روايه امراه العقاپ
جالسة على مقعد بوضيعة الجنين وشعرها تلفحه نسمات الهواء
الباردة فيغطي وجهها كله تقدم إليها في خطوات هادئة جدا حتى وصل إليها ثم انحنى عليها بنصف جسده ومد أنامله يزيح خصلات شعرها بوداعة من على وجهها ليظهر جمال وجهها وملامحها الساحرة وهي غارقة بالنوم وانفاسها الدافئة لفحت باطن كفه اطال التأمل بها للحظات في عينان تحمل لمعة مختلفة ثم حرك ظهر أنامله برقة شديدة بداية من وجنتها نزولا إلى رقبتها تحركت برأسها بعدما ازعجتها لمساته وفتحت عيناها ببطء وبمجرد ما وقعت عيناها عليه انتفضت في جلستها فورا وقالت پصدمة
عدنان
دلوقتي
استقامت واقفة وقالت باهتمام أسرعت في إخفائه مسرعة بعد جملتها
أنت كويس طيب اقصد طلعت إزاي حاتم سحب الشكوى !
كادت أن ترتفع الابتسامة على ثغره من اهتمامها الواضح به لكن سرعات اندثرت وحل محلها الصرامة وهو يهتف بنظراته الشرسة
حاتم ! لا متراجعش وأنا مش محتاج إنه يسحبها أصلا مش حتة عيل عبيط زي ده هيعرف يسجني بس أنا عارف هعرفه مقامه إزاي عشان ميفكرش بعد كدا أنه يلاعبني أو يقرب من مراتي وبنتي
مش هتقربله ياعدنان فاهم ولا لا أنا اتكلمت معاه وهو خلاص مش هيقربلي تاني ولا أنا هكلمه
أخطأت فيما قالته عن دون قصد حيث ألهبت نيرانه المرعبة وهتف بصوت رجولي يحمل لمسة مريبة
كلمتيه !!!
اربكتها نبرته وقسمات وجهه التي تحولت لكنها أجابت عليها بثبات وشجاعة دون أي خوف ظاهر
قبض على ذراعها پعنف وجذبها إليه صائحا بها بصوت جهوري وعينان مشټعلة بالغيرة
يعني إيه روحتيله بيته ! إنتي بتكسري كلامي ياجلنار سبق وحذرتك إن عقابك هيكون عسير لو عرفت إنك كلمتي ال ده تاني بس شكلك حابة تجربي
تململت بين قبضته ودفعت يده عنها بصعوبة صاړخة به
صاح بها پعنف وعينان بها نظرات مرعبة ومنذرة
انسي الطلاق ده نهائي وطلعيه
من دماغك طلاق مش هطلق
ظهرت في عيني جلنار نظرات مشټعلة اندمجت بالتحدي وهي تجيبه بثقة واستنكار
هنشوف ياعدنان لأن باختصار لو مطلقتنيش هخلي عيشتك سودا وهعرفك جلنار الرازي تقدر تعمل إيه هروبي بهنا ده كان أول تحذير مني ليك بعد كدا مش هتكون تحذيرات لا أفعال وصدقني أنا لو عايزة ادمرك هعملها وبسهولة جدا
تدمريني ! كبيرة أوي الكلمة دي وإنتي مش قدها
جلنار بتحدي وڠضب
هتشوف قدها ولا لا
ثم اندفعت إلى خارج الشرفة في طريقها إلى غرفتها لكن قدمها التوت فجأة فاصدرت صړخة عالية پألم وسقطت على الأرض جالسة تتأوه بتوجع شديد
ممسكة بكاحلها ذهب إليها وجلس القرفصاء أمامها ثم هم بإمساك قدمها لكنها دفعت يده پعنف وصاحت به بسخط
رمقها بنظرة باردة وتابعها وهي تحاول النهوض مرة أخرى على قدمها ولا تستطيع فتنهد بابتسامة مخفية ووقف ثم انحنى عليها وحملها على ذراعيه متجها بها نحو الغرفة رأت ابتسامته الجانبية على شفتيه فقالت بخنق
اعتقد أن مفيش حاجة تضحك
طالعها بطرف عيناه في وجه مبتسم بمكر امتزج بالسخرية
بعد الوقعة دي إنتي اخرك تدمري مجسم مكعبات مش تدمريني
جلنار بقرف
its not funny أنه ليس مضحك
على فكرة ونزلني
لم يبالي بكلمتها الأخيرة فصاحت به مرة أخرى باستياء
نزلني ياعدنان
وكان رده عليها بالتجاهل حتى وصل إلى الغرفة ودخل ثم وضعها على الفراش وجلس على حافة الفراش بجوارها ممسكا بكاحلها ويقول بهدوء
الألم هنا
دفعت يده عنها وصاحت به
بانفعال
قولتلك متلمسنيش
عدنان بحدة
اسكتي ومتعصبنيش معانا سفر بكرا الصبح مش هتصحى وتقوليلي مش قادرة أقف على رجلي
سكتت مجبرة فالألم لا يحتمل حقا ولا تستطيع تحريكها حتى فكيف ستقف عليها ! بدأ هو يقوم بتمرين بسيط لقدمها بحركات مدروسة وغير عشوائية لكنها أصدرت تأوها مرتفعا وهي تبعد يده هاتفة پتألم
أه ابعد ياعدنان بتوجعني اكتر
لازم هتوجعك
قالها بجمود ووجه خالي من التعابير ثم استكمل ما كان يفعله وهي تتأوه بصمت وألم شديد ثم نهض واتجه إلى الحمام وفتح صيديلة الحمام الصغيرة المعلقة فوق المرحاض وأخرج منها ضمادة مرنة بيضاء ثم عاد لها وبدأ بلفها في بطء حول كاحلها ويضغط عليها بينما هي فكانت بمكان آخر تتأمل بلحيته التي
نمت كثيرا وأصبحت كثيفة وملامح وجهه المتغيرة بعض الشيء حتى شعره الكثيف
تغير وجدت نفسها تهتف بدون وعي وهي تسحب قدمها من بين يديه وتقول بسخرية
كنت فاكرة إنك على الأقل مهتم ببنتك ومضايق على فراقها بس اتضح العكس لما شوفت صورك مع فريدة
ضيق عيناه وسأل باستغراب
صور إيه !
