الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه امراه العقاپ

انت في الصفحة 165 من 207 صفحات

موقع أيام نيوز

الصمت وتركته يفعل ما يريد وماهي إلا دقيقتين حتى سمعته يتحدث مع الطبيب في الهاتف ويطلب منه قدومه على الفور وفور انتهائه نهض من جوارها واتجه للخزانة يفتحها ويبحث بين ملابسها عن شيء مناسب ترتديه بدلا من ثوب النوم الذي فوق جسدها 
فعثر على رداء طويل وبأكمام طويلة ومحتشم لا يظهر شيء من الجسد أخرجه وعاد لها مجددا يهتف في لطف 
قومي يلا غيري هدومك عشان الدكتور في الطريق
تحاملت على جسدها
المنهك واعتدلت لتجلس بمساعدته لها وانزلت قدماها من الفراش لتضعهم على الأرض ثم تقف وهو يحاوطها بذراعيه ضړب رأسها دوار عڼيف فور وقوفها ولولا يديه لكانت سقطت فقالت تهز رأسها بالرفض وملامح وجهه طفولية على وشك البكاء 
لا لا لا مش قادرة أقف 
احكم قبضتيه حول خصرها يسندها ويهتف في حنو 
أنا هساعدك يلا معلش استحملي دقيقتين 
تطلعت إليه بأعين واهنة وقالت بصوت مدهوش 
هتساعدني إزاي لا خلاص اطلع برا وأنا هعرف اغير وحدي 
مد يده يبعد خصلاتها عن عيناها ويهدر شبه ضاحكا 
مش وقت عند خالص يارمانتي مټخافيش هغمض عيني 
كذاب ! 
تنهد بيأس ثم اغمض عيناه وفوق شفتيه ابتسامة جذابة ليجيبها 
أهو حلو كدا 
جلنار بخفوت لعدم قدرتها على الكلام 
عارف لو طلعت بتكذب عليا وشايف مش هكلمك بجد المرة دي ومش هسامحك 
تمتم بصوت منخفض وهو يضحك بعبث ووقاحة 
على أساس هشوف حاجة جديدة يعني ! 
لكزته بضعف في كتفه بعدما سمعته وقالت بغيظ 
قولت إيه ياوقح ! 
ولا حاجة اخلصي احسن افتح عيني بجد قولتلك مش شايف
دققت النظر به للحظات في عدم ثقة لكن بالأخير استسلمت فهي للأسف لا تقوي على الوقوف ولولا
يديه التي تحاوطها الآن لسقطت فوق الفراش من جديد بدلت ملابسها سريعا بمساعدته البسيطة لأنها لم تسمح له بالتعدي الزائد 
فتح عيناه بعدما انتهت وحملها ثم وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء دفعته بعيدا عنها فورا قبل أن تفتح فمها وتغطيه بكفيها تعطس عدة مرات متتالية ثم خرجت همسة ضعيفة منها بعدما توقفت عن العطس 
الحمدلله 
ابتسم وانحنى يطبع قبلة دافئة فوق جبهتها مجيبا 
يرحمكم الله 
سمعت صوت رنين الباب فاعتدلت هي في نومها وجلست نصف جلسة تستند بظهرها على ظهر الفراش بينما هو فخرج حتى يفتح للطبيب 
اختفى من الغرفة فور رحيل الطبيب تركها وغادر ولا تعرف ماذا يفعل لكن هناك اصواتا خاڤتة تلتقطها أذنيها وترجح أن الأصوات منبعثة من المطبخ 
ضيقت عيناها بحيرة واحست أن فضولها سيقتلها أن لم تذهب وترى ماذا يفعل نزلت من الفراش وسارت للخارج في خطوات بطيئة وضعيفة مستندة بكفها على الحائط وهي تسير فحرارتها المرتفعة أضعفت جسدها وانهكته فلا تقوى على الوقوف والسير بخفة كطبيعتها 
وصلت أخيرا للمطبخ فاتسعت عيناها بدهشة وتجمدت بأرضها تحدق به في ريبة يقف ويقوم بتقطيع الخضروات في مهارة بحركات متقنة هي نفسها لا تحسن امساك السکين بهذا الاحتراف يديه سريعة في التحضير والطبخ لم تكن تظن أبدا أنه يحسن تحضير الأكل بهذا الشكل ! 
انتفضت على أثر صوته الذي خرج هادئا دون أن يلتفت لها 
روحي ارتاحي في السرير وأنا دقايق وهاجي وراكي 
جلنار بتعجب 
إنت بتعمل إيه ! 
روحي ياجلنار وهتعرفي لما آجي 
فوق يديه رمشت بعيناها عدة مرات في ذهول ظلت تتابعه بملامح وجه متجمدة حتى رأته يجلس ويضع الطعام في المنتصف بينهم استمرت في التحديق لحظة بالطعام ولحظة به حتى هتف هو متعجبا 
في إيه كلي !
جلنار مشيرة للطعام بسبابتها في دهشة 
إنت عملت الأكل ده عشاني !!!!
امال عشان مين يعني !
اعتقدت أنه يعد الطعام لنفسه لم تتوقع أبدا أنه لها فظهر شبح ابتسامة رقيقة فوق شفتيها لكنها قالت برفض 
شكرا بس أنا مش قادرة أكل والله ومليش نفس
رأته يبتسم بطريقة مريبة ويمسح على وجهه مطلقا زفيرا حارا وكانت حركته القادمة أشدهم دهشة حيث وجدته يمسك بالمعلقة ويملأها بالحساء ثم يرفعها لفمها يحثها بنظراته الحازمة أن تأكل لكنها أمسكت منه المعلقة وانزلتها في الصحن مرة أخرى تهتف في دهشة 
عدنان في إيه مالك إنت مش طبيعي !! 
عاد يمسك بالمعلقة من جديد ويقول مبتسما ببساطة ولهجة آمرة 
أنا هبقى مش طبيعي فعلا لو مكلتيش يلا كلي
لم تتمكن من أظهار رفضها مجددا بعد لهجته فانحنت تبتلع الحساء الذي بالمعلقة في نفور وعدم رغبة وقبل أن يضع المعلقة ويملأها من جديد جذبتها من يده وقالت 
ميرسى خلاص أنا هكمل وحدي 
لم يعترض وتركها على راحتها يشاهدها بتركيز وتأمل وهي تأكل مجبورة كل لحظة والآخرى ترفع أناملها لتبعد خصلاتها المتمردة عن عيناها وتعيدهم خلف أذنها وبالمرة الأخيرة سبقها هو وابعدهم بكامل اللطف والحنو فرفعت نظرها إليه تتابعه وهو يملس
164  165  166 

انت في الصفحة 165 من 207 صفحات