روايه امراه العقاپ
بيده وتوقفت قائلة بجدية
لا اقعد أنا بروح وبجيبها لأن كمان راح مر على مكتبي وبجيب شيء منه
اماء لها بالموافقة وجلس مرة أخرى واستمر من النقطة التي توقفا عندها بينما هي فغادرت الغرفة وسارت باتجاه مكتبه في خطوات طبيعية وهادئة حتى وصلت وفتحت الباب ثم دخلت واغلقته خلفها تحركت نحو المكتب وبدأت تبحث بالإدراج عن الورقة الناقصة حتى عثرت عليها رفعتها وأخذتها فظهرت أسفلها مجموعة صور مستطيلة ومتوسطة الحجم تجمعه بجلنار ك
القت بالصور في عڼف بالدرج ثم جذبت الورقة واندفعت إلى خارج
في إيه يانادين !
ردت عليه باقتضاب دون أن تنظر في وجهه
ولا شيء
طيب في حد ضايقك أو قالك حاجة !
بهذه اللحظة نظرت له وهتفت شبه صائحة پغضب هادر
ممكن نركز على الشغل قبل الاجتماع ما يبدأ
ازاح الأوراق من أمامه بعدم اكتراث وقال باهتمام وهو يثبت كامل تركيزه عليها
ملعۏن أبو الشغل كله ياروحي قولي يلا عشان طالما اتعصبتي كدا يبقى أنا اللي عصبتك
رمقته بنظرة جانبية في قرف بينما هو فظل يتطلع إليها
بنفس النظرة منتظرا منها أن تبدأ بالحديث فتأففت هي بعصبية وحنق لتهتف في غيرة ملحوظة في نظرتها ونبرتها
الصور وبتخنقك
ضيق عيناه باستغراب من ڠضبها وسؤالها الغريب !! ليرد عليها يؤكد سؤالها ولا تزال علامات الاستفهام تعلو وجهه
لأني فعلا مبحبش أتصور كتير وإنتي عارفة ده بس برضوا مش فاهم إيه اللي معصبك في كدا !!
صاحت به في انفعال شديد وزمجرة
كذاب ياحاتم مشان
هنكمل كلامنا بعدين ونشوف الموضوع اللي مضايقك أوي ده ومخليكي تقولي عني كذاب !
تعمدت عدم النظر إليه ونظرت إلى الشاب الجالس أمامها وبدأت تتبادل معه أطراف الحديث باللغة الأنجليزية بخصوص العمل بينما هو فكان كل آن وآن ينظر لها وعقله مشغول في سبب ڠضبها منه يحاول توقع الشيء الذي جعلها تنفعل بهذا الشكل لكن لا يستطيع !
وأخيرا بعد مرور ساعات من الانتظار خرج الطبيب من غرفة العمليات كان أول من هرول إليه هو آدم وتبعته أسمهان بينما جلنار فظلت واقفة في الخلف تستمع للطبيب وهو يقول بأسف
احنا عملنا اللي علينا والعملية نجحت الحمدلله بس حالته مازالت غير مستقرة وخطړة ولازم هيفضل تحت المراقبة خلال 48 ساعة الجايين وهيدخل العناية المشددة ادعوله هو محتاج دعواتكم دلوقتي
اڼهارت أسمهان باكية وكانت على وشك أن تفقد توازنها وتسقط لولا آدم
ادعيله ياماما وإن شاء الله ربنا هيقومه بالسلامة أنا واثق
آه يابني ياحبيبي عدنان
انسحبت جلنار بهدوء من بينهم عندما شعرت بأنها ستفقد التحكم بزمام نفسها التي تجبرها على البقاء صامدة منذ ساعات سارت باتجاه الحمام وهي شاردة الذهن تسير مسلوبة العقل لا ترى شيء ولا تسمع شيء فقط ترى صورته أمام عيناها
عادت من الحمام بعد دقائق طويلة ووقفت في أحد أركان المستشفى بصمت تام لمدة نصف ساعة أو أكثر
حتى وجدت قدماها تقودها دون أن تشعر نحو غرفة العناية المشددة
وقفت أمام زجاج الغرفة الذي يعكس الغرفة بأكملها من الداخل رأته متسطح على فراش يناسب طوله وعرضه ووجهه به بعض الچروح الذي تخفيها اللاصقات الطبية وهناك جهاز صغير يقفل على أصبعه متصل بجهاز نبضات القلب وكانت تقف بجواره إحدى الممرضات تتابع حالته وتضع المحلول فظلت هي تتابعه بعينان شاردة ومنطفئة حتى فشلت أخيرا بعد ساعات من محاولاتها لمنع دموعها من السقوط انهمرت أخيرا دموعها على وجنتيها بصمت وهي تتطلع إليه في أسى
نهاية الفصل
الفصل السادس عشر
ظلت هي تتابعه بعينان شاردة ومنطفئة حتى فشلت أخيرا بعد ساعات من محاولاتها لمنع دموعها من السقوط انهمرت أخيرا دموعها على وجنتيها بصمت وهي تتطلع إليه في أسى ظلت تحدق به من خلف الزجاج في ثبات مزيف وعيناها تنهمر منها الدموع بصمت تام قلبها يؤلمها حين تعصف بذهنها أفكار سيئة حول سوء حالته الصحية وهمسة خاڤتة خرجت منها بأعين بائسة ومتوسلة
أنا طلبت منك تسيبني بس مش دي الطريقة اللي تسيبني بيها هنا محتجاك يا عدنان قوم
أتاها صوت آدم الخاڤت من خلفها وهو يقول
جلنار !
