الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه امراه العقاپ

انت في الصفحة 55 من 207 صفحات

موقع أيام نيوز

ما عايز ثم متقلقيش وجودي مش هيأثر بحاجة عشان ممكن يكون عقلك خيل ليكي إني ممكن اقرب منك يعني أنا لو قربت منك فهيكون لسبب واحد وهو اللي اتجوزنا عشانه
التهبت عيناها بنيران الڠضب وتحول وجهها إلى جمرة جعلت منه أحمرا كالدم من الغيظ ولوهلة أحست بأنها تود التقاط كأس الماء الذي بجوارها وتلقيه عليه فتتخلص منه نهائيا جملته الأخيرة لم تكن تثير الڠضب بقدر ما استهدفت الإعماق فأوجعت بشدة 
وثبت من فراشها واقفة وثائرة ثم هتفت بقوة وثبات حاولت إظهارهم بصعوبة بعد جملته المؤلمة وبعينان كلها نقم واشمئزاز 
قصدك اليوم الأسود اللي اتجوزنا فيه أنا
عمري ما ندمت على حاجة في حياتي قد ما ندمت على إني استسلمت ووافقت اتجوزك تعرف أنا ندمانة إن سمحتلك تلمسني أصلا وبندم إن عندي طفلة منك كان نفسي أول بنت ليا تكون من راجل بحبه وبيحبني ويستحق إن مامتها تضحي بكل حاجة عشانه وعشانهم بس إنت متستهلش التراب حتى ودلوقتي متخيل إني ممكن اكرر الغلط مرتين واسمحلك تاني تقرب مني ويكون عندي طفل تاني منك يبقى بتحلم أحب اقولك إن إنت هتفضل النقطة السودا اللي في حياتي حتى بعد طلاقنا
تحولت الأجواء من الهدوء الممېت إلى الثوران حيث هب واقفا من مقعده وهتف بزمجرة صوته الرجولي وغيرة واضحة بعيناه 
وهو مين ده بقى الراجل اللي بتحبيه وبيحبك !
ابتسمت بسخرية ونظرة ڼارية كلها غل ثم قالت بتعمد في شراسة حتى تجعله يزداد اشتعالا 
حاتم مثلا !
تشنجت عضلات وجهه وتحول كوحش مفترس يستعد للهجوم على فريسته يعرف أن نطقت ذلك الاسم خصيصا لتزيد من غيرته أكثر 
ججذبها من ذراعها يقبض عليه پعنف ويقول بنظرة مرعبة أمام عيناها مباشرة وبصوت يشبه فحيح الأفعى 
عشان يكون في معلوماتك إنتي كنتي ليا وهتفضلي ليا وإن مكنتيش ليا ياجلنار مش هتكوني لغيري خليكي فاكرة ده كويس أوي
لا تنكر أن تهديده ونظرته اربكتها ظلت تنقل نظرها بين عينيه الثاقبتين لم تخطئ حين وصفته بالعقاپ يشبهه بكل شيء يمتلك نفس العينان الثاقبة والشموخ الذي يسبح في نظراته دوما صلب وقاس ولا يرحم لديه من الشراسة والقوة ما تكفيه ليكون في الصدارة ! 
انزوت نظرها عنه و دفعت يده بعيدا عنها في قوة ثم اتجهت إلى الحمام تاركة إياها يزأر كالأسد 
في صباح اليوم التالي
اتجهت فوزية إلى الباب وفتحت فوجدت أمامها صديقة مهرة وابنة حارتهم البالغة من العمر الرابعة والعشرون مثل حفيدتها فقالت ببشاشة 
أهلا وسهلا ياسهيلة ادخلي يابنتي 
دخلت وقالت بعذوبة 
متشكرة ياخالتي إنتي اخبار صحتك إيه ! 
بخير الحمدلله يابنتي والله جيتي في وقتك لاحسن البنت مهرة مجنناني من امبارح وشكله في حاجة ومش عايزة تقولي بس يمكن تقولك إنتي 
تنهدت سهيلة بضيق بعد تذكرها لما حدث بصباح الأمس فقالت بلطافة 
متقلقيش ياخالتي أنا هعرف مالها وهقولك هي فين 
أشارت فوزيه بيدها في اتجاه الغرفة متمتمة بقلة حيلة 
في الأوضة من وقت ما صحيت من النوم مطلعتش منها
طيب أنا هدخلها اشوفها وإنتي اعمليلنا كدا كوبايتين ليمون 
من إيدك الحلوة دي عشان نهديلها أعصابها بيهم
ضحكت فوزية بخفة وأماءت لها بالموافقة في صفاء بينما سهيلة فاتجهت إلى غرفة صديقتها وفتحت الباب دون استاذآن حتى ! فوجدت مهرة جالسة على الفراش بسكون 
قالت مهرة بقرف 
أنا برضوا قولت هو مفيش غير واحدة بس اللي تفتح الباب من غير أذن كدا إنتي يابت ابوكي وأمك معلموكيش إني في بيبان بتتخبط الأول قبل ما تدخلي 
قالت سهيلة مازحة بضحكة جريئة 
لا اصل احنا عيلة متفتحة 
قصدك عيلة منحرفة 
ضحكت الأخرى ثم بلحظة وفي وثبة واحدة وجدتها تجلس أمامها على الفراش وتقول 
طيب بصي بقى أنا جيت عشان اقولك كلمتين وسد غطاهم بكرا في مشوار وهتروحي معايا عشان مش حلوة اروح وحدي أما مشوار إيه فهو مفاجأة 
ثانيا وده الأهم مش مهرة بنت رمضان الأحمدي اللي تفضل قاعدة في اوضتها ومتروحش شغلها عشان ست زي اللي اسمها بدرية دي قالت كلمتين ملهمش اي تلاتين لزمة
مهرة باستياء 
أولا أنا مروحتش الشغل عشان حد ثانيا أنا عرفتها مقامها كويس أوي واخدت حقي
سهيلة بانفعال على صديقتها 
اخدتي حقك آه بس كذابة إنتي منزلتيش الشغل عشان خاېفة من نظرات أهل المنطقة دي مش مهرة اللي أنا اعرفها عشان صحبتي واختي اللي متربية معاها طول ما هي معملتش حاجة غلط متخفش من اتخن تخين فيكي يا بلد ولو حد قال كلمة تحط صباعها في عينه
اشاحت مهرة بنظرها عنها للجهة الأخرى وهي تهز قدميها بغيظ وحړقة ثم قالت بصوت خاڤت 
إنتي عايزة إيه يعني دلوقتي ياسهيلة 
سهيلة بابتسامة عريضة وبشراسة 
عايزاكي تقومي تلبسي وتروحي شغلك وتمشي وإنتي رافعة
راسك ومتقلقيش وراكي
54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 207 صفحات