الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه هوس

انت في الصفحة 24 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز


بنفسه يحذرها بنبرة هادئة تخفي في طياتها ټهديدا مبطنا بعدم تدخلها في الموضوع
ترتب حجابها مضيفة بابتسامة مواسية داه الكارت بتاعي لو حسيتي بأي أعراض ثانية كلميني في أي وقت .... انا آسفة مقدرتش أعمل أكثر من كده....
أجابتها أروى و هي تمد يدها لأخذ البطاقة منها 
مجيبة بصوت مبحوح متشكرة اوي حضرتك .قلب فريد عينيه بملل ثم إنحنى ليأخذ الورقة التي تحتوى على أسماء الأدوية من فوق المكتب هاتفا بحدة و مش مطلوب منك تعملي أكثر من كده... يلا 

خلينا نمشي تقدم ليفتح لها الباب و هو يرسل شرارات حاقدة 
لتلك الطبيبة التي كانت تنظر لزوجته المسكينة بأسف أغلق الباب وراءه پعنف ثم بدأ بالسير وراء أروى التي 
كانت تمشي ببطئ شديد و تستند على الحائط... زفر 
و هو ينحني ليحملها و يخرج من المستشفى...لم تعترض على ما فعله لأن طاقتها كانت قد نفذت 
حرك السيارة بسرعة معتدلة حتى وصلا للقصر 
ليحملها ثانية و من حسن الحظ لم يعترضهم أي
قائلا بلهجة لا تقبل النقاش من النهاردة حتنامي
هنا معايا في أوضتي و لجين حجبلها مربية....قدم لها كوب الماء و قرص دواء مكملا دورك 
و هي تعتدل في جلستها لتأخذ منه كوب 
الماء قائلة پحقد عمري ما حسامحك على اللي إنت عملته.... اصلي للأسف انا إنسانة 
حقودة و قلبي اسود و مبنساش بسهولة....إبتسم لها بسخرية و هو يتناول منها كوب المياه 
ليضعه مكانه هاتفا باستفزاز مش مهم المهم إنك 
حتبقي مراتي و داه كفاية.. بتحبيني بتكرهيني 
مش حيفرق انا حعرف اتعامل معاكي كويس...أروى حتضربني ثاني....
فريد و هو يقف من مكانه لو حتبقي مطيعة 
اوعدك مش حضربك ثاني....
أروى پقهر بس إنت ضړبتني و انا مظلومة معملتش
حاجة... علي الاقل المجرمين اللي عندك مش بيتعاقبوا غير بعد ما تتأكدوا من جرايمهم.. و إلا 
متعود على كده بتعاقب و بعدين تسمع .بهت من كلامها حتى أن يده تجمدت على مقبض 
باب مكتبه لتكمل أروى بنبرة واثقة رغم الضعف الذي 
كان يتخللها انا من يوم ماجيت هنا و انا كافية خيري 
شړي... رضيت بأي حاجة تتديهالي و قلت معلش 
هو بردو زيي مكانش موافق على الجوازة دي مع 
إنك راجل و كنت تقدر ترفض... عندك فلوس و تقدر 
تطلع تعيش في بيت غير داه لو ابوك و امك طردوك 
من البيت... راجل قوي و عندك مركزك حتقدر 
تحمي نفسك و بنتك لو حد تعرضلك...كنت تقدر 
توقف في وش أهلك و تقلهم انا مش صغير عشان 
تقرروا حياتي زي ما إنتوا عاوزين و تغصبوني على 
حاجة انا مش عاوزها... إنت معندكش اي عذر يخليك 
توافق إنما أنا... كنت بتصبح بعلقة و بتمسى بعلقة 
إتحرمت من كليتي و إتطردت من البيت يومين 
و انا عايشة في الشارع...فضلت ليلتين و انا نايمة 
للبرد قدام شقتنا بترجى ماما عشان تدخلني جوا 
بس هي كانت بتطردني في كل مرة... كنت بجري 
بيتخبى تحت سلالم العمارات خاېفة لحد يتعرضلي 
ببقى مړعوپة و انا بتخيل نفسي مقتولة و مرمية 
في خړابة...انا ماما مرحمتنيش ابدا طردتني 
بهدوم البيت.... شعري عريان من غير طرحة.. و نبهت على الجيران كلهم محدش يدخلني عشان إتهمتني إني بقابل حد من زمايلي في السر... و إنت عارف بقى الناس متصدق تسمع بڤضيحة...رجعتلها ثالث يوم 
و انا خلاص مبقتدش قادرة اقاوم قلتلها إني موافقة 
و بعدها إنت عارف اللي حصل...رغم إنها امي بس انا 
مش حسامحها عشان ظلمتني عشان هي السبب 
في اللي حصلي الليلة دي...انا عملت كل اللي إنت 
قلتلي عليه إهتميت ببنتك و عاملتها كأنها بنتي 
بالظبط و مقصرتش معاها في حاجة... حرمتني
من كليتي و قلت عادي عنده حق مين حيهتم 
بلوجي لو أنا رحت الكلية...قلتلي ما تقربيش ناحية 
أوضتي... مقربتش... معملتش حاجة و مقلتش 
لطنط
سناء و متكلمتش معاها في أي حاجة 
انا اصلا زي ما إنت قلت... خدامة عشان بنتك 
بس معلش كله حيعدي الضړبة اللي ما بتموتش 
بتقوي... تصبح على خير.
