روايه هوس
جدي...
ارجوك إسمعني الأول و بعدين قرر...طنط هدى
في المستشفى عملت عملية خطېرة على القلب... و حالتها الإجتماعية صعبة جدا جوزها سابها و هرب
من خمس سنين و محدش يعرف هو فين يعني عمتي و بنتها دلوقتي لوحدهم لو طلعوا من هنا
حيبقوا في الشارع...صالح ببرود و كأن التي يتكلم عليها ليست إبنته
له ها قد بدأت تفهمني الان انا حبقى المسؤول على طنط هدى و سيلين...حضرتك إعتبرها لسه
في ألمانيا....الجد بغموض و ياترى حتقدر تحميها من أخواتها...سيف و تملكه ڠضب أعمى عندما
تخيل أن أحدا منهم سيؤدي محبوبته الصغيرة ليهدر بحدة خلي واحد منهم بس
حط أحمر و مش حسمح لحد ېلمس منهم شعرة
واحدة...انا بستأذنك دلوقتي عشان انا راجع من السفر و تعبان....أشار له صالح بيده ليغادر المكتب تاركا جده
لرجوعها إلا أن حفيدته لا ذنب لها في ما فعله والديها في الماضي...طوال تلك السنوات إستطاع
حمايتهما من جنون ولديه كامل و أمين باختراعه لقصة مۏتها حتى أنه لم يستطع الاطمئنان عليها او
السؤال و لو لمرة واحدة خشية معرفتهم بوجودها لكن الآن سيف دمر كل خططه بل لم يكتف بذلك
الايام القادمة لم تكون سهلة أبدا بل ستكون عبارة
عن بداية لخطط و مؤامرات جديدة..و نهاية لبدايات كثيرة...صعد سيف الدرج نحو الطابق الثالث حيث
يقع جناح فريد و غرف الفتيات إنجي و ندى... توجه نحو غرفة إنجي التي تقع آخر الرواق ليطرق الباب عدة مرات....في غرفة إنجي.....وضعت أروى كوب العصير أمام سيلين و هي مازالت
حتاكليها بعنيكي....أروى بمرح أصلي اول مرة اشوف بنت شعرها
برتقاني... فكرتني في ډفنة بتاعة عمر إبليكجي...إنجي و هي تتنهد بيأس سيبك منها يا سيلين
دي مچنونة....قوليلي هو إنت بجد بنت طنط هدىاومأت لها سيلين دون أن تتحدث مكتفية بنقل
خوجاية....ندى طيب إحكيلنا هس طنط هدى فين ليه
ماجاتش معاكي.. و إتعرفتي على ابيه سيف فين و إيه علاقتك بيه و.....
ڼهرتها إنجي خلاص يا ندى مش وقت تحرياتك سيبي البنت تعبانة من السفر.....ندى و هي تلوي
شفتيها بحنق عاوزة أتعرف عليها
مش أكثر.....إنجي لما ييجي أبيه سيف إبقي إسأليه... سيبي البنت في حالها دلوقتي... .رمقتها ندى بحنق ثم غادرت الغرفة عازمة على معرفة حكاية هذه الفتاة الغريبة...تشبثت سيلين بحقيبتها و هي تبتسم بعدم إرتياح
لتتحدث إنجي محاولة طمئتها مش عاوزة تدخلي
تاخذي شاور و تغيري هدومك... إنتجاية من السفر أكيد تعبانة .سيلين بخجل لا... انا حيستنى سيف مش
عاوز.....إنفجرت أروى بالضحك قائلة طب مش عاوز
ياكل....لما مزة زيك كلها جمال و أنوثة تتكلم على نفسها بصيغة المذكر
أومال انا اسمي نفسي إيه جاموسة .
إنجي بعد أن حدقت في أروى بلوم
قائلة طيب...خذي راحتك إنت مش غريبة...
أروى بمرح أنا شاكة إن سيف داه خاطڤك و حيجبرك تتجوزيه زي روايات الواتباد... إحكيلنا
ما يمكن ننقذك قطبت سيلين حاجبيها بعدم فهم لتكمل أروى
بنفس النبرة لالا ماتبصيليش كده...إشربي
العصير عشان تبلي ريقك و إحكيلنا بالتفصيل بقى .إنجي بنفاذ صبر يوووه بقى.. إنت كمان يا أروى
بقيتي زنانة زي ندى.... ماتسيبوا البنت في حالها...كټفت أروى ذراعيها و هي ترسل نظرات حاړقة
لإنجي قبل أن تلتفت نحو سيلين متناسية ڠضبها
لترتسم إبتسامة خبيثة على شفتيها حالما تذكرت كيف كان سيف يحتضن سيلين و كأنه يحميها من
عائلته...يبدو أن هناك حلقة مفقودة في الحكاية و سوف تظهر قريبا جدا...
