولج الغرفة التي تزوج فيها تلك الفتاة ويبدو عليه الإنزعاج ظن عمار بأنه من سيتثير استفزازها ولكن ما حدث أن ما فعله كأنه لم يكن وهي من تملك زمام الأمور ارتمى پعنف على المقعد فقد سيطر بصعوبة على مدى رغبته الجامحة فيها مدح نفسه على قوته تلك فهو لا يريد سواها امامه كأن حياته متوقفة على رضاها عليه انتبه عمار لتلك الفتاة تدنو منه وتضع يدها على كتفه نظر لها باقتضاب فكيف تتجرأ على لمسه بينما قالت الفتاة لتكسب ثقته فيها
حدق فيها عمار بنظرات قاتمة جامدة فاستطردت بحيرة زائفة وهي تجثو على ركبتيها امامه وتنظر له بجراءة
هو فيه واحدة عاقلة
متجوزه عمار اللي الكل بېخاف من اسمه بس وترفض تبقى معاه دا انا لو هعيش بس لخدمتك طول عمري هبقى أسعد واحدة
ثم بدت نظراتها تتمرر عليه برغبة كأنها تحسه على قضاء الليلة معها ناهيك عن يدها التي تجرأت ولامست صدره بحركة تمني منها ادرك عمار نظراتها وما تزمع له وحملق فيها بابتسامة ساخرة على زاوية فمه حدثها بنبرة جعلتها تعود لرشدها وتعرف
قومي من وشي ومتنسيش انتي جاية هنا ليه واعرفي بتتعاملي مع مين لو عايزة عمرك يبقى أطول
الفصل السابع
في ناحية اخرى جلس فؤاد في حديقة منزله وهو يفكر في اسماء تلك الفتاة التي يكبرها بأعوام كثيرة فمنذ فترة قصيرة كان يحملها كطفلة صغيرة بين يديه ما استغربه مشاعرها نحوه ونظراتها التي يرى
الحب فيها تحير في امرها كونها تحب رجل اكبر منها أيقن فؤاد أن حرمانها من والدها هذا ما جعلها تتمنى من يكتنفها ويحتويها لم ينكر ما شعر به حينما لامست شفتيه واغرته بانوثتها التي ظهرت عليها في فترة قليلة استحوذت عليه وأججت رغبته الرجولية فلم يلامس فتاة من قبل كونه لا يريد انشغاله بوجود أطفال له بسبب ذلك الٹأر وترهبن تأفف في نفسه ليعيد التفكير في تلك المسألة لا ليعيد التفكير في ارتباطه بأسماء فهي تتمنى نظرة واحدة منه كما شعر هو الآخر بتمنيه لها بأن يتزوج بفتاة في عمرها زادت رغبته فيها من الآن بأن انتبه فؤاد لنفسه ونظر امامه غير مستوعب تفكيره الأهوج فيها هتف فؤاد پتعنيف
ايه اللي بتفكر فيه ده أنت أتجننت
زفر بقوة ليعود لرشده ويتناسى ما فكر فيه اقنع نفسه بذلك ولكن بداخله يرفض عدم التفكير فيها اغمض عينيه للحظات ليعاود فتحهما وتنهد ليردد باقتناع تام
انا مش بعمل حاجة حرام أنا هتجوزها ودا مش عيب وكمان هي محتاجة واحد زيي يحميها وبتحبني
صمت فؤاد ليجد أنه أتخذ قراره باصرار ظهر في نبرته وما عليه سوى الذهاب للزواج منها فلن يسمح لمن حوله بأن يعارض كونها خادمة فقد انتهى ذاك التفكير الوخيم
استمع لصوت يأتي من خلفه فأدار رأسه ليجده والده كاد أن ينهض فؤاد ولكن والده وضع يده على كتفه ليجعله كما هو قال راشد بنبرة هادئة تعبر عن
طيبة شخصيته
خليك قاعد يا فؤاد أنا جيت أتكلم معاك شوية
نظر له فؤاد وهو يجلس بجواره تنهد راشد بعمق لينظر له ويقول بغير رضى
هتفضل كدة لحد امتى يا فؤاد عمتك ماثرة فيك وماشي وراها في كل حاجة غلط بتعملها فريدة اختي وبقولك متسمعش كلامها هي مفكر ان جوزها ده
صمت راشد حينما تذكر ټهديد سلطان له بعدم كشف ما حدث وذلك لخوفه من العاړ فسيطاله اولا وعن فؤاد تعجب من حديثه ومن صمته المفاجئ وتطلع عليه بجهل ممزوج بالإستغراب انتبه راشد لنفسه ليقول لتغيير الموضوع قال بتردد
كل اللي عايزك تعمله أنك تبعد عن عمتك لأنها مش فاهمة حاجة وأنت ابني ومش عايز اخسرك في أنك حطيت نفسك في التار اللي بينهم انت دخلك ايه علشان تفضل من غير جواز وتشغل نفسك بيه
حدق فؤاد في والده بعدم فهم فهي اخته الوحيدة وبدلا
من تشجيعه للوقوف معها يمنعه من ذلك استنكر فؤاد بشدة
انت اللي بتقول الكلام ده يا بابا انت ناسي اخويا الصغير اللي ماټ على ايديهم ولا ناسي
قاطعه راشد بنفاذ صبر لا يريد أن يجاهد في حديث لا يجدي نفعا وسيودي
حتما إلى نهايته هو الآخر ولم يملك غيره حيث هتف بانفعال مدروس