ختمت كلامها و هي تجذب الغطاء لتغطي كامل 
جسدها الذي كان يهتز دليلا على بكائها...أما فريد 
فقد كان في عالم آخر لأول مرة يواجهه أحدهم 
بالحقيقة التي كان يتجنبها طوال الوقت...تلك الفتاة الصغيرة كانت محقة في كل كلمة نطقت بها...
فهو ليرضي امه فقط قام بټدمير حياة فتاة مسكينة بل فتاة قوية قاومت لآخر ذرة 
تحمل تمتلكها... ألقى نظرة أخيرة نحوها قبل أن يدلف غرفة مكتبه بذهن شارد.
في ألمانيا......في مكتبه أنهى سيف مكالمته الهاتفية و على 
ثغره إبتسامة خبيثة بعد أن أعلمه مساعده إيريك بأن كل تعليماته قد نفذت بالحرف الواحد ...
غدا صباحا عمته هدى 
ستنتقل لمصر على متن الطائرة الطبية
و معها 
طاقم طبي كامل لمتابعة صحتها... تعمد إختيار 
موعد إقلاع الطائرة في الصباح الباكر حتى يفاجئ سيلين و بذلك ستظطر للرجوع معه 
لمصر رغما عنها.. قهقه باستمتاع على خطته البسيطة و هو يتخيل مظهرها المتفاجئ غدا....طرق باب المكتب ليسمح للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوى كلاوس.... 
حياه ثم جلس مقابلا له ينتظر بقية تعليماته بصمت 
فهذه هي طبيعة كلاوس قليل الكلام و لا يسأل 
كثيرا سوى للضرورة و لا يعارض أوامر سيف كما 
أنه لا يتدخل فيما لا

يعنيه ينفذ الأوامر فقط 
و الأهم من ذلك انه شخص غير فضولي 
و وفي جدا و هذا ما جعل سيف يثق فيه ثقة 
كبيرة حتى أنه يأمنه على أغلب أسراره....
راقب كلاوس سيده بصبر و هو يدير له شاشة 
حاسوبه لتظهر أمامه صورة لإحدى الحقائب 
النسائية الغريبة... عقد حاجبيه بعدم فهم 
و هو ينقل بصره بين الصورة و بين مديره الذي 
لم يمهله كثيرا ليتحدث مفسرا له دي شنطة 
هيمالايا بركين من هرميس...دي تعتبر من أندر و أغلى 
الشنط في العالم كله سعرها وصل لحوالي مليون 
... دولار....
حرك كلاوس رأسه تعبيرا عن فهمه لكلام سيف 
و هو يحاول بكل جهده إخفاء تعبيرات وجهه 
الغير راضية عن هذه المعلومة لكن سيف قاطع 
تفكيره قائلا انا عارف إنت بتفكر في إيه 
فعلا إنت عندك ثمن الشنطة دي يجيب فلتين في أرقى مدينة في مصر....
قلب سيف شفتيه بانزعاج و هو يكمل بيقولوا 
إنها مصنوعة بالايد و من جلد تمساح الألبينوا و فيها فصوص الماس كمان....عشان كده هي نادرة و غالية
هي شكلها يقرف بصراحة بس نقول إيه ذوق النسوان 
أحيانا بيكون غريب اوي و مبيتفهمش.... المهم انا عاوز 
الشنطة دي بكرة قبل المساء..عاوز اشوف ردة فعل 
الست إلهام لما تشوفها في إيد سيلين .
أومأ له كلاوس بالايجاب و هو مازال يحدق أمامه في هذه الحقيبة ذات الشكل القبيح بالنسبة له...
هب من مكانه قائلا بهدوء أي تعليمات ثانية ياسيف بيه
سيف و هو يتراجع بجسده على كرسيه لا.. تقدر تمشي دلوقتي...و متنساش الشنطة عاوزها بكرة.
كلاوس متقلقش بكرة إن شاء الله تكون عند حضرتك.. .أكمل كلامه ثم خرج مغلقا الباب ليبدأ منذ الان 
في تنفيذ ما طلبه منه..الساعة الثانية صباحا...في قصر عزالدين....
هبت إلهام فزعة من فوق اريكة الصالون التي غفت فوقها تنظر إبنها آدم الذي تأخر بسهرته في الخارج... 
سمعت صوت الباب الخارجي يفتح لتهرول بخفة 
تفتحه حتى لا يصدر صوتا همست پغضب و هي ترى مظهر آدم المزري ششش وطي صوتك جدك 
حيفيق...إنحنى آدم يلتقط مفاتيحه التي وقعت على الأرضية 
ترنح قليلا ليستند على الباب و هو يتحدث بصوت 
متثاقل لشدة سكره إيه.... يا ست الكل...جدو ماټ...ماټ من زمان اوي...
