روايه امراه العقاپ
مغمغما
قولتلك قبل كدا إنك فاشلة أوي في الكذب وخصوصا عليا
ابتسمت بمرارة وهدرت وهي تسحب يدها من قبضتها
يارتني كنت بعرف أكدب فعلا
استدارت وهمت بالابتعاد لكنه أمسك بكف يدها في لطف هذه المرة أثرت بها لمسته واستاءت من هذا فوجدت نفسها تلتفت له من جديد وتصرخ به بعصبية وهي تسحب كفها پعنف
الفصل السادس والعشرون
تراخت قبضته على كفها وتدريجيا سحب يده ببطء متطلعا لها بعينان يائسة لطالما أبدت له عن الكره الذي تكنه له في ثنايا
صدرها واعتاد أن يسمع منها ذلك الكلام لم يكن يبالي وربما لم يشعر بأنها تنبع حقا من قلبها معتقدا أنها فقط نابعة من ڠضبها منه وهذا ما يدفعها لتلك الكلمة باستمرار لكن اليوم شعر بصدق الكلمة غصبها وانفعالها من مجرد لمسة
قرأت هي معالم الحيرة الممزوجة ببعض الضيق على وجهه فاخفضت نظرها لأسفل تجده يسحب يده ببطء تاركا يدها عادت ورفعت نظرها له تتطلع إليه بصمت للحظات عابرة تتلاقي فيها أعينهم معا هو يبحث عن أشارة تأكد له تكذيب الكلمة وهي تدقق النظر في عيناه بتعجب من نظرة الخيبة الظاهرة بهم كطفل كان يصدق حقيقة ويأمل في تحقيقها وحين لم تسير السفن كما تهوى نفسه خاب أمله !
متقربش مني تاني لأن اعتقد مفيش حد فينا حابب يجرح التاني ندمك مش هيغير الحقيقة ياعدنان حتى لو أنا مقدرة ده ومتقبلة ندمك اللي متأخر مش هيغير حقيقة تهميشك ليا ولا حقيقة إنك إنت وبابا اعتبرتوني صفقة هو باع وإنت اشتريت وكمان مش هيغير أهم حقيقة وهي إنك مبتحبنيش
بس غيرني أنا وده كافي إنه ممكن يغير كل اللي قولتيه دلوقتي
بادلته الابتسامة بأخرى مستنكرة ونبرة بائسة
معتقدش
ثم استدارت وسارت لخارج الغرفة وتركته يمسح على وجهه وشعره متأففا بخنق وعدم حيلة !
رفعت كوب اللبن لفمها ترتشف منه ثم تنزله وتجيب بمضض دون أن تنظر له
صباح النور
شرد للحظة بها عندما رآها ترتشف من كوب اللبن برقة وشعرها البني يغطي نصف وجهها ونصفه الآخر منسدل على ظهرها بانسيابية وتتطاير منه خصلات قصيرة بفعل نسمات الهواء الناعمة هز رأسه بحركة نافرة حتى يستيقظ من تأثره اللإرادي بها وغمغم يعتذر للمرة الثانية
نادين إنتي لسا زعلانة مني ! والله مقصدش أنا آسف فكيها بقى وابتسمي في وشي
نادين باقتضاب دون أن تنظر له
ماني زعلانة
حاتم رافعا حاجبه مستنكرا ردها
طيب بصي في وشي الأول حتى وقولي إنك مش زعلانة عشان اصدق
التفتت برأسها تجاهه وغمغمت بابتسامة صفراء
مش زعلانة ياحاتم موضوع وانتهى خلص ما بعتقد أنه يستحق اننا نزعل من بعضنا مشانه
رد بضيق ملحوظ على معالم وجهه
حقك عليا أنا آساسا بني آدم سخيف والله وعد من هنا ورايح هخلي بالي في كلامي عشان اللي حصل ده ميتكررش تاني
علقت بتعجب وبعض الحدة
شو هاد ليش إنت ناوي تكرره مرة تاني مثلا !
حاتم موضحا لها قصده ببساطة وهو يهز رأسه بالنفي مسرعا
لا قصدي متزعليش مني تاني يعني
لانت نظراتها الحادة والتفتت بوجهها للجهة الأخرى تخفي ابتسامتها الخجلة وهي تجيب بخفوت
أي خلاص حصل خير ماني زعلانة عن جد
ابتسم باتساع وفجأة وثب من مقعده للأريكة يجلس شبه ملتصقا بها ويتمتم بغمزة مشاكسة
عن جد عن جد يعني ولا نص نص
انتفضت بفزع بسيط وحدقته مدهوشة لثواني قبل أن ترتفع قسمات الحزم لوجهها وهي تهتف
حاتم شو عم تساوي بعد هيك عني وارجع لكرسيك
لم يزيده ڠضبها إلا اتساعا في ابتسامته وهو يوميء بإيجاب مغمغما
تمام أنا كدا اتأكدت أنه عن جد فعلا
حدقته شزرا بغيظ وهبت واقفة تسير باتجاه باب المنزل مسرعة لكنها هدأت من سرعة خطواتها حين سمعته يهتف