روايه امراه العقاپ
فاهمة كويس أوي اللي بتحاولي تعمليه بس أنا لا يمكن اسيبلك ابني
لم تجيب عليها واستمرت في النظر إليها بصمت وازدراء حتى تقدمت أسمهان نحوها أكثر وأصبحت أمامها مباشرة وتمتمت
رغم إنك عارفة إن ابني مش بيحبك وإنه ماخدك وسيلة للإنجاب مش اكتر لسا موجودة معاه وده يثبت حاجة واحدة بس إنك بلا كرامة وكل همك الفلوس بعد ما أبوكي طبعا خسر شغله وبقى على عتبة الأفلاس حاطة عينك على فلوس ابني دلوقتي
عن إطار هدوئها وفشلت في حجب انفعالاتها وتماما كان هذا ما تريده اسمهان من البداية حيث صاحت جلنار بها في انفعال
أنا لا عايز ابنك ولا عايز فلوسكم المقرفة دي وخدي بالك من كلامك معايا يا أسمهان عشان صدقيني مش هسكت واسمحلك تهنيني فاهمة ولا لا
نظر كل من عدنان وآدم لبعضهم البعض بحيرة فور سماعهم لصوت جلنار المرتفع وكان عدنان أول من وثب واقفا وهرول نحو المطبخ ولحق به آدم
سؤال خرج من عدنان وهو ينقل نظره بينهم باستغراب زوجته عبارة عن جمرة نيران متوهجة وأمه تبدو أقل هدوءا منها بعض الشيء أجابت عليه أسمهان بعصبية
الهانم مراتك عشان بديها نصايح وبقولها تاخد بالها منك إزاي في فترة علاجك بتزعق وتقولي إنتي مالك وكمان بتطردني من بيت ابني
ضحكت جلنار
على كذبها السخيف مثلها ولم تعلق وتحاول حتى الدفاع عن نفسها لعدم مبالاتها بالأمر من الأساس نظر آدم لعدنان وهز رأسه له بمعنى فهمه جيدا ثم انحنى على أمه وهمس
نقلت أسمهان نظرها بين الجميع باستياء والقت نظرة أخيرة على عدنان الذي كان يقف ويتنهد بحنق وعدم حيلة ثم استدارت وسارت مع آدم الذي ربت على كتفه أخيه بلطف قبل أن يغادر
طالت نظرات عدنان على جلنار التي تقف وتشيح بوجهها للجانب الآخر كانت عيناها دامعة وتخشي أن يراها فتحركت وسارت مسرعة للخارج لكنه قبض على ذراعها أثناء مرورها من جانبه وهمس بخفوت
لاحت ابتسامتها الساخرة على شفتيها وردت دون أن تنظر له حتى لا يرى عيناها
زي ما سمعت مامتك
عدنان بصوت هاديء
ولما هو ده اللي حصل فعلا بټعيطي ليه المفروض إن إنتي الغلطانة لو زي ما بتقول ماما
هتف بتلك الكلمات عن قصد حتى يستفزها ويجعلها تنظر لوجهه وتتحدث وبالفعل انفعلت ورمقته بڼارية هاتفة
أيوة كدا بصيلي الأول وبعدين ابقى قولي اللي حصل
جلنار بعناد رافضة أن تقص له ما حدث
وإنت سمعتها
هز رأسه بالنفي متمتما
أنا عايز اسمع منك إنتي
تأففت بقوة وهتفت مستاءة حتى تتخلص من الحاحه
قالت اللي كلنا عارفينه
واللي هو !
جلنار بعينان واهنة ونبرة عكس نظراتها تماما
الفصل العشرون
لحظات عابرة من الصمت المشحون بطاقة قوية وشرسة تنتظر رده وهو يتطلع إليه بسكون مريب عيناها الدامعة ونبرتها التي تحمل في طياتها بعض الضعف لمست قلبه وبعد أن كان سينهي النقاش ربما برد يزيد من إشعال النيران في نفسها لانت نظراته ولان قلبه كذلك فخرجت منه شحنات حانية جعلته يمد كفه إلى شعرها يملس عليه بلطف ثم نزلت أنامله إلى وجنتها وتحرك ابهامه برقة فوق بشرتها الناعمة متمتما
متضايقيش نفسك بكلام ماما احنا عارفين إنها بتحب تضايقك بالكلام
ثواني معدودة من الصمت القاټل هيمن عليها أهذا هو رده على ما قالته ! أن لا تزعج نفسها بكلمات والدته هي أساسا لا تهتم لما تقوله بل ما يزعجها أنها على حق !
جلنار بعدم فهم
يعني !!
عدنان بتعجب
يعني إيه ! متزعليش ياجلنار وخلاص حصل خير
كيف له أن يكون بهذا البرود والثبات الانفعالي وإن كان هو يستطيع فهي لا تستطيع حيث ضحكت بقوة ووضعت كفها على صدره تدفعه بعيدا وهي تصيح
أنت مستفز أوي اقوله بتقولي إنك
مش بتحبني وإني معنديش كرامة وإنك متجوزني عشان الأطفال وهو يرد يقولي متضايقيش نفسك هي بتحب تضايقك يابرودك !
هدر بهدوء تام وبعينان ثاقبة تترقب ردها
إنتي عايزاني اقول إيه !
ضحكت باستنكار ثم مالت برأسها ناحيته وهمست پألم مدفون في أعماقها
متقولش حاجة أنا ردك وصلني خلاص واثبتلي إنك مقولتهاش وقت ڠضب ولا حاجة زي ما بتقول فأنا أحب اقولك دلوقتي إني أنا كمان كنت ومازالت وهفضل مش بحبك ومش عايزاك هتفضل حاجة اتفرضت عليا ياعدنان ومستنية اليوم اللي اخلص فيه منها بفارغ الصبر عشان ارتاح
احتدمت نظرته ونبرته أصبحت أكثر خشونة وهو يرد عليها
وياترى بعد ما تخلصي مني بقى هتعملي إيه
ابتسمت بمكر وهمست بكلمات مدروسة تعرف أثرها جيدا لكنها لم تكترث وتفوهت بهم في وجهه بكل شجاعة
هتجوز واعيش حياتي هتجوز راجل بيحبني بجد ويستاهل أي حاجة