روايه لحن الحياه
حقيبتها نوع اخر من الشوكولاتة المعتاده عليها هي وشقيقتها
خدي ديه بتاعتك انتي
فنظرت ورد للعلبة ثم لقطعة الشوكولاته خاصتها
لاء انا عايزه من ديه شكلها غاليه ونضيفه
فضحكت مهرة علي تذمرها الطفولي ..وصدح صوت ورد عاليا وهي تلتقط منها العلبه مهلله بحماس
أنسي خلاص ديه بقت من ممتلكاتي
.....................
فقضم الصغير قطعته ضاحكا وهو يخبرها
مهرة شريرة ورد
كان كنان يردف للجناح وهو يحمل علبة حمراء بها سلسال جديد من الذهب الأبيض
وعندما سمع حديثهم خبئ العلبة سريعا في جيب سترته وقد لمعت عيناه بفكرة يضع بها هديته
كيف حالك ورد
فتمتمت ورد بهدوء
الحمدلله
وفتح ذراعيه لجواد يسأله عن يومه .. هو يعلم ان الصغير سيحكي كل شئ بأستفاضه
وجاء إلى الشوكولاته التي أخذتها مهرة ولم تعطي منها لورد
فأتسعت عين ورد وأشاحت وجهها بخجل وهي تهمس
ماشي ياجواد مبتسترش علي حاجه
مانوع تلك الحلوي ورد ..أريد ان أجلبها هدية لصديق عزيز لي يعشق الحلوي
فنظرت اليه ورد وأخبرته عنها وبتلقائية اقترحت
وممكن مع الشوكولاته... ورد
وتمتمت بأرتباك
لو كان الصديق ده بنت
فطالعها كنان مبتسما وهو يتفحص حركتها المعتاده
شكرا ورد ..اقتراح رائع
........................
نظرت مهرة لمكتب مني الفارغ ..فمني أخبرتها أنها ستتأخر لساعه ثم ستأتي
وفتحت حقيبتها لتخرج العلبة المغلفه ..ودخلت مكتبه لتضع له العلبة .. وابتسمت بحماس
وأستدرات بجسدها قليلا ..لتقف ساكنه وقد تجمدت أقدامها بعدما سمعت صوته
لتتنهد بأحباط ..فلم تكن تريد ان تكون موجوده وهو يري هديتها
وتنحنحت وهي تستدير بكامل جسدها له
كنت بنضف المكتب .. برتبه وكده يعني
فضحك جاسم على ارتباكها وهي تتحدث وتقدم منها ..فأتسعت عيناها وهو تراه يقترب
لاء اقف عندك
فتعجب جاسم منها
مالك يامهرة ..اوعي تكوني عملتي مصېبة تانيه
ليه هو انا مكتوب عليا مهرة
مصايب
فعلت ضحكته وهو يتفحصها
حاشا لله
وتابع بجديه
وقفتك ديه مش مريحاني ..في ايه ورا ضهرك
فركزت حول نقطه خلفه
جاسم بيه بص كده ناحية الباب
فألتف جاسم نحو ما أشارت إليه...ليجدها تركض من امامه وأغلقت الباب خلفها
فوقف جاسم يحدق بفعلتها مندهشا
مجنونه
وألتف بجسده ثانية..لتقع عيناه علي العلبة المغلفه وعليها كارت صغير مدونة به كلمه واحده
شكرا
فمد يده نحو الهدية يلتقطها وازال تغليفها ..لتقع عيناه علي نوع الحلوي التي يفضلها
وأبتسم بسعاده يلتقط واحده كي يتناولها
يتلذذ بمذاقها داخل فمه وانفتح باب الغرفة فأغمض عيناه وهو غارق في عالم أخر وهمس بصوت لا يسمعه الا هو
هتجنيني يامهرة
الفصل التاسع عشر.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
لم يكن الشخص الا ياسر وقف يخبره عن أجتماع اليوم الذي سيكون خارج الشركه ..وأنصرف ياسر متعجبا من صمت جاسم ووقوفه هكذا
ثم أغلق الباب خلفه ..ليتنهد جاسم ببطئ وهو يبتسم علي تلك الحاله العجيبه التي أحدثتها مجرد هدية بسيطه من الحلوي
تأمل ياسر مهرة المنكبة علي الحاسوب ..تداري وجهها في الشاشة فتمتم وهو يكمل طريقه
هو في ايه النهاردة
وبعدما أنصرف ياسر ..تنفست مهرة بتوتر ونظرت للغرفة المغلقه وعادت مجددا لعملها
ولكن بعد دقائق وجدت جاسم يفتح باب مكتبه ويهتف بأسمها
مهرة تعالي
فأتبعته بأرتباك وهي تتسأل أيعقل ان هديتها لم تعجبه .. ووقفت خلفه تتسأل بخيبة
هي الهديه معجبتكش
فألتف لها وهو يحمل العلبة مبتسما يناولها واحده
بالعكس يامهرة
فنظرت إلي العلبة وهو يمددها لها ..يحرك رأسه بأن تشاركه في مذاقها
وأبتسمت وهي تلتقط واحده بخجل ..ليأتيها سؤاله
دوقتي طعمها قبل كده
فحركت رأسها وهي تمضغها بتلذذ
الميزانية متسمحش بالنوع ده من الترفيه
فضحك جاسم... لتنظر اليه ضاحكة
في أنواع تاني بتكفي بالغرض وفي متناول الجميع
فأزدادت ضحكاته... لتكتشف مهرة لأول مرة أنه جميل بصدق إذا ضحك وخرج عن جموده
فأرتبكت من نظراته ..فتمتمت وهي تغادر مسرعة من أمامه
عن أذنك
ليحدق بها جاسم وهي تغادر بأعين شاردة
........................