جلنار بنظرات جانبية وبامتعاض
صوركم مع بعض وانتوا على اليخت كانت منزلاها من يومين
زاد التعجب
أكثر على ملامحه وهتف
أكيد صور قديمة أنا مكنتش فاضي ولا فيا دماغ للخروجات اساسا اليومين اللي فاتوا
جلنار بعينان متسعة بذهول
يعني هي منزلاها قصد عشان تغيظني
عدنان
تغيظك !!
قالت بغرور تصحح له مفهومه الخطأ
أيوة لأن زي ما قولت كنت فاكرة إنك مهتم ببنتك وبينا مش بتخرج وتتفسح معاها
هتف مبتسما بلؤم وببعض الدهشة حيث أنها المرة الأولى منذ زواجهم التي توضح له انزعاجها من فريدة وقربه منها
إنتي غيرانة ياجلنار !!!
بادلته الابتسامة ولكن بأخرى مستهزئة جملته السخيفة ثم تحاملت على قدمها ونهضت من على الفراش وأجابت وهي تثبت نظراتها على عيناه وتقول بقوة وجفاء
أغير !! اعتقد إن الغيرة دي بتكون على شخص بتحبه وأنا لا حبيتك ولا هحبك
في صباح اليوم التالي
توقفت فريدة بسيارتها أمام أحد البنايات الضخمة والمرتفعة ثم نزلت من السيارة وقادت خطواتها إلى الداخل بعدما القت التحية على حارس البناية الذي رد عليها التحية بترحيب حار واتجهت نحو المصعد الكهربائي لتستقل به وينغلق عليها بمجرد ضغطها على زر الطابق الخامس بعد لحظات طويلة قليلا توقف أمام الطابق المطلوب وانفتح فخرجت وتحركت باتجاه الشقة المقابلة ثم طرقت الباب عدة طرقات بسيطة ووقفت تنتظر الرد وعلى وجهها ابتسامة واسعة ثواني بسيطة حتى انفتح الباب وظهر هو من خلفه
الفصل الثامن
ثواني بسيطة حتى انفتح الباب وظهر هو من خلفه قابلها بوجهه المشرق ثم أفسح لها المجال للدخول واغلق الباب خلفها ارتمت عليه تعانقه بحب حقيقي وتهتف
وحشتني أوي ياحبيبي
وإنتي كمان ياروحي
ابتعدت عنه واتجهت إلى الداخل نحو الأريكة ثم ألقت بحقيبتها في عشوائية على المنضدة وجلست هاتفة بضيق
أنا جيت بصعوبة يعني مش هقدر اطول ممكن ساعتين وامشي
ظهرت علامات
اللؤم على ملامحه فاقترب وجلس بجوارها هامسا بنظرة وقحة
وهما الساعتين دول قليلين ياحبيبتي
مش وقته خالص يانادر أنا جيت عشان نتفق أنا وأنت هنعمل إيه في جلنار
هي رجعت !!