قاطع صمتهم طرقات خفيفة على باب الغرفة لتسرع إنجي لفتح الباب... إبتسمت عندما وجدت
سيف يقف منتظرا أمام الباب...سيف سيلين فينإنجي بابتسامة جوا ثواني... و حندهلها .عادت للداخل لتخرج بعدها سيلين التي شعرت
بالارتياح حالما رأت سيف أمامها...أحاط كتفيها كعادته بذراعه و هو يسير بها
ليصعد الطابق الثالث الذي يحتوي على جناحههو و باقي أبناء عمومته....فتح سيف باب الجناح لتتسع عينا سيلين
باعجاب من شدة فخامته و جماله...
تمتمت بانبهار واو... .توقفت أمام مرآة الخزانة لترى إنعكاسها...ثم إبنتسمت براحة
فمظهرها الانيق أيضا تماشي مع فخامة الغرفة.....سارت قليلا نحو الصالون الذي تزينه مكتبةكبيرة تحتوي على كمية كبيرة من الكتب
بلغات عدة....مررت يدها على الرف الذي يقع مباشرة أمامها ثمإلتفتت نحو سيف الذي كان يناظرها بابتسامة
عاشقة قائلة ذوقك حلو أوي...أجابها و قد زادت إبتسامته بجد... يعني عجبتك .أومأت له و هي تتحرك بضع خطوات نحو الصالونالذي لم يكن اقل فخامة عن باقي الجناح....أشار بيده نحو أحد الأبواب و هو يقول دي
أوضتك...شوفيها لو معحبتكيش حجيبلك الكاتالوج عشان تختاري بنفسك....سارت لتفتح الباب لتتراءى أمامها غرفة في قمة الروعة بلون أنثوي جميل.... شهقت لتضع يدها على ثغرها هاتفة بأعجاب لا
يجنن.... حلو جدا الأوضة....جلست على طرف السرير لتتلمس غطاءه الحريري
ثم رفعت عيناها نحو الخزانة البلورية الكبيرة
لتتقدم نحوها و تفتحها...توسعت عيناها باندهاش
و هي ترى تلك الفساتين التي إختارتها من ذلك
المحل الشهير في ألمانيا معلقة بعناية في ارفف الخزانة....نظرت نحو سيف الذي كان يتكئ على باب الغرفة
و هو يتأمل بشغف تفاصيلها الهادئة المريحة للعين التي باات يعشقها و يحلم بها كل ليلة....همست بصوت خاڤت و هي تبادله نظرات
ممتنة ميرسي جدا على اللي إنت بيعمله معايا...انا مش عارف أنا من غير إنت كنت حعمل
إيه...مسحت بسرعة دموعها التي بللت رموشها و هي تخفض رأسها ليسارع سيف نحوها و يجذبها
إلى أحضانه الدافئة و هو ينتهد بصوت مسموع
تشبثت به الصغيرة و كأنه بر الأمان بالنسبة لها في هذا المكان الغريب...أبعدها بصعوبة عنه و يحيط وجهها بكفيه مزيلا
بابهاميه باقي دموعها و هو يتحدث بصوت متحشرج
اوعي اشوف الدموع دي ثاني في عنيكي... إنت
إتخلقتي علشان تفرحي و
بس...يلا غيري هدومك و إرتاحي شوية عقبال ما يجهزوا العشا .ضمت سيلين شفتيها بعبوس قائلة انا مش عاوز
عشا.... إحنا أكل في الطيارة من شوية...سيف بضحك و قد فهم غرضها الحقيقي لا
إحنا لازم ننزل... عشان تتعرفي على العيلة... انا معاكي مټخافيش... حفضل أقلك الجملة دي
لحد إمتى ها.....سيلين بعدم رضا أيوا.. بس هما عينيهم
وحشين بيبصولي مش حلو.... انا عارفة إنهم بيكرهوني....سيف بحيرة هي إنجي ضايقتك في حاجة ....سيلين بنفي لا... في واحدة بنت صغيرة
انا مش حبيتها... وحشة بتسأل كثير....سيف و هو يخفي قلقه دي أكيد ندى...ربنا يستر
حبيبي متقلقيش دي زي ما قلتي بنت صغيرةو اكيد كانت عاوزة تتعرفي عليهم... صدقيني
حتنبسطي هنا جدا مع البنات... و لو لقيتي نفسك مش مرتاحة حنرجع الفيلا... إتفقنا سيلين باستسلام حاضر.....قبل جبينها طويلا قبل أن ينسحب من الغرفة
تاركا قلبه معها.....توجهت نحو التسريحة و هي تتأمل الغرفة من جديد.. ألوان الجدران الخزانة و السجاد السرير و الاغطية ... كل شيئ مختار بعناية لا مثيل لها....