شهق و هو يضع يده على فمه بغير وعي مكملا إنت
واقفة ليه برا ياماما ... ادخلي... ممممم جدو العجوز الخرفان طردك ثاني.... صح.... أدخلي جوا الجو برد اوي برا.... جدو.... بس هو ماټ من زمان أوي....شهق مرة أخرى لتجذبه إلهام للداخل متمتمة 
بنبرة مشمئزة أدخل جوا ووطي صوتك....إنت سکړان و ريحتك تقرف..تعالى معايا 
حطلعك اوضتك قبل ما جدك و ابوك يصحوا....جذب آدم ذراعه من يدها لترنح حتى كاد يقع 
و هو يهتف بتذمر تؤ... مش عاوز انام.... انا عاوز 
أغني....أسرعت إلهام لتضع يدها على فمه لتسكته قبل أن 
يبدأ في الحديث من شديد قائلة بوشوشة 
إخرس يا مچنون... حتوقعنا في مصېبة إتسند عليا 
علشان اوصلك لفوق قبل ما ابوك يصحى...آدم بهذيان اوووف بقى هو جدو و إلا ابوك اللي 
يصحى...واحد و إلا إثنين و إلا ثلاثة... هي مالها 
بتشربه داه...إنت حتضيع كل حاجة بسبب إستهتارك داه....ظلت توبخه حتى وصلت به لغرفته...رمته على 
السرير و هي تجاهد لأخذ أنفاسها اللاهثة 
نظرت نحوه لتجده قد غط في نوم عميق...ضغطت 
على أسنانها پغضب ثم غادرت الغرفة و هي تتوعد 
له غدا صباحا....
الفصل اللي جاي حيبقى بداية الأحداث
الفصل التاسع 
إبتسم سيف بخبث و هو يتفرس ملامح جميلته الغاضبة... منذ الصباح و هو يحاول محادثتها
دون أن تجيبه فقط كانت ترمقه بحنق من حين
لآخر...بعد أن أخبرها بسفر والدتها لمصر على متن طائرة طبية خاصة...
فتح أحد الحرس باب السيارة ليخرج ثم مد يده ليساعدها على الخروج لكنها تجاهلته كعادتها
نزلت لوحدها و هي تنظر حولها لتجد نفسها في نفس ذلك المكان الذي نزلت فيه منذ يومين
تلك الطائرة الخاصة التي أقلتها من مصر إلى هنا...شعرت بذراع سيف تلف كتفها يحثها على السير
لتسير بجانبه بصمت متجهين نحو الطائرة...لم يكن
لديها خيار آخر سوى المجيئ معه فهي طبعا لن تستطيع البقاء هنا بعيدا عن والدتها... هي فقط
غاضبة لانه لم يخبرها بذلك قبلا لا يدري كيف شعرت عندما أخبرها أن والدتها غادرت و لم تعد موجودة
هنا معها كان و كأنه يخبرها انها لن تراها مجددا و انها بقيت هنا وحيدة... مجرد التفكير في أن ذلك
قد يحصل يصيبها بالجنون.....
جلست على مقعدها تفكر في جميع الأحداث التي حصلت معها هذا الأسبوع لتجد أن حياتها قد تغيرت 
كليا.. نظرت لملابسها الباهضة التي يساوي ثمنها مرتبها لسنتين كاملتين و هاتفها الذي لم تكن تحلم 
أن تحصل عليه يوما ما...سيارات فارهة و موكب حراسة و طائرة خاصة حرفيا أصبحت حياتها 
مثالية و كأنها أميرة حقيقية...رفعت رأسها نحو سيف الذي كان يرمقها بنظرات 
غريبة إقشعر لها لا إراديا سرعان ما تغيرت 
نظراته ليستبدلها بابتسامة مرحة بريئة و هو يقول 
ماي برانساس... بتفكر في إيه
قطبت حاجبيها باستنكار و هي تشعر بتسارع دقات قلبها دون سبب.... رفعت يدها البيضاء الصغيرة لتسعها على صدرها و هي تحاول أن تنظم أنفاسها 
قبل أن تتحدث بأنفاس متسارعة و لا حاجة... انا 
خاېف على مامي إنت مش قلت.. ليا إنها سافر إنتقل سيف ليجلس على المقعد المجاور لمقعدها 
ثم أخذ كفها بين يديه.. قبله عدة مرات رغم محاولتها 
جذبه منه لكنه كان يضغط عليه برفق دون أن 
يألمها... رفع بصره نحوها ليبتسم و هو يلاحظ إحمرار وجهها...هتف بصوت حنون محاولا طمئنتها
قائلا حبيبي...إهدي و إطمني طنط هدى الحمد لله عدت مرحلة الخطړ و بقت كويسة...انا نقلتها 
مصر عشان تكون قريبة مني و تحت عيني انا للاسف مقدرش أقعد اكثر من كده في ألمانيا 
عندي شغل كثير و لازم اكون موجود بنفسي.... 
أكمل حديثه بهدوء و هو يدرس جيدا تفاصيل وجهها التي تدل على تصديقها لكل
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 64 صفحات