رفعت أناملها وجففت دموعها بسرعة ثم التفتت له بجسدها كاملا وردت
نعم
آدم برزانة
إنتي تعبتي عم حامد مستني برا روحي البيت وأنا موجود هنا وهبلغلك بأي تطورات متقلقيش
التفتت برأسها نحو عدنان وهتفت رافضة وهي تهز رأسها بالنفي
لا أنا هفضل موجودة لغاية ما يفوق
آدم متنهدا بعدم حيلة
وجودك مش هيفيد بحاجة والله صدقيني ريحي في البيت وتعالي بكرا الصبح
جلنار بإصرار
قولتلك مش همشي يا آدم
جلنار بلاش عناد اسمعي الكلام حتى ماما وفريدة هيروحوا البيت وإنتي كمان لازم تمشي عشان هنا مينفعش تسبيها وحدها
عندما نطق باسم هنا
لان اصرارها قليلا والتفتت بنظرها تحدق بعدنان في تمعن قبل أن تعود بنظرها لآدم وتقول بعينان راجية
طيب همشي بس وعد إنك هتتصل بيا لو حصل أي حاجة وكمان أول ما يفوق كلمني
ابتسم لها بلطف وتمتم بإيجاب
حاضر هتصل بيكي والله متقلقيش
تنهدت الصعداء بحرارة وهي تلقي النظرة الأخيرة عليه من خلف الزجاج ثم استدارت وسارت مبتعدة عن الغرفة بصعوبة كمن أجبرت على الرحيل وصلت
إلى بوابة المستشفى بعد لحظات من السير للخروج من المستشفى وجدت حامد بانتظارها أمام السيارة فأخذت نفسا عميقا واقتربت منه ثم استقلت بالمقعد الخلفي للسيارة واستقل هو بمقعده ثم هتف
هو يسألها بتأكيد
عند الحجة انتصار مش كدا ياهانم
اماءت له بالإيجار في وجه عابس وتمتمت
أيوة ياحامد
داخل منزل الخالة انتصار
كامنة في غرفتها منذ عودتها تجلس على مقعد خشبي قديم أمام النافذة ومستندة بمرفقها عليه واضعة كفها أسفل وجنتها تتأمل الفراغ من أمامها بشرود وعينان دامعة لا تفهم
لما البكاء لكن قلبها يؤلمها عليه وهناك صوت خاڤت في أعمق ثناياها ينادي به يرغب في رؤيته سالما يتحدث وربما أيضا يغضب كعادته وينشب شجار عڼيف بينهم ككل مرة
فتحت هنا الباب بهدوء ودخلت ثم اقتربت من أمها فجففت جلنار دموعها بسرعة والتفتت برأسها تجاه ابنتها تقابلها بابتسامة حانية حتى وصلت ووقفت أمامها فسألت الصغيرة بعبوس
هو بابي ليه مجاش ياماما
بابي تعبان شوية ياروحي والدكتور قاله لازم يقعد عنده لغاية ما يخف وعشان كدا هو قعد مع الدكتور في المستشفى بس وعد إنه أول ما يبقى كويس هنروح أنا وإنتي ونشوفه
زاد عبوس الصغيرة وتحول إلى حزن فور سماعها بمرض أبيها ثم قالت بملامح وجه بائسة لا تليق بوجهها الملائكي الصغير أبدا
بس أنا عايزة اسوف اشوف بابي هو وحشني
تمالكت جلنار زمام دموعها بصعوبة وردت عليها مبتسمة بثبات مزيف
مش هينفع ياحبيبتي الدكتور قال مينفعش حد يشوفه أول ما يبقى كويس زي ما قولتلك هاخدك ونروحله تمام
هزت رأسها بالموافقة مغلوبة على أمرها ثم طرحت سؤالها الثاني وهي تمعن النظر في وجه أمها وعيناها السابحة في الدموع
إنتي زعلانة عشان بابي تعبان
أخذت نفسا عميقا في محاولة بائسة منها لمنع دموعها من الأنهمار لكنها فشلت وسقطت دمعة متمردة من عينها ثم هزت رأسها بإيجاب تؤكد سؤال صغيرتها وهي تفرد ذراعيها