نظر كريم بصمت نحو مرام الجالسة تطالع بعض الأوراق بتدقيق .. العمل قد انتقل أيضا للمنزل وأصبح بعدها عنه لحجة أخري من قبل خذلانه لها ثم انشغالها بالطفلين وبعدها رغبتها في بناء كيان لها منفصل
وتنهد بيأس من تلك الحياه التي يعيشها فقد بدء شيطانه يجره لحياته السابقه الشرب والسهر
ولكن نظرة واحده في أوجه صغيريه تجعله يتراجع عن كل شئ .. فهو يريد لأطفاله حياة سوية يجمعها اب وام متفاهمين
ونهض من مقعده ليقترب من مرام يحتضنها بحب
ايه رأيك نخرج نسهر
فرفعت عيناها نحوه بتملل من محاصرته وبدأت تتثاوب
انا تعبانه ومرهقة هخلص الورق اللي معايا ..وهدخل انام
لينظر لها بصمت ثم أبتعد متجها إلي الشرفة لعله يجد في الهواء تخفيف لأفكاره ومايجثم علي روحه.
..................
لمعت عين ورد وهي تجد علبة جميله متوسطة الحجم وفوقها باقة أزهار .. هدية في بداية الصباح يا له من يوم جميل.
وألتفت خلفها لتجد كنان وجواد ولا تعلم من أين ظهروا فعندما دلفت للجناح لم تري أحد
هدية مني ومن جواد ورد
فحدقت بهم ورد بفرحة لم تخفيها عيناها.. ليحرك الصغير رأسه وكأنه يخبرها بأجابته
فنظر لها كنان يتأمل نظراتها نحوهم ونحو الهدية
وتيقن ان لولا اخباره لها ان الهدية منه ومن جواد
ماكانت قبلت الهديه إذا علمت أنها منه وحده
....................
عادت ورد من عملها تحمل هديتها بفرحة طفله صغيره ورغم فرحتها خشية من ردة فعل مهرة خاصة عندما تري السلسال
ودلفت لداخل الشقه لتجد مهرة تخرج من المطبخ تحمل بيدها المعلقة الخشبية ويبدو أنها جاءت مبكرا من عملها .. وحدقت مهرة بالهدية متسائله
اوعي تقوليلي انك قررتي تهادي نفسك وتبسطي نفسك
فضحكت ورد وهي تحرك رأسها بنفي ..لتتسأل مهرة مجددا
يبقي ديه هدية عيد ميلادي مش كده
لتزداد ضحكات ورد محركة رأسها بلا
مهرة عيد ميلادك لسا فاضل عليه شهور
فأقتربت منها مهرة ونظراتها مصوبة نحو أعينها
مفضلش غير احتمال تاني يابنت زينب
فعلمت ورد فهم شقيقتها لأمر الهدية بشئ اخر ..فأسرعت بأخبارها
جواد والسيد كنان هما اللي جابولي الهديه... انا رفضت في الأول بس
فضحكت مهرة ساخرة
بس ايه عجبتك الهدية
والتقطت منها العلبة تنظر الي مابداخلها ..فبلعت ورد ريقها من تسليط مهرة نظراتها علي العلبة الحمراء
ايه ديه
فأشاحت ورد عيناها وهي تتمتم
سلسلة
فلوت مهرة شفتيها لتفتح العلبه .. فأتسعت عيناها من شكل السلسال الذي يبدو عليه انه غالي الثمن فهو من الذهب الأبيض
ودية بمناسبة ايه ..اوعى تقوليلي عشان جواد قطع سلسلتك
فحركت ورد رأسها بأرتباك ... لتنظر اليها مهرة بهدوء وعيناها التي انطفئت لمعتها بعد ان كانت سعيده بالهدية
بصي ياورد الشيكولاته والورد انا معنديش اعتراض فيهم ..هنعتبرهم هديه بسيطه ونقدر نردها لجواد قبل مايسافر بتذكار بسيط مننا
وتابعت وهي تقترب منها بحنان وترفع الهدية الأخري ذو العلبه الحمراء
اما ديه تفتكري هنقدر نردها
فحركت ورد رأسها بخجل متمتمه
عندك حق
وأسرعت ترتمي في حضڼ شقيقتها وهتفت بحالمية
السلسلة حلوه اوي يامهرة
فضړبتها مهرة بخفة علي ظهرها
اه حلوه ..نبقي ندخل جمعية مع الحجه كوثر وابقي أجبلك زيها
واڼفجر الأثنان ضاحكين ..لټشتم مهرة رائحة الطعام المحروق
الأكل
وركضت نحو المطبخ ثم عادت بحلة الطعام ..لتتعالا ضحكات ورد مجددا
........................
