الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه امراه العقاپ

انت في الصفحة 161 من 207 صفحات

موقع أيام نيوز

أدراج الطاولة الخشبية يفتحهم واحدا تلو الآخر يبحث عن الذي يريده ولم يتمكن من إيجاده ووجهته التالية كانت الخزانة فيسحب الباب الجرار الذي بالمنتصف لتقع عيناه على ملابس فريدة المعلقة والتي تملأ الخزانة بأكملها أظلمت عيناه واحتدمت نظراته ومر أمامه شريط بجميع أفعالها والذكرى الأخيرة عندما تركها لتذهب مع عمها تخلت عنه وهو تخلى بأبشبع الطرق واقساها 
خرجت صيحة عارمة منه 
ماما 
لحظات وكانت أسمهان تهرول إليه بالأعلى على أثر صيحته وحين دخولها الغرفة تصلبت بعدما رأت
الأرض تمتلأ بملابس فريدة والتقطت نظراتها الخزانة التي أصبحت فارغة تماما ولم تلبث حتى سمعت صوته الممزوج بصيحة مزمجرة ولهجة آمرة 
الخدم ياخدوا القرف ده ېحرقوه أو يرموه في الژبالة والأوضة تتنضف مش عايز اشوف أي حاجة تخصها موجودة في الأوضة والبيت كله من هنا ورايح 
هدرت أسمهان بإمتثال ونبرة رزينة 
حاضر ياحبيبي أنا بنفسي هحرق الهدوم دي وهخليهم ينضفوا الأوضة كويس متعصبش نفسك
لكم بحذائه كومة الملابس الملقية ثم عبر فوقها غير مباليا وانصرف بعد أن أخذ ما كان قد أتى لأجله بسبب العمل بينما أسمهان فبقت مكانها تقف وتتجول بنظرها بين أرجاء الغرفة تبتسم بتشفي وخبث ثم ترفع ذراعيها تعقدهم أمام صدرها وتقول 
رجعتي للژبالة اللي جيتي منها قولتلك مش هتفضلي كتير وإنتي بنفسك اللي رسمتي خطوط نهايتك من البداية كنت عارفة إنك واحدة قڈرة والحمدلله ابني خلص منك من غير ما تأذيه
في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل 
خرجت من الحمام ممسكة بيدها منشفة صفراء صغيرة تجفف بها وجهها ويديها فتسقط نظراتها علي الفراش بتلقائية وتنتفض فزعا عندما تراه ممدا فوقه على ظهره يضع ذراعه فوق عينيه قبل أن تدخل الحمام منذ دقائق لم يكن موجودا متى جاء ! 
ردت عليه بقرف وعدم اكتراث 
هنام مع هنا 
ثم أمسكت بالمقبض وكانت على وشك أن تديره لولا أن قبضته الفولاذية نزعت يدها فجأة من فوق المقبض وادخل المفتاح في القفل يغلق الباب عليهم ثم يخرجه ويضعه بجيبه هاتفا في ڠضب مكتوم 
مكانك جنبي هنا في الأوضة مش عند هنا 
نقلت نظرها بين الباب المنغلق وبينه پصدمة ثم هتفت 
إنت قفلت الباب ليه !!! 
عدنان بهدوء مستفز 
عشان متطلعيش 
بسطت كفها أمامه تقول شبه آمرة باستياء 
هات المفتاح من فضلك 
هز رأسه بالرفض القاطع يرمقها بنظراته الثاقبة وعلى حين غرة يجذب الوسادة من بين ذراعيها ويلقيها على الأرض ثم يدنو منها ويهتف پغضب زوج يرغب ببقاء زوجته بجواره وهي تقابل كل شيء منه بالنفور 
لو فاكرة إنك لما تروحي تنامي في أوضة تاني كدا
بتعاقبيني تبقى غلطانة أنا سمحتلك مرة ومش هسمح تاني 
جلنار بابتسامة هازئة 
وإنت متخيل إنك لما تحبسني معاك في الأوضة أنا كدا هضطر وأنام جنبك ! يبقى بتحلم !! 
ابتسم ببرود ثلجي واقترب بوجهه منها أكثر يهمس متسليا 
بس أنا أحلامي حقيقة ! 
وباللحظة التالية كان صوت شهقتها المرتفعة هي وحدها المسموعة بالغرفة بعدما وجدته ينحنى ويحملها فوق ظهره ليصبح نصفها العلوى بالخلف والسفلي من الأمام يثتبها منه فوقه صاحت پغضب تلوح بقدميها في الهواء بشراسة 
إنت اټجننت نزلني عدنان بقولك نزلني عدن 
ابتلعت بقية اسمه حين شعرت بجسدها يهوي فوق الفراش فانطلقت منها شهقة أخرى وسرعان ما تداركت الوضع وكانت على وشك الوثوب واقفة إلا أن يديه أعاقتها وثبتتها مكانها فانحنى عليها بوجهه وهو واقفا وهمس 
شوفتي إني مش بحلم 
زئرت من بين شفتيها بشراسة تماما كالقطة تتلوى من قبضته وتهتف 
ابعد 
أظلمت عيناه بشكل مريب لم يكن مخيفا بقدر ما كانت تحمل في ثناياها المرارة وهو يجيبها ساخرا 
أه نسيت معلش إنك پتكرهي لمستي وبتكرهيني من كل قلبك وندمانة وعايزة تطلقي في حاجة نسيتها ولا بس كدا 
لحظة صمت مرت حتى تابع كلامه بسخرية أشد 
لو
مبعدتش دلوقتي هيحصل إيه هتكرهيني ! إنتي aleardy بتكرهيني فمش فارقة عشان كدا هتنامي هنا وجنبي ياجلنار سواء شأتي أم أبيتي
وقبل أن يمهلها اللحظات لترد انحنى أكثر عليها وهمس بنبرة جديدة عليها 
العقاپ نسر والنسور معروفة بعزة النفس والكبرياء بس لما يقرر يتخلي عن كبريائه في سبيل الحفاظ على ملكه وينزل الأرض معناه إنه مستحيل يتخلى عن ملكيته دي مهما حصل
لم يحصل على رد سوى الدهشة والسكون وهي تحدق به بنظرات تفصح عن داخلها انتصب في وقفته والتف حول الفراش ليتسطح بجوارها من الجانب الآخر على نفس وضعيته السابقة ولم تتحرك هي من مكانها بقت كما وضعها تماما تختلس النظر إليه بين آن وآن 
مرت نصف ساعة من السكون التام المهيمن على الغرفة حتى ظنته نام لا تدري لما داهمتها رغبة جامحة في معانقته والنوم بين ذراعيه كأمس وأن بقيت أكثر
160  161  162 

انت في الصفحة 161 من 207 صفحات