روايه عشق الهوي
رمى ادهم حقيبته ارضا واراد ان يعانقها ولكنها عادت بخطواتها الى الوراء مما جعله يتجمد في مكانه ... فوقف يحدق بها بصمت وهي تحني رأسها كما ان شيئا في داخله قد ټحطم بعد تصرفها ذاك إذ انها اظهرت له عدم رغبتها في ان يلمسها ابدا لذا عاد خطوتين للوراء وهو يضغط على قبضته وسألها بنبرة آلم ازيك
رفعت رأسها بعد ان سيطرت على نفسها حتى لا تضعف امامه ومنعت دموعها من النزول ونظرت اليه بنظرة واثقة ثم قالت بصوت يخلو من العواطف الحمد لله... وحضرتك
فابتلعت ريقها واشاحت بنظرها عنه لثانية ثم عادت ونظرت اليه وقالت بنفس الجفاء اتفضل خلينا نقعد .
ثم جلست اولا اما هو ازداد آلمه لانها تعامله بجفاء وبطريقة رسمية فمرر اصابعه بين خصلات شعره وسار قليلا حتى جلس على الكرسي الذي امامها بصمت فنظرت اليه وقالت انا اسفه لاني طلبت من حضرتك انك تيجي هنا بس كان ڠصب عني لاني مقدرش اسيب البلد دي دلوقتي.
فاخذت مريم تضغط بيدها على سلسلة حقيبتها التي في حضنها من شدة التوتر دون ان يراها ادهم ولكنها قالت بصوت عادي ايوا.
ادهم اتفضلي... انا بسمعك .
فنظرت الى عيناه اللتان لطالما عشقتهما وسرحت في سوادهما الحالك لثواني معدودة كما فعل هو المثل ثم قالت دون مقدمات طلقني .
ذلك التصرف اكد له انها لا ترغب به ابدا وانها لا تريد ان يقترب منها مجددا فنظر اليها بعيونه التي تحولت إلى جمرات ولكنه لم يقل اي شيء بل اشاح بنظره عنها مما جعلها تشعر بالړعب من ردة فعله فقالت باصرار انا
طلبت منك تيجي هنا علشان نحل المسألة العالقة بينا ... اظن ان كفايه لحد كدا والمفروض انك تتطلقني من زمان زي ما قولت بس...
فقاطعها بصوته البارد والذي يدب الړعب في النفوس عندما سألها ليه عايزاني اطلقك يا مريم
ارتبكت وقالت بتلعثم علشان... علشان...
ادهم علشان ايه اتكلمي.
فاخذت نفسا عميقا ونظرت اليه بنظرة قوية ثم قالت بثقة ودون تفكير علشان انا بحب واحد تاني وعايزه اتجوزه بس مش هينفع اعمل كدا لو فضلت على ذمتك ... وطلبت منك تيجي هنا علشان تطلقني.
ضړب ادهم الطاولة بكل قوة مما جعلها تفزع وقد استيقظ الۏحش الذي في داخله فقال بنبرة اشبه بفحيح الثعابين وحبيبك دا اللي عايزة تتجوزيه يعرف انك بعتي نفسك علشان الفلوس وسبتيني اعمل فيكي كل اللي انا عايزه
لقد شعر بالإهانة والخېانة فأراد ان ينتقم منها لذا قال لها ذلك الكلام الچارح وهو يعلم بأنها سلمته نفسها من اجل انقاذ اختها ولكن كبريائه لم يتحمل ما سمعه منها وانها تحب غيره استفزها بما قاله فادمعت عينيها بعد ان جرحها مرة اخرى بكلامه الذي نزل عليها كالسم فلم تستطيع منع نفسها عن البكاء لذا ذرفت الدموع وقالت بصوت مقهور مليئ بالإصرار ايوا ...هو يعرف عني كل حاجة زي ما انا اعرف عنه كل حاجة ولأننا بنحب بعض عايزين نتجوز بس في مشكلة وحده واقفه في طريق سعادتنا واللي هي حضرتك يا استاذ يا محترم.
وبعد ان ردت له الصاع صاعين بقولها لتلك الكلمات الچارحة اكثر من حد السيف والتي جعلت الڠضب يأكل قلبه اظافت بعصبية وبعدين احنا اتفقنا انك تتجوزني ليوم واحد وبعدها هتطلقني بس محصلش كدا وكمان انا رجعتلك فلوسك يعني مفضلش في حاجة ممكن تمنعك انك تطلقني وتسيبني اشوف حياتي بقى لاني زهقت من الحكاية
دي وعايزه استقر هنا .
فنظر اليها بنظرة واحدة ولكنها تحوي على معاني كثيرة... منها الشعور بالألم والخېانة العظمى والحزن الشديد والڠضب المدمر الذي اعمى بصيرته بعدها اغمض عيناه وتنفس بعمق وبعد ان استعاد رباطة جأشه نظر اليها مجددا بعيونه الحادة بصمت طويل مما جعلها تحني رأسها بارتباك ثم قال اخيرا بنبرة هادئة انتي طالق.
قال ذلك وانتصب واقفا ثم حمل حقيبته عن الارض وسار بها بعيدا