دخلت لمكتبه بعد ان أمرها بأن تتبعه ..وأنتظرت ما سيخبرها به
انتي و ورد معزومين يوم الاجازة علي الغدا عندي يامهرة
وقبل ان تبدي اي اعتراض وجدته يتابع حديثه
السيد عادل والسيدة صفاء معزومين .. وانا بلغتهم بحضوركم معاهم ..بس قولت اعزمك برضوه بنفسي
وفتحت فمها لتخبره بأعتذراها ولكن أشار لها
مافيش اعتراض يامهرة
وضعت ورد العلبة علي الطاولة امام كنان الذي جلس ينظر لبعض الأوراق منتظرا قدومها ليترك لها جواد ويباشر أعماله
مش هقدر اقبل الهدية ديه سيد كنان
فنظر كنان لهديته ثم نظر لها
لماذا ورد
فتنحنحت حرجا وهي تطرق رأسها أرضا
اعذرني سيد كنان .. انا قبلت الورد والشوكولاته
لم يجد كنان شئ يقوله لها فأخذ هديته وجمع أوراقه وانصرف بصمت
....................
عزيمة رائعة ضمت عائلة مرام ومهرة اللي أتت بمضت بعد اصرار السيدة صفاء عليها اما ورد سعدت بذلك الشئ كثيرا
كان جاسم يتعامل مع اهل مرام ببساطة وود جعلت مهرة تنظر لذلك متعجبة من الأمر
ولكن في النهاية أدركت أنهم أصبحوا أهل
لو تعكر صفوا الجلسة الا قدوم رفيف التي أنضمت معهم علي طاولة الغداء
لتصافحهم رفيف ببرود ..فتنظر ورد لمهرة مقاربة منها تهمس بتسأل
مش ديه البنت اللي شوفنا صورتها قبل كده في الصور اللي بعتتها لينا مرام
فأرتشفت مهرة من كأس عصيرها وهي تطالع رفيف كيف تضحك وتقرب جسدها من جاسم في تجلس جانبه مباشرة
اه هي
فحدقت ورد بهم
شكلهم مرتبطين
لتنظر مهرة للطعام ثم لها وصمتت
دلفت الي مكتبة بوجه جامد تتذكر ماأخبرها به السيد فؤاد عن القضية التي قرر جاسم ان يتولاها هو ولكن فؤاد اليوم اخبرها ان القضية لا تجدي نفع لان العامل يعمل بعقد يتجدد سنويا وهذه السنه إم يتجدد عقده .. فبالتالي حقه قد ضاع
ووجدها جاسم تقف أمامه بتلك الهيئة التي لا تبشر بالخير
خير يامهرة
فأنفجرت به تخبره عما قاله فؤاد ...ليزفر جاسم أنفاسه وهو يسترخي بجسده علي مقعده
اكيد الأستاذ فؤاد مش هيقول كده
من عنده يامهرة .. وانتي اكتر واحده عارفه خبرته ونجاحه في اي قضية بيمسكها
فتمتمت بضيق فهي تعلم أنهم علي حق ولكن رغبتها في مساعدة المرأه التي قصدتها بأمل لا تريد خذلانها
بس ده ظلم
فأبتسم جاسم وهو ينهض من مقعده ..واستدار نحو الشرفه ليطالع الطريق
هو ده عالم الفلوس يامهرة المصلحة أهم ..ومافيش عواطف
وعندما سمع صوت تنفسها السريع ألتف لها بجمود
وعاد يجلس علي مكتبه يطالع حاسوبه بتركيز
هاتيلي بيانات الأسرة ديه وانا هتكفل بيهم
قراره ألجمها ..وظهرت السعاده علي محياها
ولم تعرف كيف تشكره ..ولكن جاسم الشرقاوي كل يوم معها يأخذ طريق أخر لقلبها ربما أعحاب او إحترام او ربما شئ مجهول
...................
مرت الايام وقد اقترب كل شئ .. اقترب مجئ حسين وأقتربت رأس السنه وحفل افتتاح المنتجع ورحيل كنان وجواد ..ام رفيف مازالت تسعي إلي مبتغاها ومشيرة كالعلقة حول كريم
....................
تأنقت مشيرة كعادتها في عشاء العمل الذي ضمھ وضم البعض .. وأقتربت من هدفها الأساسي وهي تمشي بدلالها ثم جلست بجوار كريم ووضعت بيدها علي فخذه
ليه بتهرب مني
فنفض يدها عنه برفق ثم نهض معتذرا منهم وهو يطالع هاتفه من اجل إجراء مكالمة
.................
جالس شاردا في قراره الأخير... أيسلك سلوك الكثير ويبحث عن الزوجه التي يتوقعها الجميع ام يتمهل في قراره ويترك لقلبه حق الأختيار
وأخرج العلبة المخملية