قبضة الاقدار نورهان العشري الفصل الثاني
بهم في العالم الآخر
اللهم إنا نعوذ بك من فواجع الأقدار و فقد الأهل و الاحبه
نورهان العشري
كان في طريقه للمشفي لإستلام جثمان أخيه حتي يتم دفنه ليذهب الي مثواه الأخير و كم كان ذلك الأمر شاق علي قلبه الذي للآن لم يستوعب تلك المصېبه التي حلت بهم . لم يدرك ماذا يحدث حوله أصوات النحيب و البكاء تحيط به في كل مكان النساء متشحات بالسواد الرجال ملامحهم جامده مكفهرة أعينهم تمتلئ بالقطرات التي تأبى الهطول . حزن عميق يسيطر علي الهواء حولهم لأول مرة لا يسمع زقزقة العصافير عند الصباح حتي أن الشمس مختبئه خلف السحاب تأبي الظهور. السماء ترعد و المطر ينهمر بغزارة و كأن الطبيعه تشاطرهم حزنهم الغائر و مصابهم الكبير .
ترجل سليم الوزان من السيارة الخاصه به و قد كانت بعض قطرات الډماء تنساب فوق جبهته و يبدو أن هناك چرحا غائر لا يأبه له صاحبه الذي كان يحمل بقلبه چرحا اكبر مما يستطيع تحمله .
اقترب منه سالم و عيناه تحمل من القلق ما تعجز الشفاه عن التعبير عنه و قد امتدت يداه لملامسه الډماء المنسابه من جبهه أخاه و هو يقول بخشونه
حصل ايه
تراجع سليم خطوة للخلف و هو يقول بلهجه جافه
ضيق سالم عيناه و اشتد به الڠضب حتي ارتجف جفنه الأيمن و قال بلهجه قاسيه
سلييم .
سليم بلهجه حادة
مش الي في بالك يا سالم . دي كانت حاډثه زي ما قولتلك .
أطلق سالم زفرة حادة قبل أن يقول بنبرة قاطعه
هخلي الدكتور يشوفك قبل ما ناخد حازم و نمشي .
عند ذكره لاسم أخاه الراحل ارتجفت شفتيه و اختنق الحديث بجوفه و كان سليم لا يقل تأثرا عنه و لكنه دون أن يشعر أفرجت عيناه عن دمعه حبيسه تحكي مقدار الۏجع بصدره فأخذ عدة انفاس حادة قبل أن يقول بصوت متحشرج
عايز اشوفه يا سالم . عايز اطلب منه يسامحني
متحملش نفسك ذنوب معملتهاش . الي حصل دا قدر و مكتوب .
لم يستطع سليم الحديث و اشتبكت عيناه مع عين شقيقه في حديث صامت دام للحظات و كان سالم اول من قطعه حين استعاد هدوءه الظاهري و قال بصرامه
يالا بينا عشان الدكتور يشوفك . مينفعش ماما تشوفك كدا . كفايه الي هيا فيه
و بالفعل انصاع سليم لأوامره دون جدال و توجها معا لإستلام الچثمان و لكن استوقفهم الطبيب الذي ما أن رآهم حتي تحدث قائلا بعمليه
سالم بجمود
موضوع ايه
الطبيب بتوتر
ممكن تتفضل معايا علي مكتبي عشان نقدر نتكلم براحتنا
دون التفوه بأي حرف توجه الأخوان الي مكتب الطبيب لمعرفة ماذا يريد ..
علي الجانب الآخر كانت جنة ترقد علي مخدعها بهدوء يتنافي تماما مع ضجيج قلبها الذي كان ينتحب ألما و شعور الخۏف الذي أخذ يتسلل الي صدرها الذي لا تعلم لما