فريدة بجدية
لا بس أنا حاسة أن سفر عدنان المفاجئ ده وراه حاجة ومش بعيد يكون عرف
مكانها وراح يجبها
نادر بقرف وعدم اهتمام
أنا مش عارف إنتي شاغلة بالك بيها ليه يافريدة كدا كدا هتطلقي من الزفت ده قريب فكك منها ياحبيبتي
فريدة بعصبية
إيه اللي بتقوله ده عايزني اسيبها تاخد كل حاجة هي وبنتها على الجاهز على چثتي لو طالت حاجة من عدنان كل ده من حقي أنا
غمز لها بعيناه في نظرات شيطانية وغمغم بمكر
هتاخدي كل حاجة ياحياتي بس سبيني اتصرف معاهم بطريقتي صنف جلنار دي أنا عارفه كويس أوي أما عدنان فده محوشله التقيلة من زمان
اعتدلت في جلستها وطالعته بنظرات راجية ثم هدرت بقلق
نادر بلاش تعمل حركة غلط تودينا في داهية ارجوك عدنان لو شك مجرد شك هيقتلك وېقتلني
همس لنفسه ساخرا وعلى وجهه ابتسامة تحمل الغل ده لو لحق أصلا !! ثم أجاب عليها بصوته الطبيعي
مټخافيش أنا يعتبر مظبط كل حاجة فاضل بس التنفيذ وقريب أوي هيتم
ثم اطال النظر في وجهها بعينان راغبة وفجأة وثب واقفا وحملها على ذراعيه متجها بها نحو الغرفة وهو يتمتم بابتسامة خبيثة
أنا بقول نخطفلنا ساعة ساعتين كدا مع بعض عشان انتي وحشتيني أوي
هتفت ضاحكة باعتراض بسيط
مش هينفع يانادر نزلني بقولك مستعجلة ولازم امشي
هو دخول الحمام زي خروجه ياقلب نادر
ثم فتح باب الغرفة بقدمه ودخل بها ثم اغلقه بطرف قدمه وانغمسوا معا في ملذاتهم المحرمة غير مباليين لأي شيء ! غابوا ببحر المحرمات منذ أربع سنوات ولم يضعوا بالحسبان لحظة العقاپ الكبرى أمام ربهم !!!
تقف بالمطبخ تقوم بتحضير وجبة الإفطار وتجلس صغيرتها فوق رخام المطبخ وتتلاعب بقدماها الصغيرة في الهواء وتمسك بيدها قطعة شيكولاتة تأكلها باستمتاع حتى هتفت بصوت طفولي حماسي
احنا راجعين بيتنا ياماما
تنهدت جلنار بخنق وأجابت على ابنتها
بمضض حاولت إخفائه
امممم للأسف ياحبيبتي
هنا بتشويق وسعادة
يلا نلبس
جلنار بنفاذ صبر
لما نفطر الأول ياهنا بعدين هنلبس ونمشي
نظرت الصغيرة لخارج المطبخ تتأكد من عدم وجود أبيها ثم اقتربت وانحنت على أذن أمها وهمست بصوت فرح
بابي قالي هنروح عند تيتا لما نرجع بس اوعي تقولي إني قولت ليكي
رمقتها جلنار
بنظرة ڼارية وهتفت بغيظ مكتوم
هو قالك كدا !
هزت رأسها بإيجاب وهي لا تزال تبتسم باتساع فنظرت جلنار للطماطم التي تقوم بتقطيعها ونزلت السکين عليها في عڼف تهمس بصوت غير مسموع وأعين مشټعلة بوعيد
ده بعينه إن شاء الله قال تيتا أمه القرشانة دي هو أنا ناقصة
صاحت هنا بصوت عالي في حب عندما وجدت والدها يدخل المطبخ فاقترب هو منها وحمله على ذراعيها ومد يده يعبث بخصلات شعرها الحريرية ويهمس في مداعبة
إيه الحلاوة
دي بس يابابا
مالك !!!
تجاهلته تماما ولم تجب ولم تنظر له حتى مما استفزه بشدة فأنزل ابنته من على ذراعيه وهتف بابتسامة رسمها بصعوبة
روحي ياهنايا استنيني برا وأنا هاجي وراكي
رفعت هنا نظرها إلى أمها الواقفة وتوليهم ظهرها منشغلة بما تفعله أو تتصنع هذا ثم عادت بنظرها لأبيها وتنهدت بيأس لتستدير وتتجه لخارج المطبخ متمثلة لأوامر والدها
تحرك خطوة إليها حتى كاد يكون ملتصق
بها وهتف بلهجة غريبة
لما اكلمك تردي عليا
قالت بعد مبالاة واشمئزاز
مش طايقة اكلمك أو اسمع صوتك أساسا
جز على أسنانه بغيظ ثم قبض على أعلى ذراعها بقبضته الفولازية وتتمتم بتحذير
أنا لغاية دلوقتي هادي معاكي ياجلنار رغم اللي عملتيه فاتكلمي باحترام وبأسلوب مظبوط بدل ما اظبطك أنا بأسلوبي
تحاملت الألم ولم تظهرهه على ملامحها حيث استقرت بعيناها نظرة حاقدة وهمست بصوت أنوثي شرس
سيب إيدي ومتقربش مني وتهديداتك الفارغة دي روح هدد بيها حد غيري مش أنا
أحست وأنه لوهلة ستخرج النيران من عيناه وټحرقها بأرضها من فرط سخطه ووجدته يزيد من ضغطه على ذراعها پعنف فلم تتمكن من أخفاء المها أكثر حيث أغمضت عيناها في محاولة بائسة لعدم الظهور ضعيفة أمامه ووجدته يقترب منها وينحنى على أذنها هامسا بصوت يشبه فحيح الأفعى
لولا أن البنت برا كنت وريتك التهديدات الفارغة دي كويس
انفعالاته الداخلية حتى لا يضعف وكان على