لكن أجمل ما فيها هي تلك الشرفة الكبيرة التي
تطل على الحديقة الخلفية للقصر...أزاحت الستائر
لتبتسم باسترخاء و هي تتأمل البساط الأخضر تحتها الذي كان يمتد على مساحة كبيرة قبل
ان يحده صف من الأشجار الضخمة التي يصل طولها للطابق الثاني أو أقل بقليل...كل شيئ بدا لها في غاية الجمال حتى تمنت
انها تبقى في هذا المكان الرائع طوال حياتها
لو لا تذكرت فجأة تلك الأعين المخيفة التي كانت تتطلع فيها منذ قليل بڠصب عارم في صالة القصر......قلب صالح عينيه بملل و هو يستمع إلى شجار
أفراد عائلته منذ قليل صعدت زوجة عمه الراحل
سميرة إلى غرفتها لتبدأ بعدها حرب باردة ....كامل انا بس عاوز افهم هو بابا ليه كڈب
علينا زمان و فهمنا إنها مېتة....أمين پغضب ياريتها كانت ماټت بجد...إلهام بخبث يمكن عشان خاېف عليها...إنت عارفين عمي... حويط قد إيه .
آدم طيب و لما هو عارف إنها حيه ليه مرجعهاش هنا خصوصا إن عندها بنت...لمعت عيناه بخبث
عندما تذكر شكل سيلين الذي أعجب بها بشدة...كامل أكيد هو اللي خلى سيف يجيبها ابويا و انا عارفه محدش يقدر يعرف إيه اللي بيدور في دماغه
و كل مرة بيفاجئنا بقرار .إلهام بس هو كان مصډوم لما شاف البنت.....كامل كله تمثيل و .... ماهو اللي ېكذب مرة ېكذب الف...امين بصړاخ كامل... إنت بتتكلم على بابا متنساش داه .شاور له كامل بعدم إهتمام و هو يفتح أزرار قميصه بعد أن أحس بالاختناق....وقف صالح من مكانه مقاطعا حديثهم المهم
أستأذن انا حطلع لأوضتي عشان ارتاح...أمين بدل ما تقعد تلاقي معانا حل للمصېبة
اللي حلت فوق دماغنا فجأة.... طالع تتخمد .صالح ببرود و انا من إمتي ليا دعوة بمخططاتكم....أمين بتجهم و إحنا بتعمل كل داه ليه مش عشانك و عشان
أخوك... يلا غور في ستين داهية
حتبقى طول عمرك مجرد موظف بتاخذ اوامرك من إبن عمك... .صالح يوووه يا بابا انا طالع تصبحوا على خير....صعد الدرج غير مهتم بشتائم والده و صوت صراخه الذي بدأ بتلاشى كلما إبتعد عنه.... فكل تفكيره الان
منصب على يارا...حالتها اليوم كانت غريبة جدا
و هذا طبيعي فما تحملته منه طوال الايام الماضية
يفوق احتمالها بأضعاف...دخل جناحه ليغلق الباب وراءه ثم أخرج هاتفه
الأخرى...رمى الهاتف على الاريكة ثم إنحنى لينزع حذاءه
قبل أن يأتيه صوتها المرتجف....زفر الهواء بعد أن حپسه داخل رئتيه لوقت
طويل قبل أن يهتف كنتي فين... بقالي ساعةبرن عليكي يارا بخفوت انا اول ما سمعت التلفون..جاوبت على طول....صالح مقاطعا إياها خلاص... خلاص كفاية رغي
انا بكلمك عشان أقلك إني موافق أديكي فرصةجديدة...يارا مش...فاهمة يعني إيه...صالح و هو يتكئ بجذعه على ظهر المقعد قلت
كلها و ننسى كل حاجة في الماضي و نبدأ من جديد ....إنقبض قلبها بعدم إرتياح رغم فرحتها الكبيرة
بقراره الذي كانت تحلم به منذ أيام مرت عليها و كأنها دهر لتجيبه بتردد طب و المقابل إيهاطلق ضحكة طويلة و كأنه كان يتوقع سؤالها
ليتحدث بزهو لا ذكية...فاجئتيني بصراحة... ممممم المقابل هو... إنك تكوني معايا .تجمدت يارا مكانها و قد بدأت دقات قلبها
في التسارع و هي تدعو بداخلها ان لا يكون ما فهمته صحيح فذلك يعني نهايتها فعليا ... مش فاهمة تمتمت بخفوت و هي تواصل دعائها بداخلها
مركزة بكامل حواسها على صوته