الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه غرام

انت في الصفحة 40 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


علي فمها تمنت أن تستطيع العودة عن ما هي مجبرة عليه كما تراجعت عن فكرة الإنتحار بملء إرادتها!
بعد قليل... 
انتهت من وضع المساحيق ارتدت قناع الخلاعة خوفا من الڤضيحة لتستمر في خطأ أكبر عذر أقبح من كبيرة من أضل الكبائر.
تسللت كالعادة من المنزل بعد منتصف الليل ترتدي عباءة سوداء تخفي ما ترتديه أسفلها من ثياب ڤاضحة تلك تعليمات الشيطان الذي ينتظرها في وكره خرجت من الفناء تتلفت يمينا ويسارا اطمأنت أن سكان الحارة نيام ولم يراها أحد لا تعلم هناك زوج من العيون تتربص لها في الظلام تحرك صاحبها حينما رآها تسرع من خطواتها نحو الطريق لم يأبه لرفضها له أو چرح كرامته عندما قامت بمعايرته بفقره المماثل لها و بعمل والداته بائعة الخضروات الورقية.

لن يهتم إلي كل هذا فهدفه الآن هو معرفة ماذا تفعل أو ماذا تعمل في ذلك البناء الذي ذهبت إليه في السابق ورغم تعرضه للأذي والضړب من حراس الأمن حينها مازال علي إصرار معرفة ما تقترفه سماح ومواجهتها إذا ثبت له شكوكه الصحيحة.
توقفت علي قارعة الطريق تقرأ رسالة أخرى يخبرها هذا الخنزير القرني بوجود سيارة قادمة إليها أغلقت شاشة الهاتف وكادت تضعه داخل حقيبتها وجدت يد تقبض علي ذراعها ليجعلها في مواجهته يسألها پغضب مستطير
رايحة علي فين يا سماح
حاولت نزع ذراعها من قبضته
ملكش دعوة بيا يا عاطف وخليك في حالك أحسن لك
مش هخليني في حالي غير لما أعرف رايحة فين و كنت بتعملي إيه المرة اللي فاتت فوق في البرج
شعرت پألم أثر غرز أنامله في ذراعها
سيب إيدي بدل ما أصوت و ألم عليك الناس
صوتي عشان يشوفوكي في ساعة زي دي و بمنظرك اللي شبه البنات اللي لا مؤاخذة بيشتغلوا في الشقق إياها 
كلماته في المقام الصحيح و بدلا من إنكارها أو الدفاع عن نفسها ولو كڈبا قامت بالغير متوقع بالنسبة إليه 
و هما مالهم بيا أيوه بشتغل في شقة زفت و اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها و أنت لو اتعرضت ليا تاني مش هيحصلك كويس
كانت عينيه علي وشك مغادرة محجريهما من شدة ما يشعر به من صدمة ما قد ألقى علي مسامعه الآن ترك ذراعها وحاول تكرار كلماتها داخل رأسه حتي وصلت سيارة سوداء
توقفت وهبط منها حارس شخصي يرتدي بدلة سوداء ذو بنية جسدية ضخمة قبل أن تستقل السيارة تابعت 
و إياك حسك عينك تمشي ورايا
تاني المرة دي هاسيبك ترجع الحارة علي رجليك المرة الجاية ممكن ما ترجعش تاني 
وأشارت له نحو الحارس ذو المظهر المخيف تركته في حالة يرثي لها وصعدت إلي داخل السيارة ذات الدفع الرباعي وصعد خلفها الحارس.
انتهت للتو من تبديل ثوب الزفاف خاصتها بثوب من الحرير الأبيض خصلات شعرها الغجري تنسدل بحرية علي ظهرها تمسك زجاجة العطر وتضغط علي المكبس تتناثر ذرات العطر الأخاذ في أرجاء الغرفة طرق علي الباب يتبعها صوت زوجها الأجش
هنودي حبيبتي ممكن أدخل
اتفضل
فتح الباب فنهضت و ألتفت إليه وقف متسمرا في مكانه يتأمل ملاكه الذي أسر فؤاده منذ سنوات. 
ابتسمت علي مظهره وملامحه الثابتة وكأنه تمثالا 
مالك يا چيمي واقف عندك كدة ليه يا حبيبي
تحرك نحوها ومع كل خطوة ترتفع دقات قلبه توقف أمامها مباشرة 
اللهم صل علي النبي اللهم بارك معقولة القمر ده بقي ملكي و بين إيديا!
ابتسمت ونظرت إلي أسفل بخجل 
بس بقي أنا بتكسف
جعل يديها بين كفيه 
لاء كسوف إيه في ليلة زي دي أنتي خلاص بقيتي حلالي وأنا حلالك و ملكك أنتي كمان من النهاردة بقيتي كل حاجة بالنسبة ليا مراتي وحبيبتي وبنتي وكل أهلي وناسي
زفر ثم ألتقط انفاسه وتابع
ما تتصوريش يا هند بعد موافقتك أننا نتجوز في شقة أهلي الموضوع ده فرق بالنسبة لي قد إيه كنت خلاص فاقد الأمل و أنتي رجعتهولي من جديد
طول ما إحنا مع بعض وأنت بتحبني و پتخاف على مستعدة أتحمل أي حاجة عشانك
و أنا يا حبيبتي بوعدك للمرة التانية طول ما أنا فى نفس هاسعدك و مش هخلي نفسك في أي حاجة
تصاعدت انفاسها النابعة من جوف قلبها الذي يعشقه ظلت تحدق إليه بتيم ووله لتخرج كلمات بأعذب ألحان الهيام
أنا بحبك أوي يا چيمي
في الصباح الباكر حيث رائحة نسمات الهواء النقية التي تنعش الصدور و هنا لدي غرام كانت تنعم بالعطلة الأسبوعية لا تعلم لماذا كلما تتذكر التي تدعو ماهي وهي برفقة يوسف تشعر بالضيق والاختناق أطلقت زفرة عميقة وصوت عقلها يتحدث لا يسمعه سواها
جري إيه يا غرام معقول لحقتي تتعلقي بيه! لاء فوقي لنفسك هو ابن الأكابر و أنتي بنت الحارة و لو علي وقوفه جمبك دي
جدعنة وشهامة منه مش أكتر ما تخليش خيالك يسرح لبعيد
فاقت من حديث النفس هذا علي اهتزاز هاتفها للمرة الثلاثون دون أن تجيب و كان المتصل يوسف وهناك رقم مجهول لاتعلم من صاحبه لكنها تجاهلته أيضا. 
العودة إلي عصفورين الحب مازال يغط
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 54 صفحات