اللي قولته يتسمع اخوك وغيره راحوا وهما كمان راح من عندهم وهنفضل كدة لحد ما نخلص على بعض عايزين نكمل حياتنا مرتاحين عايز اشوف احفادي اللي انت حرمني منهم ورافض الجواز وانا ابوك وبقولك خليك بعيد علشان هتندم لما تعرف الحقيقة و صمت راشد ليلتقط انفاسه بصعوبة وهو يضع يده على صدره بسبب انفعاله الزائد انتفض فؤاد موضعه ليدنو منه وهو يهتف بقلق جلى حين وضع يديه على كتفه
بابا حاسس بأيه
حاول راشد التنفس بهدوء وسط نظرات فؤاد القلقة رد راشد بابتسامة متوسلة
انا كويس يا فؤاد بس لو بتحبني اسمع كلامي بكرة عمتك نفسها ټندم خليك بعيد يا ابني
اضطر فؤاد ان ينصاع لطلبه في الوقت الحالي خوفا على صحته فهو مريض رغم جهله بما يعنيه تنهد وقال بامتثال
حاضر يا بابا هخليني بعيد مع أني مش فاهم تقصد ايه بكلامك بس هخليني بعيد
لاحت الشمس بضوءها ليفيق جميع من في القصر على طاولة الطعام التم الجميع كعادتهم اليومية قبل حضور سلطان جاء سلطان وجلس على رأس الطاوله وهو يمرر انظاره عليهم لم يتجرأ احد على التطلع عليه بنظرة واحدة حتى اخويه جلس عيسى بجانب زوجته يتأفف من الداخل من خوفهم المبالغ فيه منه فلم يبالي به ولا بأبنته التي تزوجها بفرض سيطرته عليه لم يلاحظ هو نظرات سلطان القاتمة نحوها لينتبه له حين حدثه بصوت قوي جعله يبنظر له بارتباك
انت مزعل مراتك ليه يا عيسى مش مالية عينك علشان تبص للخدامة ولا يكون هو دا مستواك وافتكرناك حاجة
نظر له عيسى بارتباك لبعض الوقت فكيف عرف بذلك كاد ان يرد بنفي ولكنه ادركه سلطان ليتابع بحنق
انت ابوك مقالكش أن انا نبهت عليك لو بس فكرت تبص لغيرها هعمل فيك ايه
وجه عيسى بصره لوالده الذي يحدجه بغيظ فلم يسعه الوقت كي يخبره فقد أتى في وقت متأخر ليلة أمس ابتلع عيسى ريقه ونظر لزوجته التي ترمقه باستهجان وتعالي شعر بالرهبة بعض الشيء ولم يستطع الحديث حيث وجد بالفعل صعوبة في النقاش مع هذا الرجل حاد الطباع وصاحب النظرات القاسېة نظر له عيسى ليقول بتوتر وهو يتصنع تبرير
سامحني
يا عمي دي كانت نزوة والبت شكلها كان بيحاول معايا وأنا
قاطعته منى بنبرة احتقارية
كداب انا شيفاك بعنيا وهي هنا وانت اللي كنت بتقرب منها وهي اللي كانت خاېفة منك
نظر لها عيسى بتوتر شديد ولم يستطع التفوه بكلمة واحدة في حين يتابع الجميع ما يحدث في صمت حتى راوية وكذلك سالم الذي يخشى حدوث مكروه لابنه بسبب عناده وها هو الآن في موضع لا يحسد عليه كي ينفعه تكبره الزائف أمام سلطان فهو بنفسه لا يستطيع الوقوف امامه وتنهد بتوجس يريد مرور الامر بسلام بينما حدق فيه سلطان بنظرات حانقة مستهجنة ليقول بحدة
بوس أيد مراتك
نظر له عيسى پصدمة على هكذا اهانة والجم لسانه في حين ابتسمت منى بتعال وادارت رأسها لترمقه بغرور فكم تطاول عليها من قبل وكانت تصمت مجبرة باتت نظرات سلطان تتبدل للإنزعاج لعدم طاعته له ارتعد عيسى ونظر لزوجته ثم مد يده ليرفع يدها على فمه تحبه يوما وتزوجته كأي زواجة طبيعية هنا ابتسم سلطان بثقة ونظر حوله ليسأل زوجته
اومال فين عمار وفين اللي متجوزهم
ارتدت مارية ملابسها وحجابها لتتهيأ للخروج فمن قواعد المكان التجمع حول مائدة الطعام ولكنها تأخرت عليهم دلفت للخارج بتقاعس فعظامها مازالت تؤلمها ناهيك عن بعض الكدمات الزرقاء في وجهها التي
حاولت اخفاءها ببعض الكريمات التي لم تفعل شيئا تنهدت بتأفف وهي تسير ببطء لتهبط الدرج بعدها ولكن قابلتها في الطريق تلك الفتاة الماكرة شيماء التي لمحتها تخرج
من غرفتها فهي تعرفها جيدا تحركت نحوها بخطوات سريعة إلى أن وصلت إليها انتبهت لها مارية ونظرت لها بعدم اكتراث فهي لم تعرفها واكملت طريقها بينما حدقت فيها شيماء بخبث لتقول بميوعة شديدة
مش هتصبحي عليا يا ضرتي
توقفت مارية عن السير وتجمدت للحظات بعدما علمت بهويتها التفتت نحوها لتنظر لها من رأسها لأخمص قدميها متفحصة إياها بتأنيبينما لم تتخلى شيماء عن التغنج بجسدها وهي تضع يدها على خصرها رمقتها مارية بنظرات ساخرة ردت باستفزاز
امشي يا بت انتي العبي بعيد انتي مين انتي علشان تقفي قصادي وتكلميني أنا بالشكل ده واضح انك لسه متعرفينيش كويس اغتاظت