الخميس 12 ديسمبر 2024

وصمة ۏجع الكاتبة سهام عادل

انت في الصفحة 28 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


منها فتاة قاسېة لم تعد تبالي للحياة ولا تنتظر منها سعادة تيقنت أنها لن تفلح فيها سوي بهذه القسۏة وهذا الجحود متيقنة أن لا أحد يستحق التعاطف معه مهما كان وقاعدتها في الحياة أنك يجب أن تتعلم فنون القسۏة وتمتلك قلبا من حجر كي تعيش على هذا الكوكب وبالفعل اكتسبت ذلك لعدة سنوات ولم يلن ذلك القلب سوي مرتين يوم ۏفاة أمها شعرت حقا بالإنكسار وذلك الشرخ الذي لازم قلبها وهي تحاول جاهدة أن تخفيه وليلة أمس وهي تكسر ذلك الوسيم بكلماتها بعد أن طلبها للزواج لأنها على الرغم من عدم ثقتها في الجميع لكنها اليوم رأت في عينيه الرماديتين طفلا يغرق ويريد من ينقذه ويتشبث به ومرت الساعات ومهما حاولت تناسي ذلك تطاردها تلك العينين في كل مكان.

نهضت من فراشها تزفر يائسة من النوم اليوم وذهبت لتعد كوبا من الشاي فوجدت عمتها تجلس في الصالة تجلس في الصالة تتناول الطعام مع والدها فألقتهم عليهم التحية ببرود وذهبت إلى المطبخ عائدة بكوبا من الشاي في يدها استوقفتها عمتها ما تيجي ياسدرة عايزاكي في كلمتين
ردت عليها سدرة ببرود قولي ياعمتي معلش أصلهم استعجلوني عشان الشغل
قالت حميدة بحماس أنا عارفة انك عاقلة عن اختك وعيها كده ونبهيها مرات أبوكي جاية من بكرة مش عاوزين مشاكل ولا حد يسمع لكم صوت
تنهدت سدرة ثم ردت عليها ببرود وإستهزاء لا ياعمتي متقلقيش خالص ولا أنت يابا تقلق خالص تشرف وتنور اهم حاجة عندنا تتبسطوا ولو عاوزين مننا نعلق لكم عقدين نور ع البيت نعلق وماله.. ثم رفعت حاجبها بإستنكار وأكملت ووالله لو كان لنا حتة تانية غير هنا كنت أخدت أختي ومشيت على ماتتبسط لك يومين يابا
رد عليها أبوها مستنكرا ذلك لا يابنتي أنا مستنغاش عنكم بس مش عايز مشاكل وهي بنت حلال وطيبة والله وهتحبوها 
ابتسمت سدرة بتهكم ثم ردت لا.. متشلش همنا خالص وكفاية انت بس تحبها عن إذنكم 
شعرت بڼار تسري في جسدها من الغيظ وبدلا من أن تذهب لغرفتها ذهبت لغرفة أختها فهي بالفعل تحتاج لها الآن حتى لو بوجودها فقط معها في نفس المكان.
فتحت عليها باب الغرفة وجدتها مستغرقة في الرسم.. ترسم لوحة بالأبيض والأسود لفتاة ذو ملامح حزينة وعين واحدة تبكي وشعرها متطاير يخفى بقية وجهها ولكن الدموع أخذت حيزا كبيرا من اللوحة لتعبر عن مدى الحزن والۏجع الذي تعيشه تلك فتاة اللوحة علمت سدرة أنها تعبر عن نفسها وحالتها في هذه الصورة وأنها تخفي بقية وجهها كما تخفيه سدن دائما ورغم أن سدرة ترى أن هذا التشوه الذي بوجه أختها ليس كبيرا ولم يأخذ حيزا كبيرا من وجهها ولم يمنع براءتها من تزيين ملامحها ولكن سدرة جعلته عائقا لها في الحياة.
اقتربت منها وهي تمسك كوب الشاي وقالت لها أنتي مبدعة ياسدن تحسي إني اللوحة هتتكلم
التفتت لها سدن التي تفاجأت بوجودها وقالت بس إيه الكرم ده.. واقفة في أوضتي بتمدحي كمان ف الرسم مش ده اللي دايما تقولي عليه شوية شخبطة وكلام فاضي ولا داخلة هربانة من عمتك حميدة
هزت رأسها بموافقة وقالت فعلا كنت شايفاه كده لحد ما وقفت دلوقتي وحسيت اللوحة دي.. عرفت إن عندك حق تحبي الرسم بس ده مينكرش إن مش أي حد يرسم وأنك بجد موهوبة وسيبك من عمتك دي وانسيها
ابتسمت لها سدن وردت أسعدتيني بجد ان الرسم عجبك.. الرسم ده حياتي
جلست سدرة على أحد الكراسي تنظر للغرفة التي نادرا مادققت النظر فيها وجدتها ممتلئة بكثير من اللوحات فقالت لسدن إنتي ليه مبتبعيش الرسومات دي وتعرضي أعمالك للبيع.. وطالما بتعملي حاجة بتحبيها ممكن تستغلي ده ويبقى مصدر رزق لك 
ردت عليها سدن وهي تنهي بعض الرتوش على اللوحة بصراحة كثير عرضوا عليا الموضوع ده أو إن أنا ارسم صور لأشخاص وأبيعها بس بصراحة بحس إن كل لوحة هنا كأنها بنتي ليها ذكريات معايا وحياة خاصة ومقدرش افرط فيها 
ردت سدن وهي ترتشف من الكوب الذي تحمله نصيحة مني ياسدن بلاش تعيشي

بالعواطف لأنك هتخسري فكري في نفسك واقفي على رجلك كلها شهور وهتتخرجي اشغلي نفسك وكبري اسمك وأمسكي أي
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 135 صفحات