وأنا كمان زعلانة
بتلك اللحظة اڼهارت جميع حصونها الضعيفة وتوالت الدموع على وجنتيها بغزارة لكن دون صوت دموع ألم وخوف وشجن أبدا لم تتخيل أن يأتي يوم وقلبها ينفطر حزنا وخوفا عليه من الفقدان
قطع اللحظة الدافئة والمؤثرة بين الابنة والأم دخول الخالة انتصار التي فتحت الباب وهي تحمل فوق ذراعيها صينية نحاسية اللون وفوقها ثلاث صحون كل صحن يحتوي على نوع طعام مختلف ابتعدت هنا عن أمها ونظرت إلى الخالة ثم ركضت إليها وتعلقت بقدمها تقول بصوت عابس وعينان شبه دامعة
بابي تعبان وماما زعلانة يانينا انتصار
نظرت انتصار إلى جلنار نظرة معاتبة لعدم تمالكها نفسها أمام الصغيرة ثم وضعت الصينية فوق الفراش وانحنت على هنا تحتضن وجهها الصغير بين كفيها وترد عليها بحنو وحب
بابي تعبان شوية صغنين أوي ياحبيبتي وإن شاء الله هيبقى كويس وزي الفل
ثم ألقت نظرة سريعة على جلنار التي تتابعهم بعيناها وانحنت على أذن هنا وهمست
و زي ما إنتي بتحبي بابا وزعلانة إنه تعبان ماما كمان زي كدا
التفتت الصغيرة برأسها ناحية أمها ثم عادت بها أخرى إلى الخالة وسألت بحزن به لمسة الاطمئنان
يعني بابي هيبقى كويس
طبعا هيبقى كويس ياحبيبتي إن شاء الله يلا بس إنتي زي الشطار كدا اجري على السرير ونامي عشان بابي لما يرجع ميزعلش إن هنون بتنام متأخر
ابتسمت هنا بلطافة وجهها الملائكي ثم ركضت فورا نحو الفراش وتدثرت بالغطاء فضحكت انتصار بخفة وارسلت لها قبلة في الهواء ثم حملت الصينية مرة أخرى وأشارت لجلنار بأن تلحق بها
الخالة انتصار كانت تعمل خادمة في منزل نشأت الرازي وكانت علاقتها بوالدة جلنار جدا وتحبها كثيرا ساعدتها في تربية جلنار من الصغر لذلك تعتبرها جلنار والدتها الثانية حتى بعد ۏفاة أمها في سن صغير كانت انتصار دائما بجوارها لم تتركها تماما كأمها وكانت جلنار تتردد على منزلها كل آن وآن بعدما تركت العمل في منزلهم فور ۏفاة أمها
خرجت خلفها وجلسا على
الأريكة الكبيرة في الصالون فقالت انتصار بنبرة مشفقة
كلي إنتي مكلتيش حاجة يابنتي
جلنار برفض
مليش نفس يادادا
احنا مش اتفقنا إنك تمسكي نفسك قدام البنت ياجلنار
مقدرتش والله من غير احس لقيت دموعي نزلت
تنهدت انتصار مبتسمة ثم قالت بوضوح وصراحة تامة وهي مثبتة نظرها عليها بثقة
اللي يشوفك خاېفة عليه بالشكل ده ميشوفكيش وإنتي عايزة تتطلقي منه
ارتبكت قليلا وردت عليها بحزم
دي حاجة ودي حاجة الاتنين ملهمش علاقة ببعض
انتصار ضاحكة
لا إزاي ملهمش علاقة ببعض !! ده إنتي من ساعة ما رجعتي من المستشفى وإنتي دموعك موقفتش وده معناه حاجة
واحدة هي إنك بتحبيه
رمقت جلنار انتصار بدهشة امتزجت بالتوتر الذي سرعان ما حاولت إخفائه وهي تهتف نافية بجفاء
لا طبعا مش بحبه !! أنا بس زعلانة على الوضع اللي هو فيه وطبيعي ازعل
في الأول والآخر هو أبو بنتي بعدين بحبه إيه يادادا إنتي كأنك متعرفيش اللي بينا
انتصار