روايه العشق
لربع ساعة بالضبط ثم استأذن منهم بالرحيل ليوقفه أبيها هاتفا
_ خليك اتغدى معانا يابني !
أجابه بامتنان ونبرة مهذبة
_ ربنا يخليك ياعمي مرة تاني إن شاء الله .. معايا شغل في الشركة لسا مخلصتهوش والله
_ ماشي يابني مش هعطلك عن شغلك ربنا يعينك ويقويك
ودعه ثم انصرف ووقف بجانب الباب يرتدي حذائه لتلحق هي به وتقف خلفه تنتظره حتى ينتهي ويلتفت لها لتهمس بنبرتها الأنوثية الخاڤتة
أجابها بجفاء بسيط وإيجاز دون أن يكون في وجهه أي شيء من البشاشة أو جزء من انحراف شفتيه للجانب كابتسامة لطيفة
_ على الساعة 8 إن شاء الله
ثم فتح الباب ورحل فأغلقته خلفه ببطء وهي تأخذ نفسا عميقا بأسى وشجن فهو لن يجعلها تحصل على المسامحة منه بسهولة وكأنها لم تخطأ في شيء يستحق الخصام والعقاپ !! ....
وليس معها فقط فساد الصمت بينهم للحظات وكلاهما يحتسي من كوبه في صمت حتى أتاها صوته القوي وهو يقول
_ عدى اسبوع واستنيت تاجي وتقوليلي بنفسك مجيتيش .. ليه مقولتيش إنك عارفاه لما شوفتي صورته في اوضتي !!
قيد لسانها وأصابها الارتباك والقليل من الدهشة حين تأكدت أنه عرف بكل شيء فابتلعت ريقها وتمتمت بخفوت وهي تتحاشى النظر إليه
هتف في صوت غليظ وڠضب مكتوم
_ إنتي عرضتي نفسك للخطړ .. لو كنتي قولتيلي من وقت ما كنتي شاكة فيه مكنش اللي حصل معاكي في بيتكم ده هيحصل لإني مكنتش هسمحلك تقعدي وحدك أبدا وأنا كدا كدا كنت هلاقيه وهوصله سواء عرفت إنه هو اللي بيبتزك أو لا بس زي ما قولتي اللي عمله ده خلاني اصمم أكتر على اللي ناوي أعمله فيه
_ ولما تدخل السچن بسببه هتستفاد إيه هتبقى خسړت مراتك وخسړت حياتك .. الأفضل إنك تسلمه للشرطة وتسيب القانون يعاقبه
نظر لها مبتسما بإزدراء وهو يتمتم
_ وهي الشرطة هتقدر تطفي الڼار اللي جوايا !! .. خلاصة الكلام ياشفق أنا جيت عشان أقولك مش هينفع تمشي من هنا غير لما امسكه لإن ماما قالتلي إنك عايزة تمشي
ثم هب واقفا واتجه نحو الداخل مجددا وتركها معلقة نظرها عليه وهو يبتعد عنها بأعين دامعة !! ........
عاد من عمله مبكرا اليوم على غير عادته وكان متعبا ودخل فورا لغرفته حتى ينام والآن الساعة قاربت على العاشرة مساءا ومازال لم يتسيقظ !! .
القت هي نظرة على ساعة الحائط بنظرات قلقة ثم استقامت وقررت أن تدخل له وتطمئن عليه وتعرف سبب نومه لكل هذه الساعات فهو منتظم في ساعات نومه ولا ينام لساعات طويلة هكذا قادت خطواتها نحو غرفته وفتحت الباب ببطء وادخلت رأسها تنظر له فوجدته في فراشه متدثر بالغطاء حتى كتفه ووجهه يعطي أحمرارا ليس طبيعيا فدخلت دون تردد واقتربت منه تتلمس بباطن يدها جبهته ووجنته لتجد حرارته مرتفعة جدا فتخرج فورا لتجلب دواء للانفلونزا وملأت كوب ماء ثم عادت له وهمست في رفق وهي تهزه بلطف حتى يستيقظ
_ زين .. زين قوم خد البرشام ده
فتح عيناه بصعوبة واعتدل نصف اعتدالة في نومته حتى يتمكن من شرب الماء وأخذ الدواء ثم عاد وتدثر مجددا بالغطاء مغمغضا عيناه التي لا يقوي على فتحهما من ارتفاع حرارة جسده بينما